عضوُ المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي في حوار مع قناة BBC NEWS””: سنستمرُّ في قصفِ “إسرائيل” بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيَّرة طالما استمر القصف والحصار على غزة

أسقطنا الطائرةَ الأمريكية لأنها أتت للاعتداء على المناطق التي تسيطر عليها الجمهورية اليمنية في مياهنا الإقليمية

 

المسيرة – تغطيةٌ خَاصَّة:

أكّـد عضوُ المجلس السياسي الأعلى، محمد علي الحوثي، أن القواتِ المسلحةَ اليمنيةَ ستستمرُّ في قصف الكيانِ الصهيوني المحتلّ طالما استمر العدوانُ والحصارُ الغاشمُ على قطاع غزة.

ودعا الحوثي في حوار خاص مع قناة BBC NEWS”” البريطانيةِ، الجميعَ للتضامن مع الشعب الفلسطيني المظلوم، مستنكراً الدعمَ الأمريكي والبريطاني غير المحدود للصهاينة، وقمع المظاهرات التي تخرج للتعبير عن استنكارها لما يحدث من جرائم إبادة صهيونية في غزة.

كما أكّـد أن القواتِ المسلحةَ اليمنيةَ أسقطت الطائرةَ الأمريكية المسيَّرة MQ9؛ لأَنَّها أتت للاعتداء على المناطق التي تسيطر عليها الجمهورية اليمنية في مياهنا الإقليمية.

ولأهميّة الحوار تُعيدُ صحيفةُ “المسيرةِ” نشرَه:

 

– سيد محمد، لماذا أنتم تبعثون طائراتٍ بدون طيار إلى “إسرائيل”؟

لماذا أنتم تبعثون رئيسَ الوزراء البريطاني إلى الكيان الغاصب المحتلّ؟ ولماذا بريطانيا تقدِّمُ الدعمَ الكامِلَ لـ “إسرائيل” وهي تعلم أنها سلّمتها أرضاً ليست أرضها وأعطتها بلاداً لاحتلالها؟ لماذا تأتي أمريكا ببارجاتها؟ هذه هي الأسئلة التي من المفترَض أن تتحدثوا عنها.

لا يحقُّ لهم ولا شرعية لهم فيما يقومون به من قتل ما يقارب أربعة آلاف طفل حتى اليوم، هل أرادوا أن يكونَ تحَرُّكُهم له امتدادٌ لشرعيتهم؟ لا توجد أية شرعية. الشرعية التي نتحَرّك منها هي شرعيةُ الإسلام التي تقاومُ الظلم، الشرعية التي نتحَرّك منها هي شرعية الدين التي تأمُرُنا بأن نقاتِلَ المشركين كافةً كما يقاتلوننا كافة.

الإسرائيليون لا يحترمون أحداً؛ حتى عندما أتى رئيس الوزراء البريطاني حاولوا أن يستضيفوه في فندق “داوود” الذي تم استهدافُ البريطانيين فيه قبل أن يسلّموا فلسطين إلى الكيان الغاصب وإلى اليهود النازيين. الإسرائيليون معروفون بإجرامِهم وفسادهم في الأرض. أنتم تدعمون من يفسِدُ في الأرض، وتتحَرّكون وفق هذه السياسة التي لا أَسَاس لها. يجب أن ندعم المصلحين في الأرض ولا ندعم المفسدين في الأرض. هذه هي الشرعيةُ التي يجبُ أن يتحَرّكَ مِن أجلِها المجتمع الدولي والعالم بأسره.

اليوم -يا جيريمي- نجدُ أن الإعلامَ يعملُ بكل ما بوسعه؛ مِن أجل تضليلِ الشعوب وتضليل العالم. ولكن مع ذلك كله لم يستطعْ هذا الإعلامُ المشوِّهُ والمشوِّشُ والمضلِّلُ أن يغيّرَ قناعاتِ الشعوب؛ فخرج العالم كله ليؤيِّدَ الفلسطينيين في كُـلّ القاعات وفي كُـلّ الساحات.

