البحريةُ اليمنية تستهدفُ سفينةً بريطانيةً ثانيةً خلال 48 ساعة

– متحدِّثٌ أمريكي رسمي يؤكّـدُ لوكالة “رويترز” إصابةَ السفينة بهجوم صاروخي يمني

– شركةٌ أمنية بريطانية تؤكّـدُ وقوعَ أضرار في السفينة جراء الهجوم

 

المسيرة | خاص:

وجَّهت القواتُ المسلحةُ، السبتَ، ضربةً بحريةً جديدةً للعدوّ، حَيثُ أعلنت استهدافَ سفينة نفط بريطانية في البحر الأحمر بعددٍ كبيرٍ من الصواريخ، وأقرَّت الخارجيةُ الأمريكية بالهجوم، فيما كشفت وكالة أمنية بريطانية أن السفينة أُصيبت بأضرار؛ الأمر الذي يجدد التأكيد على أن اليمن مُمْسِكٌ بزمامِ المواجهة البحرية وأن الولايات المتحدة وبريطانيا تواجهان فشلًا ذريعًا وفاضحًا تضاف إليه تداعيات عكسية اقتصادية متصاعدة.

وأعلن المتحدث باسم القوات المسلحة، صباح السبت، أن “القوات البحرية نفّذت بعون الله عملية استهداف لسفينة “بولوكس” النفطية البريطانية في البحر الأحمر بعددٍ كبيرٍ من الصواريخ البحرية المناسبة” مؤكّـداً أن “الإصابةَ كانت دقيقةً ومباشرة بفضل الله”.

والسفينةُ بولوكس هي ناقلةُ نفط خام تُبحِرُ تحت عَلَمِ بنما، ويبلغ طولها الإجمالي 244 مترًا وعرضها 42.04 مترًا، بحسب بيانات مواقع تتبع الملاحة البحرية.

وعبرت السفينة قناة السويس قبل قرابة أسبوع ووصلت إلى قبالة سواحل اليمن قبل يوم، بحسب البيانات الملاحية.

وكانت وكالة “رويترز” قد نقلت قبلَ ساعات من الإعلان عن متحدث باسم الخارجية الأمريكية أن هجومًا صاروخيًّا يمنيًّا أصاب السفينة “إم تي بولوكس” أثناء إبحارها نحو الهند.

وكانت هيئةُ عمليات التجارة البحرية البريطانية وشركة أمبري البريطانية للأمن البحري قد ذكرتا مساء الجمعة، أن ناقلةً ترفعُ عَلَمَ بنما أُصيبت في هُجُومٍ على بُعد 72 ميلًا بحريًّا شمالَ غربي ميناء المخاء قبالة سواحل اليمن.

وقالت شركة أمبري: إن السفينة أُصيبت بأضرار لكن طاقمها لم يُصَبْ بأذى.

وجاء إعلانُ العملية بعد 48 ساعة من الإعلانِ عن استهداف سفينة الشحن البريطانية “لايكافيتوس” بصواريخَ بحرية أثناء إبحارها في خليج عدن.

وتمثّلُ المسافةُ الزمنية القصيرة بين العمليتَينِ رسالةً واضحةً بأن كُـلَّ مزاعم العدوّ الأمريكي والبريطاني حول القدرة على التقليلِ من كثافة الضربات البحرية اليمنية مُجَـرّدُ أوهام، وأن القواتِ المسلحة لا زالت قادرةً على تصعيد عملياتها وتكثيفها بحسب الحاجة وبدونِ أي تأثر بالعدوانِ الأمريكي البريطاني على اليمن.

هذا أَيْـضاً ما يؤكّـدُه اختلافُ مسرح العمليتَينِ؛ فتنفيذُ هجومَينِ دقيقَين في البحر الأحمر وخليج عدن خلال 48 ساعة فقط، وبعدد كبير من الصواريخ يؤكّـد بوضوح أن القوات البحرية اليمنية ممسكة تماماً بزمام المواجهة البحرية، وتمتلك استحكامًا ناريًّا واستخباراتيًّا واسعَ النطاق، وقدرة عالية على مواكبة كُـلّ المستجدات والتعامل معها ضمن هذا النطاق الواسع.

ولا يخفى أن العمليتَينِ تجدّدان التأكيدَ على فشل القطع الحربية الأمريكية والبريطانية في حماية السفن المستهدَفة.

وأكّـدت القواتُ المسلحةُ في بيان العملية الجديدة على “استمرارِ عملياتِها العسكريةِ في البحرَينِ الأحمر والعربيِّ ضدَّ الملاحةِ الإسرائيليةِ أَو المتجهةِ إلى موانئ فلسطينَ المحتلّةِ حتى وقفِ العدوانِ ورفعِ الحصارِ عن الشعبِ الفلسطينيِّ في قطاعِ غزة”.

وأضافت أنها “لن تتردّدَ في تنفيذِ وتوسيعِ عملياتِها العسكريةِ؛ دفاعاً عنِ اليمنِ العزيزِ؛ وتأكيداً على استمرار التضامنِ العمليِّ مع الشعبِ الفلسطيني”.

وعلى ضوءِ رصيدِ النجاحات الاستثنائية المتواصلة للقوات المسلحة في تنفيذ العمليات البحرية فَــإنَّ هذه التأكيداتِ لا تضعُ العدوَّ الأمريكي البريطاني في مواجهة فشله الذريع فحسب، بل تضعُه أمام الأفق الممتد لورطته من حَيثُ الهزيمة الجيوسياسية المؤثرة على نفوذِه وقوته في المنطقة، وَأَيْـضاً من حَيثُ التداعيات الاقتصادية العكسية التي تمضي نحو التصاعد؛ لأَنَّ استمرارَ استهداف السفن الأمريكية والبريطانية سيدفعُ نحو المزيد من ارتفاع تكاليف الشحن البحري إلى الولايات المتحدة وبريطانيا، وبالتالي ارتفاع الأسعار وحدوث أزمات في بعض المنتجات والبضائع؛ وهو الأمر الذي قد بدأ بالفعل، بحسب العديد من التقارير الأمريكية والبريطانية.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com