القواتُ المسلحة: سنستهدفُ كُـلَّ السفن التي تشغِّلُها أَو تملكُها شركاتٌ “إسرائيلية”

المسيرة: خاص

أعلنت القواتُ المسلحة اليمنية، في بيان ظهر أمس الأحد، عن أنواع سفن العدوّ الإسرائيلي التي ستقوم باستهدافها في إطار المعادلة التي أعلنها قائدُ الثورة السيدُ عبدُ الملك بدر الدين الحوثي، منبهة كافة دول العالم إلى سحب مواطنيها العاملين في هذه السفن وعدم التعامل معها أَو الاقتراب منها؛ لتجنُّبِ الأضرار التي ستُصِيبُها، في رسالةٍ جديدة واضحة بأن صنعاءَ مصمِّمةٌ على ضرب كافة التحَرّكات البحرية للعدو ضمن أقصى مدى ونطاق للنيران، وهي رسالةٌ تكشف أبعادًا إضافيةً للأضرار التي ستلحقها هذه المعادلة اليمنية بالعدوّ منذُ الآن إلى جانب تدمير سفنه، حَيثُ يبدو بوضوح أن القوات المسلحة تحرص على قتل الحركة التجارية البحرية للعدو بشكل تام، من خلال تحويلها إلى مصدر خطر على كُـلّ من يحاول الانخراط فيها.

البيان الذي نشره المتحدث باسم القوات المسلحة العميد يحيى سريع، جاء فيه: “انطلاقًا من المسؤولية الدينية والوطنية والأخلاقية؛ ونظرًا لما يتعرض له قطاع غزة من عدوان إسرائيلي أمريكي غاشم، حَيثُ المجازر اليومية والإبادة الجماعية واستجابة لمطالب شعبنا اليمني ومطالب الشعوب الحرة ونجدة لأهلنا المظلومين في غزة، تعلن القوات المسلحة اليمنية أنها ستقوم باستهداف جميع السفن التي تحمل عَلَمَ الكيان الصهيوني، والسفن التي تقوم بتشغيلها شركات إسرائيلية، والسفن التي تعود ملكيتها لشركات إسرائيلية”.

وَأَضَـافَ البيان أن: “القوات المسلحة اليمنية تهيب بجميع دول العالم بسحب مواطنيها العاملين ضمن طواقم هذه السفن، وتجنب الشحن على متن هذه السفن أَو التعامل معها، وإبلاغ سفنها بالابتعاد عن هذه السفن”.

ويكشف هذا البيانُ عن جهوزية القوات المسلحة لتنفيذ أول ضربات المعادلة التأريخية التي أعلنها قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي قبل أَيَّـام في خطاب الذكرى السنوية للشهيد، والتي تتمثل باستهداف كافة سفن العدوّ في البحر الأحمر وباب المندب وكل مكان تطاله نيران القوات المسلحة؛ دعمًا وإسنادًا للمقاومة الفلسطينية؛ وردًّا على الجرائم الوحشية المُستمرّة ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

وكان قائد الثورة قد كشف أن العدوّ الصهيوني أصبح يعتمد أُسلُـوب التهريب والتمويه لسفنه في البحر الأحمر وفي باب المندب من خلال عدم رفع الأعلام، وإغلاق أجهزة التعارف؛ لتجنب رصدها وضربها من قبل القوات المسلحة.

لكن بيان القوات المسلحة الجديد يشير إلى خطوات مهمة لتجاوز هذا الأُسلُـوب وتضييق خيارات العدوّ بشكل أكبر؛ فالبيان يحدّد بوضوح أن الاستهداف لن يقتصر فقط على السفن التي ترفع علم الكيان الصهيوني، بل حتى تلك التي ترفع أعلامًا أُخرى وهي تتبع أية شركات صهيونية بأية صورة وفي أي مكان سيتم ضربها؛ وهو ما يعني أن خيارات العدوّ للتمويه وإخفاء هُــوِيَّة السفن باتت ضئيلة للغاية.

ومن خلال تحذير دول العالم من التعامل مع كافة هذه الأنواع من السفن أَو الاقتراب منها، فَــإنَّ القوات المسلحة تضيّق خيارات العدوّ أكثر؛ لأَنَّ هذا التحذير يضع كُـلّ الدول أمام خطر التعرض لتداعيات المعادلة اليمنية التي يبدو بوضوح أنها أصبحت أمرًا واقعًا لا يمكن تجاوزه أَو الالتفاف عليه.

