مشاركون في مليونية ميدان السبعين لصحيفة “المسيرة”: فلسطينُ قضيتُنا الأولى والموتُ لـ “إسرائيل” هدفٌ يتحقّق

 

المسيرة- منصور البكالي:

يتجدَّدُ عَطاءُ الشعب اليمني المسانِدِ لإخوانه في قطاع غزة، الذين يتعرضون لأكثرَ من 70 يوماً لعدوانٍ صهيونيٍ غاشم لا مثيل له في التاريخ المعاصر.

وامتلأ ميدانُ السبعين بالعاصمة صنعاء يوم الجمعةِ الماضية بمسيرة مليونيةٍ؛ نصرةً لإخواننا في غزة، حَيثُ توافد الأحرار من كُـلّ حَدبٍ وصوب، حاملين على عاتقهم همّ القضية الفلسطينية وما يعانيه الشعب الفلسطينية من وطأة الاحتلال والظلم الذي يمارس عليهم لسنوات كثيرة من قبل الكيان الغاصب.

وبارك المشاركون في المسيرة عملياتِ القوات المسلحة اليمنية المتواصلة في استهداف الكيان الغاصب، واستهداف السفن الإسرائيلية، ومنع كافة السفن الذاهبة إلى موانئ الكيان الغاصب حتى وقف العدوان على غزة والضفة الغربية وإدخَال المساعدات الغذائية والدوائية إليها، مؤكّـدين جهوزيتهم الكاملة واستعدادهم التام لخوض المواجهة البرية مع كيان العدوّ، منتظرين على أشدِّ من الجمر توجيهات قائد الثورة بتفويج المجاهدين إلى فلسطين المحتلّة.

وفي هذا الشأن يقولُ الأُستاذ محمد الشامي: “رسالتنا هي رسالة كُـلّ حر في هذا العالم، ورسالة كُـلّ الذين حضروا في هذا الميدان وهي أننا لن نسكت تجاه ما يجري لإخواننا في غزة من القتل والحصار والتجويع، ولن يدعنا كتاب الله أن نسكت، ولن تدعنا قيمنا ومبادئنا ورجولتنا وشهامتنا وإنسانيتنا أن نسكت”.

ويتابع الشامي في حديثه لصحيفة “المسيرة”: “هؤلاء الذين نراهم شهداء وجرحى هم إخواننا وأبناؤنا وأطفالنا ونساؤنا وآباؤنا وأهلنا، وأبناء جلدتنا، ولذلك هذه هي غيرتنا غيرة أخلاقية وإنسانية وإسلامية وإيمانية وجهادية ارتضاها لنا الله، وأمرنا بها لنجاهد في سبيله أعزاء، كرماء”.

ويضيف: “نقول للأعداء إننا في الشعب اليمني لن نعتاد على هذه المناظر الوحشية لمجازره وجرائمه بحق إخواننا، ثم تكون مناظر معتادة، فلن تكون كذلك في نفوسنا كما يريد هو أن تكون، بل سنواجههم، وسنقطع الطريق عليهم، ونحاصرهم حتى يدخلوا الماء والغذاء والدواء ويوقفوا عدوانهم على غزة”.

 

القدسُ قضيتُنا الأولى:

من جهته يشير الجريح طه المؤيد، إلى أن أنصار الله كانت أول انطلاقتهم هي قضية القدس، وهي قضيتهم الأولى.

ويقول في حديثه لصحيفة “المسيرة”: “الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي -رحمه الله- قد أوصانا من أول يوم، وكانت أول محاضرة له هي يوم القدس العالمي، والتي نعتبرها أم المحاضرات، ثم بدأ مشروعه القرآني والجهادي في سبيل الله ومناصرةً للأقصى حتى تحرير القدس؛ ولهذا أنشأ السيد حسين هذه الأُمَّــة التي خرجت بالملايين؛ مِن أجل نصرة الأقصى وفداءً للأقصى”.

ويضيف: “نحن مستعدون أن نقدمَ دماءنا، وأموالنا، وكل غالٍ في سبيل الله، وفداء لإخواننا في غزة وفداءً لكل المستضعفين في هذه الأرض”، مُشيراً إلى أننا “لن نتوقفَ حتى نزيل الغدة السرطانية من جسد الأُمَّــة، ومن هذا الوجود بإذن الله، وها نحن اليوم نغلق باب المندب وغداً سنجتثهم من فوق الأرض الفلسطينية، ومقدساتها، ولن يكون لهم قرارٌ في هذا العالم”.

