ناشطاتٌ وإعلامياتٌ وموظفاتٌ باللجنة الوطنية للمرأة لـ “المسيرة”: اليمنُ أوفى بعهده وأطلق صواريخَ وطائرات مسيَّرة على الكيان الصهيوني المحتلّ

مقاطعتُنا للبضائع الأمريكية والإسرائيلية تعني تضميدَنا لجراح غزة

المسيرة – خاص:

يتابِعُ أحرارُ العالم باهتمامٍ كبيرٍ وواسعٍ مجرياتِ الأحداثِ؛ جراء العدوان الصهيوني الغاشم على قطاع غزة والمتواصل لأكثر من ثمانية وثلاثين يوماً.

وتعد المرأة اليمنية جزءاً أصيلاً من مكونات الشعب اليمني الذي حمل على عاتقه همَّ القضية الفلسطينية، حَيثُ كان لها حضورٌ لافت في الدعم والمساندة لإخواننا الفلسطينيين قبل وأثناء عملية “طُوفان الأقصى”، وشاركت في الفعاليات والوقفات الاحتجاجية والمسيرات المناصرة لغزة ضد جرائم حرب الإبادة الصهيونية.

وترى الكثير من الناشطات والإعلاميات والحقوقيات اليمنيات أن القضية الفلسطينية هي القضية الأولى والمركزية بالنسبة للشعب اليمني، وأنه لا بدَّ من المساندة لها بكل السبل المتاحة، ومنها سلاح مقاطعة المنتجات الأمريكية والإسرائيلية، وأن “طُوفان الأقصى” هو البداية لما هو آتٍ بإذن الله من انتصارات عظيمة.

في هذا الاستطلاع تتحدث عددٌ من الناشطات والإعلاميات وموظفات باللجنة الوطنية للمرأة عن عملية “طُوفان الأقصى” ودور المرأة اليمنية المساند لها، وكذلك يدلين بآرائهن عن العمليات العسكرية للقوات المسلحة اليمنية وحضورها القوي والفاعل لمساندتنا إخواننا في قطاع غزة، مع الصمت المخزي والمذل للدول العربية المطبعة.

وتقول الناشطة الثقافية منى الحيمي: “مهما غاب الحق لا بُـدَّ أن يظهر ولو بعد حين ولا بدَّ للباطل أن يُزهق ولو كانت أمريكا وإسرائيل، فالباطل هو باطل ولو امتلك قوى العالم فلا بدَّ من زواله إذَا تحَرّك أهل الحق ولو كانوا فئة قليلة، قال تعالى: {كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللهِ وَاللهُ مَعَ الصَّابِرِينَ}”.

وتشير إلى أنه “كان لليمن الشرف العظيم في مشاركة إخواننا الفلسطينيين وفصائل المقاومة في ظل الخضوع والصمت العربي المطبق، حَيثُ شاركت القوات المسلحة اليمنية بضربات نوعية أرعبت وأربكت العدوّ وَكانت خارج تقديراته تماماً والمتمثلة بإطلاق صواريخ وطائرات مسيَّرة إلى أراضي مستوطنات العدوّ والتي حقّقت أهدافها بدقة عالية وأثبتت للعالم بأن أمريكا وإسرائيل ليست العصا الغليظة التي كانت ترعب العالم بقوتها وإمْكَانياتها وجيوشها”.

وترى الحيمي أن “مقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية هو السلاح الأكثر تأثيراً والأسرع انتشاراً، والذي استجابت له معظم شعوب العالم عامة وخَاصَّة التي تعاني من تخاذل حكوماتها في نصرة الشعب الفلسطيني ووقوف حكوماتها وأنظمتها في دعم الكيان الصهيوني”، موضحة أن “المقاطعة الاقتصادية اليوم أثبتت بجدارة قوتها في التأثير على اقتصاد العدوّ، وإحداث هبوط حاد في ميزانيها الاقتصادية والتي كانت تعتمد على السوق العربية لتسويق منتجاتها”، منوّهة إلى أن “الكثير من الشركات العالمية أعلنت تعرضها لأزمات مالية منذ بداية عملية “طُوفان الأقصى” بشكل كبير، والكثير من سلسلة المطاعم العالمية تحدثت في وسائل الإعلام عن توقف ارتياد الناس لمطاعمها وفروعها في معظم الدول وتوقف العمل نهائيًّا، وهذا يدل على وعي عالٍ من شعوب العالم وكعمل وموقف فردي بعيد عن تأثيرات الأنظمة عليهم”.

