القرارُ الذي أرعب الكيانَ الصهيوني

 

مرتضى الجرموزي

شذاذ من الآفاق العالمي ولقطاء جيء بهم إلى أرض وديار عربية ومقدسات إسلامية، عنوةً استوطنوا الأرض وعاثوا فيها الفساد والإفساد وأثخنوا إسرافاً بأهلها قتلاً وتشريداً وتهجيراً للسكان الأصليين في فلسطين المحتلّة.

اليوم وبعد ما يصل إلى 75 عامًا وهم فيها غدة سرطانية، ومع مرور الوقت تتوسع في الجسد والأرض الفلسطينية، بل والطامة الكبرى أن هذا السرطان بدأ وبقوة ينتشر خارج الحدود بتأثيرات مختلفة منها ما يُعرف بالتطبيع وإبرام الصفقات والاتّفاقيات الاقتصادية وغيرها ورغم شهيته الإجرامية والخبث الذي دائماً ما يظهره من خلال عشوائيته ودناءته وتواطؤ الأنظمة العربية والإسلامية والعالمية التي جعلت منه عصاً غليظة ضد المستضعفين بفلسطين المحتلّة أَو عن طريق أدواتهم في المنطقة عبر الأنظمة المطبعة والعميلة.

من نراها اليوم تغض الطرف عن الجرائم والمذابح اليومية التي يرتكبها بحق أبناء غزة دونما وازع ديني أَو تأنيب ضمير إنساني وعربي يحول بينه وبين جرائمه البشعة بحق شعب فلسطين وأبناء غزة بصورة عامة وحاليًّا يعيث بها إسرافاً وتدميرًا شيطانيًّا خبيثًا لكل مقومات الحياة في كامل غزة ويسعى لفصلها عن المنظومة العالمية التي أصبح زعاماتها لا تجرأ على تحريك ذيولها؛ خوفاً من الصهيونية أَو رغبةً فيهم {فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ، فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ}.

وحدَه اليمن قيادة ثورية وسياسية وجيشًا مجاهدًا وشعبًا أشعل الدنيا؛ تضامناً مع غزة في وجه العدوان الصهيوني المُستمرّ لما يزيد عن شهرين.

اليمن سند فلسطين ومدد غزة وعبّر عن موقفه الرافض من العدوّ الصهيوني بكل الطرق والسبل المتاحة عمليًّا، ففي الاقتصاد أشعلها حرباً اقتصاديةً من خلال مقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية إن وجدت في السوق اليمنية ومقاطعة المنتجات الداعمة للكيان الصهيوني وحظر استيرادها عبر المنافذ البرية والبحرية والجوية كحظر اقتصادي يتخذه اليمن دولةً وشعباً.

وفي المجال الإعلامي سخرت الدولة ممثلة بوازرة الإعلام كافة القنوات والصحف والإذاعات الوطنية الحكومية والخَاصَّة في خدمة مقاومة وشعب غزة وبتغطية مباشرة على مدار الساعة للأحداث والعدوان الصهيوني على غزة من خلال فضح جرائم العدوّ وكشف زيف إنسانية عالم النفاق صاحب المعايير الزائفة والكيل بمكيالين.

وفي الميدان العسكري حضرت اليمن وبقوة ضد الكيان الصهيوني في الأراضي المحتلّة من خلال عمليات عسكرية نُفذت بصواريخ باليستية وطائرات مسيّرة وتوجت اليمن وقوفها مع غزة بتسديد ضربات موجعة للقطع البحرية الصهيونية في البحرين الأحمر والعربي نصرةً لغزة، ومن مبدأ العين بالعين والحصار بالحصار وتصعيداً للعمليات البحرية فقد تصدرت اليمن المشهد العالمي بعد إصدارها القرار الشجاع والذي بموجبه تم منع عبور السفن الإسرائيلية والمتجهة لإسرائيل تحت أي مسمى ما لم يُرفع الحصار عن غزة والمفروض عليهم من قبل الصهاينة والدول المحيطة بغزة وفلسطين لا سيَّما مصر والأردن والأراضي المحتلّة.

شجاعة القرار أرهب الصهاينة وأدخلهم في صراع داخلي وخارجي لن ينجوا منه إلّا بوقف دائم للعدوان والحصار على فلسطين وغزة.

فباستمرار العدوان والحصار على غزة يستمر الاستهداف ومنع القطع البحرية من العبور تحت أي مسمى ما لم يُرفع الحصار على غزة.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com