ويوجّه المؤيد رسالة لكل من يقف في مساندة هذا الكيان الغاصب المحتلّ قائلاً له: “راجع حساباتك فأمة الإسلام اليوم لها قائد عظيم وشعب عظيم ومشروع عظيم لا يمكن لأحد في هذا الكون أن يقف أمام إرادَة الله وبأس الله الذي نسير عليه ونسعى جاهدين لتنفيذه”.

ماجد العمري وهو رافع العَلَمَ الفلسطيني خفاقاً في سماء اليمن، وفي قلب ميدان السبعين في عاصمة القرار فوق الحشود المفوضة لتوجيهات قائد الثورة يقول: “هذا العَلَمُ لم يعد عَلَمَ فلسطين لوحدها اليوم، بل هو علم كُـلّ حر في العالم، ويعني لنا أنه رمز لشعبٍ من شعوب أمتنا التي لن نتخلى عنها وعن نصرتها، بدمائنا وأنفسنا وأولادنا وأموالنا وأسلحتنا وقوافلنا، بل هو رمز لأكبر مظلومية في التاريخ”.

ويتابع العمري: “من نعم الله على هذه الأُمَّــة أن وجد فيها أعلام هداية ورشد يقودونا إلى الفلاح في الدنيا والآخرة، ونحن في الشعب اليمني أول من أنعم الله عليهم بنعمة القيادة الحكيمة التي تمثل دين الله وعزته وكرامته في مرحلة تاريخية كادت الأُمَّــة أن تظل عن السبيل، ولن يكون أمامنا من خير غير التسليم لتوجيهاتها التي تحثنا على الاستمرار في الجهاد في سبيل الله والذود عن المستضعفين”.

 

عَلَمٌ مُلْهِمٌ وقائدٌ فَطِن:

ومن بين الحشود الثائرة في ميدان السبعين يمسك حسان صالح القرعفي، من أبناء الحيمة بصورة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، وينظر إليه بكل امتنان وافتخار وتوقير؛ باعتباره رمزًا عظيمًا وقائدًا عظيمًا في شعب عظيم.

ويقول القرعفي: “هذا هو قائد الأُمَّــة وناصر القضية وحامي المستضعفين، من على يديه عاد للأُمَّـة مجدها وللقضية الفلسطينية ألقها، ولليمن مكانتها التاريخية.. هذا هو قائدي وقائد كُـلّ حر في ميادين الجهاد المقدس في كُـلّ ساحات محور المقاومة، لم يعد محصوراً على شعبنا اليمني محبته واتّباعه، بل تجاوز الجغرافيا كعلم ملهم وقائد فطن، ورجل رباني، لا يخطئ أهدافه وتسبق أعماله أقواله”.

ويتابع القرعفي في حديثه لصحيفة “المسيرة”: “خرجنا إلى ميدان السبعين لنوصل رسالتنا إلى إخواننا في قطاع غزة بأننا معهم وفي خندقهم، ولن نحيد عنهم لحظة واحدة مهما تكالبت عليهم وعلينا الأعادي، وقست الظروف، وتضاعفت المعاناة، ومهما خذلهم الحكام والجيوش العربية”، مؤكّـداً أن “نصر الله ورعايته للمتقين والصابرين والمرابطين أقرب من حبل الوريد، فهم لنا الأهل والإخوة والعزوة، ودماؤهم هي دماؤنا التي قدمناها في سبيل الله على مدى 9 أعوام من العدوان الأمريكي الصهيوني السعوديّ على بلادنا، ويشهد الله إننا نتحسر ألماً من ألمهم، ونود اجتياز المسافات للوصول إليهم بكل رجالنا، ومجاهدينا وعدتنا وعتادنا، ولن نتراجع عن خوض المواجهة بجانبهم جنباً إلى جنب وكتفاً بكتف، والله على ما نقول شهيد”.

من جانبه يؤكّـد محمد حفظ الله محمد عايض وبجواره أبنائه المتحملين للبنادق وشعارات فلسطين، أن “العدوّ الصهيوني منهزم وإلى زوال، وأن شعب الإيمان والحكمة والجهاد بقيادتهم الثورية والسياسية والعسكرية جعلوا القضية الفلسطينية على رأس قائمة اهتماماتهم، وسخروا لها كُـلّ الإمْكَانيات والطاقات والقدرات حتى تحقيق النصر للشعب الفلسطيني وتحرير أراضيه من الكيان المحتلّ”.

