دلائلُ الفشل تتصدَّرُ مشهدَ العدوان الأمريكي البريطاني ضد اليمن

بايدن و “البنتاغون” يعترفان بأن الضربات لم تنجح في إيقاف العمليات اليمنية

بلومبيرغ: الضرباتُ الجوية لم تقلِّلْ من قدرة صنعاء على مواصلة الهجمات

ذا انترسبت: واشنطن قامت بمحاولة ردع فاشلة والتصعيد يعرضُها لـ “هزيمة جيوسياسية”

 

المسيرة| خاص

أكّـدت العديدُ من وسائل الإعلام الدولية والأمريكية، أن حملةَ القصف العدوانية التي تشُنُّها الولاياتُ المتحدة وبريطانيا على اليمن منذ أكثرَ من أسبوع فشلت في تحقيق أهدافها المعلَنة، حَيثُ تصاعدت عملياتُ القوات المسلحة اليمنية منذ بدء تلك الحملة بشكل أكبر؛ الأمرُ يضع واشنطن أمام مأزق قد يقودها إلى “هزيمة جيوسياسية”.

وقالت وكالة بلومبيرغ الدولية هذا الأسبوع في تقرير لها: “إن الولاياتِ المتحدة وبريطانيا أصبحتا تبحثانِ عن خياراتٍ جديدة للتعامل مع اليمن وإن هذا التوجّـه ينبع من الاعتراف بأن سلسلة الضربات الأمريكية والبريطانية لم تردع صنعاء أَو تقلل من قدرتها على مواصلة الهجمات البحرية، بل إن تلك الهجمات تزايدت منذ أن بدأت الضربات الأمريكية والبريطانية.

ويؤكّـد ذلك على فشل ذريع وسريع للتحَرّك الأمريكي والبريطاني الذي جاء محاطًا بدعايات وتهويلات عن تدمير القدرات اليمنية والحد من إمْكَانية تنفيذ هجمات بحرية جديدة؛ فخلال الأسبوع الماضي فقط نفَّذت القواتُ المسلحة أربعَ عمليات متتالية ضد أربع سفن، ثلاث منها كانت سفن أمريكية تم استهدافها في خليج عدن، وإحداها تم استهدافها بسلاح جديد؛ وهو ما مثّل سقوطًا مدويًا لكُلِّ الدعايات التي روّجتها أمريكا وبريطانيا حولَ تأثير هجماتهما العدوانية على اليمن.

وقد أقرَّ الرئيسُ الأمريكي جو بايدن، يوم الخميس الماضي، في مؤتمرٍ صحفي بأن الضرباتِ لم توقف القواتِ المسلحةَ اليمنية، فيما قال المتحدِّثُ باسم البنتاغون يوم الأربعاء: إن “محاولةَ ردع الحوثيين لم تنجحْ حتى الآن” حسب وصفه.

ووصف موقع “ذا انترسبت” الأمريكي في تقرير جديد له هذا الأسبوع الضربات الأمريكية والبريطانية بأنها “محاولة فاشلة للردع” وقال: إن اتِّخاذ إدارة بايدن قرار الهجوم على اليمن يجعلها معرَّضةً لـ”هزيمة جيوسياسية” أمام صنعاء، مُشيراً إلى أن التوجّـه نحو المزيد من التصعيد “سيؤدِّي إلى نتائجَ عكسيةٍ ويخاطرُ باندلاع حرب إقليمية كبيرة” فيما أن خيار التفاوض سيؤكّـد عجزَ الولايات المتحدة؛ وهو ما يعني أن الإدارة الأمريكية لا تمتلك الكثير من الخيارات.

وأكّـد الموقعُ أن واشنطن لم تستطع إقناعَ أحد بمبرّراتها لاستهداف اليمن، بل إن الضربات التي شنتها تؤجج السخط ضدها في كامل المنطقة.

وكانت وكالة “بلومبيرغ” أكّـدت قبل بدء العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن أن كُـلّ الخيارات المطروحة أمام إدارة بايدن تحمل “مخاطر عالية”.

ولا يقتصر الأمر على الفشل؛ إذ أسفرت الضربات العدوانية على اليمن خلال الأيّام الماضية عن نتائج عكسية كبيرة بالفعل، حَيثُ أكّـدت “بلومبيرغ” و”سي إن إن” أن شركات التأمين أصبحت ترفض تغطية السفن المرتبطة بالولايات المتحدة وبريطانيا و”إسرائيل”؛ بسَببِ تزايد المخاطر التي باتت هذه السفن معرضة لها بعد استهداف اليمن؛ وهو ما يمثل ضربة لحركة التجارة الأمريكية والبريطانية.

وتؤكّـد هذه الدلائلُ الواضحة والمبكرة على فشلِ التحَرُّك الأمريكي البريطانية ضد اليمن، أن كُـلّ الحساباتِ التي تعتمد عليها إدارة بايدن وبريطانيا بخصوصِ اليمن خاطئة بشكل كامل، بما في ذلك حسابات البحث عن خيارات جديدة للتصعيد.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com