من جانبها تقول الناشطة الثقافية والكاتبة أميرة السلطان: “منذ السابع من أُكتوبر والأراضي الفلسطينية المحتلّة ترزح تحت قصف همجي من قبل كيان العدوّ الإسرائيلي اللقيط، والذي طال البشر والحجر والشجر وتجاوز عدد الشهداء فيها إلى أكثر من 11 ألف شهيد، نصفهم نساء وأطفال، موضحة أنه رافق هذا القصف حصار مطبق وانعدمَ في قطاع غزة ما هو أَسَاسي وضروري لاستمرار الحياة كالماء والغذاء والدواء والوقود، فمن سَلِمَ من طائرات العدوّ وقصفه مات جوعاً؛ بسَببِ توقف المستشفيات عن تقديم خدماتها؛ بسَببِ هذا الحصار، وفي مقابل هذا الإجرام والتوحش الإسرائيلي صمت مخزٍ من قِبل أنظمة الخيانة والعمالة والتطبيع والتي انقسمت ما بين مساندٍ بالموقف أَو بالفعل كما هو حال النظام السعوديّ والإماراتي أَو صامت وخانع”.

وتضيف أنه “في ظل هذا التوحش الإسرائيلي وصمت الأنظمة العربية والإسلامية كان لزاماً على الشعب اليمني وعلى رأسهم السيد القائد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي، أن يقوموا بواجبهم الديني والأخلاقي والقيمي ومن منطلق المسؤولية أمام الله أن يقف موقفاً مساندًا وداعماً للمقاومة وللشعب الفلسطيني، فكان الموقف واضحًا منذ الأيّام الأولى من خلال كلمة ألقاها السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي، والتي أكّـد فيها للشعب الفلسطيني وللمقاومة أن اليمن معهم في كُـلّ ما يقومون به من حق مشروع في الدفاع عن أنفسهم ومقدساتهم وأرضهم ضد المحتلّين الغاصبين لأرضهم ولأكثر من 75 عاماً، قائلاً: “لستم وحدكم””.

وتشير إلى أن “القوات المسلحة اليمنية تحملت مسؤوليتها ونفذت ضربات نوعية باتت تخيف العدوّ الإسرائيلي والأمريكي على حَــدٍّ سواء؛ مما جعل إسرائيل تتقدم بشكوى لمجلس الأمن، معبرة عن استيائها من تلك الضربات، كما جعلت الشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية يشعرون بنوعٍ من الارتياح بأنهم فعلاً ليسوا وحدهم في هذه المعركة المصيرية وأن هناك من يدعمهم ويقف إلى جانبهم ولن يتخلى عنهم مهما كلفهم ذلك الأمر”.

وأشادت السلطان بمشاركة الشعب اليمني في المعركة من خلال المقاطعة للبضائع الأمريكية والإسرائيلية، مبينة أن هذه المقاطعة قد أثبتت جدوائيتها خلال الأيّام الماضية والتي لو واستمرت لكان لها مفعولٌ كَبيرٌ في التأثير على العدوّ اقتصاديًّا”.

وتزيد بقولها: “إن المعركة التي يخوضها المجاهدون في فلسطين هي معركة كرامة وعزة نيابةً عن الأُمَّــة الإسلامية وعن كُـلّ المسلمين والأحرار في كُـلّ العالم، معركة تستدعي من الجميع وكلّ من في قلبه مثقال ذرة من إنسانية أن يتحمل مسؤوليته ويدافع عن هذا الشعب العزيز المظلوم”.

