الشعبُ اليمني يجدِّدُ خروجَه الكبير بمسيرة حاشدة في صنعاء نُصرةً لفلسطين أرضاً وشعباً ومقدَّسات

مفتي الديار اليمنية:

– لا تعويل على الأنظمة الحاكمة فقد عرفتها الشعوب طيلة العقود الماضية بالتخاذل وانساقت إلى ركب الخيانة المعلَنة

– على الشعوب العربية والإسلامية الضغط لقطع كُـلّ العلاقات مع الصهاينة والأمريكان وداعميهم ومقاطعة بضائعهم

– نحمد الله على قيادتنا العظيمة وندعو قواتنا لتوجيه المزيد من الضربات الموجعة للعدو وعلى الشعب الالتفاف حول هذا المسار

بيانُ المسيرة:

– نندّد باستمرار التخاذل العربي والتواطؤ الدولي وعلى الشعوب أن تحجز مكانها في ركب الجهاد ضد الأعداء

– الشعب اليمني ماضٍ في عهده لنصرة الشعب الفلسطيني وكل قضايا الأُمَّــة وإسقاط هيمنة قوى الاستكبار

– نبارك عمليات الردع اليمنية والمتقاطرة من كُـلّ حركات محور المقاومة وسنواصل دعم عوامل الردع والصمود

 

بارك صمودَ أحرار فلسطين وجدّد إدانتَه للإجرام الصهيوني والصمت العربي:

 

المسيرة: صنعاء

في ظِلِّ تواطؤٍ عربيٍّ وصمتٍ دوليٍّ مفضوح، ما يزالُ الشعبُ اليمني يؤكّـدُ تصدُّرَه لشعوب العالم مناصَرةً للقضية الفلسطينية، إلى جانب المشاركة العملية الميدانية في مناصَرة الشعب الفلسطيني ومقاومته البطلة، حَيثُ شهدت العاصمةُ صنعاءُ، عصرَ أمس الجمعة، مسيرةً جماهيريةً كُبرى؛ دعماً لصمود الشعب الفلسطيني؛ ومباركةً لعمليات محور الجهاد والمقاومة.

وفي المسيرة الكبرى، رفع المشاركون اللافتات المعبرة عن تأييد ووقوف الشعب اليمني بكل الوسائل المتاحة إلى جانب الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه وعرضه وتحرير أرضه من المحتلّين الصهاينة، فيما نقلت اللافتاتُ جانباً من مظلومية الشعب الفلسطيني ومجازر الكيان الصهيوني التي ترتكب يوميًّا بحق المئات من أبناء الشعب الفلسطيني.

وهتف المشاركون بشعاراتِ البراءة من أعداء الله، مردّدين بزئيرهم الهُتافات المناهِضة للصهيوأمريكية ومشاريع الاستعمار الجديد، وخطوات الخيانة التي تنتهجها الأنظمة العميلة المحسوبة على العرب والمسلمين.

وجدَّد المشاركون في المسيرة الجماهيرية الحاشدة، الإدانةَ للصمت الدولي إزاء استمرار العدوان الصهيوني الأمريكي في إبادة المدنيين في غزة، وما يقوم به من تدمير للشجر والحجر وتسوية الأحياء السكنية بالأرض وإمعانه في استهداف المستشفيات ومخيمات النازحين في انتهاكٍ سافرٍ لكل القوانين والأعراف والمواثيق الدولية، مشيدين بالصمود الأُسطوري للشعب الفلسطيني في ظل استمرار العدوّ الصهيوني الأمريكي في ارتكاب جرائم الحرب والإبادة والحصار الخانق والحرمان من كُـلّ مقومات الحياة.

وجدَّد أحرارُ الشعب اليمني إدانتَهم لصمتِ وخنوعِ الأنظمة العربية التي لم تحَرّك ساكناً، ولم يرتقِ موقفُها إلى مستوى ما يتعرض له شعب عربي مسلم من إجرام وتكالب من قوى الشر العالمية بقيادة أمريكا، مجددين التأكيد على موقف الشعب اليمني الثابت والمبدئي تجاه القضية الفلسطينية واستعداده وجهوزيته للمشاركة في معركة الجهاد المقدس لنصرة الشعب الفلسطيني الشقيق، ودعم مقاومته الباسلة بالمال والسلاح والرجال.

