تخرُّجُ دفعة قتالية جديدة في المنطقة العسكرية المركزية باسم الشهيد المجاهد عبد الوهَّـاب رسام نصرة لغزة

الخريجون: تعلمنا كيفية الاستخدام الفعَّال لقذائف الآر بي جي في ميدان المواجهة

كلمة الخريجين: إبداعات الخريجين ستثمر في الجبهة للتنكيل بآليات العدوّ

 

المسيرة| عابد الشرقي

أقيم، يوم أمس، بالمنطقة العسكرية المركزية -محافظة مأرب، حفلُ تخرج دورة عسكرية باسم دفعة الشهيد المجاهد عبد الوهَّـاب رسام، المشهور بضرباته الحيدرية المسددة ضد آليات العدوّ بقذائف الآ ر بي جي، بحضور عدد من منتسبي وقيادات المنطقة المركزية.

وحملت هذه الدورة اسم الشهيد عبد الوهَّـاب رسام الذي كان بحق المعلِّمَ الأولَ في استخدام هذا السلاح بشهادة السيد القائد وبشهادة اللواء عبد الخالق الحوثي الذي كان يعتبر الشهيد رسام بإيمانه ووعيه هامة جهادية قلّ نظيرها.

ويقول المجاهد أبو غانم: إنهم رأوا في هذه الدورة نعمة الله وفعالية (آر بي جي) في التصدي لكل الزحوفات لقوات العدوّ بهذا السلاح.

وأكّـدت كلمة الخريجين التي ألقاها أبو أحمد القنانة، أن هذه الدفعة هي ثمرة من ثمار دماء الشهداء والتي تم التأهيل فيها على كيفية استخدام هذه السلاح وتفعيله في إحراق مدرعات العدوّ وبكل آلياته.

وخلال الفعالية ألقى مدير شعبة التوجيه المعنوي العميد حسن محمد مساوى، كلمة المنطقة العسكرية المركزية، حَيثُ قدم الشكر والتحية باسم قائد المنطقة اللواء عبد الخالق الحوثي، كما قدم الشكر لكل الإخوة الخريجين والقائمين على هذه الدورة الذين قدموا هذه الصورة المشرفة، آملاً أن تثمر هذه الجهود في هزيمة كُـلّ أعداء الله وأعداء الأُمَّــة.

وأشَارَ إلى أن إبداعات الخريجين ستثمر في الجبهة وفي ميدان المعركة بالتنكيل بآليات العدوّ.

 

غزة حاضرة في الوجدان:

وتلقى الخريجون الكثير من المعلومات حول هذا السلاح، وكيفية استخدامه بالطريقة المناسبة، وتفعيله في ميدان المواجهة مع الأعداء.

وخلال هذه الدورة لم تغب القضية الفلسطينية على الإطلاق من هاجس المجاهدين، بل تصدرت غزة الواجهة، وهنا يقول المجاهد سجاد الحاشدي: “نقول للعدو نحن مستعدون لنصرة إخواننا في فلسطين وسننكل بكم حتى آخر قطرة من دمائنا”.

من جانبه يقول المجاهد أبو سيف: “نحن قادمون من بلد الأنصار إلى غزة العزة لتدمير العدوّ والتنكيل به ونطهر فلسطين من دنس الغزاة والمحتلّين، ونقول لسيدي ومولاي السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، والله يا سيدنا لو استعرضت بنا الجبال لزلزلناها طوعاً تحت قدميك ولو خضت بنا البحر لخضناه معك ما تخلف منا رجل واحد”.

بدوره أشاد العميد عقيل اللبلوب بالخريجين وقال: “تم الإعداد الجيد لهذه المرحلة وللمرحلة القادمة بالنسبة للسلاح الخاص ضد الدروع والذي يشكل عامل حسم في المعارك والاشتباكات مع العدوّ من منطقة الالتحام والالتحام المباشر؛ لذلك تم إعداد هذه الدفعات بشكل متميز والميدان إن شاء الله سيثبت ذلك”.

وَأَضَـافَ اللبلوب أنه في خضم المعركة مع كيان العدوّ الصهيوني ونظراً لما تميزت به المرحلة في غزة وعملية “طُـوفان الأقصى” وتوجيهات السيد القائد فقد تمت الاستفادة واستيعاب مختلف الدروس والتجارب الميدانية في نجاح هذا السلاح.

أما العميد مرضي دايل، فيقول: “هذه الدورة كان لها أهميّة كبيرة بالنسبة للخريجين من ناحية إعادة فاعلية الآر بي جي في الميدان؛ لكي يكون للمجاهدين استعداد كبير وجهوزية عالية ومهارة في تنفيذ العمليات النوعية بها سواءً في الدفاع أَو الهجوم بحيث لا ينظرون إلى الموجه البصري كما في أسلحة أُخرى؛ فهي سلاح فعال وشاهدنا فاعليتها في كثير من المواقف والتي كان يستخدمها المجاهدون في المواجهات على الحدود مع العدوّ السعوديّ في الحربين الخامسة والسادسة”.

ويقول المجاهد أبو ليث: “قادمون إلى القدس لتحرير الأقصى من دنس اليهود”، ومثله المجاهد حزب الله عمر يقول: “تعلمنا في الدورة استعمال الآر بي جي في صيد الدروع والإهداء للمجاهدين في غزة”.

المجاهد أبو معارك من جانبه يقول: “التحقنا بهذه الدورة لما لها من دور كبير”.

ويوضح المجاهد أبو محمد عوسجة، أن “هذا السلاح أثبت فاعليته في كُـلّ المعارك، مُشيراً إلى أن معارك غزة شاهد حي على ذلك، فقد أعادوا هذا السلاح إلى الواجهة، كما أعاد اليمنيون توشكا الباليستي الذي كان قد خرج عن الخدمة”.