 

مقاطعةُ بضائع العدوّ مجدية:

وعلى صعيدٍ متصلٍ، تدعو انتصار شاكر، إلى ضرورة مساندة المقاومة الفلسطينية بكل الإمْكَانيات الممكنة، متمنية الاستمرار في توجيه الضربات النوعية للقوات المسلحة ضد كيان الاحتلال، وكذلك قصف حاملات الطائرات الأمريكية في الشرق الأوسط، كما تدعو لضرورة مساندة غزة بالمال والعتاد، والأدوية وكلّ ما باستطاعتهم أن يقدموه من مظاهرات مُستمرّة لرفع معنويات المقاومة، بكل الوسائل المتاحة، مثل المنشورات والفيديوهات عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

بدورها تشيد هيام هشام، موظفة باللجنة الوطنية للمرأة، بموقف الشعب اليمني ودعمه الكامل للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة في مواجهة غطرسة وجرائم العدوّ الصهيوني الغاصب، موضحة أنه موقف ثابت منذ بداية الاحتلال على الأراضي الفلسطينية قيادةً وحكومةً وشعباً في الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني ودعم مقاومته الباسلة حتى استعادة كامل حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

وتشير إلى أن “مقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية ذات جدوى، حيثُ إن المقاطعة لها دور في تغيير اتّجاهات ومواقف تلك الدول والأنظمة التي تخلت عن الشعب الفلسطيني المحتلّ المظلوم”.

أما الكاتبة إبتهال أبو طالب فتقول: “غزة جرحٌ في جسد الأُمَّــة الإسلامية، والحكام المطبعون يشاهدون هذا الجرح غير مبالين به، همهم الأكبر رضا اليهود والنصارى عنهم، بل يسعون إلى مضاعفة الجراح، وزيادة الآلام لأبناء غزة، يشاهدون المجازر اليومية في غزة ولا يحركون ساكنًا، وكأنَّهم يشاهدون فيلمًا تمثيليًّا، ويظنون أن تطبيعهم حكمة، وصمتهم عن الظلم حكمة، ولا يعلمون بأنهم أصبحوا مَضْرِبَ المَثَلِ في الحماقة والغباء، والقسوة والشقاء، والدناءة واللا وفاء، الإنسانية منهم براء، حتى الهواء يضج منهم شاكيًا إلى رب السماء”.

وتواصل: “في إطار التطبيع والخنوع والذل والجمود لكل مجازر اليهود، نجد دول محور المقاومة تدافع عن غزة كالأسود، لا يمنعها عوائق أَو حدود، فها هو اليمن أمام الله أوفى بالعهود، وَأطلق َصواريخه مساندة لكتائب القسام، ودفاعًا عن الإسلام، وببيان الناطق العسكري يكون التوضيح لكل الغموض، أمّا مشاهد الرعب بعد القصف في إيلات فقد وثقتها القنوات لتصبح شاهدًا لمن كذّب، ودليلًا لمن أمال وجهه وَاستغرب”.

وترى أنه الإيمان، وأنه الإخاء، بمساندة اليمن تلتئم الجراح، فصواريخ اليمن أثلجت صدورنا انشراحًا، وضربت العمق الإسرائيلي محقّقة أهدافاً بتأييد وقوة الله، قال تعالى: {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ، إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}، فاليمن مُستمرّ بضرب صواريخه على إسرائيل حتى ينهزم راحلًا حتى الفناء، وهذا هو اليمن أصل العرب، ومنبت الرجولة والشهامة، والعزة والكرامة.

وتضيف أبو طالب: “في ظل الدفاع عن غزة العزة دفاعًا ومواجهة بالصواريخ والطائرات المسيَّرة نجد بأن سلاح المقاطعة لا يقل أهميّة عن الدفاع العسكري، فمقاطعتنا لتلك البضائع يعني الانتصار على الكيان الصهيوني وأدواته اقتصاديًّا، وبالتالي عسكريًّا؛ يعني التضامن مع مظلومية غزة، يعني الوعي والحكمة والبصيرة”، لافتة إلى أن “مقاطعتنا للبضائع الأمريكية والإسرائيلية يعني تضميدنا لجراح غزة، وتهدئة آهاتها، وقهر أعدائنا وأعدائها، فالإسلام-دائماً وأبداً هو العنوان للسمو والدليل للعزة والعلو، فبالمقاطعة -أيها العربي والمسلم- يُعرَفُ إسلامك، ووعيك وأعداؤك”.

