فعاليةٌ سياسيةٌ في صنعاءَ حول أبعاد ودلالات معركة البحر الأحمر

الفريق الرويشان: اليمن كسر حاجز الخوف وأثبت للعالم بأن من تدعمُه أمريكا لا يمكن أن يكون قوياً

القاضي المحبشي: خطاباتُ السيد القائد تقدِّمُ دروساً في السياسة الإسلامية؛ باعتبارها قِيماً ومبادئَ في وجه الواقع السيء

بركة: اليمنُ توَّجَ مواقفَه الرسمية والشعبيّة بالمناصرة والدعم ليس بالقول فقط وإنما بالفعل والمشارَكة العسكرية

 

المسيرة – خاص

أكّـد نائبُ رئيسِ الوزراء لشؤون الدفاع والأمنِ، الفريق الركن جلال علي الرويشان، أن “الموقف اليمني لا يزال ثابتًا ومُستمرًّا ومتصاعدًا بشرطه الوحيد، وهو: وقف العدوان الصهيوني على غزة والسماح بدخول الغذاء والدواء إليها”.

وقال خلال مشاركته، أمس الاثنين، في ندوة للمنتدى السياسي بعنوان (أمن البحر الأحمر والأطماع الدولية ومواقف الدول المشاطئة، والموقف اليمني المساند لفلسطين): “إن عملية (طُـوفان الأقصى) كسرت حاجزَ الخوف الفلسطيني ونفت نظريةَ الجيش الإسرائيلي الذي لا يُقهر”، مؤكّـداً أن “الموقفَ اليمني كسر حاجزَ الخوف العربي والإسلامي وأثبت للعالم بأن من تدعمُه أمريكا وبريطانيا لا يمكنُ أن يكونَ على حقٍّ ولا يمكن أن يكون قوياً”.

وأوضح أن “الموقفَ اليمني المساند لغزةَ ينطلقُ من كونه موقفاً دينياً وأخلاقياً وإنسانياً، وينطلِقُ من الثقافة القرآنية التي تشكِّلُ الهُــوِيَّةَ الإيمانية الحقيقية للشعب اليمنيّ وقيادته”.

وأشَارَ إلى أنه “موقفٌ سجَّله الشهيدُ القائدُ السيد حسين بدر الدين الحوثي -رضوانُ الله عليه- في البداياتِ الأولى للمشروع القرآني، الذي أكّـد أن أمريكا في الواقع قَشَّةٌ وليست عصا غليظة”، منوِّهًا إلى أن “موقف اليمن كذلك سياسي وعسكري وشعبي تتوحد فيه القيادة والمؤسّسات الرسمية والقوات المسلحة والأمن وجماهير الشعب؛ بمعنى أنه يتم تنفيذُه بكافة الوسائل السياسية والعسكرية والشعبيّة”.

وتطرق الرويشان إلى الغارات الأمريكية البريطانية على اليمن، مؤكّـداً أنها “محاولات بائسة ويائسة لثني اليمن عن موقفه المساند والداعم لغزة”، لافتاً إلى أن “معظم دول العالم تدرك أن الموقف اليمني المشدّد على ضرورة وقف العدوان الصهيوني على قطاع غزة ينطلق من دوافع إنسانية”، مبينًا أن “الأمريكي يحاولُ أن يؤثِّرَ على دولِ العالم بأن الموقفَ اليمني سيؤدِّي إلى خسائرَ اقتصادية، وركود عالمي، في محاولةٍ بائسةٍ منها؛ لربط الموقف اليمني الداعم لغزة بالاقتصادي العالمي”.

وسرد الفريق الرويشان في ورقته المقدَّمة إلى الندوة، الأهميّةَ الاستراتيجية للبحر الأحمر، والأطماع الأمريكية والبريطانية والصهيونية فيه.

وقال: “إن الاستعمارَ البريطاني الذي كان يديرُ عملياتِه العسكريةَ والاستخباراتيةَ من عدنَ في فترة الاستعمار في سبيل السيطرة على البحر الأحمر والبحر العربي وخليج عدن ومضيق باب المندب حاول أن يركِّزَ جزءًا من اهتمامه على جزيرة كمران (حارس البحر الأحمر)، حَيثُ ظلت جزيرة كمران اليمنية عرضة لأطماع القراصنة والمستعمرين الغزاة على مر العصور”.

وواصل: “لا تزال بريطانيا تدرك أهميّة البحر الأحمر وضرورة أن يكون لها نفوذ؛ فصدرت نظم التسليح البريطانية إلى بعض الدول المطلة عليه مثل (مصر- السعوديّة – الكيان الصهيوني)، واتجهت نصف التجارة البريطانية إلى شرق البحر الأحمر (دول الخليج العربي بشكل رئيس) كما حافظت على دورها في الجهود الدفاعية لحلف شمال الأطلسي، وتحتفظ ببعض القطع البحرية في البحر الأحمر، ضمن الإطار العام للحلف، واستراتيجيته في المنطقة، وتتواجد قواتها ضمن القوات المشتركة في منطقة الخليج والبحر الأحمر”.

وبخصوص الأطماع الصهيونية أوضح الفريق الرويشان أنه “بخِذلان عربي ودعم أمريكي وبريطاني ومنذ عام 1949م، وصل الكيان الصهيوني إلى شواطئ البحر الأحمر في منطقة إيلات “أم الرشراش”، حَيثُ تمكّنت من السيطرة عليها، حتى منع الاتصال البري بين مصر والأردن، برغم أنه احتل المنطقة المذكورة في وجود وحدات عسكرية من الجيوش العربية الأردنية والمصرية والعراقية التي كانت تُرابِطُ في مثلث النقب وصحراء سيناء وغزة، وبهذا الاحتلال الصهيوني لهذه المدينة أصبح أمن البحر الأحمر خارج نطاق الأمن القومي العربي”.

