المدرسةُ الحسينية.. بقلم/ نادر عبدالله الجرموزي

تطل علينا في القريب ذكرى عظيمة جِـدًّا جداً، ما أحوجنا إلى أن نقف خاشعين نتلوا آياتها ونتشرب منهاجها ونعتصم حولها ونعتز بها ونجعل منها محطة تعبوية تمدنا بدروسها وعبرها لكي ننتصر لهذه المعارك والمخطّطات اليهودية التي حولنا امتداداً من أزلية بدايتها وباكورة ظهورها على أيدي حلفائها، حلفاء الشر وأربابها من الطواغيت التي وقفت أمام الحق وأرادت أن تزيغ الحق وتلبسه باطلاً عداءً وكفراً واستكباراً وحقداً على قادة الهدى من آل بيت رسول الله الأطهار.

في ذكرى فاجعةٍ أليمة انتصر فيها الدم على السيف، ها نحن نخوض احتدام معارك ضارية نعيد فيها دروس البؤس والذل لبني أميةَ حاضرنا المعاصر ونقف أمام الطغاة المستكبرين الضالين المضلين من طواغيت يزيد وأذنابه المفسدين.

مما يجب علينا كأمةٍ عربيةٍ وإسلاميةٍ أن نربط ونواتر أحداث أسلافنا الطاهرين من آل بيت رسول الله الأطهار ونعي ونستبصر حقائق مراحل المواجهة ونستضيء بها في واقع مواجهتنا لذاك العدوّ الهزيل الجبان ومَـا هو إلا امتداد لذَلك، يستوجب علينا أن ننطلق بتلك الروحية الفدائية والروحية المحبة المضحية بمالها ونفسها وأهلها في سبيل نصرة دين الله ومواجهة الباطل وأهل الكفر والضلال، وأن يكون منطلقنا من عبارة “هيهات منا الذلة”.

يجب علينا أن نسعى جاهدين مجاهدين ثائرين لإعادة تقويم الانحراف التاريخي لوصية رسول الله (عليه وعلى آله الأطهار الصلاة والسلام) في وصيته للإمام علي (كرم الله وجهه) لقيادة الأُمَّــة وتحصينها بمنهج الله المعز لها ورفع راية الحق وصونها من الاختراقات التي تضرب بعقيدتها ومعتقداتها وتوهن هُــوِيَّتها الإيمانية بطريقة أَو بأُخرى من خلال ما يرسمونه الأعداء ويحيكونه في أوساطنا من مؤامرات ممنهجة تفرق وتضعف وتمزق وتفتت أوصالنا لكي يسهل بذَلك تمرير مكائدها وغاياتها في ضرب الإسلام والمسلمين.

هَـا هي الذكرى الكربلائية تأتينا لتعيد إلينا تلك الثورة الحسينية، المدرسة المليئة بالدروس، تعيد إلينا صوابنا، تعتبر تلك البوصلة التي تصحح لنا وترشدنا سبل النجاة والتحَرّك لما أمر الله به رجاله المؤمنين الصادقين الغيورين على دينهم وواجبهم نحو رضوان الله عز وجل، وها نحن للأسف ما نراه من مواجهة لا أخلاقية دنيئة من أهل الكفر والنفاق من خلال الإساءة وتمزيق كتاب الله بكل بجاحة وانحطاط، نراهم يتمادون ويسفرون على اقتحام مقدساتنا الإسلامية وانتهاك حرماتها؛ في ظل غيبوبة القادة من العرب المتأسلمين الأذلاء الصاغرين الفاسقين الذين خافوا من العصا الغليظة لكي لا تخزيهم ولم يفكروا في خزي الله لهم وسخطه عليهم..

تأتي المدرسة الحسينية لتجنيدنا في لواء الإسلام ونصرة دين الله والتحَرّك في واجبنا الديني والأخلاقي المقدس -تجاه أرباب النفاق والكفر وزبانيتهم- مع قائد مسيرتنا علمنا وهادينا السيد المجاهد/ عبدالملك بدرالدين الحوثي، ونقول له سمعنا وأطعنا وكما قال سيدي الإمام حسين -عليه السلام- نقول له: لا والله لا أعطيهم بيدي عطاء الذليل ولا أفر فرار العبيد.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com