الطفلُ يُذبَحُ يا حقوق!!

 

أم الحسن الوشلي

بينما غزة تقصف وأطفالها تسحق ودمائها تتدفق، ما نراه عن غزة في المواقع الإلكترونية من فيديوهات مؤلمة ونسمع أصواتًا وصرخات وأنينًا لن ينساه التاريخ ولن تنساه ذاكراتنا الحية، ليست تلك المشاهد إلا أقل القليل من الواقع، ومع ذَلك ليس المشاهد من خلف الشاشة كالمعايش للمشهد نفسه.

الأطفال هناك يتقطعون إرباً، منهم من يرجف جسده وقلبه وكلّ ذرة فيه خوفاً، ومنهم من يصيح إن دارنا رحلت فأين سنلجأ، ومنهم من يئن جروحي تُحرق والصدمة تعمقت، وفيهم أم تتلفت وسط أشلاءٍ لأطفالها تناثرت وأم تواسي نفسها فتجيب طفلها (فدى الأقصى يما).

هنا نرى المأساة والمجازر ونرى الدماء والكوارث، نرى الضمائر الميتة التي لا تبدي أية ردة فعل، ونرى دائماً لوحةً كاذبة مزيفة ومنقوش عليها حقوق الطفل وحقوق الإنسان؛ الطفل يذبح ويسحق ويتقطع يا حقوق.

هل الحقوق أصبحت اليوم صماء؟! أم أنها أُصيبت بالعمى فجأة؟!

لا بُـدَّ أن الحق عندها أصبح هو أن تنقش اسمها بدماء البشر ويتراقص حلفائها على أشلائهم!

كيف يصبح من يتخلى عن مبادئ فطرة الإنسان هو نفسه من يدعى بالمحامي عن حقوق البشر؟ كيف يسمي نفسه الراعي وهو من رعى الذئب وأنشأه وسط الرعية؟

لا تنتظروا اليوم من تلك الأسماء المزركشة أي موقف حقيقي صادق، ولا تأملوا من الساكت طوال حياته أن يصدر صوتاً لأجل حياة المستضعفين، من كان له موقف ليقفه بنفسه ولو كان لوحده، من أراد أن يلبي نداء الأقصى ويذود عن دماء وجراح الجرحى ومن يزال ضميره حيًّا وما زالت عروق الإنسانية فيه حية فَليصرخ اليوم وليقاطع البضائع المنهكة للبشرية، ومن أراد العز أخذ بحق الأُمَّــة البريئة.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com