اليمنُ يمثِّلُ رقمًا في الصراع ضد الاحتلال والاستكبار

 

فتحي الذاري

الشعوب العربية والإسلامية تساند الشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية وحراك الشارع العالمي الرافض للإجرام النازي وجريمة حرب الإبادة العرقية ضد الشعب الفلسطيني والتي ينفذها الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني بدعم عسكري وَلوجستي وسياسي أمريكي، والمطالبة من حكومات الشعوب الرافضة في العدوان على قطاع غزَّة بالضغط على المجتمع الدولي لاتِّخاذ إجراءات وقف الحرب والمقاطعة الاقتصادية والدبلوماسية تضامناً مع الشعب الفلسطيني من باب الإنسانية.

الشعوب العربية والإسلامية رغم محاولة الضغط على حكوماتهم لمساندة الشعب الفلسطيني إلَّا أنها تواجه الأمر بالاعتقالات والقمع وإخماد التظاهرات مثل مصر والسعوديّة والبحرين والإمارات والمغرب والأردن.

الحراك الشعبي العالمي ونبض الشارع العالمي في معظم دول العالم منها أمريكا وأُورُوبا ودول أفريقيا ودول آسيا وأستراليا رغم اختلاف الدين والثقافة والتاريخ واللغة، ورغم أنه لم تكن لهذه الشعوب العالمية المساندة للشعب الفلسطيني أي مصالح اقتصادية تذكر، ومع ذلك كان الدافع العالمي الشعبي في مساندة الشعب الفلسطيني هو أحقيته في وطنه من خلال القضية العادلة للشعب الفلسطيني والجانب الإنساني، ومن جانبٍ آخر نرى عدوانًا آخر على الشعب الفلسطيني من دول عربية لمساندة الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني وهي دويلات خلفها المحتلّ القديم البريطاني على إثر الثورات العربية المناهضة ضد الاحتلال البريطاني في أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين مثل دويلات الإمارات والبحرين والسعوديّة وتقدم العون للاحتلال الإسرائيلي الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني المحتلّة أرضه منذ 1948م فأصبحت الموازين للقوى الاستكبارية الناهبة للحقوق والحريات المشروعة وتغيير مفاهيم الحقائق والمعلومات التاريخية والسعي بالحقائق الباطلة والضلالية إلى تحقيق مكاسب للاحتلال الصهيوني الإسرائيلي.

تعد من الأولويات السياسية لأمريكا والدول الحليفة لها في المنطقة وتتعمد الولايات المتحدة الأمريكية في تسخير القوة الأمريكية الغربية العدائية ضد الشعب الفلسطيني وارتكاب أبشع الجرائم العدوانية في حق الإنسانية وممارسات التهجير القسري والاستيطان في أراضي فلسطينية محتلّة وقيام التحالف الأمريكي الغربي باستخدام حق النقض الدولي لمجلس الأمن وتغطية الحقائق ومنع أية قرارات تدين الإجرام الإرهابي الصهيوني الإسرائيلي الأمريكي على الشعب الفلسطيني منذ عقود وتكمن السياسات العدائية الاستكبارية الأمريكية الغربية، رغم استغلال الاحتلال الصهيوني الإسرائيلي للعوامل الجيوسياسية مثل التطبيع لدول مع الاحتلال الإسرائيلي والتي تعد سياسات عدائية وتجاهل القرارات الدولية بهذا الشأن.

تستغل الولايات المتحدة الأمريكية المصالح الاقتصادية والاستراتيجية في اتِّخاذ سياسات ضد الغضب العربي والإسلامي والضغط على الدول العربية مثل مصر والسعوديّة والبحرين والإمارات والمغرب والأردن وباكستان لتحقيق مصالحها الاقتصادية وتهميش دورها تجاه عدوان الاحتلال الصهيوني الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، والتي تسمى مصالح استراتيجية وليس أمراً بعيداً وغائباً عن الرأي العام وهو ما نراه في واقع الأحداث وليس غريبًا على أذيال وأذناب التحالف الغربي الأمريكي إبداء الخنوع والخضوع والاستسلام والجمود والتنصل عن المسؤولية الدينية تجاه إخوة لنا في قطاع غزة، وهذه التحالفات العدائية منها قيام مملكة آل سلول باعتقال 80 فلسطينيًّا مقيمين في السعوديّة تقرباً من محمد بن سلمان إلى كيان الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني، والذي يقومون بإسناد قضيتهم الوطنية وعلى رأسهم الدكتور محمد الخضري ممثل حماس في السعوديّة وسِنُّه ثمانون عاماً حسب تصريح إسماعيل هنية، وتسخير المطارات التابعة للإمارات والبحرين والطائرات الإغاثية للعدو الصهيوني.

ويأتي اليمن بقيادة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي -حفظه الله ورعاه- والجيش اليمني علــى ضــرورة نصــرة ومســاندة ودعــم القضيــة الفلسـطينية، مــن خــلال استمرار التحشيد ورفــع الجهوزيــة وتقديــم الدعــم المجتمعــي للشــعب والمقاومــة الفلسطينية وإعلان التعبئة العامة والنفير العام.

