الباحث في الشؤون الدولية ومؤسّس مركز “بروجن للدراسات الاستراتيجية والعلاقات الدولية” د. رضوان قاسم لـ “المسيرة”: اليمنُ أعاد للعروبة كرامتَها وسيكونُ رأسَ حربة في مواجهة الاستكبار العالمي

 

السيدُ القائد والرئيس المشاط يستندان على صدق القضية وقوة الموقف ودعم الجماهير

المسيرة| خاص:

وصف الباحثُ في الشؤون الدولية ومؤسِّس مركَز “بروجن للدراسات الاستراتيجية والعلاقات الدولية” الدكتور رضوان قاسم، موقفَ اليمن المساند لشعبنا الفلسطيني في غزة والضفة الغربية، بـ” الموقف المشرِّف”، مؤكّـداً أن اليمنَ بهذا الموقف “أعاد للعروبة كرامتَها وأصالتها ووهجها الحقيقي الذي كان قد اختفى لمدة طويلة من الزمن”.

وقال قاسم في حديث لصحيفة “المسيرة” من ألمانيا: إنَّ “الموقفَ اليمنيَّ جاء ليعبِّرَ عن حقيقة الموقف العربي الإسلامي الصحيح، الذي يدعو إلى أن تكون هذه الأُمَّــة صفاً واحداً، جاء هذا الموقفُ اليمني ليقول إنه نحن ما زلنا موجودين في هذا العالم، ما تزالُ لدينا قدراتٌ وما نزالُ متمسكين بأخلاقنا وعاداتنا وديننا وقيمنا”، مُشيراً إلى أنه: “إضافة إلى الموقف الإنساني لليمن بخوض المعركة ضد الكيان الصهيوني؛ بهَدفِ رفع الظلم والحصار عن غزة، أثبت الشعب اليمني أن القضية الفلسطينية هي قضيته المركزية والأولى، وأن هذا الشعب تعرض لعدوان وحصار تسع سنوات؛ بهَدفِ القضاء عليه؛ كون المعتدين ومن يقف وراءهم يعلمون جيِّدًا ماذا تعني فلسطين للشعب اليمني الحُر الأبي؛ لذلك حاولوا تحييدَه من هذا الموقف عبر عدوان وحشي حاقد، ولو كان اليمنيون يقفون إلى جانب الأمريكي وإلى جانب المتغطرسين لما تعرض لتلك الحرب الظالمة”.

وأوضح قاسم، أن العدوان الأمريكي والبريطاني على اليمن جاء خدمة للكيان الصهيوني، وخوفاً من أن هذا الكيان أصبح تحت ضغط قاسٍ جِـدًّا بعد الدخول اليمني في الحرب والحصار الذي فرضته القوات اليمنية على السفن الصهيونية وتلك المتوجّـهة إلى موانئ الاحتلال.

وقال: “الموقف اليمني قلب الموازين وغيّر القدرة والقوة لهذا الكيان الذي اعتاد أن يكون قوةً مسيطرة وضاغطة على الفلسطينيين؛ فجاء اليمن وقلب الموازين رأساً على عقب، وأفقد الاحتلال خاصية التحكم بالمعركة، ورجح الكفة إلى صالح القضية الفلسطينية وغزة، مما اضطر التدخل الأمريكي البريطاني ضد اليمن، بحجّـة حماية الملاحة الدولية، رغم أن صنعاء أكّـدت مراراً سلامة الملاحة الدولية، وأنها لا تستهدف سوى السفن الصهيونية أَو المتجهة إلى موانئ الاحتلال”.

وَأَضَـافَ الباحث في الشؤون الدولية، قاسم، “لم أكن أتوقع أن يصل الغباء الأمريكي إلى هذه الدرجة خَاصَّة وأنه جرَّبَ اليمنيون في حرب تسع سنوات، استطاعت اليمن خلالها أن تهزمَ التحالفَ السعوديّ الإماراتي المدعوم والمساند من أمريكا وبريطانيا وإسرائيل، وَإذَا بالأمريكي يُعيدُ الكرة في مواجهة اليمنيين ليُهزم اليوم على أيديهم مرة أُخرى”.

وأكّـد رضوان قاسم، أن “اليمن أسقط الهيبة الأمريكية والبريطانية وجعل منها مهزلة أمام العالم أن تقوم دولتان بهذا الحجم والقوة والصيت والتأريخ الاستعماري، بمواجهة اليمن الذي عملوا على تدميره وتمزيقه، وها هم يُهزمون أمامه من جديد، مُشيراً إلى أن اليمن بدخوله الحرب ضد الكيان الصهيوني زاد المقاومة الفلسطينية قوة وحماس وقدرة وثقة بالنفس، بأنهم ليسوا وحدهم، بل إن اليمنيين والشرفاء في هذا العالم إلى جانبِهم؛ مما أعطاهم قوة إضافية ساعدتهم على الصمود أكثر.

