التصعيدُ بالتصعيد: القواتُ المسلحة تقصفُ سفينتَينِ أمريكية وبريطانية في البحر الأحمر

– شركةُ أمن بحري تؤكّـدُ إصابةَ السفينة البريطانية بأضرار جراء الهجوم

– العميد سريع: سنضربُ كافةَ الأهداف المعاديةِ الأمريكيةِ والبريطانيةِ في البحرَينِ الأحمر والعربي

– وزيرُ الحرب البريطاني يعترفُ بعدم جدوى الهجمات على اليمن

 

المسيرة| خاص:

تثبيتاً لمعادَلةِ “التصعيد بالتصعيد” في مواجهة الاعتداءات المتواصَلةِ على اليمن، استهدفت القواتُ المسلحةُ، الثلاثاء، سفينتَينِ تجاريتين أمريكية وبريطانية في البحر الأحمر، موجِّهةً صفعةً جديدةً للولايات المتحدة التي لا زالت تزعُمُ أنها تقومُ بتحييد القدرات العسكرية اليمنية، من خلال الغارات العدوانية، وصفعةً لبريطانيا التي أقرَّ وزير حربها بأن الغارات لم تؤثر على إصرار وعزيمة القوات المسلحة اليمنية في مواصلة الهجمات البحرية، ليؤكّـدَ بذلك ما سبق أن أكّـده قبله الرئيس الأمريكي؛ وهو ما يعني أن العدوانَ على اليمن وُلِدَ فاشلاً، وأن واشنطن ولندن تورطتا فيه؛ بسَببِ التزامهما بحماية الصهيونية، برغم استحالة تحقيق أيٍّ من أهدفه.

وأعلن المتحدِّثُ باسم القوات المسلحة، العميد يحيى سريع، أن القواتِ البحريةَ اليمنية استهدفت السفينة الأمريكية (ستار ناسيا) والسفينة البريطانية (مورنينغ تايد) بصواريخَ بحريةٍ مناسبةٍ في البحر الأحمر، مؤكّـداً أن الإصابات كانت “دقيقة ومباشرة”.

وبحسب ما تظهر البيانات الملاحية التي اطلعت عليها صحيفة “المسيرة” فَــإنَّ السفينةَ الأمريكية “ستار ناسيا” هي ناقلة بضائعَ سائبة، انطلقت من الولايات المتحدة مطلعَ يناير الماضي في مسارٍ طويلٍ كان يُفترَضُ أن تصلَ فيه إلى الهند في منتصف فبراير، قبل أن يتم استهدافُها أثناء عبورها البحر الأحمر.

وتبحر السفينةُ الأمريكية تحت عَلَمِ جزيرة مارشال، ويبلغ طولها الإجمالي حوالي 229 مترًا وعرضها 32.26 متر.

أما السفينةُ البريطانية “مورنينغ تايد” فهي ناقلةُ بضائع أَيْـضاً تحمل عَلَمَ باربادوس يبلغ طولها حوالي 143 متراً وعرضها 19 متراً، ويبدو من خلال البيانات الملاحية أنها حاولت خِداعَ القوات المسلحة من خلال وضع بيانات مغلوطة تقول إن ملكيتها صينية مع إخفاء وجهتها؛ الأمرُ الذي يؤكّـدُ مجدِّدًا أن القواتِ المسلحةَ تمتلكُ تفوُّقاً استخباراتياً كَبيراً؛ لأَنَّ شركة الأمن البحري البريطانية “أمبري” أكّـدت بعد الاستهداف أن سفينةَ بضائعَ بريطانيةً ترفعُ عَلَمَ “باربادوس” تعرضت لأضرار مادية جراء هجوم على بُعد 57 ميلًا قبالة الحديدة.

ويأتي استهدافُ السفينتين بعدَ أقلَّ من 24 ساعة على غارات عدوانية شنتها الولاياتُ المتحدة وبريطانيا على اليمن وزعمت أنها تأتي في سياق “إضعاف” القدرات العسكرية اليمنية؛ لمنعِ تنفيذ هجمات بحرية جديدة؛ وهو الأمر الذي يجعل من الاستهداف صفعةً مباشرةً مزدوجةً للأمريكيين والبريطانيين، حَيثُ يؤكّـد قصفُ السفينتين أن القدرات اليمنية ليست فقط عصيةً على التدمير والإضعاف بل إنها أقوى بكثير مما يظُنُّ العدوّ، وأن القواتِ المسلحة لا زالت قادرةً على التصعيد ورفع مستوى العمليات وضرب أهداف متعددة في وقت واحد، وفي البحر الأحمر الذي ظن العدوّ من خلال غاراته الأخيرة على محافظة الحديدة أنه سيقلل من خطر تعرضه للهجمات فيه.

