الكراماتُ الكبرى لمعركة “طُـوفان الأقصى”

 

عبدالجبار الغراب

طرق عديدة للممارسات المفتعلة والمفضوحة التي دأبت عليها الإدارات الأمريكية المتعاقبة، ومسارات ومسالك مختلفة لمخطّطات تم تحديدها لتحقيق الأهداف المرجوة، وافتعالات للأكاذيب وإدراجها للتسميات والمصطلحات لزرع التفرقة والشقاق، فتم التصنيف للمحاور بحسب العداء والطاعة بمحور الشر للدول التي ناهضت وتصدت لسياساتها في المنطقة كإيران وسوريا وحركات المقاومة، ومحور الاعتدال المنفذين لأوامر الأمريكان كالسعوديّة والإمارات، لتفشل المساعي الأمريكية في زعزعتها للاستقرار في المنطقة بوجود محور المقاومة الإسلامية واضعاً بذلك حداً للاستكبار والاستعلاء الأمريكي في المنطقة.

فكان للسابع من أُكتوبر من العام السابق بداياته للانطلاق من الماضي التعيس الذي عاشه الشعب الفلسطيني الجريح على مدار 75 عاماً من عمر الاحتلال الإسرائيلي البغيض، ليتحدّد بقيامها لمستقبل قادم جديد، وتضع من خلالها قضية الشعب الفلسطيني المظلوم ضمن دائرة الاهتمام العالمي، وحشدت تسابق وتأييد غير مسبوق في تاريخ الشعوب للتضامن والخروج بالمظاهرات والحشود المليونية في أكثر البلدان العالمية، ورسمت لمنطلق حقيقي مضمون لاسترجاع الأراضي المغتصبة من كيان العدوّ الإسرائيلي: هذه هي معركة “طُـوفان الأقصى” الخالدة التي سطرت بقيامها المقاومة الفلسطينية تاريخ جديد في توجيهها لضربة عسكرية ودرس كبير للمحتلّ الغازي لتتساقط معها كُـلّ الأوراق لد كيان الاحتلال وأعوانه من الغرب والأمريكان والتابعين لهم من الأعراب المتصهينين في عدم قدرتهم على لملمة عار الهزيمة والانكسار التي ألحقتها بهم معركة “طُـوفان الأقصى”، وبالسرعة القصوى تم إسنادها بمحور مقاومة إسلامي عظيم.

فمن لبنان كان لحزب الله ومنذ اليوم الثاني لانطلاق “طُـوفان الأقصى” إعلانه للدعم والإسناد وإشغاله لكيان الاحتلال الإسرائيلي بجبهة عسكرية شمال الأراضي المحتلّة وتوجيه له الضربات القوية وإلحاق الخسائر الكبيرة، واضعاً لميدان جهوزية في إطار التطورات المتصاعدة في قطاع غزة، ليخلق هذا الموقف المساند كرامات كبرى في تسريع عجلة تحرير بقية الأراضي اللبنانية المحتلّة وجعلها للتحرير أمر قريب، فقد استنزف العدوّ الإسرائيلي وكشفت كُـلّ مواقعه وقواعده وتجهيزاته اللادارية العسكرية على طوال الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلّة.

ومن يمن الإيمان والحكمة وبمُجَـرّد امتلاكه للقرار وإعلانهم للحرية والاستقلال والذي ضحى؛ مِن أجلِه اليمنيين في مواجهة تحالف عسكري كبير بقيادة الأمريكان والسعوديّة كانت للقضية الفلسطينية جانبها الهام والمركزي في وجدان القيادة الثورية والشعب اليمني، ليتعزز محور المقاومة بدوله لها ثقلها الكبير وتأثيرها الفعال في مختلف الجوانب والقضايا، لتلتحق اليمن بمحور المقاومة والتي سرعان ما خلق تواجدها دوره الحقيقي في مناصرة المستضعفين، لتفرض اليمن وقائع ومعطيات جديدة ومتغيرات كبيرة عصفت بالغرب والأمريكان والصهاينة وألحقت بهم الخسائر وتهاوت معها تلكم العظمة والاستكبار الأمريكي في سقوطه العالمي عندما فشل في خلقه لمختلف التهديدات لليمنيين بتشكيل تحالف دولي بحري هدفه حماية الكيان الإسرائيلي والضغط على اليمنيين للرجوع والعودة عن قرارهم التاريخي بإسناد ودعم الشعب الفلسطيني في مواجهة آلة الإجرام الإسرائيلية والذين فرضوا معادلة عظيمة غير مسبوقة في التأريخ بمنعهم للسفن الإسرائيلية من المرور أَو العبور في البحرين العربي والأحمر من والى موانئه إلَّا بشروط وضعتها تحت تصرفات المقاومة الفلسطينية يتوقف ذلك بإيقاف الحرب الإسرائيلية على غزة ورفع الحصار وإدخَال كامل المساعدات للشعب الفلسطيني، وبذلك غيرت القوات المسلحة اليمنية موازين القوى وكسرت الأمريكان والصهاينة وجلبت لهم الهزيمة والخذلان بفعل ثبات الموقف المساند وجهوزية الدفاع عنه بالمواجهة العسكرية مع الأمريكان والذي كان له الوفاء بالعهد بالرد الناري الكبير بالصواريخ البالستية والطائرات المسيرة لسفينة أمريكية انتقاماً لشهداء البحرية اليمنية الذين تم استهدافهم من قبل القوات الأمريكية في البحر الأحمر.

هذا الموقف اليمني في الإسناد الفعال أعطى كرامات عظيمة في رفع مكانة اليمن وشعبها لد مختلف الشعوب العالمية وأحدث انضمام وتأييد كبير للعديد من اليمنيين الذين اختلفوا مع القيادة في صنعاء ليرجعوا عن موقفهم ويعلنوا كامل التأييد لمناصرة الشعب الفلسطيني والوقوف والتكاتف والاصطفاف صفا واحدا في مواجهة مختلف التهديدات.

ومن العراق أعلنت المقاومة جهوزيتها في الإسناد ودعمها الفعلي وبكل الوسائل والأدوات المتاحة لنصرة القضية الفلسطينية، وبالاستهداف للقواعد الأمريكية في العراق بالطائرات المسيرة والصواريخ وُصُـولاً لميناء حيفا، ونتيجة للخرق الأمريكي لسيادة العراق فقد اتحد العراقيين نخو المطالبة بمغادرة الأمريكان وهذه من كرامات الإسناد لمعركة الطوفان.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com