المقاوَمةُ تواصلُ معاركَ التصدي لتوغلات الاحتلال وتدُكُّ مواقعَه وتقصفُ مستوطناتِه

“طُوفان الأقصى” في يومه الـ29 على القتال.. ملاحمُ بطوليةٌ مُستمرّة

 

المسيرة | متابعة خَاصَّة

تواصلُ المقاوَمةُ الفلسطينية لليوم الـ29 على القتال، معركة “طُوفان الأقصى”، وخوض ملاحمَ بطولية في إطار التصدي للقوات الصهيونية المتوغلة في عدة محاورَ من قطاع غزة، إلى جانب قصف مواقع الاحتلال ومستوطناته بالرشقات الصاروخية.

في الساعات الـ24 الأخيرة، لم تتمكّن قوات الاحتلال، من تحقيق اختراقاتٍ مهمة في اتّجاه مناطق الكثافة السكانية في الميدان؛ إذ تتقدم عبر قضم مناطق مفتوحة فارغة من العمران، ومناطق زراعية، ولم يستطع جيش الاحتلال إعلان أي إنجاز عسكري، بل أعلن تزايُدَ عدد قتلاه وجرحاه، بالإضافة إلى فشله في توثيق أي استهداف يزعمه للمقاومة ووجودها، في حين تنجح المقاومة الفلسطينية، كما سنفصّل في التوضيح، في توثيق اشتباكاتها مع القوات المتوغلة على محاور عدّة، وإلحاقها خسائر بآليات الاحتلال وجنوده.

في الموقف العملياتي: واصل الاحتلال، في الساعات الأخيرة، اعتماده على القصف المتوازي مع محاولات التقدم البري، محاولاً منع تصدي مجاهدي الجهاد والمقاومة لآلياته المدرّعة ودبّاباته على المحاور التي يدور عليها القتال كالآتي:

المحور الشمالي الغربي: “بيت لاهيا – العطاطرة”، حَيثُ حقّق الاحتلال على هذا المحور خرقاً عن طريق اندفاعه عبر شارع التوام في اتّجاه الجنوب وُصُـولاً إلى شارع الرشيد البحري، وَعبر الطريق البحري، حَيثُ وصلت طلائع قواته إلى مسجد الخالدي الموجود على الشاطئ، ثم اندفعت شرقاً عبر شارع عمر بن الخطاب إلى محطة “بهلول” للوقود، ثم عادت وانكفأت إلى مسجد الخالدي مرةً ثانية، نتيجة اصطدامها باشتباكات عنيفة مع المقاومة.

المحور الشمالي الشرقي: “بيت حانون”، تتواجد قوات الاحتلال في المنطقة الزراعية المفتوحة على هذا المحور، وقد تقدّمت قليلًا في اتّجاه بعض المباني السكنية على حواف البلدة الشرقية والشمالية بعد أنّ مهّدت بتدميرها بنيران المدفعية والقصف الجوي، وتشرف القوات “الإسرائيلية” على العمليات من ثلاثة محاور فرعية من دون تحقيق أي تقدم هام، هي “محور شمالي غربي، “إيرز” – صلاح الدين تل الزعتر، وشمالي شرقي بيت حانون، وآخر في الجنوب الشرقي من بيت حانون”، حَيثُ تركز المناطق السكنية.

المحور الشرقي: “جباليا”، لم يحدث تغير واضح لتقدّم قوات الاحتلال في هذا المحور، فقد استخدم منطقة المقبرة الشرقية في جباليا كنقطة ارتكاز وقاعدة عمليات متقدمة، ولا تزال تصده اشتباكات المقاومة في المنطقة، حَيثُ لم يتمكّن حتى الآن من التقدم للسيطرة على المناطق الرئيسية “جبل الريّس، وجبل الكاشف، وتل الزعتر”.

المحور الشرقي: “في اتّجاه حي الزيتون إلى الشيخ عجلين وتل الهوى”، تقدمت القوات “الإسرائيلية” عبر المناطق الزراعية والمفتوحة غرباً مقتربة من الطريق البحري في محاولتها تثبيت تمركز يفصل شمالي قطاع غزّة عن وسطه وجنوبه، ولا تزال المقاومة في هذه المنطقة، بالإضافة إلى تشكيلات المقاومة المنتشرة في منطقة “المغراقة” شمال وادي غزة، تتصدى بقوة لآليات الاحتلال.

ميدانياً: أفاد المكتب الإعلامي بكتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، بأنه هاجم قوة الاحتلال كانت متحصِّنةً بمبنى شمال غرب مدينة غزة، وَأَضَـافَ، “أن مجاهدينا اشتبكوا مع قوات الاحتلال وأجهزوا على 5 جنود وإصابة آخرين”، وأعلن بأن “المجاهدين يخوضون اشتباكاً بمختلف الأسلحة مع قوات الاحتلال، في منطقة العطاطرة غرب بيت لاهيا في قطاع غزة”.

