الشهيدُ القائدُ ثورةٌ تتجدَّد

 

مرتضى الجرموزي

صدع بالحق في زمن السكوت، وجاهد الكفر والنفاق والفساد في زمن الذلة والخنوع، الداعي إلى القرآن الكريم بعد أن كانت الأُمَّــة قد أضاعت إرشاداتِه وقِيَمَه وأخلاقه وضاعت معها.

فكان هو -رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْـهِ- مَن أعاد الأُمَّــة إلى عزتها ومنعتها التي تتمثل في تمسكها بالقرآن والعترة الطاهرة.

كان الشهيدُ القائدُ -رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْـهِ- ثورةً تتجدد في مقارعة الطغيان والمستكبرين وأئمة النفاق، ثورة تتجدد في كُـلّ لحظة ينبري الحق لمواجهة الباطل في سبيل الله، نصرة للدين وللأُمَّـة المستضعفة؛ بفعل دناءة وجبروت الزعامات المحسوبة على الدين والعروبة الغارقة في وحل العمالة والتطبيع المباشر مع الصهاينة أَو عبر البيت الأبيض دلّال التطبيع العربي الإسرائيلي.

في كُـلّ زمن ومكان منذُ أن خلق الله الأرض واستخلف بني البشر فيها صراعٌ ممتد ومتجذرّ بين الحق والباطل.

للحق أعلامٌ وأنصار وللباطل أعلام وأتباع، وتضحيات جسيمة قدّمها طرفا الصراع إمّا في سبيل الله أَو في سبيل الشيطان لا ثالث هنا ولا حيادَ بين هذا وذاك، إمّا أن تكونَ مع الحق مجاهداً وجندياً تبذل وتنفق، تقاتل فتقتل أَو تُقتل لتربح إحدى الحسنيين، النصر أَو الشهادة، أَو أن تهويَ بنفسك في الباطل جندياً تقاتل فتقتل أَو تُقتل لتكون بذلك قد خسرت دُنياك وآخرتك.

هكذا أراد لنا الله وهكذا أراد لنا الإسلامُ وكلّ الأنبياء والرسل وأعلام الهدى والصالحون أن نكون أعزاء كرماء أقوياء بقوة الموقف الحق بلا خنوع وبلا تهادن أَو تخاذل في مواجهات حتمية ومصيرية ضد أهل الباطل والضلال وإن تستَّرُوا بلباس التقوى ورداء الناصح والمحب.

الباطل باطلٌ مهما كانت العناوين، ومن العيب والعار والصغار والخزي لنا في الدنيا إن وقفنا معه في موقفٍ ما، أَو صدّقناه في قول أَو فعل فهو باطل ومصيره الهلاك، خَاصَّة إذَا ما تحَرّك أهل الحق وجابهوا بحقهم وبدينهم ضعف حجج الباطل.

فمن أعالي جبال مران بمحافظة صعدة أعلنَ السيد القائد الحسين بن بدر الدين الحوثي -رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْـهِ- موقفاً وصرخة في وجه المستكبرين، داعياً الأُمَّــة إلى كتاب الله، إلى القرآن الكريم هاديًا وناصرًا ومخرجًا لنا من الظلمات إلى النور، ومن الذل والتبعية لأمريكا و”إسرائيل” وأدواتهما في المنطقة والإقليم إلى التحرّر والسيادة والاستقلال؛ لنحظى بعون الله، بتوفيقه، بنصره وتأييده، لا وسطية كسرت ظهر الأُمَّــة، ولا خنوع أَو طاعة لولاة الجور والخيانة، حتى وإن سلبوا الحق وقصموا الظهر ولم يستنوا بسُنة نبينا الأكرم -عليه وعلى آله أفضلُ الصلوات وأجلُّ التسليم-.

ولهذا تداعت الجبابرة وفراعنة العصر وطاعة للبيت الأبيض وتل أبيب إلى شن الحرب الجائرة على الشهيد القائد ظلماً وعدواناً وتجبرّاً وتقرباً من أمريكا وإسرائيل محور الشر والإرهاب العالمي ضد أمتنا الإسلامية والعربية، من يسعون دومًا لإضلالنا وإفساد قيمنا وأخلاقنا حتى نفقد العون والتأييد الإلهي، لنكون بذلك لقمة سائغة وظهر سهل الامتطاء عليه من قبل من لا يرقبون في مؤمنٍ إِلًّا ولا ذمة.

تحَرّك القائد المؤسّس بمشروعه الإيماني وواجه به عتاولة البغي والعدوان في معركة غير متكافئة بالعدة والإمْكَانات التي كانت لصالح أدوات أمريكا وإسرائيل، في الوقت الذي كان يمتلك الشهيد ورفاقه السلاح الأقوى والأفتك (سلاح الإيمَـان) والحق والبصيرة الجهادية.

ومع استشهاده -رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْـهِ- كان أن وثب دمُه الطاهر وروحُه الزاكية السامية ومشروعُه الحق كثورة متجددة في مقارعة قوى الطغيان والعمالة والمستكبرين، طوفان جرف الطغاة وحثالتهم ورمى بهم إلى مزبلة التأريخ، أقزام لا ذكر لهم.

بينما ظل الشهيد القائد حيًّا في قلوبنا قائداً عسكريًّا في الميدان وربّان سفينة النجاة، يقود دفة المسيرة القرآنية نحو الانتصار، قاهراً لأعداء الله في كُـلّ زمنٍ ومكان، ملهماً، مرشداً وهادياً لأمَّة اتخذته علماً لها وقائداً للمشروع القرآني الناجح بفضل الله، والمتألق دوماً، رغم تكالب الأعداء وتحزُّبِ أهل الشرك والنفاق عليهم.

فمن اعتمد على الله لن يُخذَلَ، ومَن توكل عليه لن يُغلَبَ، ولن تُهزم أُمَّـة شهرت سيفها وصرخت بالبراءة من أعداء الله بلا خوف وبلا تضعضع يقودها إلى الصمت المُخزي والمُذِلّ.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com