المتغطِّي بأمريكا عريان والمستنصرُ بها مهزوم

 

يحيى صالح الحَمامي

المتسترُ بأمريكا عريان لا يعرف الستر والدفء، ولم ينم في أمان دون أن يرافقه الفزع والقلق بين لحظة وأُخرى ومن يتمسك بأمريكا ويثق بها فما سيحقّق النصر وإنه مهزوم لا محالة، والسبب أن من ينتصر بمن ضرب الله عليهم الذلة والمسكنة فَــإنَّ هذه البشرية أذلهم الله ولم تجد ما تعطي من النصر لمن هو مؤمن بها، لذلك العزة والكرامة التي خلقها الله لنفسه ثم لرسول الله -محمد صلوات ربي عليه وآله- ثم أكرم بها المؤمنين؛ فالمتستر بأمريكا عريان والمنتصر بها مهزوم دون شك قال الله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تُطِيعُوا فريقاً مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يردوكم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كافرين” [﴿100﴾ سورة آل عمران].

ونرى الحقيقة في من ينتصر بأمريكا ويثق في سلاحها ويتحَرّك تحت ظلها الدولي فالثقة عمياء، أمريكا لم تمتلك قرار النصر لنفسها كيف تمنح الغير؟

الحقيقة أن أمريكا لا تثق بقدرات جيشها ولا بإمْكَانياته، ومن خلال التحَرّك في المعارك هي خلف العملاء والمرتزِقة، ومن البلاء بالهزيمة التي لحقت بالعملاء بل واليهود إلا خير شاهد ودليل من فشل أمريكا في قرار النصر على المؤمنين ومن يثق بأمريكا مهزوم، أمريكا لا تمتلك قرار النصر وإن امتلكت السلاح الحديث كُـلّ تقنياتها وإمْكَانياتها لا تكون شيئًا أمام المجاهدين الذين يتسلحون الإيمان، ومن خلال صمود وثبات المؤمنين وتضحياتهم تنكسر أقوى الجيوش، سلاح الإيمان لا ينكسر إذَا ظهر الحق وأهله في مواجهة الباطل وحزبه فالنصر للمؤمنين.

ومن خلال الانطلاق لمشروع المسيرة القرآنية التي تحَرّك بها الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- مع ثلة قليلة من المؤمنين في مواجهة نظام عميل يمتلك الجيش والقوة ويتلقى الدعم الخليجي والغربي ويريدُ العرب والغرب إخماد المشروع ولكن لم يحقّقوا هدفهم؛ فالتأييد والتمكين من الله، بالرغم من اغتيال الشهيد القائد -رحمة الله عليه- آنذاك وتمت السيطرة الكاملة على أهم منطقة انطلقت منها المسيرة القرآنية “مران” وتم التدمير للمنازل وقتل عدد من المجاهدين وانتشرت ألوية عسكرية بكامل عتادها على جبال “مران”.

نور الله لا ينطفئ وبقوة الله توسع مشروع المسيرة القرآنية في عدة مديريات خارج “مران”، ومن ثم توسع المشروع القرآني بالقرب من محافظة صعدة وتم المواجهة وارتكب جيش النظام السابق جرائم السحل داخل محافظة صعدة، وتحَرّك المجاهدون بعد ذلك لمواجهة مؤيدي النظام ومن ثم خوض المعركة مع من كان يرفد بالمليشيات وبالدواعش، معركة مع من فرض الحصار على محافظة صعدة ومنع الغذاء والدواء تحت ذريعة رفع الحصار على السلفيين المدعومين من الرياض لمآرب سياسية ليست دينية، وتم خوض المعركة مع أكبر المتنفذين في النظام السابق في مديرية حوث محافظة عمران، ومن ثم انكسر وتم الدخول إلى محافظة عمران وخوض معركة أُخرى مع جيش كان يعمل بالتبعية، وبقوة الله تمت السيطرة على محافظة عمران والتي لها أهميّة بالغة وتعتبر البوابة الشمالية والغربية للعاصمة صنعاء.

لم يكتفِ البعض من الأحداث ولم يستوعب الدرس ولم يأخذ العظة والعبرة بما حصل من وراء الثقة بأمريكا، ونتساءل لو كانت عاصفة الحزم والعدوان على اليمن مع النظام السابق وكانت المعركة وجهاً لوجه مع جيش آل سعود كم سيصمد النظام السابق أمام الجيش السعوديّ وسلاح الجو الحديث، حَيثُ وتصنف المملكة العربية السعوديّة من أكبر الدول التي تمتلك ترسانة عسكرية مهولة أهمها سلاح الجو.

نقولُها بكُلِّ صدق: والله الذي لا إله إلا هو لن يصمد جيش النظام السابق لمدة شهرين، والسبب أن الجيش لم يمتلك سلاح الإيمان، والكارثة كان التدريب العسكري لأهم الوحدات في القوات المسلحة بأيادٍ أمريكية، وشروط قبول الالتحاق بالجيش اليمني بحسب طول وعرض الجندي؛ مِن أجل العضلات، ولكن الجندي لا يصمد في المعارك إذَا لم يتزود بسلاح الإيمان الذي هو أقوى من الحديد والنار.

ونرى ممن هم في صف العدوان يعيدون الثقة في أنفسهم بأن القيادة الأمريكية ستمكّنهم النصر، لذلك لم يأتِ النصر من أمريكا؛ فالبعض من العملاء العسكريين الذين يعملون تحت إشراف قيادة دويلة الإمارات يتباهون بأنفسهم ويريدون أن يعيدون الكَرّة والمحاولة بالعمالة من جديد ويفتحون خطًّا ساخنًا مع الغرب.

عمالة فاضحة وواضحة لأمريكا وبريطانيا التي تسعى لحماية “إسرائيل”، وتريد أن توقف عمليات الدعم للمقاومة الفلسطينية في عملية “طُـوفان الأقصى” والذي أغلق باب المندب أمام السفن من وإلى “إسرائيل”، ومن ترحيب العملاء والمرتزِقة للقرار الأمريكي بالتحالف على صنعاء هي حاجة في نفوس العملاء يريدون قضائها -العودة للنفوذ من جديد والنيل بالقرار السيادي لليمن-.

لم يعلم العميل أنه يقف مع الباطل وقرار العودة مُجَـرّد خيال لعب وضياع الوقت، محاولة فاشلة، المنتصر بأمريكا مهزوم، لم يعلم أن صمود المجاهدين كان بالكلاشينكوف، ومن سلاح المشاة صنع النصر المستحيل وتفوق على أحدث أسلحة الجو F16 وهذا بقوة الله، ويدل هذا على أن التولي لما أمر الله به المؤمنين سلاح الإيمان لم ينكسر أمام أكبر الجيوش، قال الله تعالى: “إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55)” [سورة: المائدة] صدق الله العظيم.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com