المقاومةُ تفرضُ تكتيكاتها على العدوّ “الإسرائيلي” من خلال سلاحِ “الجغرافيا العسكرية الصديقة”

معاركُ اليوم الـ134 من “الطوفان” تنوَّعت بين إطلاق الصواريخ والاشتباكات الميدانية

 

المسيرة | عبد القوي السباعي

يواصلُ أبطالُ الجهاد والمقاومة الفلسطينية لليوم الـ134 من معركة (طُـوفان الأقصى) على القتال؛ تصدِّيَها الحاسمَ لقوات العدوّ المتوغلة وتعملُ على تكبيده الخسائرَ البشريةَ والماديةَ في إطار استراتيجية أَو “خطة الإثخان”، بل وفرضت المقاومةُ تكتيكاتِها على العدوّ، من خلال سلاح “الجغرافيا العسكرية الصديقة” الذي أمَّنَ لها المرونةَ في تنفيذ عملياتها التعرُّضية “المباغتة” والإيذائية بكُلِّ يُسر وسلاسة، وتمكّنت بحكم إدارتها الممتازة لقتال المدن من تطبيق خطة تعبوية موثَّقة جيِّدًا وماركة مسجلة باسمها.

في التفاصيل، تعتمدُ المقاومة من خلال وحدة القيادة والسيطرة والاتصالات والاستخبارات التي أدارت معاركها حتى اليوم باستعداد قتالي من 5 كتائبَ إلى 5 سرايا مقاومة في منطقة صغيرة المساحة نسبياً؛ مما يجعلها تمتلك إدارة ممتازة للأسلحة المشتركة وخُصُوصاً تلك المرتبطة بإدارة النيران وأعمال التعرض، التي طبقت “خطة الإثخان” ميدانيًّا ووجّهت مجموعات وفصائل وسرايا النخبة والمشاة وسلاح القناصة وضد الدروع وقسم الهندسة العسكرية وقوات المدفعية والصواريخ والمسيّرات الانقضاضية الهجومية، وذلك من خلال استثمار المعلومات الميدانية والفنية ودمجها بمراحل الخطة التعبوية المطبقة بمهنية واحتراف.

ووفق مصادر ميدانية؛ فَــإنَّ المقاومةَ تقومُ بتطبيق واستثمار ناجح لمنظومة استخبارات ميدانية دقيقة، جُلُّها ترتبطُ بإنجاح عناصر سلاح الجغرافيا العسكرية الصديقة، دون الغرق في التشتيت الذي تسببه الكمية الهائلة من المعلومات الميدانية المجمعة خلال المعركة والتي تعاني منها كُـلُّ القوى المسلحة النظامية في التعامل فيها.

وعلى الرغم من الحشدِ الهائل لوسائل العدوّ “الإسرائيلي” الدعائية والإعلامية الموجَّهة نحو نجاحه في تدمير قدرات المقاومة الفلسطينية، في محاور القتال والتمركز في مواقعها، إلا أن الواقعَ يؤكّـدُ نجاحاً باهراً تحقّقه المقاومة في تكتيك استخدام الجغرافيا الصديقة حتى وإن لم تكن تحت قبضتِها فعلياً، ناهيك عن تنوع مواجهتها واستخدامها للسلاح وخَاصَّة أسلحة الصواريخ والمسيّرات الهجومية والقناصة والمدفعية المنحنية التي كانت نصف عتاد المعركة، فيما ينفذ القسم الثاني والكاسر من أسلحة القنص ومضادات الدروع (تاندوم والياسين 105) والعبوات على مختلف أنواعها.

في مقابل ذلك، تظل الروحُ المعنوية والقتالية تشكّل مساراً خطيراً بالنسبة لخطط وبرامج العدوّ من منظور قياسها لدى جنوده وضباطه وتأثيرها على مسرحِ العمليات والتي ما فتئت تظهر إلى العلن من خلال الهروب الكبير من مواقع المواجهة وغيرها، قياساً للروح القتالية العالية للمقاتلين الفلسطينيين في مختلف الاختصاصات والمعنويات المستمدة من الاندفاع للجهاد وعشق الشهادة والتسابق عليها.

ميدانيًّا، تواصلت منذ فجر السبت، اليوم الـ134 من المعركة عملياتُ المقاومة ضد قوات العدوّ “الإسرائيلي”، وتنوعت ما بين إطلاق صواريخ واشتباكات ميدانية، في كُـلّ محاور القتال بقطاع غزة.

وأعلنت سرايا القدس، الجناحُ العسكري لحركة الجهاد الإسلامي “قصفَ مدينة عسقلان وغلاف غزة برشقات صاروخية رداً على جرائم العدوّ الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني”.

ونشرت السرايا، مشاهدَ من الاستحكام المدفعي والصاروخي على تموضع وخط إمدَاد لجنود كيان الاحتلال شرقي وشمالي شرقي خانيونس، وأكّـدت أن مقاتليها “حقّقوا إصابات دقيقة، وأنها رصدت إصابة القذائف الصاروخية أهدافها بدقة”، ولفتت، -كما ورد في الفيديو- أنها رصدت طائرةً مروحية “إسرائيلية” تُجْلِي القتلى والجرحى من مسرح العملية.

من جهتها، قالت وسائل إعلام “إسرائيلية”: “إن 8 صواريخَ أطلقت من منطقة جباليا شمالي قطاع غزة وسقطت في عسقلان”.

بدورها، قالت كتائب شهداء الأقصى: في بيان على التلجرام: “أطلقنا بالاشتراك مع كتائب المقاومة الوطنية رشقة صاروخية من طراز 107 على خط إمدَاد العدوّ في المحور الجنوبي لمدينة غزة”، وتابعت، “أكّـد مقاتلونا تحقيق إصابات مباشرة ودقيقة”، كما قالت في بيان آخر: “خضنا اشتباكات ضارية مع جنود وآليات الاحتلال بالأسلحة الرشاشة وَقذائف الـ “R. P. G” شرق مدينة غزة”.

وبينما تواصل المقاومة تصدّيها للقوات “الإسرائيلية” المتوغّلة في القطاع، فاقت حصيلة قتلى “جيش الاحتلال” 230، منذ بدء المعارك البرية في قطاع غزّة، حَــدَّ زعمه، كما تجاوزت الحصيلةَ الإجمالية 570 قتيلاً من الجنود والضباط، منذ بداية (طُـوفان الأقصى).

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com