الحُكّامُ الخانعون و”التي هي أحسن”!

 

أحمد العماد

{ادفع بالتي هي أحسن…} متعمِّدًا اجتزأت هذا النصَّ من آية قرآنية مباركة، مكتفيًا به واضعًا له بين قوسين يميزان النصَّ القرآنيَّ عن غيره.

أربع كلمات لخصت حال وواقع سبعة وخمسين دولة عربية وإسلامية -تمثل أكثر من مليار ونصف المليار مسلم وعربي، ما يعادل خمس سكان الكرة الأرضية- في تعاملها مع كيان العدوّ اليهودي المحتلّ لأرض فلسطين.

نعم.. هكذا فهم زعماء العرب والمسلمين القرآن الكريم، وهكذا طبقوا آياته الكريمة فيما يتعلق بتعاملهم مع كيان العدوّ الصهيوني اليهودي.

لقد فهموا كلمة: {أحسن} فهما مغلوطا تجلى في قمتهم الطارئة-كما سموها-التي خرجوا منها ببيان فيه مطالبة كلامية بلهجة لينة- (يرجوا، ويطالبوا، ويدعوا) -بيان سخر منه العدوّ الصهيوني ورأى فيه أنهم يراعوه، وأنهم يكبلوا شعوب أمتهم عن التحَرّك الجاد والقوي والحاسم في مواجهته.

يجهلون أَو يتجاهلون أن: {التي هي أحسن…} لا تعني الخضوع والذلة والكلام الطيب واللين [مع من هب ودب] فالشدة والعزة والقوة والحزم قد تكون من معاني عبارة: {التي هي أحسن..} مع طرف كالعدوّ الصهيوني اليهودي.

إذًا.. كان الأحسن لزعماء العرب والمسلمين، ولشعوبهم، هو أن يتعاملوا بقوة وحزم وشدة مع كيان العدوّ الصهيوني اليهودي.

الأحسن لهم أن يخرجوا صواريخهم وطائراتهم وترساناتهم العسكرية ويصبوها فوق رأس عدوهم الصهيوني اليهودي ومعه الأمريكي.

الأحسن لهم أن يستخدموا ما بأيديهم من بترول وثروات كسلاح مؤثر وفعال ووسيلة ضغط يستطيعوا أن يخضعوا به أعداءهم من الأمريكيين، والإسرائيليين، وكل دول الغرب، إذَا ما قطعوه عنهم، ومنعوا تصديره إليهم.

الأحسن لهم أن يقاطعوا هم وشعوبهم البضائع الأمريكية والإسرائيلية وبضائع كُـلّ الدول والشركات التي تدعم كيان العدوّ الصهيوني اليهودي وتسانده وتؤيد جرائمه ومجازره بحق الأبرياء في غزة وفلسطين المحتلّة.

الأحسن لهم أن يقفوا موقف قائد الثورة اليمنية السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، ومعه الشعب اليمني الذين أعلنوا وقوفهم مع الشعب الفلسطيني ودعمهم للقضية الفلسطينية بكل أشكال الدعم على الرغم مما تمر به بلادهم من عدوان لم ينته وحصار لم يرفع وملفات إنسانية وسياسية لم تحل، ومع ذلك أعلنوا في مسيراتهم ومظاهراتهم الجماهيرية دعمهم لكل القرارات التي تتخذها قيادتهم الثورية، وأنهم مستعدون لتحمل كُـلّ التبعات المترتبة على موقفهم المشرف والجاد والمسؤول مع أبناء فلسطين.

ختاماً: على الأعراب والمطبعين أن يفهموا أن العدوّ الصهيوني لن يقدر لهم معروفا، ولن يرعى لهم جميلا، ولن يرضى عنهم مهما حاولوا أن يرضوه، فقد قال الله عنهم:{ها أنتم أولاء تحبونهم ولا يحبونكم…} وعليهم أن يفهموا أن مسارعتهم للتطبيع مع العدوّ الصهيوني والتولي له إنما يدل على مرض في قلوبهم، ويدل على جبنهم وخوفهم من العدوّ الصهيوني وسوف يندمون {فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي بالفتح أَو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين}.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com