السيدُ عبدالملك الحوثي في خطاب حول آخر التطورات في المنطقة:لا يمكننا أن نسكُتَ أَو نتفرجَ على إخوتنا في فلسطين وعلى العدوّ دفعُ الثمن الباهظ مقابل إجرامه

 

مُستمرّون في موقفنا العسكري طالما استمر العدوان والحصار على غزة

كلما استمر العدوانُ علينا أن نسعى لارتقاء موقفنا وتطوير أعمالنا وأنشطتنا

 

++++

– درّبنا 165.429 فرداً منذ “طُـوفان الأقصى” و600.000 في التدريب العام والقيادي والتخصصي خلال فترة العدوان

– تحَرُّكُ شعبنا مؤثِّرٌ وموقفُه فاعلٌ والمسيرات بلغت 1351 والوقفات 43.646 في صنعاء والمحافظات الحرة

– ليعرف الأمريكي أن الموقفَ العسكري هو موقفُ الشعب اليمني ويعبِّرُ عن إرادَة الشعب اليمني

– يا مَن يشعُـرُ بالفتور والملل شاهِــدْ ما يحصل في فلسطين، اسمع واصغِ لنداءات واستغاثات الأطفال والنساء

– خروجُ شعبنا المليوني يعبّر عن انتمائه الإيماني ويبيّضُ وجهَ هذا الشعب أمام رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله

 

هناك رصدٌ دقيقٌ وجوي من قبل القوات المسلحة وتمكّن من الحصول على المعلومات اللازمة لمعرفة وجهة السفن

قواتنا المسلحة تقدم فعلًا تأمينًا للملاحة الدولية في البحر الأحمر وأثبتنا فعليًّا أن المُستهدَفَ هي السفن المرتبطة بالعدوّ

 

الضرباتُ الأمريكية والبريطانية فاشلة ولا تأثيرَ لها وقد فشلوا في حماية سفنهم وقطعهم البحرية

على “بايدن” الانشغال بأزمات بلاده وعلى البريطاني إنقاذ نفسه واقتصاده والاتعاظ من سفينته التي احترقت من “الليل إلى الليل”

أمريكا لن تنجحَ في التهويل لضرباتها الفاشلة ولا بتصنيفاتها السخيفة التي ليست لها أية قيمة عند شعبنا

قصف “تل أبيب” يدُلُّ على مدى الصمود والتأييد الإلهي للمجاهدين في غزة ويؤكّـدُ فشلَ الأعداء وزيفَ ترويجاتهم

 

اليهودُ الصهاينة يجنون المليارات من عالمنا الإسلامي والمقاطعة سلاحٌ فعّال ومتاحٌ وعواقبُ التفريط سيئة

مصلحةُ أمتنا أن تكونَ أُمَّـةً قويةً أمامَ أعدائها وألا تعيشَ الوضعيةَ التي تُطمِّعُ أعداءَها فيها

نشرُ الوعي القرآني وفق قاعدة “عين على القرآن وعين على الأحداث” من أهم الأنشطة على الإطلاق

الوعيُ القرآني يصنعُ اليقينَ ويضبُطُ التوجّـهاتِ ويقدِّمُ الرؤيةَ الصحيحة ويعزِّزُ الشعورَ بالمسؤولية

 

الأحداثُ أثبتت أنه لا اعتبارات للحقوق الإنسانية والقانون الدولي إذَا تعارض مع المصلحة الأمريكية والإسرائيلية

استهدافُ النازحين في مدارس الأونروا يبيِّنُ حجمَ الطغيان الأمريكي والإفلاس الإنساني لدى الغرب

قرارُ “العدل الدولية” ضعيفٌ وبعيدٌ عن العدل والأصح إصدارُ قرار بوقف الإجرام الصهيوني في غزة والضفة

 

تحَرُّكُ دول عربية وإسلامية لإمدَاد العدوّ الصهيوني باحتياجاته تجاوز الخذلان فيما الفلسطينيون يحاصرون ويجوّعون

على الأنظمة أن تتحَرّكَ في فلسطينَ كما تحَرّكت في أحداث أفغانستان عندما أراد الأمريكيُّ منها أن تتحَرّك

التطبيعُ مع العدوّ الإسرائيلي تنكّرٌ لقيم الإسلام واتّجاهٌ خاطئٌ نحو الخُسران بمعيار المصلحة

 

أَعُـوْذُ بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَان الرَّجِيْمِ

بِـسْـــمِ اللَّهِ الرَّحْـمَـنِ الرَّحِـيْـمِ

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأَشهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ المُبين، وَأشهَدُ أنَّ سَيِّدَنا مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسُوْلُهُ خَاتَمُ النَّبِيِّين.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد، وَبارِكْ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد، كَمَا صَلَّيْتَ وَبَارَكْتَ عَلَى إبراهيم وَعَلَى آلِ إبراهيم إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَارضَ اللَّهُمَّ بِرِضَاكَ عَنْ أصحابهِ الْأَخْيَارِ المُنتَجَبين، وَعَنْ سَائِرِ عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ وَالمُجَاهِدِين.

أيُّهَا الإِخْوَةُ وَالأَخَوَات:

السَّـلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ.

نتحدث اليوم ونحن في آخر الأسبوع السادس عشر، منذ بداية العدوان الهمجي الإجرامي الإسرائيلي على قطاع غزة؛ وذلك لأهميّة الاستمرار في المتابعة للأحداث هناك، وللعدوان الذي يستهدف به العدوّ الإسرائيلي الشعب الفلسطيني، وأهميّة الاستمرار في الموقف أَيْـضاً، والدفع في اتّجاه الموقف الصحيح، الذي يدخل في إطار مسؤوليتنا الدينية، والإنسانية، والأخلاقية.

العدوّ الإسرائيلي مُستمرّ وقد مضى أكثر من مِئة وسبعة عشر يوماً منذ بداية عدوانه على غزة، وهو يواصل ارتكاب كُـلّ أنواع الجرائم، وأبشع الجرائم في تصنيفها وفي مستواها، بدءاً بجرائم الإبادة الجماعية، والقتل الجماعي، والمحصلة على المستوى اليومي في كُـلّ أربعةٍ وعشرين ساعة: المئات من الشهداء والجرحى.

جرائم الإبادة الجماعية، التي بلغ العدد فيها بحسب الإحصائيات المعلنة: وصلت إلى (أربعةٍ وثلاثين ألف شهيد ومفقود)، المفقودون هناك هم الشهداء الذين هم تحت الأنقاض؛ لأنَّهُ عادةً توثّق أعداد الشهداء الذين يصلون إلى المستشفيات، أَو الذين استشهدوا بعد وصولهم إلى المستشفيات، ولكن هناك أعداد كبيرة لا تصل إلى المستشفيات، ممن يستشهدون تحت الأنقاض، أَو في الأحياء نفسها، في المناطق السكانية.

في إطار جرائم الإبادة الجماعية، هناك من يقتلهم العدوّ الإسرائيلي من المدنيين بعد اعتقالهم، يعتقلهم، ويكبلهم من المواطنين، من الأهالي، يقوموا باعتقالهم وتكبيلهم، وتعريتهم في بعض الحالات، في امتهان للكرامة الإنسانية، ثم بإعدامهمٌّ بدمٍ بارد، وهي حالات كثيرة ومتكرّرة في قطاع غزة.

جرائم الإبادة الجماعية يشاهدها العالم في مختلف أقطار الدنيا، ويشاهد الجميع ممن يتابع الأحداث ويشاهد التلفاز مشاهد مؤلمة جِـدًّا للشهداء من الأطفال والنساء، والكبار والصغار، في كُـلّ يوم وهم بالعشرات، ومعظمهمٌّ من الأطفال والنساء، مشاهد مؤلمة جِـدًّا ومؤسفة، ممن يقتلهم العدوّ الإسرائيلي بالقنابل الأمريكية، والصواريخ الأمريكية، والقذائف الأمريكية، وما أَيْـضاً يحصل عليه من دول أُخرى، مثل: بريطانيا، ومثل: ألمانيا، وبقية الدول التي تمده بوسائل القتل والتدمير التي يستهدف بها الشعب الفلسطيني.

جرائم الاستهداف للشعب الفلسطيني هناك الشهداء وهناك الجرحى، الجرحى بأعداد كثيرة، وللمأساة التي يعيشها الجرحى هناك عددٌ كبيرٌ منهم لا يلبثون أن يلتحقون بقوافل الشهداء، وقد بلغ عدد الجرحى (أكثر من خمسةٍ وستين ألفاً)، عدد كبير جِـدًّا، ويعانون معاناة كبيرة جِـدًّا؛ لانعدام المواد الطبية، والمستلزمات الطبية، ومن أكبر المشاهد المؤلمة والمؤسفة لمعاناة الجرحى هي: العمليات الجراحية، وعمليات بتر الأطراف، التي تجري بدون توفر مادة التخدير، التي يحتاج إليها الأطباء؛ مِن أجل العمليات الجراحية، أَو عمليات بتر الأطراف؛ فلا تتوفر في كثيرٍ من الحالات، حتى في العمليات الجراحية للأطفال، وعمليات بتر الأطراف للأطفال، والتي يصل معدلها في الحد المتوسط يوميًّا إلى عشر حالات، بالنسبة لعمليات بتر الأطراف، فما بالك بالعمليات الجراحية.

