ثابتون حتى النصر

 

أسماء الجرادي

هَـا هو الشعب اليمني وللأسبوع العشرين يخرج في مسيرات مليونية كبيرة بلا كلل أَو ملل وبشكل تصاعدي في مشاهد تثلج الصدور وترفع رأس كُـلّ مواطن ما زال في قلبه غيرة على دينه وأمته، مشاهد استثنائية لم تخرج في أي بلد كما هي في اليمن، يخرج الجميع ينادون ويتمنون أن يفتح لهم المجال للذهاب لتحرير فلسطين، يتزاحمون في الطرقات والساحات لإيصال صوتهم للعالم ولأهالي فلسطين، بأننا معكم نشعر بكم وبأوجاعكم، ونحن ثابتون سنداً وعوناً لكم على الصمود، وأن هذه الجموع مستعدة للجهاد والدفاع عن اليمن وفلسطين وتطهير الأرض العربية من دنس اليهود الغاصبين.

وعلينا هنا التأكيد أن هذه الجماهير المحتشدة في ساحة السبعين في صنعاء وساحات المحافظات ما هي إلا قلة قليلة من أبناء الشعب اليمني الداعمين لفلسطين؛ فهناك أضعافهم في أرياف اليمن عجزت عن الحضور للساحات، ومثلهم من المغتربين في مناطق ودول أُخرى لو استطاعوا الحضور لحضروا، ولو استطاعوا لذهبوا يدافعون عن إخوتهم المظلومين في فلسطين؛ فهم يفدونهم بدمائهم وأموالهم، وهم متعطشون لجهاد العدوّ الإسرائيلي والثأر منه لكل الدماء التي سفكها في فلسطين منذ أن حطت قدماه على هذه الأرض المقدسة، إنهم جيل محمد الدرة وما بعده من الأطفال الشهداء، سوف يأتي اليوم الذي يثأرون لهم ولجميع الدماء التي تُسفك اليوم، وسيرحل العدوّ خاضعاً ذليلاً كما رحلت بريطانيا من أرض اليمن صاغرة وهي الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس، وكما رحلت فرنسا عن الجزائر بعد أن قدمت مليون شهيد، أما هؤلاء فما هم إلا لقطاء العالم جمعتهم أمريكا وبريطانيا أفراداً لتضعهم في قلب الوطن العربي للسيطرة عليه، ولكن الطوفان قد بدأ ولن ينتهي إلا بتحرير بيت المقدس، وهَـا هي أمريكا و”إسرائيل” اليوم يتخبطون هنا وهناك فهم مصابون بجنون العظمة لم يستوعبوا أن هذه الجماعات الإسلامية الصغيرة تقاومهم وتواجههم بهذه البسالة والعنفوان، فيقومون بالضرب بكل ما لديهم من قوة عسكرية على الأطفال والنساء لإثبات قوتهم وإبادة شعب فلسطين وإخافة البعض الآخر لكي يستسلم ويرحل ولكنهم فشلوا والآن هزموا، وقربت نهايتهم مع كُـلّ روح تزهق وكل جريمة ترتكب، وكما هو الشعب الفلسطيني ثابت على مبدئه وصامد في أرضه برغم وحشية العدوّ التي ليس لها مثيل في الحياة البشرية، هَـا هو الشعب اليمني ثابت وسيبقى ثابتاً مع قادته وقواته المسلحة حتى النصر، وما دام والشعب العظيم قد دخل في المعركة فلن تنتهي إلا بانسحاب العدوّ وهزيمته بعون والله وقوته، والجميل في الأمر أننا وعلى مدى الزمن لم نجد رئيساً يدعو الشعب اليمني للخروج في مظاهرات دعمًا للشعب الفلسطيني، كان الشعب اليمني هو من يخرج ويدعو الرئيس للعمل على دعم القضية الفلسطينية؛ فيما اليوم قائد الثورة هو من يدعو الشعب للخروج ويشجع على الاستمرار على هذا النهج وعدم الملل أَو الفتور، هو من يرفع معنويات الشعب، اليوم هناك علاقات متكاملة بين القيادة والشعب، القائد يوجه الشعب والشعب يطالبُ القيادة وتستجيبُ القيادة لنداءات الشعب وتقوم بواجباتها في دعم فلسطين، ونحن اليوم فخورون بقيادتنا فخورون بهذا التآلف الحميمي بين الشعب والقيادة والأمة الإسلامية، الجميع صامد وثابت على قرار واحد: الثبات والنضال حتى النصر، وماضون في التصعيد كلما استمر العدوّ وصعد في جرائمه، وَإن نصر الله قريب، وكما قال تعالى: (أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ).

++++

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com