اليوم -يا سيد جيريمي- تدعمون الاستبداد، لا تستطيع وأنت من كِبار الصحفيين اليوم أن تعبّرَ عن قناعتك، مثلاً لو كنت مقتنعاً بالتعاطُفِ مع الفلسطينيين لا تستطيع أن تُعَبِّرَ عن ذلك. اليوم أنتم بدعمكم للكيان الغاصب تدعمون الاستبدادَ من جديد وتقضون على الديمقراطية والأنظمة والشعوب التي كنتم تتفاخرون بها.

 

– أنتم تحاربون “إسرائيل”؛ لأَنَّ إيران طلبت منكم ذلك!

نحنُ نملِكُ الحريةَ والديمقراطيةَ التي لا يتمتعُ بها جيريمي أَو الشعبُ البريطاني اليوم. الشعب البريطاني اليوم يواجَه ويُقمَع ولا يمكن أن يُترَكَ له المجالُ؛ ليعبِّرَ عن رأيه بكامل حريته. وزير الداخلية البريطاني يدعو إلى إلغاء جميع المظاهر التي تؤيد فلسطين؛ فأين الحرية وأين الديمُقراطية التي تتمتعون بها في بريطانيا؟

أستطيع أن أقول لكَ: إن غزة اليوم جعلت القِطارَ يفوتكم؛ فلا تستطيعون اليوم أن تدّعوا الحرية أَو تقولوا إن فلاناً أَو المجموعةً تلك أَو الدولة هذه لا تملك الحرية، فقد انتهت هذه اليافطة من أمام البريطانيين والأمريكيين.

 

– بالنسبة لك سيد لا علاقة لهذا مع إيران!

أنت الذي تسألُ نفسَك، ما علاقةُ إيران مع موقفنا نحن أَو حريتنا نحن أَو ارتباطنا بإيران من عدم ارتباطنا بإيران؟ لا علاقة لكم بهذا.

 

– عفوا ممكنٌ تعيدُ الجوابَ سيد؟

لا يوجدُ اليوم أيُّ مبرّرٍ للبريطانيين أَو للأمريكيين للادِّعاء بأن هؤلاء يرتبطون بهؤلاء أَو بهؤلاء. نحن قلنا نحنُ في محور المقاومة نواجهُ الامبريالية الأمريكية والأُورُوبية. الإمبريالية الأُورُوبية والأمريكية أتت ببايدن – وعمرُه ستةٌ وسبعون عاماً الذي يسقط من على الدرج – ليؤيِّدَ ويباركَ قتلَ الأطفال والنساء في فلسطين. قائدُ الثورة – يحفظه الله – منذُ البداية يقول: سنواجِهُ أيةَ معركة تتحَرَّكُ أَو تقفُ في مواجهة الفلسطينيين أَو حزب الله. ونحن نفي بوعودنا اليوم.

 

– ولكن إيران هي مِن محور المقاومة وتشكِّلُ جزءاً منه أليس كذلك؟

صحيحٌ، أَيُّ دعم يأتي لتحرير فلسطين من الاستعمار البريطاني الذي لا يزال مُستمرّاً إلى اليوم بزرعِه لهذا الكيان الغاصب، سواءً يأتي من الصين أَو من كوريا أَو يأتي من بريطانيا أَو يأتي من روسيا أَو يأتي من أيّ مكان في العالم؛ مِن أجل أن ننقذَ الإخوة في فلسطين، وأن نُعيدَ الحقَّ لأهله؛ فهذا هو الشيء الطبيعي، وهذا هو الشيء المقبول.

الشيءُ غيرُ المقبول هو أن تأتيَ أمريكا ببارجاتها، وأن تأتيَ بريطانيا بدعمها وبطائراتها، وأن تأتي فرنسا بكل أسلحتها؛ مِن أجل أن تدعَمَ كياناً غاصباً محتلّاً ترفُضُه حتى قوانينُ مجلس الأمن الدولي.