المشاهد التي يشاهدها الإنسان في التلفزيون، في الفيديوهات التي تنشر في مواقع التواصل اجتماعي، مؤلمة جِـدًّا جدّاً، وتبيّن حجم المعاناة، والمأساة، والمظلومية الكبيرة جِـدًّا، التي هي لعنةٌ على الأمريكي، وعلى الإسرائيلي، وعلى كُـلّ الذين يسهمون في ذلك الإجرام الرهيب، الشنيع، الفظيع، بحق الشعب الفلسطيني، بحق أطفال غزة، بحق أهالي غزة، وهي من المعاناة الكبيرة.

معاناة الجرحى أَيْـضاً مع الاستهداف للمستشفيات، العدوّ الإسرائيلي وبكل وقاحة، وبسلوك منفرد، لم يجرؤ أحد غيره أن يصل إلى هذا المستوى من الإجرام، والإفلاس الأخلاقي، والوقاحة، يعلن المستشفيات أهدافاً أَسَاسية لعملياته العسكرية. كُـلّ الدول، وكل الكيانات، وكل الجماعات، وكل الجهات التي تتحَرّك في هذه الأرض في صراعات أَو حروب، تتفادى مثل هذه الوقاحة المخزية، المعبرة إلى أقصى حَــدّ عن الإفلاس الإنساني والأخلاقي؛ لكنَّ العدوّ الإسرائيلي جريء على مثل هذه الدناءة والإجرام والوحشية، ويستمر في ذلك منذ بداية عدوانه على قطاع غزة وإلى اليوم، كلما استهدف مخيماً من المخيمات، أَو مدينة من المدن، أَو حياً من الأحياء، يجعل الهدف الأَسَاسي فيه للعملية العسكرية مستشفى، من مجمع الشفاء، إلى مجمع ناصر الطبي وغيره، كم هي المستشفيات؟ كم هي الوحدات الصحية التي دمّـرها بالطيران أصلاً؟ وكم هي المستشفيات والمراكز الصحية التي يجعلها أهدافاً لعملياته العسكرية، للوصول إليها؟ وحينما يصل إليها يستهدفها بالقصف، يستهدف الكوادر الصحية فيها، فيقتل البعض منهم، ويعتقل البعض الآخر، فجعل منهم كذلك هدفاً للقتل وللاعتقال؛ لأنَّه لا يريد أن يبقى هناك من يقدِّم الخدمة الصحية للشعب الفلسطيني، لا أن تتوفر هذه الخدمة من حَيثُ الكوادر، وذلك ما لا بُـدَّ منه في تقديم هذه الخدمة، لا بُـدَّ من الكوادر الصحية، ولا أن تتوفر البنية التحتية لها كمستشفيات أَو مراكز، ولا أن تتوفر مستلزماتها من إمْكَانات ووسائل، ولا أن تتوفر الأدوية، وهو قد جعلها من ضمن الممنوعات التي يمنع وصولها إلى أنحاء قطاع غزة، إجرام رهيب، وإفلاس بشكل تام عن أي ذرة من الإنسانية!

على مستوى المرضى، المرضى يعانون معاناة كبيرة جِـدًّا، أكثر من سبعمِئة ألف إصابة بالأمراض المعدية، في أوساط النازحين، سكان غزة أصبحوا بمعظمهمٌّ نازحين، قرابة المليوني نازح، قرابة اثنين مليون نازح يعانون إلى هذا المستوى: أكثر من سبعمِئة ألف إصابة بالأمراض المعدية، إضافة إلى الأمراض الأُخرى الموجودة: الأمراض المزمنة، من يعانون من مرض السرطان، من يعانون من الفشل الكلوي، من يعانون من الأمراض الأُخرى، من أمراض الكبد، من داء السكري، غيرها من الأمراض، من يحتاجون إلى السفر للعلاج في الخارج، من يحتاج من الجرحى للعلاج في الخارج، كُـلّ هؤلاء يعانون معاناة شديدة جِـدًّا جدّاً ولا تتوفر لهم الأدوية، هناك انعدم للأدوية بشكل كبير جِـدًّا، ومعاناة رهيبة جِـدًّا، والعالم يتفرج!

العدوّ الإسرائيلي جعل الأدوية والمستلزمات الطبية من الممنوعات، وضمن حصاره لأهالي غزة يمنع عنهم الدواء والمستلزمات الطبية، وحتى اسطوانات الأكسجين يمنع وصولها إليهم، يريد أن يقتلهم بكل وسائل القتل، وأن يسعى لإبادتهم، هو يسعى فعلياً لإبادتهم بكل الوسائل، من ضمن ذلك هذه المعاناة على المستوى الصحي، التي يسعى من خلالها لأن تكون وسيلة من وسائل الإبادة.

ويستمر العدوّ الصهيوني أَيْـضاً في مواصلة الحصار الشديد، هناك وفيات من الجوع في أوساط النازحين، في أوساط السكان، هناك أَيْـضاً مشاهد مؤلمة جِـدًّا للبعض من أهالي غزة، وهم يطحنون أعلاف الحيوانات ويأكلون منها للضرورة القصوى، هناك مشاهد مؤلمة لهم وهم يشربون من ماء البحر، الذي ليس مروياً وليس عذباً، لكنها الضرورة، وصلت المعاناة إلى هذا المستوى! معاناة مؤلمة جِـدًّا، نتيجةً للحصار الشديد من جهة العدوّ الإسرائيلي، هو يمنع وصول الغذاء إليهم، ولم يبقي أي اعتبار نهائيًّا، لا للحقوق المعترف بها دوليًّا، ولا لما يقال عن (القانون الدولي)، وتُلزَم به الدول الضعيفة، وليس له أي قيمة إذَا تعارض مع مصلحة أمريكية أَو إسرائيلية، أَو لم يكن موافقاً للمسلك الإجرامي الإسرائيلي أَو الأمريكي، الملزم به فقط هم العرب والدول التي تستهدفها أمريكا، لا قرارات، ولا قوانين، ولا أعراف، ولا شريعة، ولا أخلاق، ولا إنسانية، ولا أي اعتبار مما يعطيه البعض من البشر هنا أَو هناك، أي قيمة في التزاماتهم السلوكية، وتعاملهم، ومواقفهم، وحروبهم، كُـلّ هذا مشطوب لدى الإسرائيلي، تجاوز كُـلّ شيء، إسراف في الدماء، وحشية رهيبة جِـدًّا، إجرام بشع للغاية، وهذا يسهم في معاناة كبيرة جِـدًّا للشعب الفلسطيني.

مع طول فترة العدوان، مع استمرار الحصار يوماً بعد يوم، وازدياد المعاناة الكبيرة جِـدًّا للشعب الفلسطيني، نتيجةً لذلك الحصار الشديد، لذلك القتل، لذلك الدمار والخراب، والنزوح، والتجريف للأراضي الزراعية وللمساكن، يأتي الموقف المستجد من جهة الإسرائيلي، ثم تَبَنَّى الأمريكي الحملة بشكلٍ كامل ضد (الأونروا)، وكالة الغوث للاجئين الفلسطينيين، التي لها زمن طويل منذ تأسيسها، وهي تابعة للأمم المتحدة، وتقدِّم شيئاً يسيراً محدوداً بسيطاً من الخدمات لأهالي غزة، في مستوى محدود، بإشراف غربي وأمريكي، ودور أَسَاسي في الرقابة من تلك الجهات، وبتنفيذ من جانب الأمم المتحدة، تُستهدف في هذه المرحلة بالذات، في هذه الأيّام بالذات، وبعد ماذا؟ بعد قرار محكمة العدل الدولية، ما يسمى بمحكمة العدل، بعد قرارها بإيقاف جرائم القتل والإبادة الجماعية بحق الأهالي في غزة، قرارها الذي يفترض بعده أن تدخل مواد الغذاء والمواد الطبية إلى الشعب الفلسطيني في غزة، والتي يفترض أن يكون ذلك القرار مساهماً في الحد من جرائم الإبادة للشعب الفلسطيني، تأتي الحملة ضد (الأونروا)، وضد نشاطها، وتعليق للمساعدات التي تُقَدَّمُ عبرها من مجموعة دول.

الأمريكي هو الذي حمل راية الحملة للاستهداف للأونروا، وحرَّض الدول الأُخرى على إيقاف ما تقدمه من المساعدات المحدودة، البسيطة، اليسيرة، القليلة، التي تُقَدَّم عبر هذه الوكالة إلى الشعب الفلسطيني في غزة، بمعنى: أن الأمريكي يسعى في هذا التوقيت، بعد أن وصلت معاناة الشعب الفلسطيني في غزة إلى أقسى مستوى، وإلى أصعب الظروف، سعى إلى إيقاف هذا المستوى المحدود والبسيط جِـدًّا، والقليل جِـدًّا من المساعدات التي تُقَدَّم عبر هذه الوكالة إلى الشعب الفلسطيني، وحشية رهيبة جِـدًّا، وحشية رهيبة، وإجرام شنيع جدّاً! يحاول ألَّا يبقى للشعب الفلسطيني، ولا للأهالي في غزة، ولا ما يسد الرمق لبعضهم، وألَّا يتوفر الأمن، مع أنهم لم يأمنوا حتى في المدارس التي لجأوا إليها، على أَسَاس أنها تابعة للأونروا، وبالتالي في إطار حماية الأمم المتحدة، ومع ذلك كم هي المدارس التي استهدفت، وحصل شهداء وجرحى نتيجةً لاستهدافها من النازحين، شهداء منهم، وجرحى منهم، بعد أن استهدفها العدوّ الإسرائيلي، لكنَّ هذا يبين كم هو الطغيان الأمريكي، وكم هو الإفلاس الإنساني لدى الغرب؛ لأن مجموعةً من الدول الغربية بادرت مع الأمريكي في إعلان إيقاف مساعداتها عبر (الأونروا)، وهي شيءٌ -كما قلنا- محدودٌ جِـدًّا، لكنه حتى الشيء المحدود، حتى الشيء البسيط يحاولون أن يمنعوه على الشعب الفلسطيني؛ ليُمعِنُوا في ظلمه واضطهاده.

