قائدُ كتائب الوهبي اللواء بكيل صالح بن صالح الوهبي في حوارٍ خاص لصحيفة “المسيرة”: العدوانُ على غزة كشف لنا الوجوهَ العربية المزيَّفة وأظهر كُـلَّ واحد على حقيقته

 

صواريخُنا وطائراتُنا مُستمرّةٌ في تنفيذِ ضرباتها في عمق العدوّ الصهيوني حتى يرتدعَ عن جرائمه

المسيرة – حاوره هاني أحمد علي:

أكّـد قائد كتائب الوهبي، اللواء بكيل صالح بن صالح الوهبي، أنهم على استعداد كبير للمشاركة في معارك الالتحام مع العدوّ الصهيوني ومشاركة المقاومة الفلسطينية دك أرتاله.

وقال اللواء الوهبي في حوارٍ خاص لصحيفة “المسيرة”: إن “القوات المسلحة اليمنية ستواصل قصف الكيان المحتلّ بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيَّرة، وإن لديها خيارات متعددة لضرب الكيان تجعله يندم على أي اعتداء سيطال اليمن”.

وأشَارَ إلى أن “إسقاط القوات المسلحة اليمنية لطائرة أمريكية فوق المياه الإقليمية اليمنية أصابت الأمريكيين بالذهول”.

إلى نص الحوار:

 

بدايةً نأمل أن تحدثونا عن الدور المنوط بجميع الوحدات العسكرية اليمنية عقب مشاركة القوات المسلحة اليمنية في تنفيذ هجمات صاروخية وطيران مسيَّر في عمق الكيان الصهيوني؟

أشكرُكم وأشكرُ صحيفة “المسيرة” صحيفة كُـلّ المجاهدين والأحرار في هذه الأُمَّــة.

في البداية تعلمون أننا في اليمن كجيش وقوات مسلحة نتبع توجيهات قيادتنا الثورية والسياسية، وولاؤنا مطلق لا شك فيه أَو ريب، وما رأته القيادة الثورية ممثلة بقائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي -يحفظه الله- بخصوص نصرة إخواننا في غزة، وفي فلسطين بشكل عام، بعد أن تجاوز العدوّ الصهيوني المتغطرس الخطوط الحمراء، كان عين الصواب، وهو جزء من تحَرّكاتنا ضمن محور المقاومة، لنصرة إخواننا في غزة وتحرير الأرض المقدسة من الاحتلال الصهيوني الغاصب.

وبفضل الله، نفذنا هجمات بالصواريخ البالستية والمجنحة والطائرات المسيَّرة بعيدة المدى، واستهدفت قواتنا عمق الكيان الصهيوني، ضمن عملية “طُوفان الأقصى”، ولا تزال تلك الهجمات المباركة مُستمرّة في دك أهداف العدوّ حتى يرتدع عن مجازره وحرب الإبادة التي ينفذها بمساندة ومساعدة الأمريكي وكلّ دول الغرب والمتصهينين العرب.

ونحن في كتائب الوهبي كجزء من القوات المسلحة اليمنية، مستنفرين وفي جهوزية عالية واستعداد كبير لردع أية تحَرّكات لأدوات الإمارات والسعوديّة والأمريكان داخل اليمن، وكذلك على استعداد كبير وتجهيز عالٍ للمشاركة المباشرة في معارك الالتحام مع العدوّ الصهيوني، ومشاركة إخواننا في المقاومة الفلسطينية دك أرتال العدوّ الصهيوني.

 

ما قراءتُكم لتهديدات أمريكا والكيان الصهيوني باستهداف اليمن رداً على الهجمات اليمنية في عمق الكيان الصهيوني؟

قال الله عز وجل: “لَن يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى، وَإِن يُقَٰتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنصَرُونَ” صدق الله العظيم، وأنا أريد أن أؤكّـد لك أننا على مدى أكثر من 9 أعوام نقاتل أمريكا و”إسرائيل”، وهذا ما كشفته المعارك وكشفته الطائرات الحربية والغارات والأسلحة التي كان يستخدمها العدوّ في قصف اليمن، والجميع أصبح يدرك ذلك، واعترفت أمريكا على استحياء أن دعمها لتحالف دول العدوان على اليمن يقتصر على الدعم اللوجستي، ولكن الميدان فضحها وكشف مشاركتها الرئيسية في العدوان على اليمن.

ومن خلالكم، أوجه رسالتي للأمريكان والصهاينة، ونقول لهم: إن الشعب اليمني كَبيراً وصغيراً حلمه الأكبر هو مواجهة الصهاينة؛ لأَنَّ الشعب اليمني لديه عزة وكرامة لا نظير لها في بقية شعوب العالم، ومتحصن بالثقافة القرآنية ومعرفة أعدائه وتصنيفهم على مستويات خطرهم ومؤامراتهم.

