لقد عرفوا السيدَ القائدَ عبدَالملك لَكنهم يريدون النتيجة

 

خالد عوض أبو شلفاء

أنا على يقين أن الصهاينة الأمريكان والبريطانيين وغيرُهم من المجرمين الخونة في كُـلّ المعمورة يعرفون السيد القائد/ عبدالملك بدرالدين الحوثي، ويعرفون المكانة التي وصل إليها أنها ليست طبيعية، ولم تكن معتادة من قبل مع أية قيادة ولم يحصل عليها أية طاغية ولو بذل الدنيا بما فيها، ومع هذا هم يحسبون ألف حساب لكل كلمةٍ تخرج من فمه أنها كلمة الصدق والجد.

بل وأنا على ثقة أنهم يتهيؤون أيُما تهيئة عندما يرون على شاشة التلفاز كلمة مرتقبة للسيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، ويجلسون ينتظرون ويسمعون الكلام ليرى كُـلّ فرد ما الذي فيه ومَـا هو المطلوب منه.

فعندما قال سلام الله عليه: (إذا تورط الأمريكي باستهداف بلدنا سنجعل البارجات الأمريكية والمصالح الأمريكية والحركة الملاحية الأمريكية هدفاً لصواريخنا وطائراتنا المسيّرة وعملياتنا العسكرية)، وعندما قال: (نقول للدول الأُورُوبية سفنكم يمكنها العبور بكل أمان لكن عندما تورطون أنفسكم مع الأمريكي خدمةً للإسرائيلي فأنتم تخاطرون بمصالحكم ومصالح شعوبكم بكل ما تعنيه الكلمة)، فَــإنَّ هذا الكلام واضح وضوح الشمس وكلام منصف يقدم التحذير قبل الوقوع في الورطة.

وكلما قرأتُ من كلامٍ للسيد القائد -سلام الله عليه- أرى فيه التسهيل الذي يجعل الطرف الثاني إن كان منصفاً يتقبله بكل رحابة الصدر لكننا نتفاجأ جميعاً وتتفاجأ حتى شعوب المعتدين المجرمين من هؤلاء المغفلين الذين يقودونهم إلى الهاوية وإلى النكبة التي لا تُحمد عقباها، لماذا لم يستجيبوا لهذا القائد وقد أعطاهم الحل والمتنفس الذي لا يُحرجون بعده؟

بل من العجيب الذي يندهش الإنسان عندما يطَّلع عليه أن كلام السيد القائد ليس فيه شروطاً مجحفة بالعدوّ ولا مثقلة لكاهله، وإنما نريد إدخَال الماء والطعام والدواء وإيقاف الإبادة الجماعية على أبناء غزة، فيصرون على الإجرام والتعنت والكبرياء والحصار والدعوة إلى التحالفات الدولية والضجيج الإعلامي و و… إلخ، وكأنهم قد وصلوا إلى قمة الانتصار بالرغم أن جنودهم يتمنون وقف الحرب مما قد لاقوه من الهزائم والضربات الحيدرية في أنفسهم وعتادهم.

وهذا ما جعلني أعودُ إلى التاريخ وأستذكر الإمام علي -عليه السلام- عندما برز لعمرو بن ود العامري حينما تجاوز الخندق الذي حفره الصحابة أَيَّـام التحزب الطاغوتي على رسول الله، فنادى عمرو بأعلى صوته مستهزئاً ومستصغراً مجاميع المسلمين قائلاً يا محمد ألستم تقولون إن من قتلتموه بسيوفكم أدخلتموه النار ومن قتلناه بسيوفنا أدخلناه الجنة، فمن منكم مشتاق للجنة أعجله بسيفي الآن!!

فنادى رسول الله في القوم قائلاً: (من يبرز لعمرو وأضمن له الجنة) فلم يجبه غير الإمام علي -عليه السلام-، فتقدم إليه بكل شجاعة واستبسال، فقال رسول الله -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ- (برز الإيمان كله للشرك كله)، فلما وصل الإمام علي عنده دخلوا في مناوشات كلامية حتى عرف عمرو بأنه علي بن أبي طالب فأرتجف فؤاده وبدأ الخوف يدبُ إلى قلبه وتغيرت ملامحه، فلما أحسَّ الإمام علي بأنه قد خاف أعطاه إن صح التعبير (خط رجعه) إذَا أراد أن يرجع ويترك المغامرة، فقال الإمام علي: يا عمر سأعطيك ثلاثة خيارات إذَا وافقتني على واحدٍ سأترك قتالك، قال له عمرو: هات الخيار الأول، قال الإمام علي: أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، قال له عمرو: أما هذه فوالله لا أقولها، ما قاتلناكم إلا مِن أجل ألا نقولها، هات الخيار الثاني يا علي، قال: أن تعود من حَيثُ أتيت وتترك العدوان علينا، فقال عمرو: ويحك أتقول نساء قريش إنني خفت من طفل، هات الثالثة يا هذا، فقال له الإمام علي -عليه السلام-: أن تنزل من فوق فرسك وتقاتلني راجلاً، فصاح صيحةً عالية بكل استكبار ونزل مسرعاً وهو يرى أنه اليوم الأخير الذي كان لا يتمناه وضرب أقدام فرسه وكأنه يودعُ الحياة، فقاتله الإمام علي -عليه السلام- قتال الرجال بعد أن أبلغه الحجة وقدم له كُـلّ التسهيلات وأرداه صريعاً يجرُ أذيال الهزيمة ويتجرعُ كؤوس المنية، وأفقد المشركين كُـلّ كبريائهم وألحق بهم هزيمة كبيرة ونكل بهم أشد تنكيل.

فنقول لكل هؤلاء الطواغيت ما أشبه الليلة بالبارحة، هذا الذي يداريكم ويبلغكم حجّـة الله هو حفيدُ علي بن أبي طالب لا تغتروا ولا تستكبروا، ما طلب منكم إلا أن تعودوا من حَيثُ أتيتم وتتركوا أرضنا وبلادنا وتدخلوا طعامًا للجوعى وماء للعطاشى وأدوية للجرحى وتكفوا أيديكم عن القتل، ما لم سترون ما رآه قبلكم عمرو بن ود العامري، حينها لا ينفعكم شيء بإذن الله تعالى، وهذا ما وعدنا الله في كتابه الكريم: (وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا).

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com