جرائمُ متوحِّشةٌ للعدوان الأمريكي السعوديّ.. أحزانٌ لا تهدأ

المسيرة | أيمن قائد:

تظلُّ الجرائمُ التي ارتُكبت بحق المدنيين اليمنيين خلالَ ثماني سنوات مضت، هي الشاهدَ الأبرزَ على بشاعة وقبح العدوان الأمريكي السعوديّ، والتي لا يمكن نسيانها أَو تجاهلها.

وللتذكير بما حدث نستعرض هنا بعض النماذج من التدمير والقتل والإبادة المتعمدة التي حدثت خلال شهر يوليو من كُـلّ عام في الثماني السنوات الماضية؛ فجروح اليمنيين غائرة ولم تندمل بعدُ.

فـي يـوم الخميـس الثاني من يوليو للعام 2015م شن طيران العدوان الأمريكي السعوديّ عدة غارات اسـتهدفت منـازل المدنييـن فـي منطقـة الطلـح؛ ما أَدَّى إلى تدميـر منـزل فـوق رؤوس سـاكنيه، وقتـل (٥) مدنييـن بينهـم أربعـة أطفال، وجـرح (٦) آخرون، وَفي اليوم الخامس من الشهر ذاته، وبالتحديد وقت ظهيرة يوم الأحد الموافق 18 رمضان 1437ه قصف الطيران بغارتين تفصـل بينهـا دقائـق علـى حـي الخيـر المأهـول بالسـكان المدنييـن الأبرياء، الغـارة الأولـى أصابـت منزلـي فيصـل الطشـي وخالـد العندولـي المتلاصقـين مـع بعضهمـا ويفصـل بينهـما سـور بنـاء، ثـم أعقبهـا غـارة ثانيـة أصابـت منـزل العندولـي (فيـلا) ومنـازل مدنيـة مجـاورة؛ ما أَدَّى إلى استشهاد مدني، وإصابة مـا لا يقـل عـن (١٠) مدنييـن، معظمهـم إصاباتهـم خطيـرة بينهـم (٤) أطفال، وَ(٢) نسـاء، وتدميـر وتضـرر عشـرات المنـازل والسـيارات والمنشـآت المدنيـة الأُخرى بينهـا تدميـر (٥) منـازل تدميـراً كليًّا، وتضـرر (١٠) منـازل، كما تضررت أَيْـضاً خلال القصف (٣) سـيارات مدنيـة.

وفي اليوم التالي، شن طيران الحقد والإبادة هجوماً عند الخامسة من عصر يوم الاثنين في السادس من يوليو 2015م؛ حَيثُ استهدفت الغارات الأولى سـوق النـوم بمنطقـة جـوب –محافظـة عمـران وسـقط علـى إثـر ذلـك (١٤) شهيداً مـن المدنييـن الذيـن كانـوا فـي السـوق بينهـم خمسـة أطفال، وأُصيب سـبعة آخرون بينهـم طفلاـن، وتـم تدميـر السـوق بشـكل كامـل بجميـع مـا فيـه مـن محـلات، إضافة إلى تضـرر مسـجد ملحـق بالسـوق اسـمه (مسـجد السـقاية) كمـا لحـق الدمـار بــ (١٠) منـازل وأربعـة محـلات تجاريـة واحتـراق بـاص علـى الطريـق العـام كان ينقـل مواطنيـن أُصيبـوا بحـروق وبينهـم طفـل؛ وبعـد دقيقتيـن مـن قصـف سـوق النـوم قصفـت الطائـرات سـوق تقـي والـذي يقـع فـي نفـس المنطقـة ويبعـد كيلـو متـراً واحـداً عـن سـوق النـوم، وسـقط فـي هـذا السـوق مـن المدنييـن (٣٧) شهيداً بينهـم (١٦) طفلاً، كمـا أُصيب (٢٦) مدنيـاً بينهـم (١١) طفـلاً.

وفي سياق مسلسل الإجرام الدموي الذي انتهجه العدوان المتغطرس الآثم، وبعد تلك المجزرة السابقة بيومين فقط عاود تحليق الطيران للبحث عن أهداف بشرية وحيوية أُخرى كعادته؛ ففي السـاعة الخامسـة والنصـف بعـد عصـر الأربعـاء الموافـق 8/7/2015م كان سـوق خيـوان الشـعبي الواقـع فـي منطقـة خيـوان التابعـة لمديريـة حـوث بمحافظـة عمـران علـى موعـد مـع همجيـة القصف الغادر.