ما نفذته القوات البحرية في احتجاز سفينة للاحتلال الإسرائيلي في نوفمبر الجاري في المياه اليمنية البحر الأحمر وأن احتجاز السفينة الإسرائيلية في اليمن تعد خطوة بطولية وشجاعة تزلزل الكيان الإسرائيلي وتؤكّـد على قوة وصمود القوات المسلحة اليمنية ولها تأثيرات اقتصادية متعددة على مستويات مختلفة، على المستوى الاحتلال الإسرائيلي تقويض النشاط الاقتصادي وحركة الملاحة البحرية للاحتلال الصهيوني الإسرائيلي من موانئ الاحتلال الإسرائيلي المحتلّ والعالم، وَركود في نقل البضائع وتقويض الحركة الاقتصادية للاحتلال الصهيوني الإسرائيلي والملاحة البحرية في العالم، وقيام القوات المسلحة اليمنية القوة الصاروخية والمسيّرات في ضرب المواقع المستهدفة بالمسيّرات والصواريخ البالستية مساندة للشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة حتى يتم إيقاف الإجرام الإرهابي الصهيوني الإسرائيلي الأمريكي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.. والعاقبة للمتقين.

++++

استئنافُ الكيان للحرب وتحَرُّكاتُ الأمريكي في المياه الإقليمية بدعوى حماية الملاحة

فضل فارس

في البحر الأحمر والعربي كذا المحيط الهندي وخليج عدن تأتي كُـلّ تلك الإرهاصات وَالذرائع المصطنعة من قبل الإدارة الأمريكية بحجّـة حماية الملاحة البحرية، وذلك كله لغرض إيقاف الشعب اليمني عن مناصرة أبناء فلسطين.

في أكذوبة مصطنعة في إطار هذا الغرض يأتي البنتاغون الأمريكي ليطلق قبل أَيَّـام بيانًا بشأن حماية سفينة تجارية من الاختطاف من قبل مسلحين مجهولين في خليج عدن، فيما أضافت تلك التصريحات سقوط أَو اعتراض صواريخ بالستية بالقرب من السفينة الراسية في خليج عدن.

ذرائع تمثيلية تنتهجها الإدارة الأمريكية وكما هي عادتها لتبرير أَو لشرعنة تواجد أَو تدخل في الشأن الإقليمي والدولي، وعلى ضفاف تلك التمثيليات المصطنعة تأتي النتائج بتصريحات دولية من الدول السبع بضرورة التدخل لحماية الملاحة البحرية، فيما أن تلك الذرائع والتحَرّكات الأمريكية والبريطانية التي تسعى لتعزيز انتشارها البحري في الملاحة الإقليمية وقبالة خليج عدن والسواحل اليمنية والتلويح الأمريكي والبريطاني عبر التهديد المتكرّر لصنعاء باستخدام القوة لردع كما يقال الجهات التي تسعى إلى تعطيل الأمن البحري وفي إطار حماية الملاحة البحرية الإسرائيلية والحد من التدخل اليمني المساند لأبناء فلسطين.

كذلك فيما تتجسد تلك التوجُّسات الزائفة على ألسنة مرتزِقتها في اليمن حَيثُ تدعو -بعد لقاءات عدة في هذه المرحلة مع مسؤولين أمريكيين بخصوص هذا الشأن- واشنطن ولندن بضرورة توجيه عملية ضد صنعاء، حتى وإن تعددت الذرائع والتحَرّكات تحت عناوين حماية الملاحة البحرية، مع أن كُـلّ تلك التكتلات العالمية والتحَرّكات الأمريكية وغيرها في المياه الإقليمية والتي تسعى للتهديد والترهيب لا تخيفنا أبداً ولن تثني الشعب اليمني عن نصرة ومؤازرة إخوانه في فلسطين، كما أن أي إجراء تتخذه واشنطن وذلك ما تقوله القيادة السياسية ضد هذا الشعب على خلفية موقفه المساند للشعب الفلسطيني سيتم التعامل معه؛ باعتباره إعلانَ حرب وسيكون الردُّ عليه وفقاً لذلك.

وذلك هو التحذير الجاد من القيادة، حَيثُ سيكون الرد وليس فقط على مستوى البحر الأحمر وخليج عدن إنما في أماكن أُخرى يصعب عليهم توقعها وذلك في حال عمد الأمريكي الاعتداء أَو التدخل في الشأن اليمني على خلفية هذا الموقف.

فيما أن ذلك الموقف المسؤول المساند للشعب الفلسطيني لن يقف على وتيرةٍ واحدة وسوف يتصاعد جِـدًّا، وبما أن الكيان الغاصب قد استأنف عدوانه على أبناء فلسطين، وذلك إنما هو بتوجيه وغطاء أمريكي فَــإنَّ القوات المسلحة مسنودة بتفويض الشعب للقيادة في مسيراته الحاشدة في كُـلّ المحافظات اليمنية معنية بتجديد موقفها المساند والمنتصر لمظلومية الشعب الفلسطيني، ولكن بخيرات يمانية كثيرة واستهداف أوسع لعقر الكيان ولن يقف وبعون الله ذلك الموقف في البحر الأحمر وقبالة باب المندب فقط إنما سيتوسع وسيشمل الصراع المنطقة بشكل عام، وقادم الأيّام سوف تحكي عن نفسها وذلك التصعيد الإقليمي هو ما يخشاها الأمريكي والصهيوني ودول الغرب الكافر جميعاً وليتحملوا يوم ذاك وزر موقفهم الداعم والمؤيد للكيان على خلفية حربه العرقية والإبادة الجماعية التي ينتهجها بحق أبناء فلسطين.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com