السيد القائد عبد الملك الحوثي: سنصعِّــدُ أكثرَ إذَا لم يتوقف العدوان على غزة

الخبير العسكري مجيب شمسان: لدى صنعاء الكثيرُ من الخيارات في مواجهة التصعيد الأمريكي البريطاني الصهيوني

كشف عن لجوء الأمريكيين إلى التمويه في البحر

 

المسيرة- محمد الكامل

أكّـد السيدُ القائدُ عبد الملك بدر الدين الحوثي –يحفظُه الله- أن “الشعبَ اليمني سيواصلُ كُـلّ أنشطته في إطار موقفه الحق والمشرف من تعبئة عسكرية وعامة لنصرة إخواننا في قطاع غزة”.

وتطرق السيد في خطاب ألقاه، الثلاثاء 6 فبراير 2024م، بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي -رِضْـوَانُ اللهِ عَلَـيْـهِ- إلى جملةٍ من المواضيع الهامة، من أبرزها مراحل انطلاقة المشروع القرآني، وأهميته، وعظمته، وكيف سارع الأعداء إلى محاربته، واعتقال المنتمين إليه ممن كان يطلق عليهم آنذاك باسم “المكبرين الأوائل”.

وتناول السيد القائد في خطابه نقطتَينِ هامَّتَينِ فيما يتعلق بآخر التطورات والمستجدات في المواجهة اليمنية مع العدوان الأمريكي البريطاني، الأولى، وتحمل البشارة، وهي: أن الأمريكي بدأ يلجأ إلى أُسلُـوب التمويه، مثل الإسرائيليين، ويرفع علماً غير العلم الأمريكي؛ خشيةً من الاستهداف اليمني.

وقال السيد القائد: “الشيءُ الظريفُ الذي نبشّرُكم به أن الأمريكيَّ يتجهُ حَـاليًّا للتمويه مثل ما يفعلُه الإسرائيلي في البحر”.

وَأَضَـافَ أن “الأمريكي يحاول أن يموِّهَ حركتَه في البحر ووضع على بعض سفنه علم “مارشال” دولة مغمورة في آخر الدنيا وأصبح يتهرّب في البحر”، وفي هذا دلالة على قوة وأثر الفعل اليمني في البحرين الأحمر والعربي، بعكس ما تروجه له أمريكا وبريطانيا، أَو بالأصح ما تسعى للتقليل منه.

الجانبُ الآخر هو وعيدُ السيد القائد عبد الملك الحوثي، بالتصعيد أكثر فأكثر إذَا لم يتوقف العدوان والحصار الصهيوني على قطاع غزة، قائلاً: “إنني أحذِّرُهم وأقولُ إن عليهم أن يوقفوا عدوانَهم على غزة وأن يكفوا عن حصارهم وإلا فسوف نسعى إلى التصعيد أكثر فأكثر”.

ويفتحُ هذا الوعيدُ بالكثيرِ من الاحتمالات في المواجهة مع العدوّ الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي في البحرين العربي والأحمر، ويدل على أن اليمن لا يزالُ يمتلكُ الكثيرَ من الأوراق الضاغطة في هذا الجانب، وأن القدرات العسكرية لم تتأثر على الإطلاق، بعكس ما يروج له المسؤولون الأمريكيون والبريطانيون.

من أبرز ملامح هذا التصعيد ما تحدث عنه السيد القائد، وكشفت عنه القوات المسلحة اليمنية اليوم من استهداف سفينتين أمريكية وبريطانية في البحر الأحمر، وإصابتهما بشكل مباشر بصواريخَ بحرية مناسبة، وهو تطوُّرٌ لافتٌ في مسار مواجهة اليمن مع العدوّ الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي.

وتعليقاً على ذلك يؤكّـدُ الخبيرُ والمحلل العسكري العقيد مجيب شمسان، أن “صنعاء اليوم باتت تمتلك الكثير من أوراق القوة، وأوراق الضغط التي ستسعى لتصعيد مسارها ضد الأمريكي والبريطاني لوقف العدوان والحصار على غزة”.

ويقولُ في تصريحٍ خاص لـ “المسيرة”: إنه ومن خلال العمليات التي تم تنفيذها يمكن القول إن “مسار التصعيد لا يزال في إطار مراحله الأولى على اعتبار أن المرحلة الأولى بدأت مع وقف السفن التابعة للكيان الصهيوني سواءً المملوكة كليًّا أَو على المملوكة جزئياً، تلتها الخطوة التالية من التصعيد والتي تمثلت في وقف كافة السفن المتجهة إلى الموانئ المحتلّة في فلسطين وذلك كخطوة تالية”.

وأشَارَ إلى “العمليات العسكرية اليمنية توالت بعد ذلك لتؤكّـد مدى القدرة التي باتت تمتلكها القوات المسلحة اليمنية”، منوِّهًا إلى أنه “عندما يطلق السيد القائد اليوم مثل هذا التحذير؛ فهذا يعني أن لدى صنعاء الكثير والكثير مما يمكن أن تذهب إليه من خيارات في مواجهة التصعيد الأمريكي البريطاني الصهيوني سواءً على قطاع غزة، أَو على الموقف اليمني المساند لهذه القضية”.

ونوّه إلى أنه “إذَا كانت العملياتُ قد وصلت إلى البحر العربي، فربما يكون لدى صنعاء الكثير مما تذهب به إلى ما هو أبعد من البحر العربي من أوراق ضغط سواءً على مستوى البر أَو على مستوى البحر، علماً أن صنعاءَ لديها من القدرات الصاروخية ما هو أبعد مدى مما تم تنفيذه من عمليات، وبالتالي على الكيان الصهيوني، وعلى الأمريكي وعلى البريطاني أن يأخذوا تلك التحذيرات بمحمل الجد، على اعتبار أن صنعاءَ لا يمكن أن تتراجع في موقفها، وهي دوماً ما تضع الرسائل التحذيرية الأولية لتذهب بعد ذلك إلى رسائل أكثر خطورة وأكثر قوة على العدوّ”.

وعلى صعيدٍ متصل أوضح السيد القائد أن “شعبنا اليمني المسلم العزيز يقف اليوم موقفاً متميزاً ويساند الشعب الفلسطيني المظلوم بفاعلية وتحَرّك شامل، وأنه يقف بوجه ثلاثي الشر أمريكا و”إسرائيل” وبريطانيا بكل جرأة وشجاعة وثبات من منطلق الانتماء الإيماني والثقافة القرآنية، وهو يقدم الشهداء، ويحقّق الانتصارات ويضرب الأعداء بكل جرأة”.

وأشَارَ السيد القائد في خطابه إلى أن “ثمرة الانطلاقة القرآنية ونتائجها ملموسة وواضحة في التحرّر الحقيقي والعزة والكرامة والاستقلال والفاعلية”، مؤكّـداً أن “الثقافة القرآنية في الوعي والبناء هي سِرُّ صمود شعبنا وثباته واستعداده العالي للتضحية”، لافتاً إلى أن “جهود الشهيد القائد -رضوان الله تعالى عليه- وما واجهه مشروعه القرآني والمنتمون إليه نراها انتصرت”.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com