صنعاء تحيي ذكرى خروج أمريكا من اليمن وتتوعدُ بتبديد الطموح الاستعماري الأمريكي

العلامة مفتاح: نحيي ذكرى محطة مفصلية تعبّرُ عن النزعة التحرّرية للثورة وإصرارها على تحقيق السيادة

الفريق الرويشان: أمريكا انكسرت في اليمن وعليها أن تعيَ تحذيرات قائد الثورة كي تتفادى الصفعاتِ الموجعة

 

المسيرة: صنعاء

احتفاءً بمنجزات الثورة السبتمبرية الفتية، أحيت العاصمةُ صنعاءُ، أمس الأحد، ذكرى خروج قوات الاحتلال الأمريكي (المارينز) من اليمن، بفعالية خطابية واسعة نظّمتها اللجنةُ العليا للحملة الوطنية لنصرة الأقصى.

وفي الفعالية التي احتضنتها جامعةُ صنعاء، بحضور عدد من الوزراء والمسؤولين والسياسيين، أكّـد رئيس اللجنة العليا للحملة الوطنية لنصرة الأقصى، مستشار رئيس المجلس السياسي الأعلى، العلامة محمد مفتاح، أن “مناسبة الـ11 من فبراير 2015 محطة مفصلية في تاريخ اليمن، حيثُ إنها تذكّر الجميعَ أن العاصمة صنعاء تخلّصت من الطغيان الأمريكي وتحرّرت من التبعية والوصاية والارتهان للخارج كأول عاصمة عربية”.

وقال: “عناصرُ قوات المارينز خرجوا في ذلك اليوم منهزمين فارين بعدما كانوا يظنون أنهم أحكموا سيطرتهم على اليمن وأن النظام الذي صنعوه سيعمل على إخضاع وإذلال اليمنيين”، مُضيفاً “إرادَة الله تغلبت على إرادَة الشيطان الأمريكي بانتصار مشروع الشهيد القائد الذي أطلق الصرخة في وجه العدوان الأمريكي في وقت مبكر وتحمل التبعات حتى نال الشهادة”.

وتطرق إلى محاولة الالتفاف على الهبة الجماهيرية في ثورة 11 فبراير 2011م، عبر المبادرة الخليجية وتمكّنهم من فرض الوصاية على المبادرة والشعب اليمني التي أفرزت إعادة تدوير النظام السابق، مؤكّـداً أن “ثورة 21 سبتمبر 2014م نجحت في تحطيم أصنام التبعية والارتهان وتشريد أدوات قوى الهيمنة التي فرّت من العاصمة، وكانت تظن أنها عاصمة أبدية للتبعية والارتهان لتصبح اليوم كما كانت وستبقى حاضنة الإسلام وقلعة العروبة”.

واستعرض مستشار رئيس المجلس السياسي الأعلى، لمحة تاريخية عن التدخلات الأمريكية في اليمن واستباحتها للأجواء اليمنية واستهداف اليمنيين بذريعة مكافحة الإرهاب، وكذا الإرهاصات التي حدثت بعد ثورة 21 سبتمبر حتى لحظة هروب وخروج المارينز الأمريكي.

بدوره ألقى نائب رئيس حكومة تصريف الأعمال لشؤون الدفاع والأمن الفريق، الركن جلال الرويشان، كلمة أكّـد فيها أن “الشعب اليمني يخوض اليوم معركة مقدسة ضد أئمة الكفر المتجسدة في الكيان الصهيوني وأمريكا وبريطانيا، في إطار المسؤولية الدينية والوطنية والأخلاقية والإنسانية لدعم ونصرة الشعب الفلسطيني”، مُشيراً على أن “انكسار الهيمنة الأمريكية وخروج السفير والمارينز الأمريكي من صنعاء حمل في طياته مشاهد انكسار للعربدة الأمريكية”.

