قراءة خَاصَّة في كلمات السيد القائد الأسبوعية..

غزة بين مطرقة العدوان الثلاثي وسندان التسويف والتخاذل الأممي والعربي

 

المسيرة | عبد القوي السباعي

فيما يواصلُ العدوُّ “الإسرائيلي” حربَ الإبادة الجماعية على قطاع غزة؛ ولليوم الـ147 على التوالي، يواصل بث الأكاذيب والادِّعاءات الزائفة حول حقيقة ما يجري، في المقابل تكتفي الدول الأُورُوبية والمجتمع الدولي وكذا أمريكا صاحبة “الضوء الأخضر” والدعم اللامتناهي للعدوان بوصف كُـلّ ما يجري على أنه “مثير للقلق”، لتتواصلَ الجريمةُ التي يرى فيها مراقبون استمراراً لسياسة “صهيوأمريكية” متواصلة تسعى لممارسة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي بحق أهل غزة مع سبق الإصرار والترصد.

هُنا اختفت كُـلّ الأصوات والمواقف إلا من صوتٍ واحدٍ وموقفٍ جامع تجسد في موقف الجمهورية اليمنية قيادة وشعباً وجيشاً؛ إلى جانب كُـلّ أحرار العالم الناهضين لنصرة القضية الفلسطينية ومظلومية أهل غزة والمندّدين بالعدوان الثلاثي عليهم، وكان لكلمة السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، الخميس الفائت، كما هي في كُـلّ أسبوع المساحة الأكبر في سجل عبارات التبصير وترسيخ الوعي والإدراك نحو العدوّ الحقيقي للأُمَّـة، ليبدأ مؤكّـداً بالقول: إن “العدوّ الإسرائيلي يواصل مسلكه الإجرامي على أعتاب الشهر السادس بحماية وشراكة أمريكية وغربية وتخاذل عربي واسع”.

وفي كلمته الأخيرة وصف السيد القائد عبد المك الحوثي، ما يجري على الأرض الفلسطينية في غزة يفوق أي خيال، معتبرًا “ما يجري شمال القطاع فوق مستوى الكارثة واضطر الأهالي لأكل أوراق الشجر وأعلاف الحيوانات”، مُشيراً إلى أن “العدوّ الإسرائيلي يحث الأهالي في شمال القطاع على النزوح للتخلص من هذه المشكلة”، ومؤكّـداً أن العدوّ لا يمتلك أدنى المعايير الأخلاقية في الحرب، في إشارة إلى أن “من تحَرّك من أهالي شمال غزة عبر الشوارع التي حدّدها العدوّ ليعبروا منها بأمان استهدفتهم الدبابات والقناصة”، وأن “جميع الأطفال يواجهون المجاعة و95 % من السكان لا يحصلون على ما يشبع جوعهم”.

لقد اعتقدت أمريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني أن لا أحد يجرؤُ على الوصول إليهم أَو لمُجَـرّد التفكير في قتالهم، لكن بعد الـ7 من أُكتوبر عرفوا جيِّدًا أنهم وقعوا في مصيدة لم يتوقَّعوا على الإطلاق أن يصلوا إليها، وبالتالي اعتبر السيد القائد أن “العدوّ فشل في القضاء على المجاهدين في قطاع غزة واستعادة أسراه فشلاً ذريعاً”، مُشيراً إلى أن “هناك صموداً وصبراً وثباتاً للمجاهدين بشكل غير مسبوق ولا يزالون يقاتلون ببسالة وفاعلية وتأثير وتنكيل بالعدوّ في محاور غزة”، وأن “الخسائر في صفوف العدوّ اعترف بها من يسمى بوزير الدفاع الإسرائيلي بقوله: “الأثمان التي نتكبَّدُها باهظة”.

ورأى السيد القائد، أن الحقيقةَ الوحيدةَ على هذه الأرض هي النصر، رغمَ كُـلّ الدماء والشهداء، وقال: إن “من بشائر النصر الأزمة النفسية التي وصفها من يسمى بوزير الصحة لدى العدوّ الإسرائيلي بأنها غير مسبوقة”، مُشيراً إلى أن “هناك مسؤولية كبيرة على الأُمَّــة الإسلامية في العالم العربي وفي غيره تجاه المأساة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، على الأُمَّــة مسؤولية والتزام إيماني وإنساني وأخلاقي بمساندة الشعب الفلسطيني ونصرته والوقوف معه”.

