شيعةُ “إسرائيل”.. والعدوانُ الثلاثي على اليمن
محمد حسن زيد
14 نوفمبر 2023 أقفل الزعيم اليماني السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، باب المندب في وجه السفن الإسرائيلية؛ فأعلن وزير الحرب الأمريكي في 18 ديسمبر 2023 تشكيل تحالف دولي لحماية السفن الإسرائيلية مكون من عدة دول بينها أمريكا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وكندا وهولندا وإسبانيا والنرويج وسيشيل والبحرين.. هذه الدول التي يمكن الاصطلاح عليها بـ “شيعة إسرائيل” إنما تحالفت لحماية الكيان الصهيوني اللقيط وتوفير الغطاء له ليستمر في ذبح الشعب الفلسطيني بهدوء وتركيز، فليس هناك أي خطر على الملاحة الدولية عند باب المندب؛ إذ إن قرار اليمن هو بحصار “إسرائيل” فقط وهو قرار مشروط بفك الحصار والتجويع عن أهل غزة؛ لأَنَّ ضحايا الحصار والمجاعة في الحروب أكبر بكثير من ضحايا المجازر والمعارك.. لكن للأسف هناك قرار دولي وإقليمي بذبح الفلسطينيين وتركيعهم لإلغاء خيار المقاومة.
العدوان الثلاثي على مصر كان سنة 1956 قامت به (بريطانيا وفرنسا و”إسرائيل”) وكان لاستعادة السيطرة على قناة السويس، واليوم أركان العدوان الثلاثي حضرت لاستعادة السيطرة على باب المندب وللدفاع عن “إسرائيل”، ففي 29 يوليو 1956 أعلن الرئيس جمال عبدالناصر تأميم قناة السويس وبعد فشل الضغوط السياسية لإقناعه بالعدول عن قراره وتحديداً في يوم 29 أُكتوبر 1956 بدأ العدوان الثلاثي على مصر، لكنه انتهى بانتصار الإرادَة العربية ونهاية دور بريطانيا كأقوى قوة عظمى في العالم وأصبح الزعيم جمال عبدالناصر رمزاً قومياً عربياً ما زال يُلهِمُ الشعوبَ الطامحةَ للتحرّر إلى يومنا هذا.
طبعاً هناك فارقٌ بين العدوان الثلاثي على مصر سنة 1956 وبين العدوان العُشاري على اليمن سنة 2023؛ فَـ “إسرائيل” التي كانت منبوذة عالميًّا عام 1956 أصبح لها أتباع حتى داخل الصف العربي! فهناك قوى يمنية أعلنت عن استعدادها لحماية “إسرائيل” مقابل اعتراف “إسرائيل” بها وبمشاريعها السياسية! وهناك قوى يمنية تقوم فعلياً بجهود حراسة “إسرائيل”؛ لأَنَّ “إسرائيل” كما يبدو تعترف بها وبمشاريعها السياسية! وهناك قوى يمنية لا تملك منفذًا على البحر لتُساهم في جهود حماية “إسرائيل” لكنها ستتحَرّك عسكريًّا في جبهات برية متعددة للطعن في خاصرة الوطن والعروبة والإسلام بتمويل إماراتي سعوديّ؛ بذريعة “مواجهة المشروع الإيراني” أَو “استعادة الجمهورية” أَو “استعادة الشرعية ورفض الانقلاب” أَو ما شابه ذلك من عناوينَ مستهلكة.
عربياً يشارك نظامُ البحرين علناً في هذا التحالف وهناك دولٌ عربية أُخرى ستشارك (لكن في الخفاء تماماً كمشاركة “إسرائيل” في الخفاء)؛ لأَنَّ هذه الدولَ العربية تخشى عواقبَ المزيد من الاستفزاز لشعوبها بعد موقفِها الرسمي من استباحة غزة وتركيعها.
نظامُ البحرَينِ حالةٌ خَاصَّة؛ لأَنَّه نظامٌ فاقدٌ للشرعية؛ فمنذ تدمير دوار اللؤلؤة لم يعد يمثل الشعب البحريني الشقيق، وأصبح مُجَـرّدَ أدَاة بيد السعوديّة تستخدمُه للقيام بمهمات مُحرِجَة، ووجودُه ضمن “شيعة إسرائيل” له وظيفةٌ سياسيةٌ واضحة.