أمةٌ تلبسُ الذِّلة عدا القِلة تنهضُ منفردة

 

فضل فارس

إن استهداف البشرَ وتجويعَهم من قبل العدوّ الإسرائيلي المجرم في قطاع غزة قد أصبح مستساغًا عامِداً ويفعلُ بدون اكتراث ولا رادع، وهذا يعتبر انتهاكًا صارخًا لكل القوانين واللوائح الدولية.

هل من تحَرُّكٍ شريف يوقفُ ذلك الإجرام، ويُشبِعُ بطونَ الجوعى النازحين المهجَّرين في العراء، ويمنعُ اجتياح رفح وَارتكاب أبشع المجازر فيها؟!

أين هي الأُمَّــة المسلمة التي قد نهضت يوماً بتوجيه المصطفى محمد لتلبّيَ نداءَ امرأة هُتك سترُها في إحدى القرى اليهودية التي كانت منتشرةً حول المدينة آنذاك، حَيثُ قال المصطفى -عليه وَآله أفضلُ الصلاة والتسليم- يومذاك بعد أن دعا المسلمين إليه وكان الوقت يدنو من صلاة العصر: (من كان يؤمنُ بالله واليوم الآخر فلا يصليَنَّ العصر إلَّا في بني قريظة).

دعا الرسول الأكرم يومَذاك المسلمين للتحَرّك غضباً ونخوةً ونجدةً إسلاميةً؛ ليلبِّيَ وينصُرَ تلك المرأة في ذلك الزمان.

أين هي اليوم يا رسول الله تلك الأُمَّــة المسلمة وكيف غابت عِزَّتُها ونخوتُها؟!

لماذا ارتضى خَلَفُها وبقيَّتُها ما يحصل في مسراك وسكان فلسطين المظلومين المقهورين؟!

اليوم ويا للأسف والخجل منك وعذراً يا رسول الله فَــإنَّ شعباً بأكمله بجميع شرائحه وَطوائفه الرجال والنساء الأطفال والعجزة يُقتل ويباد قتلاً وجوعًا ويُنتهك عُرضه ويُداس بالأقدامِ الصهيونية والأمريكية ولا من ناصرٍ أَو مغيث!

مسراك يا رسولَ الله يُنتهك ويُدنَّس ويُنَجَّسُ تحت مرأى ومسمع جُلِّ أمتك الذليلة المسلِّمةِ قِيادَها لأعدائها من اليهود والنصارى!

إن أمتَك يا رسول الله أصبحت وبدون ما ذرة من إباء وكرامة تتفرَّج وتكتفي بالشجب لما يعملُ اليهودُ في بعضٍ منها!

إن ثُلَّةً قليلةً من أمتك اليومَ يا رسولَ الله -وبِها فقط يكفيك أن تفخرَ- فيما قد بَقِيَ منك ومن تعاليمك المُحِقَّة تنهَضُ وحيدةً بالمسؤولية وتستمسكُ بالدين والراية المحمدية وبالعترة وَبالعُرف الإنساني.

أُولئك هم أنصارُك الأُوَّلُ وأحفادُك المطهَّرون من وفقط استطاعوا -رغم التكالب والتآمر العالمي عليهم- أن ينصروا إخوانَهم في فلسطين.

كما أنهم يا رسول الله وعلى خلفيةِ موقفِهم الشُّجاع لم يَسْلَمُوا أَيْـضاً من جَورِ الجائرين ونفاق الأقربين!

يحارَبون؛ مِن أجلِك وَيكادون.. ولَكنهم -وهي الرحمةُ من الله لهم- بالله وبك وقرناء القرآن من أحفاده ثابتون متمسكون وَمنتصِرون، والعاقبة للمتقين.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com