لافتاً إلى موقفِ العرب والمسلمين، لو أنهم “قدموا الدعم لأهالي غزة والمجاهدين لكانت الفاعلية مضاعفة ولتمكّن الشعب الفلسطيني بمعونة الله من حسم المعركة مع العدو”، متسائلاً، “لماذا أمتنا الإسلامية مكبلة ومستوى دعمها للشعب الفلسطيني لا يكاد يذكر في مقابل الدعم الأمريكي والغربي المفتوح للعدو؟”، محذراً في الوقت نفسه من أن “المسار العربي تجاه القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي مسار تراجع، وصل إلى درجة التطبيع مع العدو”، وموضحًا ما يجب أن تكون عليه القضية الفلسطينية وما تعنيه بالنسبة للعرب؛ “إنسانياً ودينياً وأخلاقياً ولها ارتباط تام بأمنهم ومصالحهم الحقيقية”؛ إذ “لا يمكن للعرب أن يتنصلوا عن مسؤوليتهم فلذلك تبعات خطيرة عليهم في الدنيا وفي الآخرة”.

هُنا يؤكّـد السيد القائد على أنهُ ورغم من مضي أكثر من 75 عاماً من كذب الولايات المتحدة والأنظمة الغربية وكذب “إسرائيل”، واستمرارهم في الكذب على العالم أنهم أقوياء ودعاة للحرية ويساندون حقوق البشر والإنسان، إلا أنهم سقطوا كما سقطوا في غيرها، وأوضح، أن “الدول الغربية وعلى رأسها أمريكا في تناقض تام ومعاكس بشكل كامل مع العناوين التي يرفعونها ويدعون أنهم رعاتها”، مُشيراً إلى أن “العدوان القائم على غزة فضح ادِّعاء الغرب وأمريكا وتشدقه بالعناوين”.

وفي إشارة إلى “حجم الإجرام الصهيوني الذي تشارك فيه أمريكا بشكل مباشر ويسانده الغرب تجاوز كُـلّ التصور وانتهك كُـلّ المحرمات”، وأن “الإبادة الجماعية عنوان رهيب وفظيع وخطير لا ينبغي أن يمر على مسامعنا بشكل عادي”، لكن ومع تفاقم المأساة وبشاعة العدوان وتسويف المنظمات الأممية وصمتها ومع الخذلان العربي إلا أن العدوَّ يفشلُ بشكل واضح في تحقيق أهدافه المشؤومة والسيئة.

كلام السيد القائد أوضح أن قدرة غزة ومقاومتها في الصمود والثبات أكبر من كُـلّ قوتهم السياسية والعسكرية والإلكترونية وحتى النووية، وسلط الضوء على أن “الكثير من الدروس والعبر ينبغي أن تأخذ نصيبها من الاهتمام والعمل والاستعداد والإجراءات والتوجّـهات والمواقف والسياسات”، معتبرًا أن “المسألة ليست مسألة أحداث طارئة تحصل ثم تنتهي بمُجَـرّد صفقة أَو مساومة أَو تهدئة مؤقتة وانتهى الأمر”، بل إن هناك صراعًا له خلفياته وجذوره؛ داعياً إلى أنه “يجب أن نحمل الوعي الصحيح تجاه العدوّ وتجاه طبيعة هذا الصراع معه”؛ إذ “لا نجاة للمسلمين إلا بأن يقفوا في هذا الصراع موقف القرآن الكريم وموقف الإسلام وأن يتعاملوا بمسؤولية تجاه هذه القضية”.

وعن ما يحدث اليوم في محافظتي غزة والشمال مثلاً هو سعي العدوّ بشكلٍ أكبر لتفريغ أكثر من 700 ألف فلسطيني رفضوا الرضوخ لسياساته وإجرامه، وأصروا على الصمود رغم كُـلّ المحاولات التي وصلت حَــدّ ارتكاب “جريمة حرب التجويع” أمام مرأى ومسمع العالم ومنها العربي والإسلامي ومنظماتها، أراد السيد القائد للدول العربية والإسلامية التي لم يعد فيها أي شيء مهم يتعلق بالخطر الصهيوني اليهودي على أمتنا أن تعي جيِّدًا أن “العدوّ الإسرائيلي عمل على تغييب القضية الفلسطينية والأقصى من الإعلام والسياسة والتوجّـهات والمواقف وأخرجها عن دائرة الاهتمام؛ لأَنَّ، “هناك استهدافاً لأمتنا الإسلامية في الوطن العربي وغيره في كُـلّ عناصر القوة المعنوية والمادية”.

ولأَنَّ الأعداء أغرقوا الأُمَّــة في الفتن والنزاعات والأزمات والانقسامات مع دفع كبير جِـدًّا ليتفاعل ويستجيب معها، يخلص السيد القائد بالقول محذراً: من أن “هناك سعياً لتوجيه الولاء في أوساط هذه الأُمَّــة لليهود وتطويعهم لصالح الأعداء، لا بُـدَّ للأُمَّـة أن تستفيقَ من غفلتها وأن تتحَرّكَ وفق مسؤوليتها بوعي وبصيرة لتحظى برعاية الله”، موضحًا أن “في ثبات المجاهدين في غزة وإلحاق الخسائر بالعدوّ والتماسك في مواجهة العدوّ درسًا وعبرةً لكل المسلمين”.

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com