 

مجازرُ ووحشيةٌ لا مثيلَ لها:

وفي السياق تقول الكاتبة وفاء الكبسي: “إن ما يحدث اليوم في غزة من دمار ومجازر وحشية يُندى لها جبين الإنسانية هي حرب إبادة جماعية تقشعر لها الأبدان يرتكبها العدوّ الصهيوني ضد أهلنا في غزة”، منوّهة إلى أنه “وبالرغم من فداحة هذا العدوان الصهيوني إلا أنه كشف هشاشة وضعف هذا الكيان الغاصب عسكريًّا؛ وذلك بفعل الرد المزلزل للمقاومة الفلسطينية والجيش اليمني الذي ساندها عبر الصواريخ الباليستية والطائرات المسيَّرة”، موضحة أن “هذا ليس غريباً على اليمن قيادةً وشعبًا على الرغم من العدوان والحصار الأمريكي السعوديّ الواقع عليهم لأكثر من تسع سنوات؛ لأَنَّ القضية الفلسطينية هي قضيتهم الأولى المركَزية وهي أول الشعوب الحاضنة للقضية الفلسطينية”.

وترى أنه منذ اليوم الأول للعدوان على اليمن وهم حاضرون ومساندون للمقاومة الفلسطينية بالقول والكلمة والمظاهرات وبكل ما يستطيعون من قوة ممكنة، واليوم صواريخنا ومسيَّراتنا أثبتت ذلك، فنحن جزء من محور المقاومة ولا يمكن أن نترك لهذا العدوّ المتغطرس الصهيوني أن يقتل أهلنا دون رقيب.

وتوضح الكبسي أن “قضية فلسطين بالنسبة لنا كمسلمين هي قضية عقائدية دينية في المقام الأول قبل أن تكون مسؤولية أخلاقية وإنسانية، لهذا يجب إحياء وتفعيل حملات المقاطعة للبضائع الإسرائيلية والأمريكية؛ ردًّا على العدوان الهمجي الإسرائيلي وردًا على المجازر والجرائم الوحشية بحق أهلنا في غزة المظلومة وممتلكاتها ومقدراتها، كما يجب أن تتكامل حملات المقاطعة في كُـلّ العالم وتتكاتف حتى تشكل عاملًا ضاغطًا مؤلمًا للاحتلال الصهيوني وكلّ من يدعمه؛ لأَنَّ الأرباح التي يجنيها الاحتلال من شراء منتجاته ومنتجات الشركات الكبرى الداعمة له تعود رصاصاً وقذائف وصواريخ فوق رؤوس الأطفال والنساء وكافة أهلنا في غزة؛ لهذا نحن بحاجة إلى الاستمرار في حملة المقاطعة حتى تكون أدَاة فعالة، لا أن تكون مُجَـرّد حملة موسمية أَو رد فعل لا أكثر”.

من جهتها تتحدث منال الفاتش، وهي موظفة في اللجنة الوطنية للمرأة، عن أهميّة مشاركة ومساندة اليمن للمقاومة الفلسطينية بضربات عسكرية واسعة، مؤكّـدة أن هذا موقفٌ ثابت لليمن تجاه القضية الفلسطينية، وَأَيْـضاً الفعاليات والمظاهرات التي يقيمها الشعب اليمني هي جزء من عملية المقاومة والنصرة والتضامن.

وتضيف أنه بالنسبة لمقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية هو سلاحٌ فعال لتحويل الاحتلال إلى مشروع خاسر وفاشل وسيكون لها تأثير سلبي وبالغ على الاقتصاد الإسرائيلي، ومن يشارك في شراء أي منتج أمريكي أَو إسرائيلي هو يساهم في قتل إخواننا في فلسطين.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com