اليمن.. ثباتٌ لا يعرفُ التراجعَ والانكسار

 

عبد الله دعله

من أهم ثمار الإيمان هو الثبات على مواقف الحق في مواجهة الطغاة والمستكبرين، وهذا يتجلى ويتحقّق في مواقف يمن الإيمان والحكمة، الذي تجلى إيمانه في مواقفه الثابتة والمبدئية والإيمَـانية تجاه ما يحصل في غزة من قبل العدوّ الصهيوني المجرم المتغطرس الجبان من عدوان ظالم وجرائم يندى لها جبين التاريخ والإنسانية، تلك المظالم والجرائم، التي لم يحصل لها مثيل ببشاعتها ووحشيتها وطريقة تنفيذها، جرائم إبادة بكل ما تعنيه كلمة جرائم قتل للأطفال والنساء والكبار والصغار وحصار مطبق، وكلّ هذا يدل على مدى العداوة والحقد الذي يحمله العدوّ الصهيوني المجرم تجاه أبناء هذه الأُمَّــة، التي ارتمت في أحضان أعدائها ولم يكن لها موقف إلَّا القليل من أحرار هذه الأُمَّــة، ولكن الكثير في هذا العالم يتفرج أمام هذا كله.

فنهض اليمن من تحت أنقاض عدوان وحرب وحصار تسع سنوات ليقف أمام ما يحصل بدافع الإيمَـان والإنسانية، واثقاً بالله القوي الجبار من وعوده الحتمية وهو القائل: (ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ مَوْلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ)، وَاتخذ قراره بنفسه وتوجّـه بكل ثبات وبكل عزم وإصرار لمساندة إخواننا في غزة بكل ما يستطيع وحسب الإمْكَانيات المتاحة، وأرسل صواريخه وطائراته المسيّرة لتصل إلى الموانئ الفلسطينية المحتلّة وتشل حركتها وهذا باعتراف العدوّ نفسه، بل لم يكتف اليمن بهذا بل فرض حصاراً لمنع السفن الإسرائيلية أَو المتجهة إلى العدوّ من جميع الجنسيات من المرور عبر البحر الأحمر والعربي، وهذا كان له تأثير كبير وكبير على اقتصاد العدوّ الصهيوني باعترافه هو، وهذا مستشاط غضب الصهاينة الأمريكيين والبريطانيين وغيرهم لتشكيل تحالف تحت مسمى (حماية الملاحة في البحرين الأحمر والعربي) وهو في الحقيقة عملية لإنقاذ الصهاينة من المصيبة التي وصل إليها هذا العدوّ المجرم أَيْـضاً؛ باعتبار أمريكا الحارس الأول والأخير للعدو الإسرائيلي، ووجهت التهديدات لليمن لكن لم يتغير في موقفه بل زاد إصراراً وثباتاً على موقفه الديني والمبدئي، فاتجهوا إلى شن عدوان أمريكي بريطاني لا مبرّر له وليس لهم أي حق يبرّر لهم حماقتهم التي ارتكبوها، بل تمثل خرقاً واضحاً وضوح الشمس لكل القوانين الدولية (قانون حضر استخدام القوة) وغيره من العناوين التي يتشدقون بها، وتوجّـهوا لشن الغارات الجوية على يمن الإيمان والحكمة لكن رد الفعل من الشعب اليمني كان مغايراً تماماً لما كان يهدف إليه هذا العدوان وهو التأثير على اليمن ليتراجع عن مواقفه تجاه إخوانه في غزة، لكنهم كمن سكب الزيت على النار فازداد اليمن ثباتاً على موقفه تجاه إخواننا في غزة وخرج الشعب اليمني بمظاهرات مليونية ليتحدى قوى الاستكبار والإجرام.

وهذا هو اليمن عبر التاريخ لا يعرف الانكسار والتراجع بل تاريخه حافل بالمواقف القوية والثبات الأُسطوري الذي لا نظير له.

لكن هؤلاء الحمقاء الأغبياء تجاهلوا وغفلوا عن هذا كله وأخطأوا خطاء جرهم إلى الخطر وجر اقتصادهم ليكون هدفاً مشروعاً للقوات المسلحة اليمنية، وهذا ما أعلن عنه السيد القائد -يحفظه الله- أن أمريكا إذَا تورطت في عدوان على شعبنا فَــإنَّ سفنها ستكون هدفاً مشروعاً لنا، وهذا ما أثبتته الأيّام وَستثبته الأيّام القادمة بشكل أكبر وأعظم.

أيضاً ظهر الفشل والخيبة لهذا العدوان الأمريكي البريطاني المجرم باعترافهم هم عبر مسؤولين أمريكيين وغيرهم، وهذه هي الحقيقة، وهذه هي سنن الله التي لا تتبدل ولا تتغير أن الأمريكي والبريطاني وغيرهم من المجرمين والطغاة سوف ينكسرون ويخسرون؛ لأَنَّهم في مواجهة شعب وقيادة يثقون بالله ويتوكلون على الله ويعتمدون على الله ويراهنون على الله ويستمدون القوة والعون من الله ملك السماوات والأرض، من هو على كُـلّ شيء قدير، ومآلهم إلى الفشل والخسران إن شاء الله، وصدق الله القائل: (فَعَسَى اللهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَو أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أنفسهِمْ نَادِمِينَ).

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com