“طُوفان الأقصى” والمنخفضُ الجوي القادم من اليمن

 

عادل حمود القحطاني

لقد مثل “طُوفان الأقصى” منعطفًا جديدًا في مسار الصراع مع العدوّ الإسرائيلي وغيّر المعادلة بكل تفاصيلها، وست دقائق من فجر 7 أُكتوبر 2023م؛ كانت كفيلةً بإحداث زلزال في كُـلّ مدن الأراضي المحتلّة.

هذه العملية التي وُلدت من معاناة شعبٍ ذاق الويل والعذاب والتنكيل والقمع والاستيطان والاعتداء على المقدسات على مدار سنوات وعلى يد عدوٍّ لا يملك أدنى ذرة قيم أَو أخلاق أَو إنسانية، وعلى مرأى ومسمع المجتمع الدولي الذي كان ولا يزال شريكاً قوياً بالجرائم التي ترتكبها سلطات الاحتلال.

إن العملية النوعية التي نفذها الجناح العسكري لحركة حماس سيظل صداها مدويًّا في الآفاق وسيسجلها التاريخ في أنصع صفحاته، إنها لحظة الانتصار الذي تلذذ بها المواطنُ العربي والإنسان المسلم، ولن ينسى حلاوة هذا الانتصار الكبير مدى الحياة.

وبالمقابل فقد كانت الصدمة الأعنف للإسرائيليين وَأربكت قيادات الدول الغربية والأُورُوبية، الذين هرعوا للمكان وقد أصابهم الجنون من هول الصدمة التي لم تكن في حسبانهم، ولا يزال البعض منهم في نوبةٍ هستيرية، فيما البعض الآخر في غيبوبة سياسية ولم يستفق منها.

وتكالبَ حلفاء العدوّ من كُـلّ صوب ليصبوا جامَ غضبهم على النساء والأطفال في غزة بإعطاء إشارةٍ للكيان الصهيوني لاستخدام كُـلِّ ما بوسعه للقيام بحرب إبادة جماعية وإحراق البشر والشجر والحجر في غزة والذي يعكس انتقامَ عاجزٍ لا يعرف قوانين الحرب ولا يعيرها أيَّ اهتمام إلَّا بشفاءِ غليله من دماء الأبرياء والمواطنين العُزَّل!

ولقد أكّـدت عملية “طُوفان الأقصى” أن أجهزة الاستشعارات واللادارات والقبة الحديدية والأقمار الصناعية التجسسية الإسرائيلية أوهن من خيوط العنكبوت، وبفضل الله وتأييده تبخرت تلك الأجهزة وشلت الحركة داخل مدنهم ودبَّ الرعب في أوساطهم وحاصرهم الخوف من كُـلّ جانب؛ حتى ضاقت عليهم الأرض بما رحبت، ولم تعد الأنفاق والبدرومات وحاويات القمامة أن توفرَ لهم أيَّ ملاذ آمن، برغم أن صواريخ المقاومة لم تستهدفها لا من قريب ولا من بعيد، إلَّا أن الخوف الذي سيطر على مشاعرهم جعلهم يعيشون حياةَ جحيم.

لقد وجّهت حركة حماس صفعتَها القوية للكيان الإسرائيلي والتي لم يشهد لها مثيلًا منذ العام 1948م وبعثرت قوى الجيش الذي موسوم في قواميسهم بالجيش الذي لا يُقهَرُ.

ودعونا نتحدث عن المنخفض الجوي القادم من جيش الأنصار في صنعاء المحملة سحب بأمطار كلها صواريخ حيدرية، والتي كان برقها اللامع، في الأسبوع الفائت، قد أعطى إنذارات للعدو الإسرائيلي بأنه تحت مرمى النيران ليواكب الطوفان الغزاوي، وسيشكل نقطة تحول جديدة ستجعل العدوّ يراجع حساباته ويعلم علم اليقين بأن أبناء يمن الإيمان والحكمة حاضرون في قلب الحدث وأن الفارق الجغرافي الذي يستأنس به العدوُّ لم يحجب عنه الغضب.

ولم يكن إلَّا مُجَـرّد وَهْمٍ وانقشع ولم يبلغه مأمنَه.. فقد فتح المنخفض الجوي القادم من اليمن البابَ على مصراعَيه ومنح الجوَّ القتالي المقاوم زخمًا لا حدود له، وأدرك العدوّ أن كُـلّ الاحتمالات واردة، وأنه لم يكن في منأىً عن صواريخ محور المقاومة في المنطقة التي ستنطلق نحوه دون سابق إنذار ولا تواجد أيُّ موانعَ لإيقافها ما دام أنه يرتكب أبشع الجرائم في حق الفلسطينيين.

لذلك نجدُ المعطياتِ التي نستكشفُّها من مجريات الأحداث المتسارعة والمواقف المتشدّدة أنَّ البشارات بأيامٍ حبلى بالمفاجآت باتت قاب قوسَينِ أَو أدنى، وأن الضربات المؤلمة الموعود بها العدوّ تلوحُ في الأفق، وحينها سيندمُ في الوقت الذي لا ينفعُ فيه الندم.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com