دعوةُ “حماس” للخروج تحرج العالم

 

كوثر محمد المطاع

أجواء باردة وَأحداث ساخنة، أصوات أنين وَصرخات غضب، استنكار هنا وإدانة هناك، مع دعوة للضبط النفس وكأنها مُجَـرّد مناوشات بسيطة، ولكنها آهات وجع منذ سنوات طويلة جاء الوقت لرد الصاع بصاعين، وَعودة الأرض المغتصبة لأصحابها.

في الشارع اليمني خرج الأحرار منذ اليوم الأول من عملية طوفان الأقصى بحشود مليونية عظيمة، لتبارك العمليات الجهادية الواسعة التي خرجت من قطاع غزة إلى المناطق المحتلّة والتي كانت مفاجأة في حدوثها وتوقيتها والإمْكَانيات التي قدمها المجاهدون في حركات المقاومة والتي أبهرت العالم.

ورغم الرد العنيف من الصهاينة المجرمين على مواطني غزة، إلا أن هذه الأحداث أبهجت الأحرار في العالم، الذين باركوا هذه العمليات الجهادية، التي تمناها الفلسطينيون خَاصَّة وَأحرار العالم عامة، فمن منطلق دماء الشهداء ستزهر نصراً وربيعاً حراً، وعبر هذه السنوات من المعاناة المُستمرّة من حصار وقتل وأسر كان من الطبيعي أن تخطط المقاومة الفلسطينية لهذه العملية المباركة والتي جاءت في مرحلة مهمة وَبتخطيط دقيق وفق مراحل قادمة بإذن الله.

وفي هذه الأثناء بات الفلسطينيون وَقادة المقاومة يرقبون تفاعل العرب والمسلمين وَالأحرار في العالم، ومواقفهم من هذه الحرب وهذه العملية التي رغم رد الصهاينة عليها فقد كانت ناجحة وأمام صمت الحكومات وَتقاعس الشعوب وَمحاولة لاستنهاضها للهمم الحرة، دعت حركة المقاومة الجهادية حماس لخروج الأحرار في مسيرات كبيرة، أَو في أي وقت يتم تحديده في كُـلّ دول العالم مساندةً للشعب الفلسطيني كحجّـةٍ عليهم، ولتحديد موقفهم من اليهود والنصارى وأوليائهم، محاكاة للشعوب لتستنهض حكوماتها في إرسال المساعدات وَفتح الحدود وَتولي مسؤوليتهم الجهادية التي أنستهم الكراسي لدورهم الهام أمام هذه الأُمَّــة وأمام جرائم الصهاينة بالفلسطينيين طوال سنوات طويلة.

هنا نقول قد عانق طوفان اليمن طوفان الأقصى وخرج في أكبر مسيرة يشهدها العالم، وخروج بعض الأحرار في مناطق مختلفة من العالم ولكنها لا تسمن ولا تغني، فما زال موقف الحكومات ضعيفاً وَصادماً أمام حرب الإبادة التي يشنها صهاينة إسرائيل، ما زالت بعض الدول تقوم بقمع شعوبها، وفي دعوة حماس للخروج هو حجّـة لكل مسلم سمع النداء ولم يسجل موقفاً أمام الله وأمام القضية، التي يسقط كُـلّ يوم الكثير من الضحايا أمام صمت عار من الأخلاق وَضمير ميت، خَاصَّة وَالحكومات غارقة في التطبيع مع الصهاينة اليهود.

وها نحن في اليمن نستجيب للمسيرة التي دعت إليها حماس بخروج مهيب في كُـلّ المحافظات الحرة، أمام استعداد واضح للتضحية والجهاد في الأقصى إذَا ما فتحت الحدود، وَفي وعيٍ وبصيرةٍ كبيرة أمام الخطر الذي يحدق بالمسلمين أمام الصهاينة المجرمين والذي أسماهم الإمام الخميني بالغدة السرطانية، تلك الغدة التي ستجتث في موعد قريب.

نحن في اليمن لم يكن لدينا هذا الوعي الزاخر إلا بفضل هذه المسيرة القرآنية، مسيرة الخير العظيم والتي وضحت سبب تدهور حال المسلمين والأمة، وما هي الخطط التي يسعون لها في سبيل تدمير المقدسات الإسلامية وتدمير الإسلام عبر الغزو الذي يحمل طابع التطور والتقدم وَمَـا هو إلا حرب ناعمة فتكت بالأمة الإسلامية لتمييعها وإلهائها عن دينها ومقدساتها وواجبها الجهادي الذي أمر الله تعالى به في كتابه الحكيم، وها نحن اليوم ونحن تحت راية السيد العلم عبدالملك بن بدر الدين الحوثي نسير نحو قضيتنا الأولى وَنحو الهدف الأسمى، وكما أعلنها السيد -سلام الله عليه- صراحةً فَــإنَّ صواريخنا الباليستية حاضرة ومستعدة للمشاركة في طوفان الأقصى.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com