أمريكا بدأت المعركة والنهاية ستكون بالطريقة اليمنية

 

أحمد عبدالله الرازحي

عبثاً تحاول الإدارة الأمريكية النأي بنفسها عن الصراعات في اليمن كما كانت تفعل في الماضي القريب ولك بالتحالف السعوديّ الإماراتي الأمريكي مثلاً واضحاً، فكانت هناك رغبة أمريكية جامحة لتشكيل تحالفات عسكرية دولية لخوض الحرب والحصار على اليمن، كانت نظاما السعوديّة والإمارات هُما اليَدَين الأمريكيَّين لأكثر من ٨ سنوات وفشل التحالف السعوديّ الأمريكي فشلاً كبيراً جِـدًّا، أحرقت المدرعات في صحاري اليمن وقُتل آلاف الجنود المرتزِقة الذين جيشتهم السعوديّة بأوامر واشنطن للدخول إلى اليمن ولكنهم لقوا الموت بأشكال مختلفة وكأن رمال اليمن وشواطئه وجباله مكونة من مواد متفجرة، بدأت أدوات الأمريكي بلملمة الخيبة وسحب ذيول الهزيمة من اليمن والتهدئة لأكثر من سنة.

وما أن تعلق الأمر بدماء أطفالنا في غزة وفلسطين ثأر اليمنيون كالحمم البركانية في الساحات والشوارع يهتفون لغزة وفلسطين وينادون القوات المسلحة اليمنية بإرسال الصواريخ والطائرات المُسيّرة لضرب الكيان الصهيوني، وتفويض السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، باتِّخاذ كُـلّ القرارات التي تنقذ غزة وترفع عنها الصلف الصهيوني الأمريكي الإسرائيلي والحصار المميت.

استجابة السيد القائد لمطالب الشعب اليمني ولأصوات الاستغاثة من أهلنا في فلسطين وكلهُ وفاء لفلسطين وقضيتها المحورية بالنسبة لنا كيمنيين، دخلت القوات المسلحة اليمنية في معركة “طُـوفان الأقصى” مرحلتها الأولى لنصرة غزة وفلسطين ورفع الظلم عنهم وقامت بدك العديد من الأهداف في فلسطين المحتلّة، وحضر اليمن بالسيد القائد والشعب الوفي والقوات المسلحة اليمنية بكل شجاعة وحضور مُشرف وموقف ثابت لا يقبل المساومة في دماء أهلنا في غزة وفلسطين، وتتوعد القوات المسلحة اليمنية بالمزيد.

وباستمرار الكيان الإسرائيلي المحتلّ في قتل الأطفال الأبرياء والمواطنين في غزة وفلسطين، يستمر اليمن شعبًا وقيادةً وقوات مسلحة في سبيل وقف العدوان والحرب الهمجية على غزة وفلسطين تدخل القوات المسلحة اليمنية مرحلتها الثانية من التصعيد ضد الكيان الإسرائيلي المحتلّ وتقوم بإعلان منع عبور أية سفينة إسرائيلية من البحر الأحمر وباب المندب “اليمني” وأية سفينة لها صلة بإسرائيل مهما كانت جنسيتها، وطمأنت القوات المسلحة اليمنية كُـلّ السفن التجارية العالمية بأن قرار منع العبور يخص السفن الإسرائيلية والتي لها علاقة بها؛ دَرْءًا منها لأية حجج أمريكية قد تعمل عليها واشنطن لحبك مؤامرة دولية ضد اليمن!

وعلى هذا الصعيد قامت القوات المسلحة اليمنية جناح قواتها البحرية باحتجاز سفينة إسرائيلية “جلاكسي ليدر” في الأسابيع الماضية وأكّـدت وقامت بمنع العديد من السفن الإسرائيلية من العبور للبحر الأحمر وباب المندب، ونجحت القوات البحرية اليمنية وخلفها الشعب اليمني بفرض معادلة جديدة تُلحق الكيان الإسرائيلي الكثير من الخسائر الاقتصادية وتفرض عليه معادلة “حصار غزة سيقابلهُ اليمن بحصار إسرائيل”.

الأمر الذي لم يسكت عنه الأمريكي فقام بإنشاء تحالف دولي كبير بذريعة حماية الملاحة التجارية العالمية في البحر الأحمر وباب المندب، ولكن هذا التحالف الذي لم يحظَ برواج ولم يرَ النور والقبول في الوسط الدولي بفعل التطمينات اليمنية للدول أن المنع لن يشمل إلا إسرائيل ومن يرتبط بها، وبالتالي أصبح هذا التحالف هدفهُ الوحيد والمكشوف هو “حماية السفن الإسرائيلية”، فاليمنيون لا يشكلون خطراً إلا على الكيان الإسرائيلي ومن يتواطأ معه في قتل أطفال غزة وخنقهم بالحصار المميت، بالتالي شكل التحالف برغبة الأمريكي والإسرائيلي لخدمتهم وبعدم رغبة بقية الدول التي أعلن الأمريكي أنها ستكون أعضاء في هذا التحالف وعدم الرغبة في الدخول في صراع مع اليمن لخدمة إسرائيل بادرت معظم الدول بالخروج من هذا التحالف الذي يعرض الدول المشاركة فيه للخطر، بالتالي بقيت أمريكا وحيدة مع الكيان الإسرائيلي المحتلّ في هذا التحالف الهش محاولةً منها لحماية مرور السفن الإسرائيلية من البحر الأحمر وباب المندب، ولكن هذا ما رفضهُ اليمن شعبًا وقيادةً، حذرت تورط أمريكا في الدفاع عن إسرائيل في البحر الأحمر وباب المندب أَو الدخول في حرب مباشرة فَــإنَّ القوات المسلحة اليمنية ستستهدف كُـلّ البوارج الأمريكية، وأن إقدام أمريكا بأي فعل أَو هجوم ضد القوات البحرية اليمنية أَو أي شبر في اليمن فَــإنَّ أمريكا تكون قد تورطت بشكل تام في الدخول في حرب مباشرة مع الشعب اليمني، وهذا ما يتمناه اليمنيون شعبًا وقيادةً كما وصف ذلك السيد القائد عبدالملك الحوثي، في خطابه الأخير حول مستجدات فلسطين وإنشاء الحلف الأمريكي لحماية السفن الإسرائيلية.

