إبادةُ المدنيين في قطاع غزة إرثٌ صهيونيٌّ متجدّدٌ والجهادُ ضدهم واجبٌ شرعي على المسلمين

عُلماءُ ومرشدون لصحيفة “المسيرة”:

 

المسيرة: محمد ناصر حتروش:

يتعرَّضُ سُكَّانُ غزةَ للأسبوع الثاني على التوالي، لحرب إبادة جماعية يمارسُها الاحتلالُ الصهيوني، في ظل صمت عالمي مطبق، باستثناء صرخات الشعوب الحرة التي تطالبُ بإيقاف هذا التوحُّش.

وتتنافى هذه الجرائمُ مع المعاهدات والمواثيق الدولية، ومع الأعراف والأديان السماوية، حَيثُ يتعمد الكيان الصهيوني استهدافَ المنازل السكنية والأبراج وتدميرها بالكامل على رؤوس ساكنيها، بالتوازي مع استهداف ممنهج وواضح للمساجد والمستشفيات ودور العبادة.

وفي السياق يؤكّـد عدد من علماء اليمن أن القصف الصهيوني الهستيري على قطاع غزة يثبت مدى التخبط والذعر الذي أُصيب به الكيان الغاصب؛ جراء عملية “طوفان الأقصى” والتي أثبتت مدى هشاشة جيش الاحتلال وضعفه، حَيثُ تهاوى في الساعات الأولى من العملية.

ويؤكّـد الأمين العامة لرابطة علماء اليمن العلامة طه الحاضري، أن “القصف الهستيري الصهيوني على قطاع غزة يأتي في سياق المحاولات الصهيونية للتغطية على الفشل الذريع والهزيمة النكراء التي حصل لها من قبل المقاومة في معركة “طوفان الأقصى””.

ويوضح في حديثٍ لصحيفة “المسيرة” أن “جرائم الحرب والإبادة التي يمارسها اليهود في قطاع غزة تظهر الوجه القبيح للصهاينة وتجسد النفسية الخبيثة لليهود والتي ذكرها القرآن الكريم في قوله تعالى: “لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً”، وقوله تعالى: “إِن يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُم بِالسُّوءِ”، وقوله تعالى: “لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ””.

ويرى الحاضري أن “القصف الهستيري لقطاع غزة يأتي في سياق المحاولة الصهيونية لإعادة الثقة لدى المستوطنين والمحتلّين بجيش الاحتلال الإسرائيلي والذي مرغ أنفه في التراب في الساعات الأولى لمعركة “طوفان الأقصى””، مُشيراً إلى أن “الصهاينة يسعَون من خلال القصف الجوي تعويض الخسائر الفادحة التي مني بها في معركة “طوفان الأقصى””، لافتاً إلى أن “اليهود الصهاينة لا يجرؤون في التقدم البري لمواجهة المجاهدين في غزة، وذلك كون الله تعالى أكّـد نفسيتهم الجبانة في محكم كتابه بالقول: “لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ“”.

ويدعو الحاضري الأُمَّــة الإسلامية والعربية للتكاتف وتوحيد الصف لتوجيه بوصلة العداء تجاه العدوّ الحقيقي اليهود، منبهاً إلى التكاتف الغربي شعوباً وقيادةً وإعلانهم النفير العام لنجدة الصهاينة، مستدلاً بما تظهره وسائل الإعلام الغربية من قدوم الرؤساء والزعماء والقادة العسكريين والسياسيين إلى إسرائيل ومساندتهم للصهاينة من خلال تقديم أحدث أنواع الأسلحة العسكرية وتقديم الاستشارات والمعونات ناهيك عن الدعم الإعلامي المُستمرّ وبالأخص على شبكات التواصل الاجتماعي.

ويقول الحاضري: “على الأُمَّــة الإسلامية والعربية التحَرّك الجاد لنصرة المقاومة الفلسطينية ومناصرة غزة بصفتنا مسلمين كما فعل الصهاينة الغرب حينما ذهبوا إلى تل أبيب وأعلنوا مساندتهم للإسرائيليين؛ بصفتهم مشتركين في اليهودية”، مُضيفاً أن “علينا مساندة الفلسطينيين بالمال والرجال والكلمة وكلّ ما يمكن تقديمه لنصرة غزة”، داعياً الشباب إلى الانخراط في معسكرات التدريب للتأهيل القتالي والاستعداد لخوض معركة الشرف في مواجهة الكيان الصهيوني الغاصب”.

ويرى أن “التعويل اليوم هو على الشعوب الإسلامية الحرة التي تبذل الغالي والنفيس نصرةً للفلسطينيين، وَعلى الحكام العرب والمسلمين الذين لا يزال فيهم خيرٌ أن يقاطعوا البضائعَ الأمريكية والإسرائيلية وكذا قطع العلاقات الدبلوماسية والسياسية والتجارية مع اليهود، أما الأنظمة المطبِّعة -بحسب الحاضري- فلا خيرَ فيهم أبداً فهم من دعم إسرائيل وهم من جعل الكيان الغاصب جريئاً في استهداف الفلسطينيين”.

