جذورُ الإرهاب.. أمريكيةٌ بريطانية

 

هاشم أحمد وجيه الدين

عبر التاريخ تمارسُ أمريكا ومعها بريطانيا زراعةَ الإرهاب والعناية به وتطويرَ وتحديثَ آلياته والدفاع سياسيًّا وعسكريًّا وأمنيًّا عن مكوناته، فكما زرعت هاتان الدولتان الكيانَ الصهيوني الإرهابي في خاصرة الدول العربية وتعهدتا بحمايته ورعايته ودعمه في مختلف المجالات والدفاع عن ممارساته الإرهابية بحق فلسطين وشعب فلسطين على مدى 75 عاماً، وقامت بتمويل ورعاية حملات ثقافية وإعلامية باستخدام جماعات وأحزاب دينية عربية لتدجين الشعوب العربية والإسلامية وتزييف وعيها وتوجيه بوصلة العداء باتّجاه أعداء وهميين صنعتهم الثقافات الباطلة والمنحرفة لهذه الجماعات والأحزاب الممولة أمريكياً وبريطانياً، وهم في الحقيقة من يحملون الثقافة الإسلامية والقرآنية الصحيحة التي تتعارض مع مشروع الهيمنة الأمريكية والبريطانية وتواجهه ثقافيًّا وسياسيًّا وعسكريًّا وأمنيًّا.

لقد تجلت التحَرّكاتُ الأمريكية والبريطانية في دعم وصناعة الإرهاب في تبني هاتَين الدولتَين الدفاع عن الكيان الصهيوني الإرهابي فيما يرتكبه من جرائم إبادة جماعية بحق أبناء غزه منذ الـ7 من أُكتوبر وحتى هذه اللحظة من خلال إمدَاده بالأسلحة والمعدات الحربية التي يستخدمها بإفراط ودون أي رادع لارتكاب جرائمه الإرهابية، وكذلك التدخل المباشر لجيوش هاتان الدولتان للاعتداء على أية دولة تحاول الضغط باتّجاه إيقاف الإرهاب الصهيوني على غزة، وما يجري في البحرين الأحمر والعربي خير شاهد على استماتة أمريكا وبريطانيا لاستمرار جرائم الصهاينة بحق الأبرياء في غزة.

رغم أن الهدفَ المعلَن والواضَح من قبل القوات المسلحة اليمنية، وما لم يعد خافياً على أحد مطالبات شعوب العالم بإيقاف الإجرام الصهيوني بحق الأبرياء في غزة والمدعوم أمريكياً وبريطانياً، وبدلاً عن ذهاب هاتَين الدولتَين للضغط على الكيان الصهيوني؛ مِن أجل إيقاف جرائمه في غزة والسماح بدخول الغذاء والماء والدواء للمحاصَرين؛ وإيغالاً منهما في دعم الإجرام والإرهاب الصهيوني ذهبتا باتّجاه التصعيد والعدوان على اليمن وتشكيل التحالفات وإرسال المزيد من القوات والبارجات الحربية والسفن والمدمّـرات، في إصرار واضح وجلي لدعم جرائم وإرهاب الصهاينة بحق أبناء غزة واستمرارهما في تعريض الملاحة الدولية والتجارة العالمية للخطر من خلال عسكرة البحر الأحمر والبحر العربي، متجاهلتَين كُـلَّ القوانين والأعراف الدولية والإنسانية والأخلاقية، وَهذه الأساليب والتصرفات الإرهابية والإجرامية لأمريكا وبريطانيا تعدُّ دليلاً إضافياً واضحًا على أنهما صانعتا الإرهاب والإجرام حول العالم.

نحن في اليمن الحر العزيز الكريم لن نتخلى عن فلسطين وعن إسناد المستضعفين في غزة مهما كانت التحديات، لإيماننا بعدالة القضية ولإدراكنا بأن التضحيات مهما بلغت وتعاظمت في مواجهة الإرهاب والطغيان الصهيوني المدعوم أمريكياً وبريطانياً، فنحن بالله أقوى وأقدر، وقد أعددنا العدة بفضل الله وأصبحنا نمتلك من القوات والأسلحة والمعدات ما يؤهِّلُنا للانتصار في هذه المعركة العادلة والمحقة انتصاراً لديننا وأخلاقنا وإنسانيتنا ومبادئنا والمستضعفين في فلسطين وكلّ بقاع الأرض التي طالها الإرهاب والإجرام الأمريكي والبريطاني، والنصر قادم لا مَحَالَةَ؛ فهو وعدُ الله لأوليائه.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com