 

لا تعويلَ على الزعماء.. الشعوبُ معنية بالتحَرّك:

وخلال المسيرةِ، أشار مفتي الديار اليمنية، العلامة شمس الدين شرف الدين، إلى أن “الجموعَ الهائلةَ والهادرةَ، والفعاليات المُستمرّة في اليمن الميمون نصرةً للإخوة في فلسطين، تبعثُ على الفخر والاعتزاز والنعمة الكبيرة التي مَنَّ الله تعالى بها على اليمنيين، بعد أن ماتت كثير من قلوب الناس، في ظل هكذا فتن ومحن ومجريات”، مشيداً بالتفاعل الكبير من قبل أبناء اليمن رجالاً ونساءً، صغاراً وكباراً، حكومةً وقيادةً وشعباً، والشعور بالفرح بالسير على الطريق التي رسمها الله وأرادها لهم، وهي طريق الجهاد في سبيل الله والتضحية والصدق والإيمان، وطريق الجنة.

وقال العلامة شرف الدين: “نحمد الله على هذه النعمة والبصيرة والهدى وعلى هذا الطريق المستنير الذي يسير فيه الشعب اليماني، والذي يجب التمسك به، وزيادة وتيرة التصعيد على العدوّ الصهيوني بالخروج والتعبير والمناصرة والمؤازرة لإخواننا في فلسطين”، مخاطباً المجاهدين في فلسطين بقوله: “إن الله معكم وناصركم ومؤيدكم وحافظكم، ومكسبكم العزة والكرامة”، مؤكّـداً أن الشعب اليمني يشاطر الأشقاء في فلسطين آلامهم ويتألم لألمهم”.

وأكّـد مفتي الديار اليمنية أن “الشعوبَ العربية لم تعد تعوِّلُ على الأنظمة الحاكمة، فقد تم تجريبُها منذ عقود من الزمن، وما زالوا حتى اليوم لا يجيدون لغة الشجب والإدانة لا أكثر”.

وحمّل العلامة شمس الدين شرف الدين زعماءَ العرب “المسؤوليةَ أمام الله تعالى إزاء هذه المجازر الفظيعة التي ترتكب بحق أبناء الشعب الفلسطيني وتقتل الأطفال والنساء والشيوخ والرضع، بوحشية مفرطة لم يشهد لها التاريخ مثيلاً”، كما حمّلهم مسؤولية التحَرّك ولو بأضعف الإيمان، من خلال قطع العلاقة مع الكيان الصهيوني وأمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا الداعمة للكيان الصهيوني الخبيث والمتغطرس.

وطالب مفتي الديار اليمنية الشعوبَ والحكوماتِ والأنظمةَ، بقطع العلاقات الاقتصادية مع الصهاينة وعدم توفير النفط لهذه البلدان الداعمة لهذا الإجرام.

وتابع في كلمته في سياق حديثه عن مواقف الزعماء المتخاذلين “لا نقولُ لهم بأن يقوموا بما فعلوه في شرم الشيخ حين اجتمعوا وقرَّروا تشكيل قوة عسكرية ضاربة ضد اليمن، بينما نراهم اليوم كالنعاجِ وأضعفَ وأهونَ في مواجهة الصلف الإسرائيلي المقيت، يسكتون ويدسُّون رؤوسهم في الرمال، ويغضون أبصارَهم ويضعون أصابعَهم في آذانهم حتى لا يسمعوا صرخاتِ الجرحى وآهات النساء والثكالى!”.

ولفت رئيسُ رابطة علماء اليمن إلى أن هؤلاءِ الحكماء لا يعبرون بأي حال من الأحوال عن هذه الأُمَّــة، بل إنهم أولياء للشيطان، مؤكّـداً أن من يطبع مع هذا العدوّ المجرم فَــإنَّه منه، ومن يواليه فهو منه سواءٌ أكان في الساحل أَو مناطق المرتزِقة أَو أينما كان.

وعرَّجَ على المواقف المخزية للأنظمة المحسوبة على العرب والمسلمين بالقول: “شاهدتم مواقفَهم السوداء أمام حرق المصحف الشريف عندما لم يحرّكوا ساكناً، وشاهدتموهم حين ارتكبت إسرائيل المجازر الفظيعة والمروعة بحق الشعب الفلسطيني، ولم يحرّكوا ساكناً”، مؤكّـداً أن “هذه الأمور تكشف عن واقع هؤلاء الناس وتفضحهم، فإما أن يكون إيمان لا نفاق فيه، أَو نفاق لا يمان فيه”.