ثــلاث غــارات شــنتها تلــك الطائــرات علــى المنطقــة اســتهدفت الغــارة الأولــى فــي حوالــي الســاعة 5:30 محطة وقود لمواطن يدعى حسن شهوف، وبعد أقل من عشرة دقائق عاود الطيران القصف؛ ليسـتهدفَ بصاروخيـن محـلات ومنـازل المواطنيـن وسـط سـوق خيـوان، أمـا الغـارة الثالثـة فقـد اسـتهدفت منـزلاً تسـكنه أسرة شـخص يدعـى الزيـادي لتحيلـه إلى ركام فـوق رؤوس سـاكنيه وحصـدت أرواح العديـد منهـم.

5 أطفال أبرياء من أسرة الزيادي قتلوا بالقصف تحت ركام منزلهم، بالإضافة إلى استشهاد جارهم، كذلك فقد أُصيب نتيجـة القصـف أكثر مـن (١٦) شـخصاً مـن أهالي المنطقـة بينهـم طفلاـن مـن أسرة الزيـادي.

وبعد مجزرة سوق خيوان بعمران بيومين فقط وذلك فـي حوالـي السـاعة الواحـدة والنصـف ظهـر يـوم الجمعة بتاريـخ 10/7/2015م أقدمـت طائـرات العدوان الصهيوني علـى استهداف قريـة الحظيـرة الواقعـة فـي مديريـة سـنحان التابعـة لمحافظـة صنعـاء بغارتيـن جويتيـن، حَيثُ اسـتهدفت الغـارة الأولـى جبـل يسـمى قـروان خال تماماً ويبعـد عـن القريـة بحوالـي ٥ كـم مـن الجهـة الجنوبيـة، وبعـد سـماع الانفجار هـرب الأطفال وبعـض الرجـال مفزوعيـن إلى منازلهـم التـي اهتـزت مـن شـدة الانفجار، وفـي أقل مـن خمـس دقائـق كانـوا هدفـاً مباشـراً للصـاروخ الثانـي الـذي وجهتـه الطائـرة الحربيـة عمـداً نحـو منازلهـم الريفيـة البسـيطة، واسـتهدف وبشـكل مباشـر منزليـن لعائلتيـن مـن أهالي القريـة أحدهمـا تسـكنه أسرة (مجلـي مجلـي أحمد) والآخـر لـ (حسـين الجـوزي وعائلتـه)، حَيثُ تحـول المنزلان إلى ركام مـن الأحجـار والتـراب فـوق رؤوس الأطفال والنسـاء مـن الأسـرتين، مسـبباً مأسـاة إنسانية كارثيـة قضـت علـى معظمهـم.

استشهد نتيجـةَ هـذا الاستهداف (١١) مدنيـاً بينهـم (٥) أطفال وجـرح (٧) آخرون بينهـم ثلاثـة أطفال.

وهنا مجزرة جديدة أَيْـضاً تضاف إلى سجل آل سعود الإجرامي الممتلئ بالجرائم والمظالم، وبعد منتصـف ليلـة الثالـث عشـر مـن شـهر يوليـو ٢٠١٥م الموافـق ٢٦/ رمضان/١٤٣٦هــ وهـي الليلـة التـي يتوجّـه فيهـا ملاييـن المسـلمين للدعـاء والتضـرع والتوجّـه إلى اللـه؛ باعتبارهـا مـن الليالـي التـي عهـد المسـلمون فيهـا ليلـة القــدر المباركــة، كان حَــيُّ مدينــة العمــال الواقــع بمديريــة شــعوب والمخصــص لعمــال النظافــة علــى موعــدٍ مــع المـوت، أطفالٌ ونسـاءٌ اسـتهدفتهم طائـراتُ السعوديّة وتحالفهـا، ودمّـرت منازلَهـم علـى رؤوسـهم، وتركتهـم قتلـى وأشلاء وجرحـى تحـت الأنقـاض.

كارثـة إنسانية حقيقيـة تمثـل جريمـة إبادة بحـق الإنسانية ارتكبها تحالف العدوان الغاشم، واستشهد على إثرها 25 مدنياً بينهم 17 طفلاً وجرح 28 مدنياً آخرون بينهم 20 طفلاً.