وأوضح أن “العاشر من فبراير 2015م، شهدت السفارة الأمريكية بصنعاء أكبر عملية إتلاف للوثائق والملفات والتخلص من ملفات ووثائق أرشيفية لعملائها وجواسيسها استمر يومَينِ“، مبينًا أن “الأطماع والتدخل الأمريكي المباشر ظهر منذ عقود في اليمن ومعظم الدول العربية؛ بهَدفِ السيطرة على القرار السياسي والعسكري وضمان تدفق الثروات العربية لخدمة الاقتصاد الأمريكي ودعم ومساندة التواجد الصهيوني”.

وذكر الفريق الرويشان، أن “الموقع الجيوستراتيجي لليمن شكّل مطمعاً للأمريكي وحلفائه واختيار موقع القاعدة البحرية الأمريكية في مرفأ بحري ساحلي يطل مباشرة على خليج عدن وبحر العرب المفتوح على المحيط الهندي”.

وتطرق إلى دور الشهيد القائد الذي تنبَّه مبكراً لخطورة الدخول الأمريكي لليمن وصياغة مشروع يهيئ الشعبَ اليمني لمرحلة الرفض الكامل للهيمنة الأجنبية والوصاية الخارجية والتوجّـه لتحقيق الحرية والاستقلال، موضحًا أن “محاولة الهيمنة الأمريكية لم تتوقف على اليمن، بل عادت لتقود العدوان والحصار الذي استمر تسع سنوات وما يزال حتى اليوم”.

وقال: “أمريكا تهدف بعدوانها على اليمن لفرضِ السيطرة على باب المندب والجزر اليمنية، في إطار سعيها لإعادة هندسة المنطقة بما يخدم المصالح الإسرائيلية في منطقة البحر الأحمر، ومن المفارقات التي يجب الوقوف عندها وتأملها، أن بين 11 فبراير 2015م، و11 فبراير 2024م، تسع سنوات بدأت بالتحرّر من الهيمنة والوصاية الأمريكية وانتهت بمواجهة عسكرية مفتوحة ومباشرة بين القوات المسلحة اليمنية والأمريكية في البحر الأحمر”.

كما أكّـد أهميّة اعتبار كلمة قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي، خلاصةَ الخلاصة وفصل الخطاب، حَيثُ لم يسبق أن وقف قائدٌ عربيٌ مؤمنٌ بالله وواثقٌ بنصره وتأييده في هذا الموقف وبهذه القوة والدرجة من المصداقية والوضوح والشجاعة منذ أكثر من 75 عاماً.

فيما أشار أمين عام الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان، محمد العابد، إلى تزامن المعركة التي تخوضها القوات المسلحة مع أعداء الأُمَّــة مع ذكرى خروج آخر جندي مارينز من العاصمة مرغمين؛ ما يؤكّـد صوابية نهج ثورة 21 سبتمبر وجدوى الفعل الشعبي التحرّري في مواجهة الوجود العسكري والاستعماري.

إلى ذلك صدر عن الفعالية بيان أكّـد أن “ما تم صنعه في 11 فبراير 2015م من صون للسيادة الوطنية وتعميق لنهج الاستقلال، يعد بمثابة عيدٍ وطنيّ تبرز أهميته مع سقوط الأقنعة والشعارات الأمريكية، وظهور أمريكا بطبيعتها الإجرامية داعمة للكيان الصهيوني الذي يمارس جريمة حرب إبادة ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة”.

واعتبر البيان، الـ11 فبراير 2015م يومَ عِزٍّ ومجد ولن تعود الوصاية الأمريكية على بلد حر وشعب يجدّد العهد والوفاء للنشيد الوطني “لن ترى الدنيا على أرضي وصيا”، مؤكّـداً ألا عودة للهيمنة والوصاية الأمريكية على الجمهورية اليمنية، وأن عهد التهديدات الأمريكية انتهى، لافتاً إلى استمرار مساندة الشعب اليمني للقوات المسلحة في معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس” عن الشعب الفلسطيني حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن غزة.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com