أيضاً القرآنُ الكريمُ وضَعَ معادلةً {وقاتلوا المشركين كافةً كما يقاتلونكم كافة}. إيران مرحَّبٌ بها أن تأتيَ للقتال ضد اليهود، وَأَيْـضاً السعوديّة مرحَّبٌ بها لأن تأتي للقتال ضد اليهود، وكل الدول الإسلامية والعربية وغيرها من الدول مَن تريدُ أن تناصرَ الحريةَ في فلسطينَ مرحَّبٌ بها للقتال ضد هؤلاء اليهود.

كيف تسوّغون لأنفسكم أن ترحِّبوا بالمواقفِ الأمريكية البريطانية الفرنسية وغيرها من الدول لقتال الفلسطينيين العُزَّل أَو لقتال حماس والجهاد داخل فلسطين ثم تدّعون بأن أيَّ عمل آخر لمناهضة هذا الظلم والاستكبار هو غيرُ شرعي؟! نحن من نملِكُ الشرعيةَ وهم من لا يملكون الشرعية. لماذا أتوا إلينا من خلف البحارِ لقتالِنا؟

 

– هل تعتقد سيد محمد أن الحربَ في “إسرائيل” ستنتشر إلى أنحاءٍ أُخرى من المنطقة؟

كُلَّما استمرَّ الأمريكيُّ والبريطانيُّ والفرنسيُّ وغيرُهم من الدول في دعم هذا الكيان والمشاركة في القتال معه فسيكون هذا نتيجةً وردَّ فعلٍ طبيعي في مواجهة الاعتداءات والتحَرُّكات الأمريكية والأُورُوبية.

 

– لماذا أسقطتم الطائرةَ بدون طيار الأمريكية؟

الطائرةُ بدون طيار أتت للاعتداء على المناطق التي تسيطرُ عليها الجمهوريةُ اليمنيةُ في مياهنا الإقليمية، ولا يحق للأمريكي أن يصلَ إلى هنا. السؤال الذي يطرحُ نفسَه: لماذا أتت الطائرة الأمريكية إلى البحر الأحمر؟ البحر الأحمر لا يمثِّلُ تهديداً لأمريكا. بيننا وبين أمريكا مسافاتٌ كبيرةٌ وآلاف الأميال، لماذا يأتون بطائراتهم وبارجاتهم إلينا؟ هذا هو السؤال الذي نتحدث عنه في الجمهورية اليمنية وسنظل نردِّدُه أمام شعبنا وأمام الجميع، لماذا تأتون إلى البحرِ الأحمر؟ لا علاقة لكم بالبحر الأحمر، لستم المسؤولين عن حِماية البحر الأحمر، لستم المسؤولين عن حِمايةِ بحارنا، نحن من يملِكُ الشرعيةَ لحماية بحارنا.

 

– السؤالُ الأخيرُ الذي أَوَدُّ أن أسألَك إياه سيدَ محمد هل تفكّرون بضربِ “إسرائيل” مرةً أُخرى بطائرة بدون طيار؟

نحنُ مُستمرّون، وسنشاركُ باستمرار ما استمرَّ القصف والحصار على أبناء غزة. سنستمرُّ في قصفِهم بالصواريخ الباليستية، بفرط الصوتية، بالطائرات، بكُلِّ ما نستطيع، وبالأعمال العسكرية، كما تحدَّث القائدُ -يحفظه الله-.

سيد جيريمي هل أنت مستعدٌّ لأن تقفَ إلى جانب الفلسطينيين المظلومين؟

أعتقد أنَّ بي بي سي كانت غيرَ محايدة، وأنا أتمنى من السيد جيريمي بالذات أن يقفَ إلى جانب المظلومين من أبناء فلسطين كما نقفُ نحن.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com