ولفت إلى أن “إسرائيل ركّزت في نظرية أمنها القومي على البحر الأحمر، على الرغم من قصر ساحلها المطل عليه، والذي يبلع طوله 7 أميال فقط، غير أنها ركزت جهودها على اعتبار أن البحر الأحمر من مقتضيات أمنها القومي بوصفه يقع ضمن اتّجاهها الاستراتيجي الجنوبي، ومنها كانت السيطرة على البحر الأحمر هدفاً للسياسة الصهيونية، وبدأ اهتمامها منذ وقت مبكر بإفريقيا، وخَاصَّة بإرتيريا، من خلال بناء قواعد عسكرية فيها”.

 

الأمريكي يمارسُ دوراً أصيلاً:

من جهته قدَّمَ عضو المكتب السياسي لأنصار الله، القاضي عبد الوهَّـاب المحبشي ورقةً بعنوان (السياسة في الإسلام.. مقاربةٌ في خطابات قائد الثورة ودلالاتها في معركة الفتح الموعود “جبهة البحر الأحمر”)، متطرقاً إلى جملة من العناوين التي يركز السيد القائد عليها في كلماته المتعلقة بالقضية الفلسطينية ومستجدات الأحداث في المنطقة.

وأشَارَ القاضي المحبشي إلى أن “السيدَ القائدَ يركِّزُ في خطاباته على ما يرتكبه العدوّ الصهيوني من جرائمَ متوحشةٍ بحق الشعب الفلسطيني، من خلال التذكير المُستمرّ الذي تحتاجُه الشعوبُ العربية والشعب اليمني والأمة الإسلامية بشكل عام”، لافتاً إلى أن “السيدَ يواجهُ بالتذكير التفصيلي سياسةَ الترويض الذي تحرِصُ عليها الماكيناتُ الإعلامية الأمريكية والعاملة”.

وأكّـد أن “السيدَ عبدَ الملك من خلال خطاباته يقدّمُ دروساً في السياسة الإسلامية؛ باعتبار السياسة في الإسلام قِيَمًا ومبادئَ في وجه الواقع السيء، وأنها فنُّ الثبات القيمي حتى التغيير، وأن المستحيل هو في النفوس”.

كما تطرق القاضي المحبشي إلى فضحِ الدور الأمريكي الذي يتقمَّصُ دورَ راعي السلام، مؤكّـداً حقيقَةَ هذه الحرب بأنَّ “الأمريكي يمارسُ فيها دوراً أصيلاً وليس مسانداً فقط للكيان الصهيوني في كُـلّ المحافل الدولية”.

وأشَارَ إلى أهميّة رفع وعي الشعب اليمني والعربي بمستوى تماهي الإسرائيلي والأمريكي الذين ينطلقون طاعةً للصهيونية العالمية المهيمَنة على العالم، وكذا فضح الأنظمة السياسية العربية التي تحرص على تعويمِ الأمريكي في أوساط النخب على التفريق بين الصهيوني الإسرائيلي وبين الأمريكي.

كما تطرق إلى أهميّة تحصين الوعي الشعبي والنخبوي لدى الجميع وأن يكون المجتمعُ الإسلامي على بيِّنة من العدوّ الذي يقاتله.

وكشف القاضي المحبشي عن فشل وخيبة العدوان الأمريكي البريطاني في تحقيق أية نتائج، مؤكّـداً استمرارَ الموقف اليمني في البحر حتى وقفِ العدوان على قطاع غزة، والردِّ على الدعايات الأمريكية المعادية.

وقال المحبشي: “إن تركيزَ السيد القائد في هذا المحور بتوضيح أثر عمليات البحر الأحمر يرد على مزاعمِ مَن يدَّعي أن هذه العمليات منفصلةٌ عما يجري في قطاع غزة، ويوضح خسائرَ العدوّ الصهيوني والأمريكي والبريطاني بعد عدوانهم والتأكيد على مبدئية الموقف لمساندة فلسطينَ”.

 

قول وفعل:

وعلى صعيد متصل، أشاد ممثل حركة الجهاد الإسلامي في اليمن، أحمد بركة، بالموقفِ اليمني -قيادةً وشعباً- المسانِدِ لفلسطينَ منذ الساعات الأولى لمعركة (طُـوفان الأقصى)، كما أشاد بخروج ملايين اليمنيين في ساحات وميادين العاصمة صنعاء والمحافظات؛ دعماًّ وإسناداًّ للمقاومة الفلسطينية؛ وتأكيداًّ على الموقف الثابت والمبدئي في دعم ومناصرة القضية الفلسطينية.

وأوضح أن “اليمن توج مواقفَه الرسمية والشعبيّة بالمناصرة والدعم ليس بالقول فقط، وإنما بالفعلِ على الواقع من خلال المشاركة العسكرية، بالرغم من البُعد الجغرافي”، واصفاً الموقفَ اليمني بالموقف الشجاع والذي حظي بالثناء والإشادة فلسطينياًّ وإقليمياًّ ودوليًّا حسب قوله.

واستعرض بركة خلال ورقة عمل قدمها بالندوة مراحل تشكيل غرفة العمليات المشتركة لفصائل المقاومة، بداية بنشأة وتكون النواة في العام 2008 وُصُـولاً إلى العام 2018، منوِّهًا إلى توسُّع الغرفةِ المشتركة لتشملَ عدد 12 فصيلاً عسكريًّا فلسطينياً.

وأكّـد أن “عمليةَ (طُـوفان الأقصى) قدَّمت نموذجاً حياً لعمق الوَحدةِ بين فصائل المقاومة وكسرت حاجزَ المواجهة متعددة الساحات مع الاحتلال الصهيوني”.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com