وقودُ مَجْمَعِ الشفاء.. أكاذيبُ الاحتلال تفنِّدُها الإدارةُ وتفضحُها حماس

 

المسيرة | متابعات

بالحقائقِ صفع مديرُ مجمع الشفاء الطبي بغزةَ، محمد أبو سلمية، روايةَ الاحتلال الصهيوني، حول الموافقة على تزويد مجمع الشفاء الطبي بالوقود، فيما فضحت حركة حماس أكاذيب الاحتلال.

وقال أبو سلمية:” إن شخصًا إسرائيليًّا تواصل معهم وعرض تزويدَ المستشفى بألفَي لتر من الوقود وتم قبول الكمية وطلب تحويلها عبر الصليب الأحمر”.

وَأَضَـافَ مدير مجمع الشفاء الذي تعرض لهجمات متكرّرة ولحصار إسرائيلي أخرجه عن الخدمة، أنه بعد عرض الألفي لتر تراجع الطرف الإسرائيلي وقال إنه سيزود المستشفى بـ300 لتر فقط، وسيتم وضعُها بمكان ما قرب مجمع الشفاء، ومن ثم يتوجّـه أحدٌ من المجمع الطبي لأخذها تحت الطيران الإسرائيلي.

وأضاف: “أبلغته بأن هذه الكمية غير كافية ورفض الآلية أَيْـضاً، وأنه يمكن استلام هذه الكمية أَو أكثر منها عبر الصليب الأحمر في ساعات الصباح”.

وأوضح أبو سلمية أن كمية الوقود التي عرضتها إسرائيل لا تشغل مولدات المستشفى إلا لمدة رُبع إلى نصف ساعة فقط، موضحًا أن المستشفى يستهلكُ نحو 500 لتر في الساعة الواحدة.

وأشَارَ أبو سلمية إلى أن إدارة المجمع -وهو الأكبر في قطاع غزة ويضم 3 مستشفيات كبرى- أعربت عن الاستعداد لتلقي 6 آلاف لتر وقود عبر الصليب الأحمر لإنقاذ المرضى المهدّدين.

وفي وقت سابق اليوم ادعى المتحدث العسكري الإسرائيلي بأن جيش الاحتلال اقترح تقديم 300 لتر من الوقود لمستشفى الشفاء لكن حركة حماس منعت أخذها، وفق قوله.

وقبله زعم رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، يوم الأحد، أن إسرائيل عرضت تقديمَ الوقود لمستشفى الشفاء في غزة ولكن حماس رفضت استلامه.

حركة حماس، من جهتها، أكّـدت أن الاحتلالَ يستخدمُ عذاباتِ الأطفال والمصابين في المستشفيات دعاية ساقطة لتجميل وجهه القبيح والتغطية على جرائمه ضد الإنسانية.

وقالت حماس في بيان لها: “ضمن مسلسل الأكاذيب التي يسوقها الاحتلال يوميًّا، قال الناطق باسم جيشه النازي، إنهم عرضوا على إدارة مستشفى الشفاء تزويد المستشفى بكمّية من الوقود، ولكن حركة حماس رفضت ذلك”.

وشدّدت حركة حماس على أنها ليست طرفاً في إدارة مستشفى الشفاء، ولا وجود لها ضمن هيكلية اتِّخاذ القرارات فيه، وأنه يخضع بالكامل لسلطة وزارة الصحة الفلسطينية، التي تدير شؤونه الإدارية والفنية.

وقالت: “إن ما كشفت عنه إدارة مستشفى الشفاء من أن عرض الاحتلال تمثَّل في تزويد المستشفى بـ 300 ليتر فقط من الوقود؛ يمثّل استخفافاً بآلام وعذابات المرضى والأطفال الخدّج، والطواقم الطبية، المحاصَرين بين جنباته، بلا ماء أَو غذاء أَو كهرباء”.

وبينت أن هذه الكمية لا تكفي لتشغيل المولدات فيه لأكثر من نصف ساعة، وإنما سعى الاحتلال من خلال هذا العرض إلى تدشين حملة دعاية رخيصة لتجميل وجهه القبيح ومحاولة إخفاء جرائمه ضد الإنسانية وقصفه للمستشفيات وقتله للأطقم الطبية وتعريضه حياة المرضى للخطر بقطعه الوقود والماء والأدوية عنهم.

وجددت مطالبة للأمم المتحدة، والمجتمع الدولي بالتدخّل الفوري لإدخَال الوقود إلى قطاع غزة، لتشغيل المستشفيات، وإنقاذ المرضى والأطفال والجرحى داخلها، ووقف هذه الانتهاكات الفاضحة للقوانين الدولية التي يمارسها كيان الاحتلال الفاشي.

ويواصلُ الاحتلالُ الصهيوني منذُ يومين حصارَ مجمع الشفاء الطبي وتعريضه لقصف مُستمرّ، بالتزامن مع انقطاع الكهرباء والماء والطعام؛ ما أَدَّى إلى وفاةِ عددٍ من المرضى والأطفال الخدج، مع مخاطر متعاظمة على حياة نحو 15 ألف نازح و650 من المرضى وكذلك الطواقم الطبية التي بقيت به.

وخلال الأسابيع الماضية توفي العشرات من بينهم أطفال في مستشفى الشفاء إما بقصف إسرائيلي عليه وفي محيطه أَو نتيجة تعطل المستشفى بعد توقف منشأة توليد الأكسجين نتيجة نفاد الوقود اللازم لتشغيلها وتشغيل مولدات توليد الكهرباء.

ومجمع الشفاء يعدّ أكبر مؤسّسة صحية تقدم خدمات طبية في قطاع غزة، وتأسس عام 1946م، وتطور مع الوقت فأصبح أكبر مجمع طبي يضم 3 مستشفيات متخصصة ويعمل فيه 25 % من العاملين في المستشفيات بقطاع غزة كله، ويستقبل حَـاليًّا آلاف المرضى والنازحين الذين لجأوا إليه للاحتماء فيه.

وفي وقت سابق قال الناطق باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة: “إن مجمع الشفاء الطبي خرج عن الخدمة تماماً، ولا يستطيع تقديم أية خدمة صحية للجرحى؛ نتيجة العدوان الإسرائيلي أَو حتى المرضى الموجودين داخل المجمع، كما أنه يتعرض لحصار من الداخل والخارج”.

ولليوم الـ38، يواصلُ جيش الاحتلال حربه على قطاع غزة وأسفر الهجوم الشامل الذي يشنه عن استشهاد أكثر من 11 ألفًا وإصابة عشرات الآلاف فضلا عن دمار هائل في الأحياء السكنية والمرافق الحيوية والمستشفيات.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com