افتتاحُ معرِض صنعاء الدولي للقهوة والمهرجان التسويقي للبن بصنعاء

بن حبتور: المعرِضُ نموذجٌ من النماذج المشرِّفة لوزارة الزراعة والري وأمانة العاصمة ومنتجي ومسوِّقي البن

الوزير الثور: البن اليمني من أغلى أنواع البن في العالم والجينات الوراثية لشجرة البن نادرة جِـدًّا

الدكتور الرباعي: الاحتفالُ باليوم الوطني للبن؛ باعتباره يوماً وطنياً لإحياء موروث البن الزراعي وتراثه الحضاري

القاسمي: سيتم تنظيمُ العديد من الفعاليات في إطار أنشطة وبرامج اليوم الوطني للبن اليمني

السياني: ملوكُ الدول في الماضي كانوا يفضِّلون شربَ البن اليمني ويحرصون على امتلاكه

 

المسيرة: محمد ناصر حتروش

افتُتح بالعاصمةِ صنعاءَ، الأحد، معرِضَ صنعاءَ الدولي للقهوة والمهرجان التسويقي للبن، وهو احتفالٌ يُقامُ في الثالث من مارس كُـلّ عام، وتنظِّمُه اللجنةُ الزراعيةُ والسمكية العليا ووزارة الزراعة والري والمؤسّسة العامة لتنمية وتسويق البن.

ويحتوي المعرض لهذا العام -والذي سيستمر لمدة خمسة أَيَّـام- على العديد من الأجنحة الخَاصَّة بالشركات والجمعيات والمؤسّسات العاملة في البن بمختلف أنواعها.

وخلال الافتتاح اعتبر رئيس حكومة تصريف الأعمال، الدكتور عبد العزيز بن حبتور، فعاليات معرِض صنعاء الدولي للقهوة والمهرجان التسويقي للبن، نموذجاً من النماذج المشرفة لوزارة الزراعة والري وأمانة العاصمة ومنتجي ومسوقي البن، كما اعتبر مشاركة عدد من منتجي المحافظات الجنوبية، خطوة هامة للمعرض والتي تتزامن مع ظروف استثنائية يمر بها الوطن.

وقال بن حبتور: “صنعاء عاصمة اليمن الكبير ومن الطبيعي أن يأتي إليها الناس من جميع محافظات الجمهورية للمشاركة في فعاليات مهمة ومهرجان تسويقي للبن يرقى إلى مستوى عربي ودولي”.

من جانبه بيّن نائب رئيس مجلس الشورى، ضيف الله رسام، أهميّة تنظيم المعرض والمهرجان، للترويج لزراعة البن وتسويق إنتاجيته؛ باعتباره من المحاصيل النقدية المهمة التي يمكنها الإسهام في دعم الاقتصاد الوطني، وتوفير فرص عمل كثيرة للأيدي العاملة.

وأشاد بمستوى تنظيم فعاليات المعرض والمهرجان اللذين شهدا إقبالاً واسعاً من المشاركين والمتذوقين وبما يحظى به المعرض من تنوع لأصناف البن وفعاليات وأنشطة ترويجية.

وعلى صعيد متصل أشار وزير الزراعة والري بحكومة تصريف الأعمال، عبد الملك الثور، إلى أن “البن اليمني من أغلى أنواع البن في العالم”، لافتاً إلى أن “نمو شجرة البن في المناطق الجافة وتعرُّضه الدائم للشمس يزيد من تركيز الأروما “الزيوت الطيارة” في البن الذي تعطيه نكهة مميزة”.

وأكّـد الثور أن “الجينات الوراثية لشجرة البن نادرة جِـدًّا ولا توجد في العديد من دول العالم”.

من جانبه أكّـد نائب وزير الزراعة، الدكتور رضوان الرباعي، على أهميّة الاحتفال باليوم الوطني للبن؛ باعتباره يوماً وطنياً لإحياء موروث البن الزراعي وتراث حضاري.

وتطرق إلى التدخلات في مجال تطوير وتحسين إنتاجية البن في اليمن من خلال رسم الاستراتيجيات، حَيثُ حظيت زراعة البن خلال الثلاث السنوات الماضية باهتمام في إطار استراتيجية تطوير وتنمية البن، وتم تنفيذ حزمة متكاملة من البرامج التسويقية والتنشيطية لتنمية وتطوير إنتاجية البن محلياً وخارجياً.

وفي السياق ذاته ذكر مسؤولُ وحدة البن في اللجنة الزراعية والسمكية العليا، محمد القاسمي، أنه “سيتم تنظيم العديد من الفعاليات في إطار أنشطة وبرامج اليوم الوطني للبن اليمني الذي تحتفي به الجمهورية اليمنية في الثالث من مارس من كُـلّ عام؛ للتعريف بالبن اليمني والترويج له لاستعادة أمجاد وعراقة هذا المحصول الاستراتيجي والنقدي المهم والنهوض به ليكون رافداً مستداماً للتنمية في اليمن”.

 

البنُ عودةٌ الإرث التاريخي لليمن:

وفي السياق أكّـد عددٌ من مشاركي المعرض على أهميته ودوره الكبير في التسويق لمنتج البن اليمني التاريخي وإعادة مجده التليد.

ويتواجد في المعرِضِ الدولي جناحٌ خاصٌّ بالتوثيق الوطني الخاص بشجرة البن اليمنية الأصيلة، حَيثُ يعود تاريخها لما قبل 200عام بحسب ما يؤكّـده الدكتور عبد الله السياني، رئيس المركَز الوطني للوثائق.

