الصمودُ اليمني ضد سياسة التخويف الأمريكية

 

عبدالحكيم عامر

تعتمد أمريكا على أُسلُـوب التخويف والردع العسكري والسياسي والعقوبات الاقتصادية والحظر التجاري لممارسة الضغط على الدول وتحقيق أهدافها السياسية، ومن بين الدول التي تعتبر أمريكا أنها قابلة لهذا النوع من الضغط هو اليمن، ولكن هذا الاعتقاد يعتبر خطأً استراتيجياً كبيراً.

فاليمن على مدى ثماني سنوات، شهد صراعًا ضد تحالف العدوان السعوديّ الإماراتي الأمريكي المكون من سبعَ عشرةَ دولةً عربية ومرتزِقتهم وبمشاركة وبتغطية ودعم أمريكي وبريطاني وإسرائيلي، حَيثُ وقد انتصر اليمنيون خلال هذه الحرب، وتبين للعالم مدى قوتهم وصمودهم وثباتهم.

ومع ذلك، تعتبر سياسة الردع والتخويف خطأ استراتيجيًا كَبيراً في التعامل به مع اليمن، فلم يعد اليمن ذلك الذي عهدوه أنه ضعيف وتحت مظلتهم وهيمنتهم، فاليمن اليوم تحت قيادة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي -حفظه الله-، القائد القرآني الحكيم والشجاع.

واليمن اليوم لديه جيشٌ يمتلك الوعيَ والقوة الإيمانية والارتباط الوثيق بالقرآن والقيادة، وقد تحَرّك في الإعداد والتصنيع العسكري الرادع، فبإيمانه القوي بالله وسلاحه الذي صنعه استطاع أن يصمد ويثبت في مواجهة تحالف العدوان السعوديّ الإماراتي الأمريكي على مدى ثماني سنوات من الحرب على الشعب اليمني.

واليمن اليوم يمتلك شعباً فريدًا في التضحية والفداء والشجاعة والصلابة والثبات والإيمان والصبر والتسليم لله والتوكل عليه، شعباً يأبى إلا أن يكون عزيزاً وكريماً، شعباً يرفض الخضوع والاستسلام والاستكانة لأي عدوٍّ مهما تبجح بقوته وعدده وعتاده، شعباً أبى أن يرى إخوانه الفلسطينيين في غزة يُقَتّلون بالمئات ويمنعون من الغذاء والدواء من قِبل آلة القتل الإسرائيلية والأمريكية، ويسكت ويتفرج كما تتفرج كثير من الشعوب، بل خرج منادياً لفتح الطرقات ليصل لفتح ذلك الحصار والجهاد المقدس، وتحَرّك داعماً بكل ما يستطيع لفلسطين، ومقاطعاً للبضائع الأمريكية والإسرائيلية، وتحَرّك مفوضاً للقيادة والجيش اليمني الذي هو من أبنائه للتحَرّك والدفاع والانتصار وبكل قوة لفلسطين، الذي يعتبرها قضيته المركزية الأولى من ذلك العدوان الإسرائيلي والأمريكي الغاشم على غزة.

وفي الأخير، على العدوّ الأمريكي أن يدرك أن اليمن قد تحرّر من الوصاية الأمريكية والسعوديّة في ثورته المجيدة في الواحد والعشرين من سبتمبر، ليكون يمناً فاعلاً ولاعباً مهماً على كافة المستويات السياسية والأمنية والعسكرية، بما تمليه علية قِيمه الدينية، والإيمَـانية، والإنسانية، وبما يريد الله لعباده أن يكونوا أعزاء كرماء، يمن السند والمدد للمستضعفين، ليس يمن التبعية، ولا الخضوع.

وعلى الأمريكي أن يدرك أن سياسة الردع والتخوف التي يتبناها ضد الدول والشعوب ليهيمن عليها أنها في اليمن لن تجدي نفعاً، لا سِـيَّـما والشعب اليمني يتمنى وبكل شوق أن يخوض معركته بشكل مباشر مع العدوّ الأمريكي والإسرائيلي ليريه بأسه اليماني.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com