معاناة النازحين من الجوع، ومن المرض، ومن القصف، ومن المناخ أَيْـضاً، في ظل عدم توفر أي شيء من مستلزمات الحياة، معاناة كبيرة جِـدًّا.

أمام ذلك بكله، أمام ذلك الوضع المأساوي، وأمام تلك المظلومية الكبيرة جِـدًّا الواضحة، التي يعترف بها كُـلّ العالم، هناك استمرار في الخذلان من جهة المجتمع الدولي، كثير من الدول الكبرى لا تتحَرّك أي تحَرّك جاد، لإيقاف ذلك الظلم ضد الشعب الفلسطيني، لإيقاف ذلك الإجرام الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني، وعندما أتى قرار ما يسمى بمحكمة العدل الدولية كان قراراً ضعيفاً، لا يرقى إلى مستوى العدل، كان الموقف الصحيح والقرار العادل هو: قرار، أَو حتى حكم وليس بمُجَـرّد قرار، بوقف العدوان والحصار على الشعب الفلسطيني في غزة، وكذلك بوقف الإجرام الصهيوني بحق الأهالي في الضفة؛ لأنهم يعانون يوميًّا من القتل، من الاقتحامات لمنازلهم، من الاختطاف لهم من بيوتهم، من التهجير لبعضهم أَيْـضاً من منازلهم في مناطق أُخرى من فلسطين، وهكذا. فالموقف العادل، الحكم العادل، هو: منع العدوان والحصار ضد الشعب الفلسطيني، منع الإجرام الذي يمارسه العدوّ الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في غزة أولاً، وكذلك في بقية فلسطين، ولكن من المعروف أن المؤسّسات الدولية تخضع إلى حَــدّ كبير للنفوذ الأمريكي، وَإذَا وصل الحال مع وضوح بعض القضايا، والمظلومية الكبيرة جِـدًّا فيها، ووضوح الحق فيها، إلى درجة أن الموقف المغاير يشكِّل فضيحة مدوية، لتلك المؤسّسات التي تُقَدِّم نفسها على أنها مؤسّسات دولية، إذَا أتى موقف ولو في الحد الأدنى لا نجد له فاعليةً ولا تأثيراً، لماذا؟ لأن الأمريكي يتدخل مباشرة، وبالتالي يكون العدوّ الإسرائيلي نتيجةً للتدخل الأمريكي يكون شبه معفي من كُـلّ القرارات والأحكام، ومن كُـلّ المواقف التي تعلنها تلك المؤسّسات الدولية، سواءً بشكل قرار، أَو بشكل تقييم، أَو احتجاج، أَو إدانة، أَو بيان، أَو غير ذلك.

من العار، من العار الكبير للدول أن يكون العدوّ الإسرائيلي عضواً مقبولاً في الأمم المتحدة، منذ بداية دخوله كعضو في الأمم المتحدة كان ذلك منافياً للعدل، منافياً للحق، منافياً للإنصاف، كان ذلك إجراماً بحق الشعب الفلسطيني؛ لأن الكل يعرف أن العدوّ الإسرائيلي منذ نشأته، ومنذ تواجده في فلسطين في إطار الحماية البريطانية والدعم البريطاني، هو اغتصب وقتل، ولا مشروعية له نهائيًّا، فتواجده في فلسطين هو اغتصاب، وقتل، وإجرام، واعتداء، واحتلال، ومنذ ذلك اليوم وإلى اليوم -على مدى عقود طويلة من الزمن- وهو يستمر في إجرامه اليومي، والذي يتصاعد في مراحل معينة، مثلما هو الحال الآن في قطاع غزة.

هناك في الشعوب في أُورُوبا، في الشعوب الغربية، هناك أصوات حُرَّة، بدأت تعارض السياسات الأمريكية والسياسات الغربية، في الدعم المفتوح للعدو الإسرائيلي، مع افتضاحه بشكلٍ غير مسبوق مع وجود وتوفر مواقع التواصل الاجتماعي، ومع اختراق التعتيم الإعلامي؛ لأن اللوبي اليهودي يسيطر في أمريكا وفي أُورُوبا على الرأي العام، من خلال سيطرته على وسائل الإعلام، وتوظيفه لها في خدمته، ولكن مع النشاط الذي تقوم به الجاليات، مع بعض الأنشطة الإعلامية التي تساهم في إيصال المظلومية للشعب الفلسطيني، وحجم المأساة التي يعاني منها الشعب الفلسطيني، نتيجةً للعدوان الإسرائيلي، فاستفاق البعض، هناك حصل اختراق للتعتيم الإعلامي، الذي هو لصالح اللوبي اليهودي، وبالتالي بدأت تظهر أصوات في الشعوب الغربية، في التضامن مع الشعب الفلسطيني، في الحديث عن مظلومية الشعب الفلسطيني، هذه مهمةٌ جِـدًّا، هذه مؤشرات مهمةٌ جِـدًّا، نأمل أن تتسع دائرة الوعي في المجتمع الغربي تجاه هذه المظلومية والمأساة، وأن تواصل الجاليات العربية والإسلامية، وفي مقدمتها الجالية اليمنية، أن تسهم بشكل مُستمرّ في إيصال مظلومية الشعب الفلسطيني، ونشر مشاهد الفيديوهات التي تُقَدِّم الصورة الحية عن مظلومية ذلك الشعب العزيز، وهي مأساة بحد ذاتها، ومظلومية بحد ذاتها، إذَا شاهدها أي إنسان بقي فيه ذرة من الإنسانية يتأثر لها، وقد تتحَرّك بعض الضمائر الحية، بما يساهم أَيْـضاً في أن يكون هناك نشاط واسع على المستوى العالمي في نصرة الشعب الفلسطيني، مقابل الخذلان الرسمي، بل التواطؤ مع العدوّ الإسرائيلي، والدعم في المجتمعات الغربية من الأنظمة الرسمية والمؤسّسات الرسمية للعدو الإسرائيلي.

هناك على مستوى العالم الإسلامي، في المنطقة العربية وغيرها، لا يزال السائد بشكلٍ عام على موقف الكثير من الأنظمة والحكام هو: الاستمرار في التخاذل، استمرت الأحداث، استمرت المظلومية، تفاقمت المأساة، فلم تستفق ضمائرهم، باتوا في حالة سبات، ولم يتحَرّكوا، وهناك ما يؤسف، هناك أَيْـضاً أخبار عن بعض الدول العربية، عن بعض الدول الإسلامية، أنها تزوّد العدوّ الإسرائيلي بالبضائع، مع النقص الذي حصل عليه نتيجة الموقف اليمني في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، اتجهت بعض الدول العربية، اتجهت بعض الدول المسلمة في العالم العربي وغيره إلى تزويد العدوّ الإسرائيلي بالبضائع، وهذا أمر مؤسف جدّاً! في الوقت الذي يخذلون فيه الشعب الفلسطيني في غزة، وهو أحوج ما يكون إلى الغذاء والدواء، في أصعب الظروف، وهو يتضور جوعاً، يُقَدِّم البعض الفواكه للعدو الإسرائيلي، يزودونه ببضائع متنوعة، هذا أمر مؤسف جدّاً!

بقدر ما قد وصل الحال في قطاع غزة إلى ما وصل إليه، من معاناة كبيرة جِـدًّا، من مأساة كبيرة جِـدًّا لا مثيل لها الآن في أي منطقة في العالم، بقدر ما المسؤولية كبيرةٌ جِـدًّا على المسلمين قبل غيرهم، في العالم العربي وفي غيره، أن يتحَرّكوا بجد، كما يتحَرّكون للقضايا الأُخرى، التي يسمح لهم الأمريكي بالتحَرّك فيها، أَو يطلب منهم التحَرّك فيها، في أحداث سابقة، وفي مراحل زمنية سابقة، مثل: أحداث أفغانستان أَيَّـام الاتّحاد السوفيتي؛ لأن الأمريكي أراد منهم أن يتحَرّكوا، تحَرّكوا رسميًّا، وَحَرَّكوا شعوبهم، وتحَرّكوا على كُـلّ المستويات، ووجهوا علماءهم من علماء الدين التابعين لهم، التابعين للأنظمة الرسمية، إلى إصدار الفتاوى بوجوب الجهاد، أين هو تحَرّكهم تجاه مأساة الشعب الفلسطيني في غزة؟! مظلومية الشعب الفلسطيني في كُـلّ فلسطين وفي غزة أين هو تحَرّكهم، ولو بنسبة ضئيلة من مستوى ذلك التحَرّك؟! لماذا؟ لأن الأمريكي لا يريد منهم ذلك، وواضح ما عليه الحال من محاولة لتطنيش المسألة، وتجاهل ما يجري من مأساة، بل والبعض منهم يذم من يتحَرّك، ويسئ إلى من يتحَرّك، ويحاول أن يثبط ضد أي تحَرّك جاد من هنا أَو هناك.

