ماذا لو؟!

 

مرتضى الجرموزي

كيف وأين وما موقعنا مما يحدث؟

أسئلة لطالما سمعنا بها وتردّدت على مسامعنا كَثيراً نطرحها ويطرحها الآخرون.

تخيلوا شعباً تم تمزيقه وتشطيره إلى ستة أقاليم وفق تقسيم مناطقي وطائفي، كيف سيكون حاله؟

وما موقفه مما يحدث اليوم وهل ستتوحد رؤياه في يومٍ ما؟

تخيلوا جيشاً جرى هيكلته وعملية توزيعه من فنادق ومنتجعات الإمارات، هل سيحمل مشروع وطن ودين وعروبة؟

ولو افترضنا نجحت خطة الهيكلة، ما هي أسلحته، وأين ستوجّـه، ومن هو عدوه المفترض؟

وما هي المهام المستقبلية التي ستُوكل إليه، والتي سيقوم بها مثلاً، وهل سينجح فيها، وإن نجح لمن تعود نتائجها أَو ثمارها، ومن سيقطف هذه الثمار؟

ولكم أن تتخيلوا وحدات أمنية وشرطة داخلية جرى إعادة هيكلتها في الأردن، لمن ستكون تبعيتها وانتمائها إذاً!!

ما المهام التي ستقوم بها في الداخل اليمني، وهل ستنجح مثلاً في مهام مستقبلية، ولصالح من هذه النتائج إن تحقّقت، هل ستحافظ على المواطن والوطن؟

للإجَابَة على هذه التساؤلات نعود إلى واقع دويلة الإمارات (ساحل عمان)، وكذلك دولة الأردن، ومن خلال الواقع المعاش يتضح لنا أين وكيف وما موقعنا من الخريطة العالمية في قضايا الأُمَّــة وقضية فلسطين، التي تُعتبر القضية المركزية والأهم، وكذلك لما يحدث اليوم في غزة الجريحة، والتي تتعرض لأبشع جرائم التاريخ.

لو افترضنا نجاح الخطة المرسومة بخصوص هيكلة الجيش والأمن، ولا يزال نظام عفاش أَو حكومة المحاصصة هو من يتحكم بزمام الأمور هنا في اليمن!

كيف سيكون حالنا كشعبٍ رضي بهيكلة الجيش والأمن ويخضع لنظام متسلط خائن وعميل بدرجة امتيَاز؟

أين سيكون اليوم ومع من سيقف وفي صف من سيصطف، وفي الحرب الدائرة ضد غزة كيف ستكون وجهة ونظره وأين ستوجّـه بوصلة عدائه؟

وهنا نقولها والعالم يعرف خباياها وأسرارها لولا المسيرة القرآنية وثورة 21سبتمبر2014 الثورة المجيدة لكانت المواقف اليمنية مختلفة تماماً عمّا هي اليوم، ولكانت في مقدمة قطار التطبيع مع الصهيونية تدين الضحية وتبرئُ الجلّاد، ولكانت مواقفها كمواقف دول التطبيع والخيانة.

ولكان الجيش والأمن يقمعون، لا يحمون مسيرات التضامن مع أهالي ومقاومة غزة.

ولكانت قنواتنا الإعلامية تطلق على حركات المقاومة والجهاد بمنظمات الإرهاب والتطرف الداعشية، ولكان علماء ومشايخ الدين يحرمون الخروج في مسيرات التضامن مع غزة طاعة لولي الأمر، وإن طبّع وخان وزنى وفسد!

ولكانت أقاليم اليمن تغني على ليالي السادة الأذناب في الخليج كُـلّ حسب التبعية والانتماء الخياني.

ولكانت الطامة الكبرى قد ملأت اليمن بالقواعد العسكرية الصهيونية والأمريكية.

لكننا اليوم بفضل الله، ثم بفضل قيادة الثورة المباركة المتمثلة بالسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، نقف شعباً وساسة وقوات مسلحة وأمناً وعلماء ومشايخ دين في مصافِ وفي مقدمة الشعوب العربية والإسلامية مناصرة للقضية الفلسطينية، ومجاهدين مع حركات الجهاد والمقاومة في غزة دعماً وإسناداً لهم بعمليات عسكرية ضد الكيان الصهيوني، وبكل فخر تعلن القوات المسلحة اليمنية عن عمليات الاستهداف، والتي نُفذت بأكثر من ست عمليات بعدد كبير من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيَّرة.

هي نعمة من الله أن نقف جميعاً خلف قيادتنا الثورية والعسكرية لنحمل همّ الأُمَّــة والدين، ولنقف بكل صدق مع المقاومة الفلسطينية في غزة وفي محور الجهاد والمقاومة، في وجه قوى الاستكبار العالمي الصهيوني والأمريكي، ومن يقف معهم أَو خلفهم مشاركاً جرائمهم أَو ذنباً وأدَاة لهم.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com