تطرأ مستجدات جديدة في البحر الأحمر وباب المندب ويُعلن المتحدث الرسمي للقوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع، في بيان أعلن فيه عن إقدام قوات العدوّ الأمريكي على الاعتداء على ثلاثة زوارق تابعة للقوات البحرية اليمنية؛ ما أَدَّى إلى استشهاد عشرة أفراد من منتسبي القواتِ البحرية..

وأنهُ لشرف كبير أن يزف اليمن 10 شهداء على طريق القدس، أثبت مصداقية اليمنيين في تضامنهم ونصرتهم لغزة، ويعمد وحدة محور المقاومة بالدم من اليمن إلى لبنان وغزة والعراق وبقية الدول الحُرة.

وجاء في البيان العسكري أن هذا العمل العدواني الأمريكي على البحرية اليمنية سيتحمل تبعات هذه الجريمة وتداعياتها، وأن التحَرّكات الأمريكية في البحر الأحمر لن تمنع اليمن من تأدية واجبه الجهادي في منع مرور السفن الإسرائيلية كواجب جهادي وديني وإنساني دعماً ونصرةً للمظلومين في فلسطين وغزة.

وأكّـد العميد سريع أن البحرية في القوات المسلحة اليمنية نجحت في تنفيذ عملية عسكرية استهدفت سفينة حاويات “ميرسك هانغزو” كانت متجهة إلى موانئ فلسطين المحتلّة وذلك بصواريخ بحرية مناسبة، وتم الاستهداف بعد رفض طاقم السفينة الاستجابة للنداءات التحذيرية للقوات البحرية اليمنية.

كذلك جدد العميد يحيى سريع النصح للدول كافة بعدم الانجرار مع مخطّطات الأمريكي الهادفة إلى إشعال الصراع في البحر الأحمر وأن القوات المسلحة اليمنية لن تتردّد في التصدي لأي عدوان ضد بلدنا وشعبنا اليمني..

إذاً نحنُ أمام تصعيد أمريكي خطير تحت مسمى حارس الازدهار وبالأصح تصعيد لحماية السفن الإسرائيلية، وبهذه الجريمة الأمريكية التي ارتكبتها بدأت أمريكا المعركة في إشعال البحر الأحمر، وسعت لتوسيع الصراع أكثر، ولكنها فتحت النار اليمني على القوات الأمريكية والبوارج والسفن الأمريكية.

ونحنُ بهذا التصعيد أمام عدوان أمريكي إسرائيلي لا يحمل شريعة دولية ولا تحالف دولي، وإنما اتخذه الأمريكي قرارًا أُحاديًّا لهدف حماية إسرائيل فقط، ولكن الأمريكي سُيصدم بشعب يمني أصيل و30 مليون يمني يحملون السلاح كما تحمل بقية الشعوب زيها ولبسها الشخصي، وكما أكّـد السيد عبدالملك الحوثي أن الأمريكي إذَا تورط في حرب وعدوان على اليمن سيكون نَفَسُ اليمنيين طويلًا في هذه الحرب القادمة، ونحنُ نعلم حكمة وحنكة هذا القائد الشجاع سيد الفعل قبل القول، والذي استطاع أن يُدير المعركة ضد تحالف دولي سعوديّ أمريكي لأكثر من 8 سنوات وانتصر اليمن انتصاراً مُشرفًا وكسب اليمن قوة عسكرية رادعة خلال سنوات المعركة.

وبالتأكيد سيقود المعركة القادمة بكل اقتدار وحكمة وسيذوق الأمريكي ومن معه الرد اليمني، وسيلقى الجنود الأمريكيين حتفهم في رمال اليمن وشواطئها وجبالها إذَا ما قرّروا الدخول برياً، وما يزال اليمن بالقوات المسلحة يملك الكثير من الأسلحة العسكرية الرادعة التي ستُغرق أمريكا وبوارجها وسفنها في البحر الأحمر وقادم الأيّام سيثبت أن هزيمة أمريكا ستكون على يد اليمنيين، وأن من يثأر لأطفال غزة ويدفع بالدم فلن يتوانى في الدخول عسكريًّا بكل قوة وَاقتدار.

فاليمن ليس شعباً يقبل الضيم وليس ممن يصمت والعدوّ الأمريكي يضربهُ، اليمن عصيٌّ على مر التأريخ، وكما أثبت اليمنيون قديماً أن اليمن مقبرة الغزاة من البريطانيين والأتراك، فسيثبت اليمنيون اليوم أن اليمن ما زال مقبرة للغزاة الأمريكيين، وستثبت البحرية اليمنية والقوات المسلحة اليمنية أنها ستُغرق البوارج وتوصلها قاع البحر الأحمر، فالأمريكي بدأ المعركة ولكن من سيتحكم بها وسيُنهي اليمن هذه المعركة بطريقتهُ الخَاصَّة.. والعاقبة للمتقين.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com