الموقف المشرف، الموقف المهمٌّ، الموقف الصحيح، الموقف العظيم، هو: صمود المجاهدين في غزة، بالرغم من حجم العدوان، والمأساة، والمعاناة الكبيرة جِـدًّا. تحدثنا في الأسبوع الماضي أن هذا لم يسبق له مثيل في الصراع العربي الإسرائيلي، معركة بهذا المستوى من الإجرام الصهيوني، من استخدام السلاح الذي يوفره له الغرب ويمتلكه هو، أمام ذلك المستوى من القصف والدمار، والقتل والحصار، وأمام تلك المعاناة وتلك الإمْكَانات المحدودة للمجاهدين في فلسطين، وهم يواصلون صمودهم، طالت الأيّام، طالت المعركة وهم يواصلون صمودهم بفاعلية، وهم ينكلون بالعدوّ الإسرائيلي، وهو عندما يلجأ إلى القصف الجنوني والعشوائي، والقتل الشامل للأهالي والسكان، في سعيه إلى أن يحقّق لنفسه إنجازاً، ولو كان الإنجاز هو الإجرام، هو القتل للشعب الفلسطيني في غزة.

كان من أهم المستجدّاًت المهمة والملفتة والبارزة في هذا الأسبوع هو: قصف كتائب القسام بالصواريخ إلى تل أبيب، هذه عملية مهمة للغاية، ولها دلالة كبيرة جِـدًّا، بعد كُـلّ هذا الوقت الطويل، ونحن في الأسبوع السادس عشر من العدوان الهمجي الإجرامي الوحشي، والتدمير الشامل لقطاع غزة، والاجتياح للمخيمات والمدن والبلدات في قطاع غزة، والتجريف، والتدمير، والحديث الإسرائيلي عن السيطرة، وتقديمه للإنجازات الوهمية، ومع ذلك يأتي في هذه الأيّام قصف من غزة إلى تل أبيب بالصواريخ، هذا يدل على مدى الصمود، والتأييد الإلهي للمجاهدين في غزة، ومدى الثبات، وأنهم في وضعٍ لا يزال متماسكاً وقوياً، بعكس ما يتمناه العدوّ الإسرائيلي، وبعكس ما يروِّج له في وسائله الإعلامية، وهو يصور أنه على وشك القضاء عليهم، والنهاية للمعركة، إفلاس وفشل واضح للعدو الإسرائيلي، فشل في تحقيق أهدافه، فشل في السيطرة على الوضع بشكلٍ كامل في قطاع غزة، فشل في حسمه للمعركة، ونجاح واضح للإخوة المجاهدين في قطاع غزة، ونحن قلنا في الكلمة في الأسبوع الماضي: أن هذا حجّـة على العرب، حجّـة على كُـلّ المسلمين؛ لأنهم لو اتجهوا فقط إلى دعم المجاهدين في غزة، إلى دعم المجاهدين في فلسطين بشكلٍ عام، إلى دعم الشعب الفلسطيني، وقدَّموا له الإمْكَانيات المادية، فهو كان سيتحَرّك بفاعلية عالية جِـدًّا، ويواجه الطغيان والعدوان الإسرائيلي، ويصل إلى تحقيق الهدف المهمٌّ في تحرير فلسطين، كُـلّ فلسطين.

فهذا المستجد له أهميته الكبيرة، والصمود المُستمرّ، والقتال ببسالة يوميًّا، والمواجهة المُستمرّة لها دلالة مهمة، وهي التي تعبِّر عن الموقف الحق، والموقف الصحيح في مواجهة العدوان الإسرائيلي، ويجب أن تحظى بالمساندة، بالإشادة، أن يحظى هذا الصمود من كُـلّ أحرار الأُمَّــة، من كُـلّ الأحرار في العالم، أن يحظى بالإشادة وبالمساندة.

هناك أَيْـضاً على مستوى الجبهات المساندة، هناك من جهة حزب الله أَيْـضاً مواصلة لعملياته اليومية، وهو أَيْـضاً يُقَدِّم الشهداء بشكلٍ شبه يومي، والجبهة في لبنان، في حدود لبنان مع فلسطين جبهة ساخنة، وجبهة مؤلمة للعدو الإسرائيلي، ومزعجة جِـدًّا للعدو الإسرائيلي، وحزب الله مُستمرّ في هذه المعركة، وهناك أَيْـضاً استمرار من جهة الإخوة المجاهدين في العراق، وآخر شيءٍ ما حصل البارحة في عملياتهم التي تستهدف العدوّ الإسرائيلي، وهم أكّـدوا على أنهم يواصلون عملياتهم، وأنهم مُستمرّون فيها.

فيما يتعلق بجبهتنا في اليمن، وهي من الجبهات التي بادرت منذ بداية الأحداث في غزة، في إطار موقفٍ كاملٍ وشاملٍ، على كُـلّ المستويات:

  • وفي المقدمة: على المستوى العسكري:

تحدثنا في الأسبوع الماضي عن ما قبله، والمحصلة خلال هذا الأسبوع هي: عشر عمليات في البحر الأحمر، ومضيق باب المندب، عشر عمليات لاستهداف السفن المرتبطة بالعدوّ الإسرائيلي والأمريكي والبريطاني، والموقف -بحمد الله- فيما يتعلق بالعمليات في البحر فعَّال ومؤثر، وأصبح العدوّ الإسرائيلي يائساً من إمْكَانية أن تستمر الملاحة البحرية لصالحه في البحر الأحمر من مضيق باب المندب، أصبح يائساً من ذلك، وأصبحت الحركة ضعيفة ومحدودة جِـدًّا، لأن تتحَرّك السفن؛ بهَدفِ التوجّـه إلى ميناء إيلات، (ميناء أم الرشراش) التي يسميها العدوّ بإيلات، أَو إلى أي ميناء آخر من موانئ فلسطين لصالح العدوّ الإسرائيلي، أصبح التحَرّك نادراً، هناك رصد دقيق وقوي من قبل الإخوة في القوات المسلحة، وهناك أَيْـضاً تمكّن منهم، في الحصول على المعلومات اللازمة، لمعرفة إن كانت وجهة السفينة لمصلحة العدوّ الإسرائيلي، إلى أي ميناء من موانئ فلسطين المحتلّة؛ ولذلك مع هذه الإمْكَانية للحصول على المعلومة، هناك أَيْـضاً جهوزية قوية لاستهداف أي سفينة وجهتها لصالح العدوّ الإسرائيلي.

وعندما ورّطت أمريكا نفسها، وورّطت بريطانيا نفسها أَيْـضاً خدمةً للصهيونية، وإذعاناً وتنفيذاً لأوامر اللوبي اليهودي الصهيوني، أدخلوا أنفسهم أَيْـضاً في المأزق؛ ولذلك استمر الاستهداف لهم، الاستهداف لبوارجهم، لسفنهم، الاستهداف أَيْـضاً لحركتهم العدائية في البحر الأحمر، قواتنا المسلحة هي التي تُقَدِّم فعلاً تأميناً للملاحة الدولية في البحر الأحمر، وتحدثنا في الأسبوع الماضي عن رقم كبير لحركة السفن التي لبقية الدول، وأن شعبنا وبلدنا والقوات المسلحة أثبتت فعلياً أن المستهدف هو السفن المرتبطة بالعدوّ الإسرائيلي؛ ولذلك تتحَرّك السفن لبقية البلدان بأمنٍ وسلام، ومن ينسق مع القوات البحرية يعبر بدون أي مشكلة، إلَّا إذَا أحياناً يتدخل الأمريكي في محاولة لإثارة مشاكل على بعض السفن، وفُضِح في عدة عمليات من هذا النوع، يحاول أن يثير هو القلق على بعض السفن، ولكن الأمريكي في عدوانه ومحاولاته لحماية السفن الإسرائيلية فشل بشكلٍ واضح، وهو مُعترفٌ بفشله، ومعترفٌ بعجزه عن منع السفن المرتبطة بالعدوّ الإسرائيلي، في البداية كان يصور الأمريكي أن عملياته العدوانية لحماية السفن الإسرائيلية سيحقّق هدفه، وسيوفر لها الحماية، وحاول أن يستعرض عضلاته، وأن يتحَرّك بغرور وكبر وطغيان، كما هو الأُسلُـوب الأمريكي الذي يتبجح بعدوانه على الشعوب، وَيُقَدِّم لنفسه عناوين مخادعة؛ بهَدفِ أن يحظى أَيْـضاً بالتعاون معه من بقية الدول والبلدان، ولكنه فشل، والحمد لله فشله واضح، وفشل البريطاني واضحٌ معه أَيْـضاً، وهم لا يستطيعون أن يحموا حتى سفنهم، حتى القطع الحربية هي تستهدف، استُهدِفت مدمّـرات، وبارجات، وسفن عسكرية، ولذلك سفنهم، قطعهم البحرية التي هي حربية هي مستهدفة بنفسها، فلا يستطيعون أن يوفروا الحماية للسفن الإسرائيلية.