وفـي تمـام السـاعة الثانيـة والربـع قبـل فجـر يـوم الأحد، ثانـي أَيَّـام عيـد الفطـر المبـارك بتاريـخ 19/7/2015م قـام طيران العدوان الغاشم بالقصـف الجـوي بغارتَيـنِ اسـتهدفتا بشـكل متعمـد حـياً سـكنياً مكتـظًّا بالمدنييـن وتدميـر عشـرات المنـازل علـى رؤوس المواطنيـن الأبرياء وحصـدت الكثيـر مـن الأرواح، فـي حـي الكمـب السـكني أحد أحيـاء مدينـة يريـم أَدَّى إلى استشهاد (٢١) مدنيـاً بينهـم (٩) أطفال وَ(٦) نسـاء، وأُصيب (٣٥) آخرون بينهم 15 طفلاً وَ(٩) نسـاء.

وفي اليوم التاسع عشر من شهر يوليو للعام 2015م، شن الطيران المعادي صباح الأحد، غارتيـن جويتيـن اسـتهدفتا عـدة منـازل للمواطنيـن بقريـة آل مقنـع بمديريـة منبـه؛ ممـا أَدَّى إلى تدميـر (١١) منـزلاً وتضرر (١٣) منـزلاً وَاستشهد (٢٠) مدنيـاً بينهـم (١٥) طفلاً وجـرح (١٠) آخرون بينهـم أطفال ونسـاء.

 

مأساةُ محطة المخاء:

وفي سياق استهدافِ البِنَى التحتية والمنشآت الحيوية العامة والخَاصَّة، هنا مدينـة وسـكن موظفـي محطـة المخـاء البخاريـة للكهربـاء، الواقعـة بالقـرب مـن مينـاء المخـاء الواقـع فـي محافظـة تعـز.

المدينـة المكونـة مـن ٢٠٠ وحـدة سـكنية خُصَّصـت لموظفـي وعمـال محطـة المخـاء البخاريـة لتوليـد الكهربـاء، وَالتـي تضـم أكثر مـن 270 أسرة يقارب عددهم ثلاثة آلاف نسمة بعضهم من النازحين الذين هربوا من مناطق مختلفة في محافظة تعز، فقد كانـت المدينـة علـى موعـد مـع مسـاء دامٍ، ففـي مسـاء الجمعة بتاريـخ 24/7/2015م عنـد السـاعة العاشـرة وعشـرين دقيقـة حلقـت طائـرات المـوت التابعة للعدوان الغاشم فـي سـماء المدينـة، وكان سـكان مدينـة المخـاء يشـاهدون الطائـرات قبـل ذلـك تحلـق فـي أجوائهـم لثـلاث ليـالٍ متواليـة.

ألقـت الطائـرات صاروخهـا الأول علـى الكافتيريـا والتـي تقـع فـي نهايـة الحديقـة وبجوارهـا اسـتراحة يجتمـع فيهـا الأصدقـاء، لتصيـب هدفهـا بدقـة وتحصـد أرواح الأطفال والمتواجديـن فـي الاسـتراحة، ومـن شـدة صـوت الانفجار خـرج النـاس إلى سـاحة السـكن بفـزع وخـوف، البعـض كان يصيـح: “ابنـي.. ابنتـي”. والآخـر يصيـح: “أمـي أبـي”. أصوات ترتفـع: “اهربـوا إلى السـاحل”.. وبينمـا البعـض تمكّن مـن الهـرب إلى السـاحل إذَا بالطائـرات تعـاود قصـف المدينـة بثمـاني أَو تسـع غـارات لا يفصـل بيـن كُـلّ غـارة وأُخرى سـوى دقيقتيـن أَو ثـلاث دقائـق، وتسـتهدف الهاربيـن إلى البحـر.

جثـث الضحايـا مـن الأطفال والنسـاء مـلأت المسـاكن، امتـلأت سـاحة المجمـع السـكني بالجثـث، حَيثُ مزقـت الطائـرات أجسادهم بالقنابـل والشـظايا الملقـاة منهـا إلى أشلاء، كُتـب الأطفال وملابسـهم وألعابهـم تناثـرت فـي كُـلّ مـكان، خـوذ وملابـس المهندسـين تمزقـت، سـاعة صغيـرة توقفـت عقاربهـا عنـد الزمـن الـذي تـم فيـه القصـف، السـاعة العاشـرة مسـاء يـوم الجمعة، سـتكون شـاهدة علـى زمـان ومـكان الجريمـة ووحشـية وبشـاعة المجرميـن.