لذا نؤكّـد أن تلك التهديدات لن تجدي نفعاً، خُصُوصاً والعدوّ نفسه الذي يرعد ويزبد يعرفُ أن لدى القوات المسلحة اليمنية خيارات متعددة لضربه في العمق، وتكبيده خسائرَ كبيرة، ستجعله يندم على أية اعتداءات تطال اليمن.

لقد تابعنا جميعاً كلمة السيد القائد، وهو يتحدث عن الخيارات المتاحة والمتعددة، والتي تعد في العلوم العسكرية أوراقاً وأهدافاً استراتيجية، لسنا في صددها، ولكن إذَا غامر العدوّ الأمريكي والصهيوني على استهداف اليمن فستكون تلك الأهداف تحت مرمى ضرباتنا الصاروخية والطائرات المسيَّرة، وستكون وبالاً على العدوّ، خُصُوصاً أن قواتنا وصلت إلى مراحل كبيرة من التطور التقني والتصنيع العسكري، وباستطاعتها رصد الأهداف ذات المدى البعيد والتي تتجاوز 2000 كم، وإصابتها بدقة عالية واحترافية، وتابعنا جميعاً كيف تم رصد طائرة التجسس الأمريكية التي دخلت الأجواء في المياه اليمنية الإقليمية، وتم إسقاطها وتدميرها بشكل دقيق، أصابت الأمريكيين بذهول، وحاولوا التشكيك في بيان القوات المسلحة اليمنية، ولكنهم بعد ذلك اعترفوا بإسقاط طائرتهم.

 

هناك كما تعلمون تصعيدٌ لأدوات الإمارات وأمريكا في الداخل لمحاولة تشتيت القوات المسلحة اليمنية عن مهمتها الدينية والعربية في نصرة القضية الفلسطينية ونصرة أبناء غزة.. برأيكم كيف تحوَّلَ هؤلاءِ لأدوات لأمريكا وللكيان الصهيوني؟ وما هو الدورُ المنوط بالقوات المسلحة اليمنية لردع هذا التصعيد؟

نعم، هذه الأحداث وغيرها تكشف لنا حقيقةَ هؤلاء الذين لم يقتصر ارتزاقهم ونفاقهم على حساب وطنهم ولكنهم تجاوزوا ذلك بكثير، وأصبحوا هم من يدافعون عن الصهاينة والأمريكان كأدوات رخيصة لا قيمة لها، والعدوّ الأمريكي والصهيوني يعلم ذلك يعلم أن مرتزِقته هم أرخص المرتزِقة على الأرض، وها هو اليوم يستخدمهم في حرف اهتمامنا للقضية الفلسطينية إلى معارك داخلية وتصعيد في الجبهات، ونحن في القوات المسلحة، وكذلك القيادة عملت حسابًا لكل ذلك، وكانت تدرك منذ اليوم الأول لمشاركتنا ضمن عملية “طُوفان الأقصى” أن المرتزِقة والمنافقين سيصعدون في ميدي والساحل الغربي ومأرب والضالع وتعز وشبوة وغيرها من جبهات القتال، وكلّ ذلك التصعيد تم الاستعداد لمواجهته ووضع كُـلّ الترتيبات لمختلف الوحدات والألوية العسكرية التابعة للقوات المسلحة اليمنية، والعدوّ الأمريكي والصهيوني وكذلك مرتزِقتهم في الداخل يدركون أنهم لن يحقّقوا أية انتصارات، وكما مني هؤلاء بالهزائم والخسائر في المعارك السابقة لن يجنوا هذه المرة سوى الهزيمة المذلة والخزي والعار، وسيكونون عاراً على اليمن حتى في مناطق سيطرتهم.

 

هل لكم أن تطلعونا عن الاستعداد والجهوزية داخل كتائب الوهبي في حال استمر تصعيد تحالف العدوان وعاد إلى خيار الحرب؟

كتائبُ الوهبي في جهوزية عالية واستنفار كبير، في مختلف مواقع نطاقها العملياتي، ونعمل على رصد كُـلّ تحَرّكات العدوّ في الميدان، وجاهزين لردعه في أية لحظة حاول فيها أن يتمادى أَو أن يتحَرّك شبراً واحداً، ولن يجد سوى نار حمراء تشوي وجوه المعتدين.

