اليمنُ لن تخطئَ البُوصلةَ، دوماً نحو “نُصرة فلسطين”

 

عبدالحكيم عامر

في ظل الصراع الدائر في قطاع غزة إثر العدوان الهمجي الإسرائيلي على أبناء الشعب الفلسطيني، حيثُ إن الوضع الراهن في غزة يجسد المأساة الإنسانية في أبشع صورها، لقد تعرضوا ولا يزالون يتعرضون لأبشع أنواع الجرائم التي مورست عبر التاريخ البشري على أيدي العدوّ الصهيوني ومن يدعمه من دول الاستكبار أمريكا والتي يحفل تاريخها الأسود بذلك.

وفي ظل هذه الجرائم يدخل اليمن المعركة انتصاراً لغزة من جرائم العدوان الإسرائيلي في كافة المستويات قيادةً وجيشاً وشعباً، وتحَرّك سياسيًّا واقتصاديًّا وعسكريًّا، ويظهر الشعب اليمني بكل قوته وجرأته في المواجهة والانتصار لفلسطين.

وبما أن اليمن أصبح يمتلك قدرة عسكرية قوية تمكّنه من تنفيذ عمليات ضد العدوّ الإسرائيلي سواءً في البر أَو في المياه الإقليمية، حَيثُ وقد أعلن اليمن منع السفن الإسرائيلية أَو المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة، سواءٌ أكانت تجارية أَو عسكرية، من العبور عبر البحر الأحمر، وقد قامت القوات البحرية بشن هجمات على سفن إسرائيلية في باب المندب والبحر الأحمر.

حيث يحتفظ اليمن بموقع استراتيجي مهم يجعلها قوة مؤثرة في المنطقة، وإن استراتيجيتها الناجحة في مواجهة العدوّ الصهيوني تعتمد على الثقة بالله والردع والحزم، وتجسد هذه الاستراتيجية قوة وإرادَة وإيمان الشعب اليمني بقضيته المركزية، فاليمن بمثابة بوصلة ثابتة تتجه بقوة نحو الانتصار لفلسطين بكل ثقة وإصرار.

فما يفعله اليمنيون هو إرسال رسالة واضحة إلى العدوّ الإسرائيلي والعالم بأسره، ألا وهي أن فلسطين ستبقى قضية الأُمَّــة، وأن الشعب اليمني مستعد للدفاع عن قضيتهم المركزية القضية الفلسطينية بكل قوته وإمْكَانياته ومهما كانت التضحيات والصعوبات.

وتعتبر استراتيجية الردع والحزم التي يتبناها اليمن في مواجهة الصهاينة جزءًا من تلك الرسالة فهذه الاستراتيجية تهدف إلى إظهار القوة والقدرة العسكرية لليمن في مواجهة أية تهديدات تستهدف اليمن أَو فلسطين، وهذا يشكل تحديًا للعدو الإسرائيلي المجرم، ويعزز الوحدة والتضامن في العالم الإسلامي.

ومن الواضح أن العدوان الإسرائيلي على غزة والمجازر التي يرتكبها العدوّ الإسرائيلي لم تحقّق سوى المزيد من القتل والدمار، في انتهاك واضح وفاضح للقانون الدولي، وقد فشل العدوّ وجيشه في تحقيق أي نصر عسكري رغم الدعم العسكري والاستخباراتي والاقتصادي والسياسي المقدم من قبل أمريكا وحلفائها، وذلك بفضل الله ونصره وتأييده وبقوة الصمود الأُسطوري لفصائل المقاومة الفلسطينية والتي فاقت كُـلّ التوقعات.

وإن الاحتلال الإسرائيلي يعاني اليوم من خلل وعقم داخلي سياسي واقتصادي وعسكري، وبهذا يحذر اتّحاد الصناعات الغذائية في الكيان الصهيوني من نقص في الغذاء؛ بسَببِ الحرب وهجمات اليمن على السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر، هذا يعكس التأثير القوي لليمن على الكيان الإسرائيلي وقدرتها على تعطيل خططه الاقتصادية والعسكرية.

وفي الأخير، فَـإنَّ اليمن، قيادةً وجيشاً وشعباً، يعتبر هذا الموقف المتأصل تجسيداً جوهرياً نابع من إيمان الشعب اليمني بالقضية الفلسطينية كأولوية مركزية وقصوى فوق أية قضية أُخرى.

فالقضية الفلسطينية تجري من أبناء اليمن مجرى الدم، وتحظى بالتفاف، وإجماع شعبي واسع وكبير، وما كان يكبلهم ويضعف موقفهم في العقود السابقة هو النظام الرجعي الذي يكبل ويضعف مواقف بقية الشعوب العربية والإسلامية حَـاليًّا.

ولكن عندما تخلصت اليمن من هذا النظام وأصبحت تمثل قيادة قرآنية وطنية مستقلة تتمتع بقوة اتِّخاذ القرار والشجاعة، والإرادَة، استطاعت اليمن أن تكون في المكان المناسب وتتخذ موقفاً قوياً أذهل العالم وأربك حسابات القوى الأميركية والإسرائيلية والغربية المتغطرسة.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com