نتـج عـن قصـف المدينـة السـكنية استشهاد (٩٠) شـخصاً وإصابة (١٧٠) شـخصاً آخـر وجميعهـم مدنيـون وقـد بلغـت نسـبة الأطفال الشهداء ٢١٪ مـن إجمالـي الضحايا الذيـن سـقطوا، فيما بلغـت نسـبة الأطفال الجرحـى ١٦٪ مـن إجمالـي الجرحى.

عوائـل النازحيـن مـن منطقـة الكديحـة بمديريـة المخـاء أصبحت هدفـاً للقصـف المُستمرّ مـن قبـل الطيـران الحربـي التابـع للتحالـف السعوديّ، مـن ضمنهـم عائلـة المواطـن حامـد أحمد عـوض، مـن أهالي منطقـة الهاملـي والذيـن كانـوا قـد نزحـوا مـن قريتهـم إلى منطقـة الكديحـة فـي الأيّام الماضيـة، ولكـن الطيـران لـم يتركهـم وحالهـم وتعقـب كُـلّ مـن فـي المديريـة مـن المواطنيـن ممـا اضطـر جميـع أهالي القريـة المغـادرة بمـا فيهـم عوائـل النازحيـن وعنـد وصـول السـيارة التـي يقودهـا سـلطان حامـد عـوض إلى قـرب قريـة السماسـم وعلـى متنهـا (١٢) شـخصاً أطفال ونسـاء مـن الأسـرة اسـتهدفتهم الطائـرات الحربيـة التابعـة لتحالف العدوان بغـارة بشـكل مباشـر، ونتـج عـن الانفجار الشـديد للصـاروخ وتطايـرت الشـظايا فـي جميـع الاتّجاهـات وأصابـت كُـلّ مـن علـى السـيارة مـن الأطفال والنسـاء وقتلـت طفلـة عمرهـا شـهرين وأُصيب بقيـة الأطفال والذيـن بلـغ عددهـم (٧) أطفال.

 

استهدافُ حفل زفاف بصعدة:

أما فيما يتعلّقُ باستهداف العدوّ للأعراس والمناسبات فلا يخفى ذلك على أحد؛ فقد أمعن تحالف العدوان بشكل مُستمرّ ومكثّـف في قصف صالات الأعراس والمناسبات المختلفة، ففي الثالث من يوليو للعام 2018م، أقدمت طائرات العدوّ الأمريكي السعوديّ فـي قرابـة السـاعة التاسـعة صبـاح يـوم الثلاثاء، علــى ارتكاب جريمــة بشــعة بحــق أهالي قريــة «الملطــات» الواقعــة فــي منطقـة «غافـرة» التابعـة لمديريـة الظاهـر باستهدافها لحفـل زفـاف ابنـة المواطـن (أحمد جبـران الملطـي) وأثنـاء مـا كان منهمـكاً وأسـرته فـي تفاصيـل ومراسـم زفـاف ابنتهـم (فايـزة أحمد جبـران)، ومنزلـه مكتظـاً بالضيـوف مـن صديقـات العـروس ونسـاء القريـة مـع أطفالهـن الذيـن اصطحبنهـم معهـن إلى منـزل العـروس، كان الجميـع سـعداء ومنهمكيـن فـي طقـوس الزفـاف ويبادلـون العـروس وأهلهـا التهانـي ولـم يخطـر فـي بالهـم بـأن سـعادتهم هـذه سـوف تتحـول إلى مأتـم والضحـكات إلى نحيـب وعويـل وأن المنـزل الـذي كان مقصـد المهنئيـن والمباركيـن للعـروس وأهلهـا سـيكون الهـدف الـذي اختـاره المجرميـن لارتكاب إحدى جرائمهـم البشـعة.

يومهـا كان ممثـل الأميـن العـام للأمم المتحـدة فـي العاصمـة صنعـاء يعقـد اللقـاءات ويلتقـي بالقـادة فـي إطار مسـاعيه لإيجاد صيغـة أَو خطـة لإنهاء الاقتتال ونزيـف الـدم الـذي دخـل عامـة الرابـع فـي اليمـن ورغـم ذلـك وفـي تحـدّ صـارخ ولا مبـالاة وعـدم اكتراث لوجـود مبعـوث الأميـن العـام للأمم المتحـدة فـي صنعـاء يصـدر قـادة التحالـف أوامرهـم لطياريهـم بارتكاب مجـزرة بحـق أبرياء لا ذنـب لهـم ولا مبرّر لقتلهـم وتحويـل سـعادتهم إلى مأتـم.