على العدوّ الإسرائيلي أن ييأس تماماً، من إمْكَانية استمرار ملاحته وحركة سفنه التجارية من مضيق باب المندب عبر البحر الأحمر، عليه أن ييأس، استمراره في حرمان سكان غزة من وصول الغذاء والدواء، وإجرامه الوحشي، وقتله الجماعي للشعب الفلسطيني في غزة، لا يمكننا أن نسكت عنه، ولا أن نتفرج على إخوتنا في غزة، ويجب أن يدفع مقابل ذلك الثمن الباهظ.

ولذلك نحن مُستمرّون في موقفنا العسكري على هذا المستوى في العمليات البحرية، وَأَيْـضاً بكل أشكال الاستهداف، وبكل ما نستطيع، نحن مُستمرّون، وطالما استمر العدوان والحصار على غزة فلن نتوقف، مهما كان الموقف الأمريكي، وهو لن يؤثر أصلاً على فاعلية موقفنا، حتى على مستوى الفاعلية، موقف بلدنا فعَّال ومؤثر، وهو الأمريكي بالرغم من ما يمتلكه من تقنيات لم يستطع حماية السفن الإسرائيلية، هو عاجزٌ تماماً عن تحقيق هدفه من عدوانه، وهو تورط في عدوانه؛ مِن أجل حماية السفن الإسرائيلية، أدخل نفسه في ورطة وفي مشكلة، هو كان في غنىً عنها، والرئيس الأمريكي بنفسه عندما اتخذ هذا القرار بالعدوان على بلدنا، حمايةً للسفن الإسرائيلية، هو خرق الدستور الأمريكي، وهناك احتجاجات في داخل الكونغرس من بعض الأعضاء، وَأَيْـضاً في الوسط الأمريكي، تجاه هذا الاختراق للدستور، كيف يتخذ قراراً بالحرب والعدوان على بلد من دون الرجوع إلى الكونغرس، وَيُمَوِّل هذا العدوان من أموال دافعي الضرائب الأمريكيين، وإنما تلبيةً فقط واستجابة فقط لأوامر اللوبي اليهودي الصهيوني، وهناك مشاكل في أمريكا الآن.

وأمريكا في رعايتها ودعمها المفتوح للطغيان والإجرام الإسرائيلي، وفي طغيانها هي بحق الشعوب المستضعفة، لن تفلت أبداً من العقاب الإلهي في الدنيا والآخرة، حالة الطغيان والإجرام الرهيب جِـدًّا بحق الشعوب، والظلم الكبير له عواقبه الوخيمة، وهي سنة الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، ولن يكون عُبَّاد اللوبي اليهودي الصهيوني من الأمريكيين استثناء من هذه السنة الإلهية، في العاقبة الوخيمة للظالمين والمجرمين، والطغاة المستكبرين، وصدق الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” عندما قال في القرآن الكريم: {إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ}[الفجر: الآية14].

على الرئيس الأمريكي بدلاً من أن يفتح حروباً، وأن يشن عدواناً على بلدنا والبلدان الأُخرى، عليه أن ينشغل أولاً بأزمات بلاده، وبالمشاكل التي تصنعها سياساته في بلاده، وقد شاهد العالم الأزمة الأخيرة في أمريكا، بين حاكم تكساس (ولاية تكساس) والرئيس الأمريكي، التي أوشك الطرفان أن يصلا فيها إلى مستوى الاقتتال، التوتر كان توتراً كَبيراً، وأوشك على انفجار حرب أهلية في أمريكا، الطغيان الأمريكي سيلحق بأمريكا الويلات، ولن تكون استثناء في سنَّة الله تعالى في عباده، وفي العواقب الوخيمة للطغاة والظالمين.

على كُـلّ موقفنا على المستوى العسكري مُستمرّ، وفعَّال، ومؤثِّر، والعدوان الأمريكي، والجرائم الأمريكية في انتهاك سيادة بلدنا، لن يؤثر على موقفنا؛ وإنما له تأثير في أن نطور قدراتنا العسكرية أكثر وأكثر، وهذا واضح للأمريكيين، وهم يلمسون في الصواريخ التي تطلقها القوات المسلحة اليمنية، يلمسون هذا التطور، ويلحظونه.

البريطاني كذلك، البريطاني تصرفه -كذلك- تلبية واستجابة لأوامر اللوبي اليهودي الصهيوني، وتوريط لبلده في مشكلة لم يكن بحاجة إليها، تؤثر عليه، تؤثر على اقتصاده، وعلى البريطاني أن يأخذ الدرس من سفينته التي احترقت من الليل إلى الليل، بقيت محترقة، عليه أن يأخذ العبرة، هو سيلحق بنفسه وباقتصاده الضرر من دون نتيجة، من دون أن يحقّق الهدف بحماية السفن الإسرائيلية، ضرباتهم فاشلة، إذَا روَّجوا وأعلنوا عن ضربات ينفِّذونها بالغارات الجوية، أَو بالصواريخ، هي فاشلة، لا تأثير لها، ولا تحد من قدراتنا الصاروخية، ولا في الطائرات المسيَّرة، وليس لها تأثير على ذلك.

ومن بوادر الفشل: سعي أمريكا إلى الاستعانة بالصين؛ مِن أجل أن تسعى للوساطة والإقناع بوقف مواقفنا، بوقف عملياتنا المساندة للشعب الفلسطيني ضد السفن الإسرائيلية، والمرتبطة بالعدوّ الإسرائيلي؛ مِن أجل أن يطمئن الأمريكي.

الصيني هو يدرك مصلحته، أنها ليست في أن يسير تبعاً للأمريكي، الصيني يعرف ماذا يفعله الأمريكي في تايوان، يعرف ما فعله الأمريكي في سياق الاستهداف للصين، والعقوبات الاقتصادية، والسعي للحد من نموها الاقتصادي، الصيني يعرف السياسات العدائية لأمريكا ضده، وهو يعرف جيِّدًا حجم المؤامرة الأمريكية من خلال مشكلة تايوان؛ ولذلك الصين لن يورِّط نفسه لخدمة أمريكا، أَو العمل لمصلحتها.

على مستوى موقفنا العسكري: هو -كما قلنا- بحمد الله فعَّال، ويتزايد إن شاء الله، وبتطور أكبر وأدق، وضربات أقوى بإذن الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”.

  • على مستوى الأنشطة الشعبيّة: وهي جزءٌ أَسَاسيٌّ ومهمٌّ من موقف شعبنا العزيز، هناك نشاط له أهميته الكبيرة، وقيمته الكبيرة جِـدًّا، وهو: التعبئة العسكرية:

هذا من أهم الأنشطة التي تحَرّك فيها شعبنا العزيز، في سياق جهوزيته، ورفع مستوى هذه الجهوزية في المساندة للشعب الفلسطيني، هناك التحاق واسع من كثير من أبناء الشعب فيما يتعلق بالتعبئة العسكرية في الوسط الشعبي، هناك أَيْـضاً أنشطة واسعة جِـدًّا في عمليات التدريب والتأهيل؛ بهَدفِ رفع الجهوزية على المستوى العسكري، والإحصائيات التي قدَّمها لنا الإخوة المعنيون بهذا العمل، تفيد عن: تدريب وتأهيل (مِئة وخمسة وستين ألف وأربعمِئة وتسعة وعشرين متدرب) في مختلف المحافظات، في دورات مفتوحة، وفي مستوى محدود، لا زالت الدورات لم تغطِ كُـلّ المناطق، يعني: هذه الدورات التي فُتحت للتدريب العسكري، والالتحاق بالتعبئة العسكرية، فتحت في مناطق محدودة لحد الآن، لم يتم استكمال فتح بقية الدورات على مستوى كُـلّ المناطق، وكل البلدان التي يمكن أن يفتح فيها هذا النشاط، يعني: هناك مثلاً في عواصم بعض المحافظات، في عواصم بعض المديريات، مراكزها الإدارية، لكن كثير من المناطق لم يصل إليها هذا النشاط، وقد بلغ عدد المتدربين هذا العدد الكبير: (مِئة وخمسة وستين ألف وأربعمِئة وتسعة وعشرين متدرب)، هذا يضاف إلى عدد كبير جِـدًّا، يعني: خلال فترة العدوان على بلدنا كان هناك (ستمِئة ألف) في التدريب العام والقيادي والتخصصي، بحسب الإحصائيات التي قدَّمها الإخوة المعنيون في التدريب، فعندما يضاف هذا الرقم هو إضافة إلى ما قد تم من أنشطة تدريبية في المرحلة الماضية، وكل هذه القدرات والإمْكَانات في بلدنا، من كُـلّ ما قد بني وأعدَّ وجُهِّز، هو في خدمة هذا الموقف، الكل جاهز، وبكل شغف، وبكل شوق، وبكل عزمٍ، وإصرار، وتصميم، وإرادَة جادة على التحَرّك في إطار موقف المساندة للشعب الفلسطيني، وهناك استمرار في أنشطة التدريب والتأهيل في إطار التعبئة، وسيتوسع إن شاء الله، ويمتد إلى مناطق كثيرة؛ لتتاح الفرصة لمن يريدون الالتحاق بهذا النشاط، وهذا النشاط مهمٌّ جِـدًّا، مهمٌّ جِـدًّا.