ويضع هذا التحذير العدوّ الصهيوني أمام بُعْدٍ جديد للمعادلة اليمنية التاريخية، حَيثُ يوضح أن تأثيراتها لن تقتصر فقط على استهداف السفن “الإسرائيلية” بل يمتد إلى شل الحركة البحرية للعدو بشكل عام؛ فسحب الطواقم الأجنبية العاملة على سفن العدوّ وقطع التعامل معها وتجنب الاقتراب منها يمثل “حصارًا” نوعيًّا لنشاط العدوّ البحري، وخُصُوصاً فيما يتعلق بالجانب التجاري الذي ترتبط به مصالح كبيرة، الأمر الذي ستترتب عليه خسائرُ ضخمة للعدو سواء على مستوى الوضع الراهن، أَو فيما يتعلق بالمستقبل، فمع استمرار الصراع واستمرار الدور اليمني المتصاعد في المعركة سيجد العدوّ نفسه أمام صعوبات كبيرة في الحصول على الإمدَادات عبر البحر، الأمر الذي سيمثل تحولًا كَبيراً ستكون له تداعياتٌ مباشرة على أمن ومستقبل كيان الاحتلال.

 

بدءُ مفاعيل المعادلة اليمنية قبل الضربة الأولى:

وبحسب موقع “Ship & Bunker” المتخصص في شؤون النقل البحري، فَــإنَّ تكلفة التجارة البحرية الإسرائيلية وقيمة التأمين على المخاطر قد ارتفعت بالفعل خلال الأيّام الماضية بمقدار عشرة أضعاف؛ بسَببِ المخاوف على أمن السفن.

ونقل الموقع عن شركة استشارات المخاطر البحرية Dryad Global، أن الكيان الصهيوني وعد الشركاتِ بتعويض السفن المتضررة.

وأوضح أن المخاوف بشأن أمن خطوط الشحن إلى “إسرائيل” تتزايدُ؛ مما أَدَّى إلى التحول إلى طرق شحن أُخرى وزيادة في الاحتياطات، مُشيراً إلى أنه في البداية تمت إعادة توجيه ناقلات النفط الخام المتجهة نحو عسقلان إلى حيفا وإيلات؛ بسَببِ المخاوف بشأن المياه، لكن تقاريرَ وردت عن دوي صافرات الإنذار في إيلات، الأمر الذي يزيد من المخاوف.

وتشير هذه المعلوماتُ بوضوح إلى أن المعادلة البحرية التي أعلنها قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي قد بدأت بالفعل بإلحاق بعض الأضرار بالكيان الصهيوني، قبل أن تحدث الضربة الأولى.

هذا أَيْـضاً ما أوضحه تقريرٌ نشره موقع ” Ship Technolog” الذي نقل عن نوح تروبريدج، المحلل في شركة درياد جلوبال أَيْـضاً قوله: “إن السفن التابعة لـ”إسرائيل” التي تعبر في البحر الأحمر وباب المندب أصبحت معرضةً بشكل متزايد لخطر الهجوم من قبل من أسماهم “الحوثيين””، مُشيراً إلى أن “حركة السفن التي ترفع العَلَمَ الإسرائيلي قد انخفضت في البحر الأحمر”.

وتؤكّـد هذه المعلومة ما كشفه قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي حول لجوء العدوّ الصهيوني إلى التمويه والتهريب في البحر الأحمر وباب المندب.

وَأَضَـافَ الموقع أن قوات صنعاء تستطيع “تعطيل التجارة الإسرائيلية، من خلال زرع الألغام البحرية والاستيلاء على السفن أَو نشر طائرات بدون طيار مائية في مضيف باب المندب”.

وأشَارَ تقريرُ الموقع إلى أن القواتِ المسلحة قد نفّذت بالفعل ضربات بالصواريخ البالستية والطائرات المسيرة على منطقة “إيلات” بما في ذلك ميناؤها الذي يعتبر الميناء الوحيد لـ”إسرائيل” على البحر الأحمر.

وكانت وسائل إعلام صهيونية قد قالت قبل أَيَّـام: إن التهديدَ الذي تواجهُه السفنُ “الإسرائيلية” في البحر الأحمر وباب المندب يشكّل “تحديًا كبيرًا” لكيان الاحتلال، مذكرة بأن القوات المسلحة اليمنية تمتلك الأسلحة والإمْكَانات اللازمة ليس فقط لاستهداف السفن بل للاستيلاء على بعضها أَيْـضاً.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com