أسـفر هـذا الاستهداف البشـع لحفـل الزفـاف عـن سـقوط (١١) قتيـلاً جميعهم أطفالاً ونساء، حَيثُ بلـغ عـدد الأطفال القتلـى (٦) أطفال وَ(٥) نسـاء، فيمـا بلـغ عـدد الجرحـى (١١) جريحـاً بينهـم (٥) أطفال وَ(٥) نسـاء ورجليـن أمـا المنـزل المسـتهدف فقـد سـوي بـالأرض وأُصيب أهالي المنطقـة بحالـة مـن الذعـر والخـوف.

وفي التاسع عشر من يوليو لعام 2018م، أقدمت طائرات العدوان علـى استهداف منـزل المواطـن (مسـفر عيضـة) والـذي لا يزال قيـد الإنشاء فـي منطقـة آل الصيفـي فـي قرابـة السـاعة العاشـرة والنصـف صبـاح يـوم الخميـس، أثناء ما كان هو ومجموعة من العمال يقومون ببنائه بينهم مدنيون نازحون من مديرية باقم؛ ما أَدَّى إلى استشهاد (٧) مدنييـن بينهـم طفـل، كمـا جـرح أَيْـضاً (٨) مدنيوـن بينهـم (٥) أطفال وتدمّـر المنـزل كليًّا ودمّـرت سـيارة هايلوكـس واحترقـت الخيمـة وكذلـك تدمّـر حفـار ميـاه كان بالقـرب مـن المـكان وقـد هـرع أهالي المنطقـة بعـد الغـارة مباشـرةً؛ لإخراج جثـث الضحايا وإسعاف الجرحـى إلى المستشـفى الجمهـوري ومستشـفى الطلـح.

أما فيما يخص الصيادين اليمنيين فهم الآخرون الذين يعانون معانـاةً شـديدةً ويتعرضـون لانتهاكات بشـعة نتيجـة استهدافهم مـن قبـل طائـرات وبـوارج التحالـف السعوديّ الحربيـة بشـكل مُستمرّ، حَيثُ وضعـوا بيـن خياريـن فإمـا أن لا يذهبـوا إلى البحـر ويتركـون أنفسـهم وأسـرتهم يعانـون الجـوع والفقـر، وأمـا أن يتجهـوا إلى البحـر مخاطريـن بحياتهـم؛ مِن أجل كسـب لقمـة العيـش لهـم ولأسـرهم.

ومـن هـذه الانتهاكات التـي يتعـرض لهـا الصيادون مـا أقدمـت عليـه طائـرات الأباتشـي الحربيـة التابعـة لـدول التحالـف السعوديّ مـن استهداف لأربعـة قـوارب ثابتـة لصياديـن بوابـل مـن الرصـاص المتفجـر قبالـة جزيـرة السـوابع فـي البحـر الأحمر التابعـة لمديريـة الحـوك بمحافظـة الحديـدة، حَيثُ أسـفر هـذا الاستهداف عـن استشهاد أحد الصياديـن الأطفال ويدعـى (مفيـد قاسـم حليصـي) ١٤ عاماً وجـرح (٧) آخرون بينهـم طفلان، حَيثُ قـام الصيـادون الناجـون بالإبحـار بالجرحـى مـن زملائهـم إلى سـاحل مدينـة الحديـدة وتـم نقلهـم إلى مستشـفى الثـورة لتلقـي العـلاج.

وفي اليوم الأول من يوليو للعام 2020م، شن طيران العدوان الأمريكي السعوديّ مساء الأربعاء أربع غـارات جويـة اسـتهدفت منطقـة «المقـاش» السـكنية الواقعـة بمديريـة «الصفـراء» التابعـة لمحافظـة صعـدة، اسـتهدفت الغـارة الأولـى والثانيـة هنجـر للإسفنج وألـواح طاقـة شمسـية وفـي الغـارة الثالثـة سـقط الصـاروخ أمـام منـزل المواطـن (أحمد أحمد شـعلول)؛ ما أَدَّى إلى إفـزاع أهالي المنطقـة وخَاصَّة أسرة المواطـن (أحمد شـعلول) الذيـن غـادروا منزلهـم بعـد الغـارة الثالثـة مباشـرة خوفـاً أن يتـم استهدافهم وهـم داخـل منزلهـم، ومـا إن غـادروا المنـزل حتـى عـاودت الطائـرات الحربيـة التابعـة لتحالف العدوان القصـف بغـارة رابعـة أَدَّت إلى استشهاد أم المواطـن (أحمد شـعلول) وطفلتـه وجـرح خمسـة مـن أبنائـه بينهـم أربعـة أطفال بالإضافة إلى جـرح زوجـة ابنـه.