وفي ختام كلمته دعا مفتي الديار اليمنية، إلى الاستمرار في توجيه الضربات الموجعة ضد العدوّ الصهيوني البغيض، مهيباً بالجميع نحو الالتفاف حول محور المقاومة؛ كونه المحور الحقيقي الذي يمثل خط الرسالة المحمدية، وطريق الحق، مباركاً للقيادة الحكيمة مواقفها العظيمة عند الله، والتي أعلنت منذ اليوم الأول عن صدق إيمانها وعبرت بالموقف قبل الكلمة، وأمرت بإرسال الطائرات المسيَّرة والصواريخ البالستية، منهياً كلمته بالقول: “نحمد الله على هذه القيادة الصادقة مع الله ورسوله ومع شعبنا ومع كُـلّ المثل والمبادئ التي خرجت؛ مِن أجلِها”.

 

اليمنُ يجدِّدُ كلمتَه: لا تراجُعَ عن تحرير فلسطين مهما تآمر المتآمرون:

إلى ذلكَ، أصدر أحرار الشعب اليمني بيانهم، والذي أكّـد أنه “في ظِلِّ المعركة القائمة بين الحق والباطل وإيماناً بعدالة ومشروعية قضية الأُمَّــة المسلمة التي يستهدفها الطغيان الأمريكي والإسرائيلي في كُـلّ مقوماتها، وما يرتكبه هذا العدوّ من مجازر إبادة جماعية وجرائم حرب متكاملة أمام صمتِ المجتمع الدولي ومؤسّساته وتواطُؤ الأنظمة العميلة المتربِّصة، فَــإنَّ الواجبَ الديني والأخلاقي يحتم ضرورة التحَرّك والعمل بكل الوسائل لمواجهة هذا العدوان الإجرامي على الأُمَّــة والشعب الفلسطيني”.

ودعا بيان أحرار الشعب اليمني، كُـلّ شعوب الأُمَّــة العربية والإسلامية إلى أن يكون لهم موقف واضح وتحَرّك عملي فاعل لنصرة الأشقاء في غزة وفلسطين، وألا ينتظروا مواقف الزعماء والحكومات انتصاراً للقضية الفلسطينية المركزية للأُمَّـة.

وجدَّد البيان “المباركةَ والتأييدَ الكامل والمطلق للموقف المشرف والخطوة المتقدمة التي أقدمت عليها القيادة الثورية بإعلان المشاركة رسميًّا للقوات المسلحة اليمنية في المشاركة المباشرة لنصرة الشعب الفلسطيني، وهو الموقفُ المعبر عن كُـلّ اليمنيين الأحرار والمشرف لهم في الدنيا والآخرة، ونشد أيدي رجالنا وقواتنا المسلحة بالاستمرار بالضربات طالما العدوّ مُستمرّ في غيه وإجرامه”.

وفيما بارك أحرار اليمن “العمليات البطولية التي يسطرها أبطال الجهاد والمقاومة في غزة وكلّ المدن الفلسطينية والتي تكبد العدوّ خسائر لم تكن له في حسبان، كما نحيي الصمود الأُسطوري لأهل غزة الصمود والتضحية، فقد باركواً أَيْـضاً العمليات المشرفة للإخوة في حزب الله وكافة رجال المقاومة الإسلامية في لبنان، والضربات التي ينفذها الأبطال من أبناء الشعب العراقي وحركاته المجاهدة ضد القواعد الأمريكية في العراق وسوريا”.

وجدَّد البيان الدعوة لكل العرب والمسلمين إلى “مقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية وكل الشركات الداعمة لها؛ باعتبار ذلك سلاحاً فعالاً ومؤثراً وموقفاً دينياً وفي متناول الجميع ولا يعذر فيه أحد عند الله”.

وكان شاعر الثورة معاذ الجنيد، قد ألقى قصيدة خلال المسيرة عبَّرت عن صمودِ وثبات وشموخ المقاومة الفلسطينية وما يسطرونه من ملاحمَ بطولية في مواجهة العدوّ، وما يتعرض له أطفال ونساء غزة من مجازر وحشية، في ظل صمت الأنظمة العربية العملية، التي سبقَ أن شكّلت تحالُفاً ضد اليمن والتي تقف موقفَ المتفرج والمتواطئ إزاء المذابح الصهيونية في غزة!

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com