ويشير عايض في حديثه لصحيفة “المسيرة” إلى أن “اجتماع اليهود الصهاينة إلى أرض الميعاد مقدمة وتمهيد لهزيمتهم، لافتاً إلى أن شهداء غزة أحياء عند ربهم يرزقون فيما قتلى العدوّ الغاصب في النار”، معتبرًا هذا “الخروجَ المشرِّفَ للشعب اليمني في مختلف ساحات الميادين صورةً رمزيةً عن التفويض الشعبي والانتخاب الديمقراطي للقيادة الثورية وخياراتها الرادعة، وتأييداً فعلياً لخيارات القوات المسلحة وما تتخذه من إجراءات بحق العدوّ الصهيوني وسفنه في البحر الأحمر والعربي ومضيق باب المندب”.

 

تطبيقٌ عمليٌ للشعار:

وخلال المسيرة المليونية ردد المحتشدون وسط ميدان السبعين الهتافات المناهضة للكيان الصهيونيّ والمؤيدة والمتضامنة مع فلسطين المحتلّة، كما رفع الكثيرون الأعلام اليمنية والفلسطينية، وصوراً للسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، وصورًا لأبي عبيدة، وللسيد حسن نصر الله، وآخرين.

ويردّد الشاب المجاهد زيد المؤيد بكل حماس شعار البراءة من أعداء الله، وشعار الصرخة (الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام)، معلياً بندقيته وصوته مردّداً الهتافات بكل عنفوان وحماس يفوق الوصف.

ويتوعد المؤيد كيان الاحتلال الصهيوني بالموت والزوال قائلاً: “شعارنا الموت لأمريكا وإسرائيل وبفضل الله بدأنا اليوم نذيقُهم الموتَ الزُّؤامَ بصواريخنا ومسيَّراتنا، وضرب سفنهم ومنعها من المرور عبر البحر الأحمر وباب المندب إليهم، وهذه خطوة أولى في طريق التطبيق العملي لتجريعهم كأس الموت بالقوة”.

ويتابع المؤيد: “كم سخر الكثير من شعارنا لكنا وبفضل الله وعونه اليوم نطبق هذا الشعار ونحقّق كُـلّ عباراته في الواقع العملي، وفي هذه المعركة بات الجميع يدركون مصداقية شعار الصرخة في وجوه المستكبرين، وهذه المعركة هي معركة وجود مع العدوّ المحتلّ الغاصب لشعبنا الفلسطيني، وعلينا جميعاً التحَرّك للجهاد في سبيل الله، لننتصر للمستضعفين في غزة وكلّ فلسطين، وهذا موقفنا كأمة قرآنية تحمل رسالة سماوية إلى العالمين”.

أما محمد الصايدي، الذي يتوشح قناصتَه على منكبِه شامخاً برأسه عنان السماء، وبسِحْنَتِه العروبية الأصيلة، ولحيته السوداء فيقول: “الكلام كثير لكن ما يتطبق الكلام إلا في الواقع والميدان، ونحن لا نحبذ الكلام، ولكنا على موعد مع توجيهات القيادة في أي وقت، وحينها سيشاهد عدونا وصديقنا أعمالنا عن جد وحقيقة في أرض الميدان”.

ويضيف الصايدي في حديثه لصحيفة “المسيرة”: “نقول لإخواننا في قطاع غزة وفي الضفة الغربية وفي كامل الأراضي الفلسطينية المحتلّة: لستم وحدكم بل نحن إلى جانبكم في أي وقت بأنفسنا وأرواحنا وأولادنا وأموالنا، وجاهزون ومستعدون في أي وقت وفي أية جهة للمشاركة معكم، وقتال عدونا وعدوكم وعدو الأُمَّــة والبشرية جمعاء”.

وبارك الصايدي الضربات اليمنية لعمق كيان الاحتلال، وتفعيل ورقة البحر الأحمر ومضيق باب المندب في وجه إسرائيل، مطالباً بسرعة فك الحصار على قطاع غزة ووقف العدوان عليها لرفع الحصار على السفن الإسرائيلية.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com