 

ما هو الدورُ الذي لعبته كتائبُ الوهبي في تطهير محافظة البيضاء من المرتزِقة وطرد عناصر ما يسمى تنظيمي القاعدة الإجرامي وداعش التكفيرية من محافظة البيضاء بعد عقود من سيطرتها وكذلك إخماد فتنة ردمان؟

بفضل الله، وبفضل الشرفاء من أبناء محافظة البيضاء وقبائل بني وهب وكتائب الوهبي ومعهم أبطالُ الجيش واللجان الشعبيّة والوحدات الأمنية، تم تطهيرُ محافظة البيضاء واستئصال هذا السرطان الخبيث الذي كان يؤرق أبناء المحافظة، رغم الدعم الكبير والتسليح الذي كانت دول تحالف العدوان تقوم بتسليمها للعناصر التكفيرية، وما تحقّق في محافظة البيضاء من انتصارات كبيرة على عناصر ما يسمى القاعدة وداعش، كان بفضل الله، وسجل تقدماً كَبيراً في سير المعارك وغير حتى من خارطة العدوّ واستراتيجياته العسكرية.

فحاول العدوّ عقبها لإذكاء الفتن بين قبائل البيضاء من خلال إشعال عدة فتن في عدة مديريات، ولكن سرعان ما تم إخمادها إلى الأبد وتم إعادة تطبيع الأوضاع في مختلف المديريات، وخُصُوصاً تلك التي كانت تحت سيطرة الجماعات التكفيرية، واليوم يعيش أبناء المحافظة في أمنٍ وأمان.

 

ما هي أبرزُ المعوقات التي واجهتكم خلال أداء أعمالكم الجهادية في ميادين العزة والكرامة لأكثر من 9 سنوات من زمن العدوان وكم عدد الشهداء والجرحى في صفوف كتائب الوهبي؟

الحمد لله لم نواجه أيةَ عوائق، لقد كانت انطلاقتُنا الأولى تحت قيادة مؤسّس كتائب الوهبي الشيخ اللواء صالح بن صالح الوهبي -رحمة الله تغشاه- الذي انطلق ومعه أبناء قبائل بني وهب وقبائل البيضاء تحت راية السيد القائد عبدالملك بن بدرالدين الحوثي-يحفظه الله- في ظل التسليم المطلق والولاء الصادق، وكان العمل الجهادي يشهد تفاعلاً كَبيراً من الجميع دفاعاً عن الأرض والعرض لأكثر من تسعة أعوام، حَيثُ كان العدوّ يراهن على سقوط محافظة البيضاء؛ باعتبارها بوابةً لجميع المحافظات الشمالية، ولكن بفضل الله وبفضل الرجال المخلصين تم إفشال هذه الرهانات ومني العدوّ بضربات وهزائم موجعة، لن ينساها أبداً.

وقدمت كتائب الوهبي قوافل من الشهداء والجرحى، حَيثُ بلغ عدد الشهداء (270 شهيداً)، وأما الجرحى على قول المثل الشعبي: “السلم منّا جريح”، ولدينا ما يقارب 29 معاقاً.

ولنا في الشهداء أسوة حسنة لنسير على دربهم ونقتفي أثرهم، لننال إحدى الحسنيين، إما النصر وأما الشهادة.

 

ما هي الرسالةُ التي أراد شيخ المجاهدين اللواء الركن صالح بن صالح الوهبي -رحمه الله- إيصالها إلى كافة القبائل اليمنية من خلال تأسيس كتائب الوهبي؟

الشيخُ اللواء صالح بن صالح الوهبي -رحمة الله تغشاه- كان مستشرفاً للأحداث، قارئاً للواقع من بصيرة الثقافة القرآنية، وكذلك من مراحل حياته ومعاصرته للكثير من الأحداث، ففي إحدى التصريحات التلفزيونية قال إن الدنبوع الفارّ عبدربه منصور هادي سيخلعه السعوديّ كما يخلع النعال، وبالفعل مرت الأيّام ورأينا كيف تم خلع الفارّ هادي، ووضعه وأفراد أسرته تحت الإقامة الجبرية.

فرسالة الشيخ صالح لكافة القبائل اليمنية كانت تتمحور حول توحيد الجهود لمواجهة العدوان المتغطرس، الذي كان يستهدف في المقام الأول القبيلة اليمنية، فسارع الشيخ صالح لتأسيس نموذج كان الأول على مستوى اليمن، وتم بفضل الله والقيادة الثورية والسياسية تأسيس كتائب الوهبي، وكان لها دور كبير في التصدي للعدوان وتكبيده خسائرَ كبيرةً في العدة والعتاد.

كذلك كان الشيخ صالح -رحمة الله تغشاه- يدرك أهميّة القبيلة اليمنية ودورها المحوري، في الدفاع عن الوطن، والدفاع عن الدين والأمة، فكانت دعواته المُستمرّة للمشايخ وللقبائل، خُصُوصاً من هم في صفوف العدوّ؛ مِن أجل العودة إلى صف الوطن والعودة إلى جادة الصواب، وكان ينزل كُـلّ شخص منزلته ويخاطبهم بخطاب القبيلة والأعراف والأسلاف، ونجحت تلك الدعوات بشكل كبير في عودة الكثير من قبائل مراد والبيضاء إلى صف الوطن.