ويبين السياني أن “المركز الوطني للوثائق يحتوي على مئات الوثائق الدالة على الإرث التاريخي للبن اليمني وأصالته، حَيثُ ارتبط البن باليمن عالميًّا”، موضحًا أن “ملوك الدول في الماضي كانوا يفضّلون شرب البن اليمني ويحرصون على امتلاكه من خلال طلب اليمن توريده إليهم”، مؤكّـداً أن “أكبر دول العالم كبريطانيا وأمريكا وغيرها من الدول الأُورُوبية والأسيوية كانت تستورد البن اليمني”.

وذكر أنه “في الماضي كان يتسابق مئات الشركات الأجنبية في استيراد البن اليمني لجودته الأصيلة عبر ميناء المخاء للحد الذي ارتبط اسم الميناء باسم البن اليمني”، لافتاً إلى أن “إقامةَ معرِضِ البن تُعيدُ لليمن تاريخه التليد في الجانب الزراعي، كما عاد مجده في الجانب العسكري بموقفه المشرف في مساندة غزة”.

وأشَارَ إلى أن “اليمن -بفضل الله- يستعيد تاريخه العظيم في الجانب الزراعي والعسكري، وغداً بإذن الله سينهض في الجانب الصناعي”، مشدّدًا على أن “شجرة البن المزروعة في العديد من دول العالم تعود أصولها إلى اليمن”.

أما مؤرخ تاريخ اليمن المصور محمد حسن العمري، فأكّـد أن “اليمن هو أول من اكتشف شجرة البن قبل 550 عاماً، وقام بتصديره لمختلف بلدان العالم”.

وأوضح أن “جودة البن اليمني جعلت العديد من بلدان العالم تدخل في نزاعات وصراعات؛ مِن أجل الحصول على المنتج كما حدث من صراع بين فرنسا والنمسا”، مؤكّـداً وجود وثائقَ مصوِّرة لرحَّالات رسموا شجرةَ البن وذكروا أنواعَه ومناطقه المتواجدة في اليمن.

وذكر أن “التجار الهولنديين كانوا أكثر البلدان المستوردة للبن اليمني؛ إذ أخذوا بذرة من البن اليمني وزرعوها في البرازيل.

 

165 مشاركاً في المعرض:

من جانب متصل قال رئيس المؤسّسة العامة لتنمية وتسويق البن اليمني، مانع العسل: إن “الهدف من إنشاء المؤسّسة هو تنمية وتسويق البن اليمني بما يحقّق زيادة الإنتاجية والجودة والكفاءة والاستدامة”.

وأوضح أن “المؤسّسة أنشئت بقرار رئاسي رقم 9 لعام 2023م؛ بهَدفِ الارتقاء بمحصول البن وإعادة إرثه التاريخي”، مُشيراً إلى أن “المؤسّسة ستعمل على تنظيم العمل في قطاع البن ابتداء بالمزارع مُرورًا بالوسيط ثم التجار؛ وذلك بما يضمن حقوق الجميع”.

بدوره أوضح المهندس علي أحمد الهارب، أن “عدد المتقدمين في المهرجان لعام 2024م 350 شركة متخصصة في مجال القهوة”، مبينًا أنه “تم اعتماد 165 شركة، بالإضافة إلى احتواء المعرض العديد من الأنشطة والفعاليات”.

وأكّـد الهارب أن “معرض البن يهدف للتسويق للبن اليمني وإعادة إرثه التليد المرتبط منذ أكثر من 800 عام”، مؤكّـداً أنه “يتم الاحتفاء بالبن اليمني في أكثر من خمسين بلداً أجنبياً”، موضحًا أن “العديد من السفارات اليمنية والقناصل اليمنية يحيون مهرجان البن سنوياً”.

وأكّـد المشاركون في مهرجان البن أن “المعرِضَ فرصةٌ لتسويق البن اليمني وتعريف العالم بجودة وأصالة البن اليمني”، مؤكّـدين أن “القيادة السياسية تولي اهتماماً بالغاً بمحصول البن من خلال التسويق للمنتج والحد من استيراد البن الخارجي”.

وأوضح أحمد الهمداني -مسؤول جناح شركة الهمداني موكا في معرض البن، أن “الشركة تقوم بتصدير ما يقارب 1500 طن سنوياً إلى الخارج”، لافتاً إلى أن “حصار العدوان أَدَّى إلى زيادة تكلفة محصول البن اليمني وبالتالي عزوف المستهلكين عن المنتج؛ بسَببِ كلفة الشراء”.

وبيّن أن “قرار القيادة السياسية في منع استيراد البن الخارجي سيسهم في ازدهار البن اليمني والحفاظ على قيمته الشرائية بما يفيدُ المستهلك والعاملين في مجال البن”.

ويلفت أن “هناك العديد من أنواع البن اليمني ذات الجودة العالية أبرزها: المطري والبرعي والحرازي والحفاشي واليافعي والحيمي والإسماعيلي والريمي والوصابي والحمَّادي والمحويتي والبرعي والأهجري والعديني والصبري والصعدي”.

من جهته يذكر يحيى شجاع الدين -مسؤول جناح شركة حوار موكا بالمعرض، أن “البن الحواري من أجود أنواع البن اليمني وأنه سمي بالحواري نسبة إلى منطقة حوار بمديرية القفر محافظة إب”.

وبيّن أن “جودة البن الحواري العالية جعلت البن يتصدر إلى بلدن أُورُوبية”، داعياً الجهات المعنية الاهتمام بمنطقة حوار والاستثمار فيها.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com