ثمنُ الحُرية أقلُّ بكثير من ثمن الذُّل والانبطاح

 

يحيى صالح الحَمامي

ثمن الحُريةِ للعرب واستقلال قراراهم أقلُّ بكثير من ثمن الذُّل والانبطاح والخنوع المُستمرّ أمام اليهود والنصارى.

ملوك وأُمراء ورؤساء الأُمَّــة الإسلامية تسيرُ بشعوبها إلى طريق المجهول، لم تتراجع ملوكُ العرب عن قراراتها التي نجد فيها التناقض مع الدين الحنيف وتسعى ملوك وأمراء العرب إلى نشر الفُسق والفاحشة والرذيلة بكُلَّ قناعة جادة بتحَرّكاتها؛ مِن أجل تحقيق النقلات النوعية في عام 2030م، وهذا ما صرح به ولي العهد السعوديّ “محمد بن سلمان” هذه النقلة النوعية على حساب عزة وكرامة وشرف ونخوة وعفة القبائل العربية في أرض نجد والحجاز، ويسعى بقناعة تامة لتدنيس طُهر وشرف وستر وكشف حجاب وحشمة نساء العرب، نقلات صادمة في بلاد الحرمين التي لم تُدنس ولم يدعُ الإسلام إلى إقامة الحفلات والاختلاط بالرقص، ما لكم كيف تحكمونَ؟!

الحُرية قرار ثابت لدى الأحرار، يرخصُ الأحرار دماءهم من أجل تحقيقها يبذلون الغالي رخيصًا، ماذا أصاب أُمَّـة الإسلام من هذه الحسرة ومن الذُل والضعف والهوان والخذلان وشتات وتمزق في صفوف الأُمَّــة المحمدية!! من السبب في ذلك ومن الذي أوصل أمر الأُمَّــة الإسلامية للتكشف وأصبح قرارها قابلًا للنقاش والمصادقة عليه من قِبل اليهود!!

لقد خلق الله للمُسْلمين في هذه الأرض العزة والكرامة، وثَمَّةَ تمكينٌ من الله ورسوله قرار الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على البشرية، نحن خير أُمَّـة تمكّنا من الله القوة والغلبة في جميع المعارك التي نخوضها مع أعداء الله ورسوله من اليهود والنصارى، قال تعالى: “كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ، وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم، مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ” (110) آل عمران.

أبناء اليمن هم الذين بذلوا دماءهم لأجل الحُرية واستقلال القرار وبذلوا الثمن الباهض، ومن خلال تضحيتهم ستعود على الكثير من البلدان العربية، لذلك لم يتبقَّ لدول الخليج سوى التحَرّك في مواجهة الغرب والرفض للهيمنة الأمريكية، حَيثُ لا تزال ملوك العرب من تدفع أموال شعوبها للغرب مقابل الذُل والانبطاح.

بريطانيا تبنت ملوك وأُمراء العرب ولكن نجد أن سياسة الموساد الإسرائيلي هي الأخطر لقد سيطرت على قرار الأُمَّــة المحمدية، امتلكت النفوذ من خلال التعمق في الدين الإسلامي، ركزت على خلافات الأُمَّــة البسيطة في الدين مما تبنت الطائفية تحت مسمى أصحاب السنة، وقد غذت الخلافات من داخل بيت الله العتيق بأموال المملكة العربية السعوديّة مما انتشر الفكر الوهَّـابي المتطرف، وقد وصل الحال إلى الانتحار والتفخيخ والتفجيرات داخل المساجد، لذلك الغرب تُدين لإسرائيل وما قامت به من السيطرة على الأُمَّــة الإسلامية وعلى قراراتها وخيراتها.

لقد تكشفت سياسة ملوك وأمراء العرب في مواقفهم، ما رأيناه يؤسف من انفضاح في مساعيها السياسية وما تسعى إليه على حساب الدين الإسلامي وعلى حساب شرف وعزة وكرامة العرب ونسائهم، وما فعلت دويلة الإمارات بالصمت عما قام به أحد أبناء الإمارات من زواج المثليين هل وصلَ أبناء العرب إلى الشذوذ، هل انتهت رجولتهم وتبخر الشرف والفحولة!!

الاعتزاز بالنفس فضيلة وما قامت به قيادة المملكة العربية السعوديّة من استضافة للعاهرات والراقصات الغربية ودماء أطفال غزة تسيل وأقامت فعالية موسم الرياض، نتساءل هل ما يراه ولي العهد محمد بن سلمان آل سعود إنجازًا وتقدمًا؟ ماذا أصاب أبناء العرب من الخزي والذُل والعار؟

ما يجب على قيادة المملكة العربية السعوديّة وقيادة الإمارات أن تعود إلى رشدها وتمد يدها للسلام مع قيادة اليمن إذَا تريد النجاة والعزة والكرامة التي ضمنها لنا الله ورسوله في ديننا الإسلامي، كفى عمالة وانبطاحًا، قال تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إذ هَدَاهُمْ حَتَّىٰ يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَ، إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (115)} [سورة التوبة] [صدق الله العظيم].

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com