وفي الثاني عشر من يوليو للعام ذاته، أقدمت الطائرات مساء الأحد، على استهداف منزل المواطن نايف مجلي والذي يقع في منطقة نائية تدعـى «ريـد العقـل» بمنطقـة «الجشـم» التابعـة إداريـاً لمديريـة «وشـحة» بمحافظـة حجّـة والبعيـدة جِـدًّا عـن جبهات القتـال والتـي يصعـب الوصـول إليهـا لوعـورة تضاريسـها ولا يحقّق استهدافها أية ميـزة عسـكرية للتحالـف، ناهيـك عـن أن جميـع القتلـى والجرحـى الذيـن كانـوا بداخـل المنـزل المسـتهدف نسـاء وأطفال.

مالـكُ المنـزل المسـتهدَف يُدعـى/ نايـف مجلـي قـد توفـي قبـل أكثر مـن عاميـن ويعيـش فـي المنـزل زوجتـه وأطفالـه بالإضافة إلى زوجـة أخيـه عاصـف وأطفالهـا وأمهـم وأخواتهـم وأخيهـم الأصغـر.

تـم استهدافهم بـدم بارد، وسـفكت دمائهـم ظلمـاً واختلطـت أشـلائهم بـرُكام منزلهـم، وحَلـَّت شـظايا الصـاروخ الـذي أطلقتـه طائـرات التحالـف محـلَّ سـكان المنـزل بعـد أن قتلتهـم وأحالـت أجسادَهم إلى أشلاء متناثـرةٍ تـم تجميعُهـا فـي أكيـاس.

(١٢) فـرداً ما بيـن طفـل وامـرأة كانـوا داخـل المنـزل لحظـة استهدافه بالغـارة التـي أسـفرت عـن استشهاد (٩) بينهـم (٧) أطفال، وثـلاث نسـاء، وجـرح (٣) آخرون وهـم طفلاـن وامرأة

كما استهدف طيران العدوان منزل المواطـن / ناجـي مبخـوت مـرزوق مرعـي الواقـع فـي منطقـة المسـاعفة التابعـة إداريـاً لمديريـة الحـزم، كان الفـرح والبهجـة يغمـر أهالي المنـزل نتيجـة ارتزاقهـم بمولـود جديـد، وكمـا جـرت العـادة قامـوا بالاحتفال بهـذه المناسـبة فـي اليـوم السـابع مـن الـولادة كعـادة جميـع اليمنييـن، حضـر الأقارب والأصدقـاء الاحتفال الـذي أقيـم بهـذه المناسـبة، ولكـن طيـران التحالـف السعوديّ لـم يعجبـه رؤيـة المدنييـن يحتفلـون ويشـعرون بالسـعادة فأصـدر توجيهاتـه لطياريـه وبالفعـل تحَرّكـت طائـرات تحالـف الشـر والإجرام السعوديّة فـي صبـاح اليـوم التالـي وقامـت باستهداف منـزل المواطــن / ناجــي مبخــوت مــرزوق مرعــي بغارتيــن جويتيــن قرابــة الســاعة السادســة صبــاح يــوم الأربعــاء الموافــق ١٥ يوليــو ٢٠٢٠م لتحيــل الفرحــة إلى مأتــم حــزن وتعلــن عــن بــدء مراســيم العــزاء.

وكان المنــزل لحظـة الاستهداف مكتـظاً بسـاكنيه، قرابـة (١٩) شـخصاً، جُلُّهـم مـن النسـاء والأطفال، تناثـرت أشـلاؤهم فـي فنـاء المنـزل، واختلطـت دماؤهـم بـركام منزلهـم، والمولـود الـذي لـم يمـضِ علـى قدومـه للحيـاة سـوى سـبعة أَيَّـام قامـت بقطـف روحـه.

أحـد عشـر مدنيـاً بينهـم خمسـة أطفال وثـلاث نسـاء، هـي حصيلـة الشهداء مـن أهالي المنـزل المسـتهدف، بالإضافة إلى سـبعة جرحـى بينهـم سـتة أطفال وامـرأة.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com