ثورةُ الـ (21) من سبتمبر.. غايتُها تقديمُ النموذج القرآني العالمي

 

علي عبد الرحمن الموشكي

ما تفتقده الأُمَّــة العربية والإسلامية اليوم هو وجود نواة أَسَاسية تتحَرّك برؤية صحيحة وفق المشروع القرآني الصحيح لتصحيح ولتصدير النموذج القرآني الصحيح وفق منهجية الله كأَسَاس ثابت في كُـلّ تشريعاتها وتعاملاتها وتحَرّكاتها وعلاقاتها وعداواتها؛ وذلك لتقديم للعالم بشرقة وغربة وجنوبه وشمالة منهجية الله التي تستقيم بها حياتنا وننطلق من خلال هذه المنهجية لإعمار الحياة بالشكل الصحيح الذي أراده الله، ونقدم من خلالها النموذج القرآني الصحيح للعالم ونصحح من خلاله كُـلّ الثقافات الإسلامية الباطلة والسائدة في الواقع العربي الإسلامي الذي قدم الإسلام بصورة زائفة وخارجة عن منهجية الله، وغير قابلة لا دلجة الدينية والتزييف والتحريف لآيات الله ومنهجه الصحيح الذي استطاع رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله، إخراج البشرية من الظلمات إلى النور وفق المشروع القرآني الإلهي، ولكن الأُمَّــة الإسلامية بعد وفاة رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله، خرجت عن توجيهات رسوله الكريم وأمره بالتمسك بعترة رسوله الكريم؛ لأَنَّهم قرناء القرآن ولن تستطيع الأُمَّــة التغلب على أعداء الله وقوى الشرك والضلال بدون قرناء القرآن.

وهذا ما حصل للأُمَّـة الإسلامية من تدهور وتخلف وانحطاط وأصبحوا يسقون كالأنعام بالثقافات الظلامية والضلالية والنظريات الزائفة وغير قادرين على الارتقاء والتطور والازدهار وحتى غيب القرآن الكريم وما فيه من توجيهات ومبادئ وأسس يتحَرّك على ضوئها من مكنهم الله من إعمار الدنيا وهداية البشرية، وأصبحوا في ذلة وهوان واستبدلوا القرآن الكريم آيات الله، بنظريات وأفكار من تنظير الظلاميون، التائهون والذين لم يصلهم نور الله والبعض منهم يعرفون المنهج القرآني ولكنهم أعداء لله كاليهود والنصارى وأهدافهم ومنطلقاتهم وغايتهم استعباد وإذلال عباد الله وإخراجهم عن إنسانيتهم وفطرتهم الإنسانية.

المشروع القرآني العظيم الذي تحَرّك الشعب اليمني في إعلان ثورة الـ (21) من سبتمبر الطاهرة، هي رفض لكل الوصايات والتبعية الأمريكية وإعلان التمسك بمنهجية الله وأعلام الهدى عليهم السلام، كنموذج قرآني صحيح قائماً على إقامة دين الله وإظهار دين الله والدفاع على المقدسات الإسلامية والإعداد البناء والتطوير والتصنيع والدفاع عن يمن الإيمَـان والحكمة من نصرو رسول الله وأظهروا دين الله.

وعندما نأتي لنتحدث عن أهم إنجازات ثورة الـ (21) من سبتمبر، بالطبع التحرّر من الوصاية الأمريكية والإسرائيلية سيكون من المسار الثاني، بعد المسار الإيمَـاني وإظهار دين الله، المسار الثالث، في جوانب عديدة نوجز منها على المستوى الرسمي، الحفاظ على مؤسّسة الدولة وذلك من خلال اللجان الثورية التي حافظة على مؤسّسات الدولة من العبث والاستنزاف والإهدار لإمْكَانيات وموارد المؤسّسات الحكومية واستمرارية أداء الأعمال وتقديم الخدمات للمواطنين وسلمت للمجلس السياسي الأعلى براسة الرئيس الشهيد/ صالح علي الصماد (رحمة الله تغشاه)، سعى بكل جهد وبكل تفانٍ لبناء اليمن الحديث من خلال شعاره الدائم (يدٌ تبني ويدٌ تحمي)، فكان هامة وطنية تربى وتعلم في مدرسة آل البيت (عليهم السلام) فكان نموذجاً سياسيًّا وعسكريًّا واقتصاديًّا واجتماعيا وإنسانياً وأمنيًّا وكان دؤوب التحَرّك واسع الأفق يرافق خطابته الهدى القرآني والنابع من ثقافته القرآنية. المستمدة من كتاب الله، وكان يحتوي ويأثر إيجابياً على كافة الفئات من قيادات الدولة والمجتمع قبلياً وغيره، فكان صمام أمان للجبة الداخلية في التطوير والبناء والارتقاء في كافة المجالات وأمهما مواجهة العدوان من خلال رفد وبناء الجانب العسكري وجعله كأولوية من أولويات توجّـه وتحَرّك الدولة، فكان ينفذ توجيهات السيد القائد (يحفظه الله) بكل تفانٍ وإيمان وولاء واهتمام فواكب المرحلة بكل جدارة وإخلاص، ومن أهم إنجازات الثورة إنشاء الهيئات في جانب الزكاة التي كانت غائبة تماماً في المرحلة السابقة وركن من أركان الإسلام تم تغييبه لتنفيذ أجندة وسياسات أمريكية بحته وكانت تجبى لجيوب نافذين في الدولة ولو نأتي لنحصي إنجازات هيئة الزكاة اليوم لألفنا مجلدات ونذكر منها إخراج الغارمين من السجون البعض منهم قضى ثلاثين سنة في السجن والبعض عشرين سنة وخرجوا إلى أهلهم معززين مكرمين بعد أن أصابهم اليأس، وهيئة الأوقاف التي تحافظ اليوم على أموال الأوقاف من الضياع والهدر وتطوير استغلال أموال الأوقاف لصالح بناء المدارس العلمية القرآنية، وَأَيْـضاً تشجيع المبدعين والمبتكرين في كافة المجالات من خلال إنشاء الهيئة العليا الابتكار والتطوير، وكذلك إنشاء هيئة الطاقة التي تهتم بكافة مجالات الطاقة.