 

مخطَّطٌ خبيثٌ للتهجير:

ويلجأ الكيانُ الصهيوني الغاصب إلى سياسة التدمير الشامل لقطاع غزة وقتل المدنيين من نساء وأطفال وشيوخ وثكالى كرد انتقامي لما حدث له يوم السابع من أُكتوبر الجاري في عملية “طوفان الأقصى” التي هزَّت أركانه وأذنت بقُربِ زواله إن شاء الله، بحسب ما يؤكّـدُه العلَّامة فؤاد ناجي.

ويوضح ناجي في تصريحٍ خاص لـ “المسيرة” أن “جرائم الإبادة التي يرتكبها اليهود في غزة تجسد الوحشية والتجرد الإنساني في نفوس الصهاينة”، موضحًا أن “الجرائم التي تحدث في غزة تقودنا إلى جرائمهم التاريخية بقتلهم الأنبياء”، مُشيراً إلى أن “من قتل الأنبياء لن يستنكفَ عن قتل الأطفال والنساء وقتل الحياة بكل أشكالها”.

ويلفت العلامة ناجي إلى أن “القصف الهستيري لقطاع غزة يهدف إلى تهجير الشعب الفلسطيني، كما أنه يهدف إلى تحميل المجاهدين المقاومين؛ بذرايعَ واهية تتمثل في أنه لو لم تبدأ المقاومة بالهجوم على الصهاينة لما حدث هذا ولو سلمت المقاومة الرهائن لما حدث هذا وهذه الحيلة والمكر لا يقع فيه سوى قاصري الوعي”.

ويؤكّـد أن “موازين القوى لا يمكن الاعتماد عليها وجعلها مقياساً في انتصار المعارك؛ وذلك كون السنن الإلهية تثبت أن النصر الإلهي يحظى به من عمل بالشروط اللازمة والتي تؤدي للنصر كالصبر والإيمان وعدم التنازع وتوحيد الصف وَأَيْـضاً الإيمان المطلق بقوله تعالى: “كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإذْنِ اللَّهِ””.

ويشدّد العلامة ناجي على أن “على الأُمَّــة الإسلامية والعربية التحَرّك الجاد لنصرة الفلسطينيين والمقاومة الفلسطينية في المقام الأول، وذلك من خلال الدعم العسكري والتأييد السياسي والإعلامي والاقتصادي للمقاومة، ثم المطالبة الشعبيّة الواسعة لتزويد غزة بالمساعدات الإنسانية والعلاج والأدوية، وكذا الضغط على الصهاينة لوقف جرائمها العبثية بحق المدنيين في غزة”.

ويلفت إلى أن “اتّحاد الأُمَّــة الإسلامية والعربية ضرورة ملحة وواجب مقدَّسٌ من الواجبات الشرعية التي تأتي في سياق التكليف الجماعي بالجهاد، وأن التقصير في الأداء بالمهمة تفريط كبير وخذلان سيُسأَلُ عليه كُـلّ مسلم يوم القيامة”، داعياً إلى أن “نتحمل مسؤوليتنا الجماعية للجهاد في سبيل الله، فالعدوُّ واحد، والمحور واحد”.

 

ينتهكون المحرَّمات:

بدوره يوضح العلامة إسماعيل الوشلي، أن “اليهود ينتهكون المقدسات ويرتكبون المحرمات في كُـلّ مدينة وكل حي من الأحياء الإسلامية وعلى مرأى ومسمع من العالم أجمع”.

ويبيِّنُ في تصريحٍ خاص لـ “المسيرة” أن “اليهود وعملاءهم من المنافقين عملوا على استهداف المسلمين في أخلاقهم ومبادئهم؛ كي يفقدوهم المعونة والرعاية الإلهية”، مؤكّـداً أن “على جميع المسلمين التوحد في مواجهة اليهود وللنصارى، وأن كُـلّ من تخاذل من المسلمين عن نصرة المستضعفين فَــإنَّه لا يمكن أن تتحقّقَ لهم العزةُ والكرامة”.

ويلفت إلى أن “الأنظمة الإسلامية المطبعة مع إسرائيل فَــإنَّها تسهم بشكل مباشر في سفك دماء الفلسطينيين”.

من جهته يقول العلامة خالد موسى: إن “الواجب الشرعي على الأُمَّــة الإسلامية قاطبة هو نصرة المجاهدين والمدنيين في غزة وتقديم كُـلّ أشكال العون والدعم لهم وتزويدهم بكل ما تتطلبه المعركة من عدةٍ وعتادٍ عسكري ومتطلبات الحياة من غذاء ودواء وماء”.

ويتابع: “ومن أوجب الواجبات العاجلة الملقاة على عاتق الأنظمة المحسوبة على الإسلام والعروبة أن تقدم الموقف القوي الصريح الداعم والمساند للمجاهدين في غزة وأن يقابلوا موقف أمريكا المساند والداعم والمنحاز للكيان الصهيوني بموقف الإسناد والدعم والانحياز لأبناء غزة وفلسطين”، واصفاً الوقوف مع المقاومة الفلسطينية بالموقف الحق الذي تكفله القوانين الإلهية والمنسجم مع القوانيين والمعايير الدولية من منطلق المعاملة بالمثل.

ويدعو الشعوب العربية والإسلامية للتحَرّك الشعبي الضاغط على الأنظمة حتى تقومَ بواجبها الديني الإيماني وتتخذَ قراراً بإعداد الجيوش وتعبئتها وتوجيه بُوصلة عدائها لليهود والمشركين الأشدِّ عداوةً للمؤمنين.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com