ووجّهت المقاومةُ من قطاع غزّة ضربةً صاروخيةً كبيرةً في اتّجاه الأراضي الفلسطينية المحتلّة، كما أكّـدت المصادر أنّ صفّارات الإنذار دوّت بشكلٍ متكرّر في المستوطنات “الإسرائيلية” المحيطة بالقطاع.

من جهتها، أكّـدت مصادرُ ميدانية في غزّة، سقوط قذيفة “هاون” أطلقتها المقاومة على دبابةٍ “إسرائيلية” بشكلٍ مباشر واشتعالها، جنوبي غربي مدينة غزّة.

وأعلنت كتائبُ الشهيد عز الدين القسّام، الجناح العسكري لحركة حماس، إطلاقَها رشقةً صاروخيةً في اتّجاه منطقة “تل أبيب” الكبرى؛ رداً على المجازر “الإسرائيلية” المُستمرّة بحق المدنيين في قطاع غزّة، كما استهدفت أَيْـضاً مستوطنة “نتيفوت” برشقةٍ صاروخية، ووجّهت رشقةً صاروخية مكثّـفة إلى مستوطنة “سديروت”، كما نشرت بياناً مقتضباً أكّـدت فيه تدميرها آليتين “إسرائيليتين”، وناقلة جند، في محور شمالي غربي مدينة غزّة بقذائف “الياسين 105”.

وكشفت كتائب القسّام عن قنصها جندياً “إسرائيلياً” شمالي بيت حانون، شمالي قطاع غزّة، إضافة إلى استهدافها قوّة من جيش الاحتلال متحصّنة في مبنى شمالي بيت حانون بـ5 قذائف من طراز “آر بي جي”، مؤكّـدةً اشتعالَ النيران في المبنى.

وقالت: “إنّ مجاهدينا استهدفوا 3 آليات صهيونية في محور شمالي غربي غزّة بقذائف “الياسين 105″، إضافة إلى دبابة صهيونية بـ4 قذائف من الطراز نفسه”.

وباغت مجاهدو القسّام قوةً من جنود الاحتلال في منطقة “الأمريكية” شمالي غربي بيت لاهيا، حسب ما أفادت الكتائب، مؤكّـدةً أنّهم أجهزوا على 4 جنود من مسافة صفر.

بدورها، أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، أنّها استهدفت بقذائف “الهاون” آليات الاحتلال المتوغلة قرب منتجع “النورس” في منطقة السودانية، وقرب نادي الفروسية، في المحور الشمالي الغربي لمدينة غزّة، وكشفت عن استهدافها مركز قيادةٍ لقوات الاحتلال جنوبي شرقي حي الزيتون، بعددٍ من مقذوفات “أبابيل”.

وقالت سرايا القدس، في بلاغٍ عسكري مقتضب: “إنّ وحدات النخبة التابعة لها عند محاور شرقي خان يونس، وشمالي غربي غزّة، وشرقي جباليا”، و”اشتبكت مع قوات الاحتلال الإسرائيلي من مسافةٍ قريبة”، موضحةً أنّ “وحداتها نفّذت عمليتَي استهداف للآليات بالعبوات، كما خاضت قتالاً ضارياً بالرصاص عند هذه المحاور”.

واستهدفت سرايا القدس التحشّداتِ العسكرية في موقع “صوفا” العسكري “الإسرائيلي” ومستوطنات “حوليت” وَ”نير إسحاق” برشقاتٍ صاروخية مركّزة، إضافةً إلى استهدافها مجمّع “أفشلوم” الاستيطاني برشقةٍ صاروخية بتوقيت تاسعة البهاء.

وصرّح ضابطٌ عملياتي في سرايا القدس أنّ “العدوَّ الإسرائيلي تكبّد خسائرَ كبيرة في لواء المظليين، ولواء جفعاتي، وهو لا يعلن عن عدد القتلى الحقيقي داخل المعركة”، مؤكّـداً “وجود تنسيقٍ ميداني وعملياتي للسرايا مع كتائب القسّام، وأنّهما معاً يواجهان العدوّ بشراسةٍ في جميع محاور التقدم”.

إلى ذلك، اعترف العدوُّ رسميًّا بمقتل 27 من ضباطه وجنود وإصابةِ أكثرَ من 250 آخرين في التصدي البطولي لمجاهدي القسام والمقاومة للقوات المتوغلة في محاور غزة منذ اليوم الأول للاجتياح البري.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com