شهرُ الله الأعظمُ في حضرة القائد العَلم

 

هنادي محمّد

دُشِّـنَ شهرُ رمضانَ المباركُ لدى شعبنا اليمني وأمتنا العربية الإسلامية بـ طَلّةِ ابن البدر، القائد العَلَم سماحة السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله ويرعاه- الذي اعتلى منبرَه ليقولَ قولَه المسدَّدَ المحمَّـلَ بهدىً ونورٍ تقتبسُ منه الأُمَّــةُ ما فيه صلاحُها وزكاها وفلاحُها.

هيّأ النفوسَ المتعبة والمنهكة، ونبّهها لاستحضار أهميّة وقداسة شهر الله الأعظم؛ كونه محطةً تربوية سنوية، ومِنحةً إلهية عظيمة، وعطيّة يتفضل بها الله على عباده؛ إن احسنوا استغلالَ هذه الفرصة وتفاعلوا معها واستفادوا منها كما ينبغي؛ لتنجليَ عن قلوبهم التراكماتُ التي عَلِقت حتى ترسّبت فتسببت بتمادي الإنسان في ارتكابه للذنوب حتى أدمنها واستصعب معالجتها الممكنة حتى يسموَ بنفسه الإنسانية في مقامات مكارم الأخلاق والاندماج معها؛ ما يؤدي به لنبذ كافة المعاصي.

ربط الأُمَّــة بكتاب الله مذكّرًا إياها بالغاية الكبرى من وراء فرض الصيام “التقوى” وهو ما تفتقده أمتنا بشكل ملحوظ؛ ووضّح أن الصيام يقوي الإرادَة التي من أخطر ما يكون على الإنسان هو فقدانها؛ حينها سيصبحُ ضعيفًا قابلًا للخضوع والانكسار أمام الشهوات والرغبات التي يزينها الشيطان للإيقاع به وإسقاطه في مستنقع فاسد.

كما أن التقوى ثمرة يجب أن يحصل عليها الإنسان ويبنيها خلال شهر رمضان المبارك وليس فيما بعده؛ وذلك من خلال الحذر من المفسدات والمحبطات والالتفات للمسؤوليات.

وضع -يحفظُه الله ويرعاه- عناصرَ مهمة وعرَضَ أولوياتٍ أَسَاسية لمن أراد التزوّد كما ينبغي من المحطة الرمضانية، المدرسة الإيمانية المتكاملة والقيّمة، شهر رمضان المبارك، مما ذكر: العناية بالقرآن الكريم تلاوةً وسماعًا، تفهُّمًا ووعيًا، وتوطين النفس على التّمسك بهدى الله، أَيْـضاً الدعاء وهو العبادة العظيمة التي يغفل عنها الكثير، إن لم يكن الأغلب، ومن أسوأ النتائج للتقصير في أداء هذه العبادة هو انصراف التوجّـه عن الله وتحوله إلى الناس، ممن لا يملكون لك ضَرًّا ولا نفعًا إلا بإذنه، كذلك ليلة القدر وهي من أقدس ليالي الشهر الفضيل وهناك الكثير لا يولونها اهتماماً كما يهتمون بتوافه الأحداث، كما لم ينس التأكيد على أولى الأولويات وهو الجهاد في سبيل الله، ويكون أكثر تشريفًا للإنسان وأنمى بركة في شهر رمضان، وخير دليل غزوة بدر الكبرى التي أحدثت تحولًا نوعيًّا في تاريخ الرسالة الإلهية ومتغيرًا كَبيراً في واقع الأُمَّــة.

وتبقى القضية الفلسطينية هي محور حديث السيد القائد الذي شد على أيدي شعبنا بأن لا يتملَّلوا من الخروج في المظاهرات؛ لأَنَّه لا عطلةَ مع الصيام، بل إنَّ المواقف الجهادية والنفير من صميم التقوى، والتقصير سيؤدي إلى تعرضنا لخطورة كبيرة جِـدًّا من قبل أعدائنا؛ وهو الأمرُ بعيدُ المنال ما دام شعبنا في صدارة الشعوب الإسلامية حرية وعزة وكرامة وقوة، والعاقبةُ للمتّقين.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com