 

ما هي رسالتكم لمن لا يزال يقاتل في صفوف تحالف العدوان؟ وخُصُوصاً بعد أن تكشفت الحقيقة وعرفوا من الذي يقف في صف الحق ويدافع عن قضايا الأُمَّــة ومن الذي يقف في صف أمريكا والكيان الصهيوني؟

سأختصر رسالتي وأقول لهم: ها أنتم ترَون وتسمعون بكل حواسكم موقفَ قياداتكم من العدوان على غزة، وكيف أصبحوا خانعين خاضعين للصهاينة والأمريكان، ولا يوجد للجميع أي عذر، فخط الشيطان والباطل واضح وخط الحق واضح.

وأدعوهم جميعاً للعودة إلى حضن الوطن، فالعاصمة صنعاء عاصمة الصمود تتسع للجميع.

 

كيف تنظرون إلى مماطلة السعوديّة وعدم جديتها في إحلال السلام باليمن وتنفيذ الاتّفاقيات المبرمة مع حكومة صنعاء عبر الوسيط العماني، وتملصها في تسليم رواتب واستحقاقات الشعب اليمني؟

السعوديّة ليست سوى أدَاة بيد الأمريكي تنفذ ما يُملى عليها وتسير بتوجيهاته؛ لأَنَّ مصير النظام السعوديّ وبقائه مرهون لدى أمريكا، وذلك ما أثبتته كافة الجولات من المفاوضات، ورأينا كيف أعاقت أمريكا الاتّفاقيات التي كانت سترى النور وخُصُوصاً ما يتعلق بالجانب الإنساني والاقتصادي، وأعلنت أمريكا على مرأى ومسمع الجميع أن تلك الاتّفاقية لن تتم وأنها ترفض دفع المرتبات وفتح المطارات والموانئ.

لذلك أمر السعوديّة ليس بيدها، وقرارُها مسلوبٌ وسيادتها منتهَكة، وقد يبدو أننا في نهاية الأمر سنضطرُّ إلى استخدام القوة لنزع حقوق الشعب اليمني واستحقاقاته.

 

كلمة أخيرة؟

لا يسعنا في نهاية هذا اللقاء إلا أن نبارك العمليات العسكرية والضربات القوية التي تنفذها المقاومة الفلسطينية ضد الكيان الصهيوني المغتصب، كما نؤيد ونبارك تحَرُّكاتِ المقاومة العراقية واللبنانية والسورية، وستكون نهايةُ هذا العدوّ الصهيوني قريبةً جِـدًّا.. لقد تجبر العدوُّ الصهيوني ووصل إلى مستوىً كبيرٍ من الجُرم والإجرام ويرتكب مذابحَ جماعية بحق أطفال ونساء غزة في ظل صمت عالمي وعربي غير مسبوق، لقد كشفت لنا الحرب على غزة الوجوه العربية المزيفة وأظهرت من كانوا يتخفون خلف الحجاب وبانوا على حقيقتهم، وبالمقابل أحيت عملية “طُوفان الأقصى” المشاعر العربية لدى الشعوب رغم القمع الذي يتعرضون له من سلطاتهم.

ونبشّر إخوانَنا في غزة وكلّ أحرار العالم أن صواريخنا وطائراتنا مُستمرّة في تنفيذ ضرباتها في عمق العدوّ الصهيوني حتى يرتدع عن جرائمه.

وقلت بعض كلمات الشعر الشعبي حين رأيت قادةَ وعملاءَ الدول العربية في قمة الجامعة العربية قلت فيها:
“يا شعوب الإيمان غزة سال منها الدم

وآل صهيون تتمادى على الأطفال

شفت المجازر وشفت بيوت تتهدم

قلبي تألم ونومي طار من الاسبال

القمة اللي عقدتوا يا عرب تخدم

كيان غاصب يمشيكم على الموال

لا خير فينا إذَا ما للعداء نقدم

يا محور الحق طبق سورة الأنفال”.

في الأخير، نعاهدُ اللهَ والرسولَ والسيدَ القائد -يحفظه الله- أن نسير كما عهدنا تحت رايته وفي ظل قيادته، مجاهدين مخلصين لله وللدين ولو كره الكافرون.

وسننتصرُ بإذن الله، وسيُهزَمُ العدوّ مهما كانت قوتُه وسطوتُه وجبروتُه، سيُهزَمُ بإذن الله.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com