وأكّـد أن “المقاومة الفلسطينية أعادت تفعيل (آر بي جي) كسلاح حطم أرقاماً قياسية في تدمير الآليات وإحراقها”.

ويؤكّـد المجاهد أبو ثابت، أنهم تعلموا في الدورة إلى جانب المهارات أن سلاح الإيمان هو السلاح الفعال.

 

من هو الشهيد عبد الوهَّـاب رسام؟

وتأتي هذه الدورة التي حملت اسم الشهيد عبد الوهَّـاب رسام، لتفي الشهيد حقه، بعد أن كان معلِّماً في هذا المجال، وحظي بالإشادة من السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي –يحفظه الله-.

وبحسب العميد أبو محمد المراني، فَــإنَّ الشهيد عبد الوهَّـاب رسام استطاع تحويلَ ماسورة (آر بي جي) إلى آلة عسكرية جبارة فعالة، حَيثُ حولت العتاد الحربي لدى العدوّ إلى كتل نارية محترقة مهترئة، لافتاً إلى أنّ “الشهيد عند ما حمل في الحرب السادسة ماسورة الآر بي جي مع الحالة المعنوية الجبارة إلى منطقة الجابري أثناء العدوان السعوديّ على صعدة عام 2009 كان له الدور الفاعل خلال هذه المواجهة”.

وتعد الجابري منطقةً استراتيجية معروفة في المملكة العربية السعوديّة، وخلال تلك الفترة كلّف السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي –يحفظه الله- المجاهد “أبو يونس” اللواء عبد الخالق الحوثي، لمواجهة العدوّ السعوديّ في جبهة الحدود، حَيثُ “كان ضمن المجاهدين الشهيد عبد الوهَّـاب رسام، وكان معه (آر بي جي)، واستطاع أن يحرق عشراتِ الدبابات من الإبرامز الأمريكية بمفرده، حتى حوّل الدبابات الأمريكية إلى صيد يتصيّده، وَتحوّلت هي إلى محرقة للجنود”، كما أشار السيد القائد في واحدة من محاضراته.

ويشير العميد المراني إلى أن “السيد القائد عبد الملك الحوثي قال عن الشهيد رسام: “عندما يتوفر السلاح كالآر بي جي لدى إنسان مؤمن مثل الشهيد العزيز عبد الوهَّـاب رسام نرى كيف تتحول تلك الماسورة إلى آلة عسكرية جبارة فعالة تحوّل العتاد الحربي لدى العدوّ إلى كتل نارية محترقة مهترئة”.

كان الشهيد المجاهد عبد الوهَّـاب رسام المرافقَ الشخصيَّ للسيد بدر الدين أمير الدين الحوثي -رضوان الله عليه- وهو ما يجعلنا نتأمل مكانة وأخلاق وإحسان هذا الشهيد البطل، وماذا نكون عليه هنا في الجبهة -كما يقول العميد المراني-، مضيفاً أن “من شهادات أبو يونس عند المزاورة قوله: إن الشهيد رسام كان يرجع قبل موعد انتهاء المزاورة وكان يمضي وقته إما لقراءة القرآن، وإما لقراءة ملزمة أَو لذكر الله، أَو نراه يعمل، مجسداً كُـلّ قيم الإحسان”.

 

أهمُّ الأسلحة المضادة للدروع:

ويكتسبُ قاذفُ “آر بي جي-7” شهرةً عالمية واسعة، حَيثُ أدرج في تسليح الجيش السوفيتي عام 1961، كما يعد أحد أهم الأسلحة المضادة للدروع في العالم.

وذاع صيتُ هذه القاذفات أثناء حرب فيتنام، عام 1968، حينما تمكّن المقاتلون الفيتناميون من استخدامها لتدمير المدرعات الأمريكية بفعالية منقطعة النظير، بما في ذلك دبابات M-48، بل واستخدمت أَيْـضاً ضد المروحيات على مسافات حتى 700 متر.

وحقّق قاذف “آر بي جي-7” انتشاراً واسعاً بفضل بساطة تصميمه، ويرى الباحثون أن عددَ ما أنتج من هذه القاذفات خلال العقود الماضية يفوق 9 ملايين قطعة.

ويستخدم هذا السلاحُ وتحديثاته المختلفة أكثرُ من 100 جيش حول العالم، علاوة على ذلك، أنشئ في الولايات المتحدة خُطٌّ لإنتاج نسخة مطورة من القاذف السوفييتي، باستخدام مواد أخف وزناً؛ ما جعل استخدامه أكثر سهولة، ورفع من كفاءة إطلاق النار إلى 1000 طلقة.

كذلك يتميز السلاح بتنوع القذائف التي يمكنه إطلاقها، وتتراوح عيارات الذخيرة من 40 إلى 105 ميليمترات؛ ما يسمح بتبديل النماذج القديمة من القذائف بأُخرى جديدة دون تغيير تصميم السلاح.

ويستخدم الجيش الروسي اليوم قاذفات آر بي جي المعدَّلة من طراز آر بي جي-7، وهي مزوَّدة بمنظار “أو بي-7 في آر” عام الاستعمال، وبإمْكَان القاذفات تدميرُ مدرعات مزودة بمنظومة الحماية التفاعلية بسماكة دروع حتى 260 ميليمتراً، وذلك عن طريق استخدام قذيفة مزدوجة، حَيثُ تحيّد القذيفة الأولى منظومة الحماية بينما تخرق القذيفة الثانية دروعَ الدبابة.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com