ولهذا أنا أحث على الالتحاق بهذا النشاط: في إطار التدريب والتأهيل، وفي إطار التشكيل والانتظام؛ لأن هذا يرفع مستوى الجهوزية، وهو -كما قلت- إضافة إلى ما هو جاهز، ممن قد تمَّ تدريبهم وتأهيلهم، وهم بمئات الآلاف على مدى المرحلة الماضية، وهذا بكله إضافة إلى شعبنا العزيز الذي هو بكله شعب مسلح، جيش، الشعب اليمني هو جيش جاهز، مسلَّح، متمرس على الأحداث، والأهم من كُـلّ ذلك: هو ثقته بالله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، توكله على الله “جَلَّ شَأَنُهُ”، روحيته الجهادية، ثقافته القرآنية، وعيه العالي، رصيده الأخلاقي؛ ولذلك لموقفه هذا الثقل، وهذه الأهميّة.

ولن تنجح أمريكا في التهويل بضرباتها الفاشلة، وغير المؤثرة، ولا لتصنيفاتها السخيفة، التي ليس لها أي قيمة، أمامها هذا الشعب، هو شعب متمرس على الصعاب والمعاناة، وشعب يعيش كُـلّ معاني العزة والحرية والكرامة، شعب هُــوِيَّته إيمانية، شعب يتحَرّك على أَسَاس الثقة بالله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، والتوكل على الله “جَلَّ شَأَنُهُ”، والاعتماد على الله تعالى، ولهذا بما يمتلكه من رصيد إيماني وأخلاقي وقيمي، وما هو متعوِّدٌ عليه ومتمرِّسٌ عليه، هو فعَّالٌ ومؤثِّرٌ ومُستمرّ في موقفه.

ويجب أن يلحظ الأمريكي والبريطاني، ومن ورائهم اللوبي اليهودي الصهيوني، أنَّ انعكاسات وتأثيرات إجرامهمٌّ بحق الشعب الفلسطيني في غزة، هو تحَرّك هذه الشعوب، هو توجّـهها الواعي، توجّـهها المنطلق على أَسَاس من الوعي ومن الشعور بالمسؤولية، وأنَّ له نتائج معاكسة لأهدافهم في كسر إرادَة شعوبنا، وفي محاولاتهم لأن يفرضوا حالة الخنوع والاستسلام على أمتنا، وهذه مسألة مهمة جِـدًّا.

عندما يلمسون أنَّ غطرستهم، واعتداءاتهم، وظلمهمٌّ، وإجرامهمٌّ بحق شعوب أمتنا هنا أَو هناك، إنما يزيد من حركة هذه الشعوب، من عزمها، من إدراكها لمسؤوليتها، ومن وعيها بالتحَرّك الصحيح، والحلول الصحيحة، التي تكسبها المنعة في مواجهة أعدائها؛ سيدركون أنَّ النتيجة معاكسة لما يعملونه ضد أمتنا وشعوبها.

  • على مستوى أنشطة أُخرى، هي من أهم الأنشطة لشعبنا العزيز، وهي: المسيرات، والمظاهرات، والفعاليات، والوقفات:

كما قلنا في الكلمات السابقة: هناك نشاط مميَّز لشعبنا العزيز، لم يخرج أي شعبٍ على مستوى عالمنا الإسلامي في البلاد العربية وغيرها، ولا على مستوى أي بلد في العالم كما خرج شعبنا العزيز، من حَيثُ الزخم الجماهيري، والمشاهد للخروج الجماهيري المليوني في العاصمة صنعاء في ميدان السبعين، وفي المحافظات، والخروج في المحافظات أَيْـضاً خروج كبير جِـدًّا، وَإذَا تكاملت الصورة عندما ننظر إلى مجموع هذا الخروج المليوني في صنعاء وفي بقية المحافظات، ندرك أنَّ هناك زخمًا كَبيراً في الخروج الجماهيري لشعبنا العزيز.

على مستوى الفعاليات، على مستوى الوقفات، أنشطة مُستمرّة، وشبه يومية، لا تكاد تتوقف، وبلغت أَيْـضاً على مستوى العدد هي بزخمها الواسع والكبير، وهي أَيْـضاً على مستوى العدد، بلغت إلى مستوى كبير، ونسبة متقدِّمة، فقد بلغت عدد المسيرات في الأمانة والمحافظات (ألف وثلاثمِئة وواحد وخمسين)، يعني: عدد ضخم جِـدًّا، قد لا يماثله أي رقم في أي بلد آخر.

أمَّا على مستوى الوقفات والاحتجاجات التي تخرج فيها، عادةً ما تكون مصغرة، لكنها كثيرة، في مناطق كثيرة جِـدًّا، فقد بلغت (ثلاثة وأربعون ألفاً وستمِئة وستة وأربعون)، يعني: عدد هائل جِـدًّا، هذا يدل على ماذا؟ يدل على وعي، يدل على شعور بالمسؤولية، يدل على المشاعر الإنسانية التي يحملها أبناء شعبنا العزيز، الأرق قلوباً، والألين أفئدة، الذين يمتلكون الحس الإنساني، وضمائرهم حيَّة، يشعرون بمظلومية الشعب الفلسطيني، ومعاناته، ومأساته، ليست قلوبهم قاسية إلى درجة ألَّا يحسوا بتلك المعاناة، والمأساة، والمظلومية الهائلة للشعب الفلسطيني.

هذا يدل أَيْـضاً على ما يمتلكونه من الوعي، عن أهميّة التحَرّك، عن سلبية الجمود، والتخاذل، والصمت، والاستسلام، المرحلة مرحلة تستدعي التحَرّك، أن يكون الموقف واضحًا، أن يكون التحَرّك كَبيراً، بحجم تلك المظلومية للشعب الفلسطيني؛ ولذلك هذا التحَرّك يأتي مكملاً، وحاضناً، وراعياً، وأَسَاساً للموقف العسكري، الذي هو ذروة هذا الموقف.

شعبنا ليس تحَرّكه مقتصراً على المسيرات والمظاهرات، بل هي في إطار موقفٍ شامل، وموقفٍ حاضن، وموقفٍ مؤيِّد للموقف العسكري، للتحَرّك على كُـلّ المستويات، موقف بلدنا هو متكامل رسميًّا وشعبيًّا، ومتكامل عسكريًّا، وسياسيًّا، وإعلامياً… وعلى كُـلّ المستويات، هذا هو الموقف الصحيح، والموقف الذي ينبغي أن يستمر؛ لأن العدوان الإسرائيلي الهمجي الوحشي الإجرامي مُستمرّ، والمظلومية للشعب الفلسطيني مُستمرّة؛ فلذلك ينبغي أن يستمر هذا النشاط.

هذا التحَرّك يحسب له الأعداء ألف ألف حساب، عندما يأتي الموقف العسكري، عندما تقوم قواتنا المسلحة بقصف البارجة الأمريكية، أَو المدمّـرة الأمريكية، أَو السفينة المرتبطة بالعدوّ الإسرائيلي، أَو السفينة البريطانية المشاركة في حماية الإجرام الصهيوني، والمشاركة في العدوان على بلدنا، الأمريكي يتذكر أنَّ وراء هذه الضربة، وهذه العملية، ذلك الشعب الذي خرج بملايينه، بالملايين من أبنائه في العاصمة وفي بقية المحافظات، يتذكر ذلك المشهد الشعبي الحاشد، المعبِّر عن هذا الموقف، المؤيِّد لهذا الموقف، المطالب بهذا الموقف، الذي يعبِّر عنه ذلك الموقف، يعبِّر عن إرادته، وعن مطلبه، وعن توجّـهه، وعن قراره، وهو يحسب ألف ألف حساب؛ ولهذا كنا منذ بداية هذه الأحداث، منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، نركِّز على الحضور الشعبي، والخروج الجماهيري المليوني؛ لأنَّه له أهميّة كبيرة جِـدًّا، ليعرف الأمريكي أنَّ الموقف العسكري هو موقف الشعب اليمني، ويعبِّر عن إرادَة الشعب اليمني، وَأَيْـضاً له أهميته الكبيرة في أن نتحَرّك بشكلٍ عام؛ لأنها مسؤوليةٌ عامة، على الكل أن يعمل فيها ما يمكنه أن يعمل، هذه مسؤولية جماعية، وهو موقفٌ مشرِّف، قربةٌ عظيمةٌ إلى الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”.

من يصرخ في هذا العصر في مواجهة الطغيان الأمريكي والإسرائيلي والبريطاني على شعب فلسطين، وعلى بلدنا، وعلى أمتنا، من يكون له موقفٌ واضحٌ في البراءة منهم، والتصدي لطغيانهم، بكل ما يمكنه، هو يتحَرّك في الموقف الصحيح، الذي هو جزءٌ من إيمانه، وهو أَيْـضاً الموقف الإنساني، والموقف الحكيم، والموقف الذي لمصلحة الأُمَّــة.

