اليمنيون ليسوا (قُصَّاراً)

 

بقلم الشيخ عبدالمنان السنبلي

كفُّوا عن استهداف الكيان الصهيوني بالصواريخ البالستية والمجنحة والطائرات المسيَّرة..

لا تتعرضوا لسفن هذا الكيان في البحر الأحمر والعربي أَو تلك المرتبطة به..

أو على الأقل، خففوا من التعرض لها..

افعلوا كُـلّ ذلك ونحن مستعدون..

مستعدون بأن نعترف بكم، وبحكومتكم في صنعاء كممثلٍ شرعيٍ ووحيدٍ لليمن..

مستعدون أَيْـضاً بأن نحل كُـلّ مشاكل اليمن السياسية والاقتصادية، وأن نتكفل أَيْـضاً بصرف الرواتب وإعادة الإعمار ودفع التعويضات وَ…!

كان ذلك، باختصار، هو العرض الذي تقدم به الأمريكيون لأنصار الله عبر وسيط عربي، أَو كما قيل..

لكن أنصار الله رفضوا ذلك بشدة، بل وأصروا على موقفهم الثابت والمبدئي في مساندة غزة وفلسطين..

الآن يأتي السؤال:

بالله عليكم، لو كان الأمريكيون يعلمون أن أنصار الله خاضعون لإيران، كما يدعون، أَو ينفذون سياساتها، أَو يتلقون أوامرهم منها، هل كانوا سيكلفون أنفسهم عناء التقدم بهذا العرض إلى صنعاء؟

هل كانوا سيرسلون وسيطاً بذلك؟

يعني: كانوا سيختصرونها على الأقل، ويرسلونه إلى إيران، أَو، ربما، يخاطبونها مباشرةً، فقد يجدون عندها، من يدري، ما لم يجدوه عند أنصار الله..

لكنهم يعلمون يقيناً، وإن ادعوا غير ذلك، أن ليس لإيران على أنصار الله من سلطان أَو سبيل سوى أن أنصارا لله وحدهم هم من يقرّرون لأنفسهم ويخططون وينفذون كُـلّ العمليات ضد الكيان الصهيوني الغاصب وكذلك ضد أمريكا نفسها..

لذلك، فقد كان لزاماً على الأمريكان أن لا يخاطبوا سوى أنصار الله في صنعاء، وإن بصورة غير مباشرة، لعلهم يظفرون منهم بشيء، أَو هكذا ظنوا..

وبالتالي، أنصح أُولئك الذين لا هاجس لهم سوى إيران، ودعم إيران، وأجندات إيران أن يتوقفوا عن كُـلّ هذا الجدل وهذا الهراء..

فاليمنيون، في الحقيقة، ليسوا (قُصَّاراً) حتى ينتظرون من يوجههم أَو يأمرهم أَو يسألهم عن ما يفعلون..

نقطة من آخر السطر.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com