وفي الجانب الأمني، على مستوى مؤسّسات الدولة تم إعادة تفعيل دور الجانب الأمني من خلال الحفاظ على أمن مؤسّسات الدولة من الهدر والضياع، على مستوى المجتمع الحفاظ على أمن المواطنين وزرع السكينة والطمأنينة في المجتمع من خلال حَـلّ الإشكاليات وإنصاف المظلومين والنجدة، وكشف الخلايا التي جندها العدوآن من خلايا الفساد الأخلاقي وخلايا زعزعة الأمن وخلايا الإعلام المعادي وخلايا الاغتيالات لرجالات الدولة وكل ذلك من خلال الارتقاء في الجانب الاستخباراتي والذي تم تطويره من خلال إنشاء جهاز الأمن والمخابرات، وفي الجانب العسكري من خلال التصدي والمواجهة لـ (17) دولة والتصدي لعدوان تحَرّك على المستوى البري والبحري والجوي والذي تحَرّك بكل عتاده على مستوى الجوي بأحدث الطائرات وعلى مستوى البري بأحدث المدرعات والدبابات والقانصات وجمع لفائف الأرض من الجماعات والتنظيمات الإرهابية، وفي البحر بأحدث الأساطيل والفرقاطات والسفن الحربية المطورة، وتم المواجهة من خلال المواجهات البرية وفي جميع المناطق وتم تفعيل الوحدات الجوية والبحرية وتطوير القتالية في البر وتم البناء والتطوير، للمقاتلين والذين افترشوا الوديان والسهول ودربوا على سلاح الإيمان وسلاح التقوى، وتم بفضل الله إجراء العمليات النوعية الطرد المعتدين والتنكيل بهم منها عملية البنيان المرصوص وَعملية فأمكن منهم وغيرها من العمليات التي ذاق العدوّ فيها ويلات العذاب والردى، أما عن التصنيع العسكري فقد ابتدائنا تصنيعنا من حيثُ انتهى الآخرين، فوحدة التصنيع العسكري صنعت من الطائرة إلى المسدس وهطا فضل الله، الآن اليمن يمتلك جيش عظيم وقوي مدرب بأحدث التدريبات ويمتلك أقوى السلاح النوعي والحديث في كافة المجالات القتالية البرية والبحرية والجوية.

الجانب القبلي الذي غيب دوره وكان مخصصاً أَيَّـام النظام السابق فقط، لإشعال الثارات والحرب بين القبائل وللجمهرة أثناء الانتخابات، الآن بعد أن تم تعزيز دور القبيلة وإعادة إحيَـاء القبيلة اليمنية الأصيلة وإحيَـاء العادات القبلية الحميدة التي غيبت أَيَّـام النظام السابق، من تفعيل الهُــوِيَّة الإيمانية الأصيلة وتفعيل الوجاهات المجتمعية وغرس القيم الإيمانية وإصلاح واقع المجتمع من خلال حَـلّ القضايا العالقة والتي ضلت لعقود وخلفت الدمار والخراب والتهجير وبعض الأسر انتهت بفعل الثارات وتم تعزيز الجانب الثقافي من خلال غرس القيم الإيمانية في أوساط المجتمع.

الدفاع عن قضايا الأُمَّــة منها قضية القدس التي يعيش أبناء فلسطين ويلات العذاب ووطأة العدوّ الإسرائيلي،

والدفاع عن القرآن الكريم من خلال الرد القوي للمسيئين عن رسول (صلوات الله عليه وعلى آله) وفضح جرائمهم ونبذ أخلاقهم وظواهر المثلية واستعباد الإنسان وتحوله إلى حيوانات ونبذ كُـلّ أنواع الشذوذ الأخلاقي والقيمي.

منظومة الأعمال التي شملت الجانب الرسمي والأمني والعسكري والثقافي والدفاع عن قضايا الأُمَّــة كُـلّ ذلك كان نتيجة وثماره عظيمة ومنها الدفاع عن اليمن ومواجهة العدوان والاستعمار والدفاع عن ثروات اليمن والدفاع عن المبادئ والقيم الإيمانية الإسلامية على مستوى العالم.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com