لمصلحة أمتنا أن تكون أُمَّـة قوية أمام أعدائها، ألَّا تعيش الوضعية التي تطمع أعداءها فيها، وهي وضعية الاستسلام، وضعية الخضوع، الوضعية التي تكون الشعوب فيها صامتة، وساكتة، وخانعة، ويائسة، ومستسلمة، ليس لها موقف، وليس لها صوت، تلك هي المواقف الخطيرة جِـدًّا، التي تطمع الأعداء فينا، نستطيع بكل بساطة أن نقيِّمَ الفرقَ الكبير بين النظرة الأمريكية والإسرائيلية والبريطانية إلى بلدنا، وإلى بلدان خانعة وساكتة وصامتة، ليس لها موقف، وليس لها صوت، بل كان موقف بلدنا في مساندة الشعب الفلسطيني، ووقفته هذه الوقفة المشرِّفة، والمسؤولة، والإنسانية، والأخلاقية، محطة إعجاب الكثير من أحرار العالم، حتى في البلدان الغربية، هناك أصوات تؤيِّد وتعبِّر عن إعجابها الكبير بهذا الموقف، في عالمنا الإسلامي الكثير من أبناء شعوب أمتنا ارتاحت كَثيراً لهذا الموقف، ورأت فيه أنَّه الموقف الصحيح المتكامل، الذي يعبِّر عن الموقف المفروض على كُـلّ أبناء أمتنا، أنَّه هكذا يجب أن يقف الجميع، وأن يتحَرّكوا بهذا المستوى من التحَرّك الفاعل.

في هذا السياق، أشيد كَثيراً بالإخوة العاملين والداعمين لإنجاح عمل الدورات العسكرية في التعبئة العسكرية، وَأَيْـضاً فيما يتعلق بكل الأنشطة، الذين يتحَرّكون في إطار هذه الأنشطة: على مستوى التوعية، على مستوى التثقيف، على مستوى تنظيم هذه الوقفات، هذه المسيرات، إسهامهمٌّ ودورهم عندما يكون بنية صادقة مع الله هو جهادٌ في سبيل الله.

الخروج في هذه المظاهرات استجابة لأمر الله تعالى، هو الذي أمرنا أن نتحَرّك، أن يكون لنا موقف واضح ضد الطغاة والمجرمين والمستكبرين، وأيُّ طغيان مثل الطغيان الإسرائيلي والأمريكي والبريطاني! هو جزءٌ من الجهاد في سبيل الله، من يتحَرّك مستجيباً لله فذلك مهمٌّ.

  • هناك نشاط ولربما يكون مميزاً لشعبنا في مسألة المقاطعة:

هناك مقاطعة للبضائع الأمريكية والإسرائيلية، وهناك قرار رسمي، وتوجّـه شعبي، ولكن يحتاج هذا الموضوع أَيْـضاً إلى اهتمام أكثر، على مستوى واقعنا في البلد، والحث لبقية البلدان؛ لأن هذا متاح للجميع، يستطيع كُـلّ شخص مسلم أن يتخذ قراراً هو في مشترواته وما يحتاج إليه بمقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية، هذا مؤثر على الأعداء، ومن يقصِّر حتى في مثل هذه الخطوة؛ فتقصيره كبيرٌ جِـدًّا.

في عصر رسول الله “صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَـيْهِ وَعَلَى آلِه”، جاء أمرٌ من الله “جَلَّ شَأَنُهُ” بالمقاطعة لمفردة (كلمة) كان يستغلها اليهود ضد الإسلام، وضد الرسول “صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَـيْهِ وَعَلَى آلِه”، فيما يقصدونه بمعنى من معانيها، فجاء قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ}[البقرة: الآية104]، مقاطعة لمفردة، وكانت استفادة اليهود في أنهم يستخدمونها بمعنى مسيء، فما بالك بما يجنيه اليهود الصهاينة، وما يجنيه من يموِّل نشاطهم، الأمريكي من يقدم لهم الدعم المفتوح، وهو يجني مليارات، مليارات من عالمنا الإسلامي، يجني المليارات من مصر، يجني المليارات من دول إسلامية، يجني المليارات من الدول الخليجية، يحصل على الأموال الهائلة من البلدان العربية، المقاطعة سلاح فعَّال ومتاح، وَإذَا وصل الإنسان إلى درجة ألَّا يعمل شيئاً وألَّا يقول شيئاً، بل أن يسهم في تقديم ما ينفع الأعداء؛ فهو تفريط رهيب، وخذلان كبير، وعواقب ذلك سيئة على الإنسان بينه وبين الله، وإفلاس إنساني وأخلاقي.

  • على مستوى النشاط الإعلامي:

الحمد لله هناك تميز في النشاط الإعلامي للناشطين الإعلاميين، الذين يتوجّـهون في بلدنا هذا التوجّـه، يجب أن يستمر هذا النشاط، وأن يتطوَّر هذا النشاط، وأن يتوسَّع هذا النشاط، وأن يدخل الإبداع فيه، وأن يبقى النقل للمظلومية الفلسطينية مسألة مُستمرّة، ونقل الصورة المأساوية لما يعانيه الشعب الفلسطيني نتيجةً للعدوان الهمجي الوحشي الإجرامي الإسرائيلي، أن تصل هذه الصورة إلى الناس؛ لأن المشهد الواحد لمأساة، قد يترك تأثيراً أكثر من مِئة محاضرة، وأكثر من ألف كلمة.

بعض المشاهد المأساوية إذَا قُدِّم إلى الناس، هو يقدِّم صورة حيَّة عن مظلومية الشعب الفلسطيني، يترك أثراً بالغاً في النفوس، في إحياء الضمائر، لدى من لا يزال لديه قابلية لحياة ضميره، في إيقاظ البعض من سباتهم، ممن لا يزال لديهم القابلية لذلك، هذه مسألة مهمة جِـدًّا.

أيضاً فيما تعلق بالموقف المساند للشعب الفلسطيني، ودعم هذا الموقف، وإبراز أهميّة هذا الموقف، في مواجهة كُـلّ مساعي التشويش على الموقف، التي ينفِّذها الموالون لأمريكا وإسرائيل، وهم يحاولون أن يشوشوا على أي موقف مساند للشعب الفلسطيني.

هناك أَيْـضاً من الأنشطة المهمة للغاية: النشاط التوعوي، وهو من أهم الأنشطة على الإطلاق، وفي ظل العدوان الهمجي الوحشي الإسرائيلي، الذي وصل إلى مستويات شنيعة للغاية من الإجرام والافتضاح، في مرحلة كانت بعض الأنظمة العربية تسعى بكل جهدها إلى أن تقدِّم صورة مزيَّفة للعدو الإسرائيلي، أنَّه عضوٌ في هذه المنطقة بشكل عام، وأنَّه جهة السلام، وأنَّه يريد السلام، وأنَّه بالإمْكَان أن تكون الأُمَّــة في علاقةٍ إيجابيةٍ معه، وأن تكون في سلامٍ معه، أمام أَيْـضاً الصورة التي يغتر بها البعض، صورة زائفة لأمريكا وللغرب، في نظر البعض حتى من النخب في بلداننا العربية، في عالمنا الإسلامي بشكلٍ عام، هناك أهميّة لنشر الوعي؛ لأن الأحداث الراهنة تفضح العدوّ الإسرائيلي من جديد، تظهره على حقيقته، إضافة إلى رصيده الإجرامي الهائل فيما قد مضى، وكذلك تفضح الأمريكي، وتفضح الدول الغربية، إضافة إلى رصيدهم الإجرامي السابق في كُـلّ المراحل الماضية، لديهم بالكل: الأمريكي والأُورُوبيون والإسرائيلي كلهم لديهم رصيد إجرامي رهيب وشنيع في كُـلّ المراحل الماضية، ولكن أمام هذا الجيل الناشئ، وأمام هذه المرحلة، يحتاج -وبالذات وأنَّ الذاكرة العربية ضعيفة- تحتاج دائماً إلى المزيد من التذكير، من تقديم الشواهد، من الإيضاحات المُستمرّة، من التبيين المُستمرّ، فمع حجم هذه الشواهد الواضحة على الإجرام الأمريكي والإسرائيلي والغربي، هناك فرصة كبيرة لنشر الوعي، وترسيخ الوعي في أوساط الناس، وفي المقدِّمة: الوعي القرآني.

من أهم ما تحتاج إليه أمتنا، ومن أهم الأنشطة في شعبنا العزيز، هو: نشر الوعي القرآني، على قاعدة: (عينٌ على القرآن، وعينٌ على الأحداث)؛ لأن الوعي القرآني يصنع اليقين، وفي نفس الوقت يضبط التوجّـهات بالضابط المبدئي والأخلاقي والقيمي والإلهي.

هناك حالة انفلات رهيبة في وسط بلداننا الإسلامية، في المنطقة العربية أولاً، ثم خارجها، هناك نسيان للمبادئ، وتجاهل للقيم والأخلاق، هناك توجّـهات منحرفة، لا تستند إلى مبادئ إلهية، ولا إلى قيم، ولا إلى أخلاق، توجّـهات تتنافى تماماً مع انتمائنا الإسلامي، مع هُــوِيَّتنا الإيمانية، هُــوِيَّتنا الإسلامية، هناك توجّـهات منحرفة، مثل: التوجّـه للتطبيع مع العدوّ الإسرائيلي، هذا تنكر لقيم الإسلام، لمبادئ الإسلام، لتعليمات الله في القرآن الكريم، وفي نفس الوقت اتّجاه خاطئ بكل ما تعنيه الكلمة، بمعيار المصلحة هو اتّجاه خاسر، اتّجاه نحو الخسران المحتوم.