والحقيقةُ أن العدوَّ نفسَه أصبح عاجزاً حتى عن التمسك بروايته حول فاعلية هجماته، فيوم الاثنين، أقر وزير الحرب البريطانيّ، غرانت شابس، أمام برلمان بلاده بأن الضرباتِ على اليمن لم تضعف “عزيمة” القوات المسلحة على مواصلة الهجمات البحرية، وهو إقرار جديد يضاف إلى اعترافات سابقة للرئيس الأمريكي جو بايدن وللمتحدِّث باسم البنتاغون بأن الضربات على اليمن لم تفلح في ردع اليمنيين.

وتؤكّـدُ هذه الاعترافاتُ بوضوح أن العدوانَ على اليمن كان ومنذ البداية “ورطةً” ومغامَرةً غيرَ محسوبة وقعت فيها الولاياتُ المتحدةُ الأمريكية وبريطانيا بدافعِ إبداء الالتزام بحماية الكيان الصهيوني والقتال بالنيابة عنه، لكن الارتدادات العكسية تؤكّـدُ أن كافةَ الحساباتِ والتقديراتِ الأمريكيةَ والبريطانيةَ كانت خاطئةً، وأن هذا “الالتزامَ” ستكونُ تداعياتُه أكبرَ وأقسى من قُدرة الدولتَينِ على التحمُّل، وقد بدأت العديد من التقارير تكشف بالفعل عن تأثيرات اقتصادية مباشرة على الولايات المتحدة والمملكة المتحدة؛ بسَببِ استهدافِ سفنهما (التي لم تكن مستهدَفةً قبل العدوان على اليمن).

ومع ذلك، فَــإنَّ ورطةَ الولايات المتحدة وبريطانيا لا تقتصرُ على معطيات الوضع الراهن، حَيثُ أكّـد العميدُ يحيى سريع، أن “القوات المسلحة اليمنية ستقوم بتنفيذِ المزيدِ من العملياتِ العسكريةِ النوعيةِ ضدَّ كافةِ الأهداف المعاديةِ الأمريكيةِ والبريطانيةِ في البحرَينِ الأحمر والعربي، وذلكَ ضمنَ حقِّ الردِّ المشروعِ على العُدوانِ ودفاعاً عنِ اليمنِ العزيزِ وشعبهِ المجاهد”.

ويحملُ هذا التأكيدُ رسالةَ وعيدٍ حتميٍّ مفتوحةً على احتمالات متنوعة تبدأ من مواصلة وتكثيف استهداف السفن التجارية الأمريكية والبريطانية وتصل إلى تنفيذ ضربات ردع قاسية على القطع الحربية المعادية، وهو ما قد دشّـنته القوات المسلحة الأسبوع الماضي من خلال استهدافِ المدمِّـرة الأمريكية “غريفلي” في عملية نوعية اعترف مسؤولون أمريكيون أن أنظمتَهم الدفاعية الصاروخية المكلفة فشلت في التصدي لها.

ولفت العميدُ سريع إلى أن “القواتِ المسلحةَ اليمنيةَ تؤكّـدُ على استمرار عملياتِها العسكريةِ في البحرينِ الأحمر والعربيِّ ضدَّ الملاحةِ الإسرائيليةِ أَو المتجهةِ إلى موانئِ فلسطينَ المحتلّةِ حتى رفعِ الحصارِ وإيقاف العدوانِ على الشعبِ الفلسطينيِّ في قطاعِ غزة”، وهو تذكيرٌ واضحٌ بفشل التحَرّك الأمريكي البريطاني ضد اليمن، حَيثُ كان الهدف الرئيسي لهذا التحَرّك هو حماية الكيان الصهيوني وملاحته في البحر الأحمر وباب المندب، لتكونَ النتيجة هي أن الولايات المتحدة وبريطانيا أصبحا عاجزتين حتى عن حماية سفنهما وبوارجهما.

ويُجَدِّدُ استهدافُ السفينتَينِ الأمريكية والبريطانية التأكيدَ على أن ما يجري في البحرَينِ الأحمر والعربي لا يهدِّدُ التجارةَ الدولية، وأن دائرةَ الخطر محصورةٌ على العدوّ الصهيوني ومَن يحاولُ حمايتَه فقط.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com