انقلابُ الصورة

 

مرتضى الجرموزي

عندما يقوم الصهيوني بتسليح كامل للمستوطنين في الأراضي المحتلّة فهي حقوق مشروعة للدفاع عن أنفسهم، بينما هم المعتدي وهم من يهاجمون ويعتدون على مواطني وأهالي فلسطين، والأراضي المحتلّة يحتلونها بقوة السلاح، يستولون على المنازل والأراضي بقوة السلاح، يستحدثون وحدات استيطانية ومستوطنات بقوة السلاح.

يقتلون كُـلّ أبناء فلسطين صغيرهم وكبيرهم، رجالهم ونساءهم، يجرفون المزارع ويحرقون الثمار، ويوسعون عملياتهم وجرائمهم أمام مرأى ومسمع العالم، الذي يساهم في جرائم القتل والاحتلال.

لكننا في نفس الوقت نجد أنه لا يجوز وليس من حق أبناء فلسطين حيازة السلاح والدفاع عن أنفسهم وأراضيهم المحتلّة أمام الصهاينة الدين جُلبوا من أصقاع الدنيا لاحتلال فلسطين تحت مسمى الحق وشعب الله المختار، ويُطلق على أبناء فلسطين -شعباً ومقاومة- مخربين وإرهابيين ويجب تهجيرهم.

هكذا تنقلب الصورة وتنعكس المسميات في ظل عربدة واستكبار أمريكي إسرائيلي، وصمت وتواطؤ عربي ومسلم، شعبي ورسمي، خنع ظالماً لنفسه تحت اليهود تحت أقدام من ضُربت عليهم الذلة والمسكنة.

ولكن مهما تغيّرت الأسماء وانعكست الصور وتبدلت الألقاب فستبقى فلسطين قضية هامة ومركزية، وحتمية تحريرها واستعادة كامل أراضيها وتطهيرها من دنس الاحتلال.

فحقيقة الجهاد والمقاومة والدفاع عن الحق والمستضعفين لن ينتهي ولن يتضعضع، فكلما ازدادت شهية العدوّ الإجرامية بحق أهل الحق كلما ازدادت معنويات المقاومين والمدافعين عنه وفي سبيل نصرة المستضعفين، وترسخت معاني وأسباب القوة قوة على قاعدة ما أخذ بالقوة لن يُعاد ولن يُسترد إلّا بالقوة، وكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله، ولينصرن الله من ينصره، هي حقيقة لا تختلف، وعون الله ونصره سيحل في ذات يوم يعود الحق لأهله أن وعد الله حق، وأن الصهاينة واليهود من بعد احتلالهم وعبثية فسادهم سيُغلبون وإلى بلدان العالم سيتوزعون مهزومين، يجرون معهم وفيهم وبعدهم الخزي والعار، ولن يخلف الله وعده.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com