القرآن الكريم يقدِّم صورةً تقييميةً لأعداء هذه الأُمَّــة، وهي صورة حقيقية، واقعية، تشهد لها كُـلّ الأحداث، يشهد لها الواقع، تشهد لها سياسات وممارسات أعداء هذه الأُمَّــة، يقدِّم مبادئ أَسَاسية، تضبط التوجّـهات على أَسَاس من القيم والأخلاق، هناك تعليمات من الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” يجب أن نبقى كأمة مسلمة على ارتباط بها، وعلى صلة بها، لا أن نُفَرِّط فيها؛ مِن أجل أعدائنا.

فمن المهمٌّ أن يكون هناك تركيز على الوعي القرآني، الذي يصنع اليقين، يضبط التوجّـهات، يقدِّم الرؤية الصحيحة، يعزز الشعور بالمسؤولية، المسؤولية الدينية، الأخلاقية، الإنسانية، بمقتضى الانتماء الإيماني والإسلامي، وهذه مسألة مهمة جِـدًّا؛ لأن الكثير من الناس يُعْفُونَ أنفسهم عن أي تحَرّك، عن أي موقف… وهكذا بشكل مزاجي، ونظرة شخصية، بعيدة عن انتمائهم للإسلام، عن إيمانهم بالله، وبكتابه، وبرسوله، وبالأنبياء والرسل، وباليوم الآخر، عن وعيهم بما يعنيه هذا الانتماء للإيمان.

فمن المهمٌّ أن يكون هناك تركيز على الوعي القرآني، والوعي القرآني من أهم ما فيه أيضاً: أنَّه يعزز الأمل بنصر الله، والثقة بالله، ويحمي الشعوب من مساعي أعدائها في اختراقها وإضلالها، في إطار الحرب الناعمة، التي تستهدف أمتنا، وفي المقدِّمة: الناشئة والشباب، تستهدفهم في الوعي، في الفكر، في الثقافة، في النظرة، في الرؤية، فلذلك لا بُـدَّ من أهميّة الاستمرار في هذا النشاط.

مواصلة التحَرّك في المسيرات والمظاهرات والوقفات أمرٌ مهمٌّ جِـدًّا؛ لأنه -كما قلت- يحسب له الأعداء ألف ألف حساب، وهو يعبِّر عن حياة هذا الشعب، عن ضميره الحي، عن إحساسه بالمسؤولية، عن قيمه، عن حريته، عن كرامته، عن وعيه، عن عزمه، عن عزمه.

الخروج الأسبوعي الكبير لشعبنا لا بُـدَّ منه، طالما استمر العدوان يجب أن يستمر هذا الخروج؛ لأنه من أهم الأعمال ذات القيمة الكبيرة في مدلولها، وفي نفس الوقت هو من الأعمال المتيسِّرة، أن يخرج الإنسان يوم الجمعة، في مسيرة شعبيّة واسعة، يشارك الملايين من أبناء شعبه، في إطار التعبير عن هذا الموقف، ومساندة الخطوات العملية الأُخرى، وفي مقدِّمتها: الموقف العسكري، وأن يشعر الشعب الفلسطيني في غزة أنَّ هناك أصوات تهتف له، ولمظلوميته، وتقف إلى جانبه، وتسانده، هذا عمل متيسِّر، ليس عملاً صعباً جِـدًّا، عمل متاح للكثير من الناس، كم من الناس من يخرجون في أعمال بسيطة، أَو أشياء عادية جِـدًّا، يخرج لمُجَـرّد التنزه يعني، أَو رحلة عادية، أَو لأنه ضاق من طول بقائه في المنزل… أَو أياً من ذلك، يعني: الكل يخرج في الشوارع، فإذا كان هذا الخروج لله، وفي الله، وفي سبيل الله، وصدعاً بموقف الحق، وهتافاً لمظلومية الشعب الفلسطيني، وتعبيراً عن موقف يحسب له الأعداء ألف حساب، وتأييداً لبقية الإجراءات في إطار الموقف الشامل لبلدنا، ومنها: الإجراءات العسكرية، هذا شيء مهمٌّ، الإنسان ليس له مبرّر أن يحاول أن يصعِّب المسألة على نفسه، أَو أن يتقبل أي تثبيط ممن يثبطه، أَو أن -كذلك- يتأثر لأي شخص يحاول أن يقلل من قيمة هذا الموقف.

فالخروج يعبِّر عن العزم، وعن الثبات، وعن الجد، وعن الشعور الراسخ بالمسؤولية؛ بينما الفتور والملل يعبِّر عن ضعف العزم، وضعف الإرادَة؛ لأن من يضعف حتى عن مستوى الخروج إلى الشارع في يوم في الأسبوع لساعة، أَو ساعتين، أَو ثلاث ساعات، كيف سيكون أمام بقية الأعمال الأُخرى.

هذا الموقف بالرغم من قيمته وأهميته، لكن عندما نأتي إلى مستوى المسؤولية علينا، الإنسان فيما ينبغي أن يكون عليه إيمانياً، ينبغي أن يكون حاضراً لأن يبذل الروح والمال في سبيل الله، {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أنفسهُمْ وَأموالهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ}[التوبة: من الآية111]، مواقف مشرَّفة وترضي الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، جزاؤها في الآخرة هو الجنة، ثمرتها في الدنيا: العزة، والكرامة، والحرية؛ ليحضر الإنسان.

الفتور والملل يعبِّر عن ضعف العزم، وضعف الوعي، وضعف الشعور بالمسؤولية، والدواء لمن يشعر بالملل، هو -كما ذكَّرنا- الوعي من خلال: (عينٌ على القرآن)، يا من يشعر بالملل والفتور، انظر ما يقوله الله في القرآن الكريم، انظر وتعرَّف على مستوى وحجم مسؤوليتك، ماذا ينبغي أن تكون، ماذا يربيِّك عليه الإسلام لتكون عليه من مستوى العزم، وقوة الإرادَة، والتوجّـه الجاد على المستوى العملي، والاستعداد للبذل والتضحية، حتى على المستوى التربوي، تربية القرآن تربية راقية جِـدًّا، يبني الإنسان ليكون حديدياً في إيمانه، فولاذياً في إرادته، نشطاً في عمله، جاداً في مواقفه… وهكذا حركياً فيما ينبغي أن يتحَرّك فيه، وفي ذلك مرضاة الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”.

(عينٌ على القرآن، وعينٌ على الأحداث)، شاهد ما يحصل في فلسطين، اسمع، واصغ لنداءات واستغاثات الأطفال والنساء، لصراخ الثكالى، انظر لدموع الأطفال، ستحَرّك ضميرك، ألا تستحق منك تلك المظلومية وتلك المآسي أن تخرج، أن تتحَرّك، أن تعبر عن صوتك، أن تبذل كُـلّ ما تستطيع.

لابدَّ من الاستمرار في التحَرّك والخروج، وهو خروجٌ أسبوعيٌّ مهمٌّ جِـدًّا، في إطار موقفٍ شامل، والاستمرار على كُـلّ المسارات، وكلما استمر العدوان؛ علينا أن نستمر أَيْـضاً، كلما استمر العدوان على الشعب الفلسطيني في غزة؛ علينا أن نستمر، وأن نسعى لارتقاء موقفنا، وتطوير أعمالنا وأنشطتنا، وفي ضمن ذلك: الموقف العسكري.

أتوجّـه إلى شعبنا العزيز إلى الخروج يوم الغد -إن شاء الله تعالى- خروجاً مليونياً، خروجاً يعبِّر عن الانتماء الإيماني لشعبنا العزيز، خروجاً يبيِّض وجه هذا الشعب أمام رسول الله “صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَـيْهِ وَعَلَى آلِه” القائل: ((الإِيمَانُ يَمَانٍ، وَالحِكْمَةُ يَمَانِيَّة))، خروجاً مليونياً في صنعاء في ميدان السبعين، وفي بقية المحافظات كذلك، والخروج في المحافظات هو كبير ومهمٌّ، وله دلالته المهمة أَيْـضاً، وحسب الترتيبات المعتمدة فيها.

أَسْأَلُ اللَّهَ “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” أَنْ يُوَفِّقَنَا وَإِيَّاكُم لِمَا يُرضِيهِ عَنَّا، وَأَنْ يَرْحَمَ شُهَدَاءَنَا الأَبرَار، وَأَنْ يَشْفِيَ جَرْحَانَا، وَأَنْ يُفَرِّجَ عَنْ أَسْرَانَا، وَأَنْ يَنصُرنَا بِنَصْرِه، وَأَنْ يُعَجِّل بِالنَّصْرِ وَالفَرَجِ لِلشَّعْبِ الفَلَسطِينِي المَظلُوم.

ختامًا نقول:

الْوَفَـاء مَــا تَغَــيَّر عَهــد الأحرار بَـاقِي
يَا رَعَى اللَّه نَفْس تَعِيش فِي العُمر حُرَّة

وَالسَّـلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com