ثم يأتي عامٌ فيه يُغاث الناس

 

إخلاص عبود

نرى والعالم يرى، كما نسمع والعالم ليس أصم عن أصوات سمعتها مخلوقات السماوات والأرض، فلسطين بحر من الدماء، وسيل من الأشلاء، أطفال بالعشرات تُقتل بدم بارد بل بالمئات، عدوان وحشي وعدوٌ متغطرس مجرم صاحب قلب قاسي، من مثله في الوحشية لا يُرتجى منه إلا الشر والدمار والخراب.

آهٍ على أُمَّـة أراد الله لها العزة فاختارت الذل، وقدّر الله لها القوة فأبت إلا الضعف، بين يديها ما إن تمسكت به كانت هي الأُمَّــة الأقوى في الدنيا والأمنع في الكون، بين يديها كتاب الله، فيه العزة والقوة والرشاد، فيه إذلال لهؤلاء الصهاينة المتوحشون، فيه الحلول لكل الضلال والتضليل والتخبط الذي وصلت إليه هذه الأُمَّــة، للأسف الشديد كنا خير أُمَّـة، كنا أقوى أُمَّـة كنا أعظم أمه، تغير لصياح اِمرأة، واليوم آلاف مؤلفة تصيح باسم الدين، وباسم الإسلام وباسم العروبة وباسم الإنسانية ولكن لا حياة لمن تنادي!

صاحت قوى الكيان الصهيوني، ونادت بالأكاذيب التي فضحها المجاهدون في طيب تعاملهم مع الأطفال والنساء، فاستجابت قوى الغرب ولبتهم دعمًا بالسلاح والمال والغذاء والدواء، وفلسطين بلا ماء ولا مأوى ولا غذاء ولا دواء، يُقتل الأطفال جوعى، ويُشرد العشرات في العراء، يصيحون ويستغيثون، يُنادون وهم تحت النار، يبكون رجالًا ونساءً بدموع محروقة بنار الخذلان العربي، حدودهم عربية وهي التي تغلق في وجوههم الطريق فلا مساعدات تدخل ولا يسمحون لأحد بالدخول في خيانة دنيئة لم يسبق لها مثيل، وبرغم بُعد الدول الغربية إلا أنها أعلنت وبدون خجل ولا تستر مساعدتها للعدو القاتل بجميع أنواع المساعدات، وكما قال الإمام علي -عليه السلام-: “فيا عجبًا! عجبًا والله يميت القلب ويجلب الهم، من اجتماع هؤلاء القوم على باطلهم، وتفرقكم عن حقكم” فعلًا من العجيب أن يتوحد أهل الباطل ويتفرق أهل الحق!

يجب علينا أن نجعل كُـلّ منصة إعلام جبهة بحكم بُعدنا عن الأراضي المقدسة، وإلا كنا نحن اليمانيون من سيُحطمون الجدار ويدوسون الصهاينة وينكلون بالمستوطنين، اليوم القضية ليست عربي يقتل عربي، ولا مسلم يقتل مسلم، اليوم ستارة الكذب اِنقشعت، يهودي يقتل مسلم عربي، ويرتكب في حقه أبشع أنواع الجرائم، ويجب على كُـلّ مسلم ومسلمة فضح الصهيوأمريكي أمام العالم لعل هناك من غير المطبعين من ستأخذه حمية الجاهلية، أَو فطرة الإنسانية فيتحَرّك لينصر الأقصى، ويؤيد الطوفان، لن يضل الحال كما هو عليه، سيتغير وينتصر الحق ويزول الباطل ويضمحل، ويُداس المطبعين، حينها فليبحثوا عن حضن غربي يقبل بهم.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com