للشعوبِ الخاذلة: ستجنون وبالَ صمتِكم.. الرَّحى الأمريكيةُ دوَّارة

 

عبد الحكيم عامر

إن فلسطينَ ليست مُجَـرَّدَ قضيةٍ عادلة، وقضيةٍ إنسانيةٍ تتطلَّبُ دعمَ الشعوب في جميع أنحاء العالم.

إنه صراعٌ تاريخي مُستمرٌّ يواجهُ فيه الشعبُ الفلسطيني الاحتلالَ والقمعَ الإسرائيلي، وفي هذا السياق، من الأهميّة بمكان أن تقفَ الشعوبُ ذاتُ الضمير الحي إلى جانب فلسطين في مواجهة هذا الظلم، وللأسف هناك بعض الدول التي ترفض دعم فلسطين وتنخرط تحت مسمى الاستقرار الزائف.

وعندما نتحدث عن “الاستقرار الزائف” فَــإنَّنا نشيرُ إلى الشعوب التي تفتقدُ التضامُنَ والتعاطُفَ مع الشعب الفلسطيني، وتتجاهل قضيتَه العادلة وتغُضُّ الطرفَ عن انتهاكات العدوّ الإسرائيلي بحقه؛ سعياً لتحقيق استقرارها وأمنها الوطنيين.

ومع ذلك، يجب على هذه الشعوب أن تدرك أن الاستقرار الزائف لن يكون مستداماً، وعندما يتجاهلون الظلم ويتغاضون عن الجرائم التي يرتكبها العدوّ الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني، فَــإنَّهم يتخلون عن قيم العدالة والإنسانية، وفي النهاية سيواجهون العواقب الإلهية ولن يحقّقوا الاستقرار الحقيقي، وسيسعى العدوّ الأمريكي والإسرائيلي إلى زعزعة أمنهم، ويطالبهم بالمزيد من التنازلات والإخضاع، وتطبيع العلاقات في نهاية المطاف، وستجد هذه الدول نفسَها تدعم الجرائم الإسرائيلية، بشعور أَو بدون شعور.

إن هذه التنازلاتِ والخنوع دفعت حكومات هذه الشعوب إلى الاصطفاف إلى جانب العدوّ الإسرائيلي في حربه على غزة، وتوفير الغطاء الإعلامي له لشرعنة جرائمه ومجازره في قطاع غزة، وعملوا على التصدي للتحَرّكات الشعبيّة من خلال نشر الأكاذيب والاتّهامات الباطلة ضد الشعب الفلسطيني ومقاومته عبر منصات التواصل الاجتماعي.

وعلى الشعوب الصامتة والخاضعة أن تدرك أن التنازل والتخلي عن مسؤوليتها في الوقوف مع القضية الفلسطينية يؤدي إلى انعكاسات سلبية على المستويات الإنسانية والدينية والسياسية والاجتماعية.

ويتعين على الشعوب الإسلامية، على وجه الخصوص، أن تعيد النظر في قيمها ومبادئها الإسلامية، إن الصمت والتقاعس عن مواجهة الظلم يشكلان خيانة للقضية الفلسطينية التي تعاني من الاحتلال والتهجير والقمع والاضطهاد، والسكوت عن هذه القضية يعني الموافقة والمشاركة على هذه الجرائم والتواطؤ مع انتهاكات العدوّ الإسرائيلي.

وعلى هذه الشعوب الصامتة والخاضعة أن تفهم أن الاستقرار الزائف ما هو إلا خدعة يستخدمها حكامها المستبدون للحفاظ على سلطتهم، ولو على حساب القضية الفلسطينية والتنازلات التي يقدمونها للعدو الإسرائيلي.

وفي نهاية المطاف، يجب على هذه الشعوب الصامتة أن تدرك أن الحل الوحيد للقضية الفلسطينية يكمن في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي بقوة وصمود، ويجب على الأمتين العربية والإسلامية أن تتوحد وتتحمل مسؤولياتها وتتضامن مع الفلسطينيين لمواجهة الظلم والطغيان الذي يمارسه الكيان الصهيوني.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com