ولفت مؤسّس مركز “بروجن للدراسات الاستراتيجية والعلاقات الدولية” إلى أن “اليمن أفشل المخطّط الأمريكي والصهيوني للاستفراد بالفلسطينيين في غزة؛ فكانت المواجهة مع الأمريكي مباشرة، وهذا الذي لم يتوقعه الأمريكي أن يكون اليمنيون بهذه الجدية ويذهبون إلى أبعد الحدود في مواجهة حتى الولايات المتحدة التي تظن أنها الأقوى وصاحبة القرار، لكن تبين أن اليمنيين هم أصحابُ اليد العليا في مواجهة الكيان الصهيوني والقوة الأمريكية.

وأضاف: “وأنا كنت دائماً أقول إن الراية ستكون يمنية في هذه المنطقة والكلمة العليا لليمن العزيز وأنه سيكون رأس الحربة في مواجهة الاستكبار العالمي والاستعمار الأمريكي والبريطاني والصهيوني، وفعلاً أنصار الله جعلوا من اليمن دولةً أَسَاسية في المنطقة وسيكون لها نفوذٌ وشأنٌ كبيرٌ في المستقبل”.

 

السيد والمشير:

وأكّـد الباحثُ في الشؤون الدولية الدكتور رضوان قاسم، أن “قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أثبت بالقول والفعل الموقف اليمني المساند للقضية الفلسطينية، وأنه لا رجعة في نصرة إخواننا في غزة والضفة الغربية مهما كانت النتائج ومهما تحالفت دول الاستكبار لمحاربته”، موضحًا بالقول: “موقف السيد ليس فيه خوف أو ذعر أَو إرباك، بل هو واثق بوثوقه بالله سبحانه وتعالى بأن النصر سيكون حليفهم؛ وهذا مما يؤكّـد على أن الموقف اليمني قوي وصُلب”.

وأشَارَ إلى أن السيد عبدالملك “يستند في موقفه إلى قوة الشعب والجماهير التي تقف خلفه، وهذا هو الفارق بين اليمن وبين بقية دول العالم، وأن التماهي ما بين الموقفين -موقف القيادة وموقف الشعب- يتطابق بشكل كبير جِـدًّا، حيثُ إن الشعب فوَّض هذه القيادة الحكيمة وأعطاه الثقة المطلقة وسار خلفه مهما كانت الصعاب والتحديات، وكذلك القيادة اليمنية ممثلة بالسيد عبدالملك التزموا بمطالب الشعب ورغباته ورؤيته وتطلعاته للاستقرار والحرية والعيش بكرامة وعزة”، لافتاً إلى أنه “حتى الدول الأُخرى في محور المقاومة تعتبر أن اليمن الشقيقَ جزءٌ لا يتجزأ من هذا المحور وأن السيد عبدالملك عندما يتحدث فهو يتحدث باسم كُـلّ هذا المحور، كما أن هذا المحور لديه الثقة المطلقة بهذه القيادة الحكيمة في اليمن”.

وتطرق الباحثُ قاسم في حديثه لصحيفة “المسيرة”، إلى خطابات ومواقف الرئيس مهدي المشاط، بخصوص القضية الفلسطينية وموقف اليمن المساند لها، قائلاً: “موقفُ السيد الرئيس المشير مهدي المشاط، هو تماماً كما موقف السيد عبدالملك، موقفان يلتزمان بالقضايا القومية والعربية والإسلامية ويستندان للحق الشرعي والإيمَـان بالله سبحانه وتعالى، على أنه واقف إلى جانبهم؛ لأَنَّهم واقفون إلى جانب الحق ورفع الظلم عن الشعب الفلسطيني، وخَاصَّة أن المشير المشاط هو القائد الأعلى للقوات المسلحة يتخذ القرار المناسب بالتنسيق والاتّفاق مع السيد عبدالملك، وهو القرار الذي يخرج من خلال الدعم والإسناد من قبل الشعب اليمني”.

وأضاف: “خطاباتُ السيد والرئيس ناتجان عن قوة شعبيّة داعمة، وعندما تكون القيادة الحكيمة مستندة إلى رأي الناس والشعب وتأييدهم فبالتأكيد سيكون له تأثيرٌ كبيرٌ ومفاعيلُ كبيرةٌ ويكون مستنداً على قوة لا يمكن لأحد في العالم أن يهدّدها أَو يضغطَ عليها”.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com