نصروا الحسينَ فانتصروا به.. بقلم/ احترام عفيف المُشرّف

قد بورك السبعون حتى أصبحوا أُمَمًا تسيرُ إلى إمامٍ عالمي، إنهم من صدقوا ما عاهدوا الله عليه ووقفوا وثبتوا مع الإمام الحسين-عليه السلام- نصروه فانتصروا به عرفوه وعرفوا به فكانوا بالحسين ومن الحسين وإلى الحسين، ومن ثورة الطف بدأت أول صرخة ضد الظلم والطغيان، إنها كربلاء أفجع مآسي الإسلام طراً.

وها نحن وفي كُـلّ عام تأتي فيه ذكرى كربلاء نكتب ونتكلم ونقيم الحسينيات ونظن أننا قد أعطينا هذه الحادثة حقها وليس هناك ما يقال أكثر مما قيل، ليأتي العام القادم وتأتي ذكرى كربلاء وَإذَا بالقلوب تتولى الكتابة ونجد أنفسنا ما زلنا في عتبات كربلاء وفي بداية وصف ما كان وما حدث ومنذ العام الـ61 للهجرة وحتى عامنا هذا، وإلى أن تطوى السماء كطي السجل للكتب لن ينتهي الحديث عن الإمام الحسين -عليه السلام- ولا عن من كان معه، فساحة كربلاء تاريخ.

لندرك أننا مهما تكلمنا عن الإمام الحسين -عليه السلام- وعن من نالوا شرف الشهادة بين يديه سيظل ما كتبانه بداية ليأتي من بعدنا من يواصل ما بدأه من قبلنا حتى وصل إلينا، فدروس كربلاء كبيرة وشهيد كربلاء عظيم وأتباعه عظماء وستظل دمائهم منارة للثأرين على مر الحقب.

ومن يقول كفاكم كلاماً عن الحسين لن ندخل معه في جدال فهو لم يعرف الحسين ولن يعرف الحسين وإن جادلناه، وكما كان هناك من وقف مع الحسين، ومن حارب الحسين، سيكون هنا من يحيى ذكرى الحسين واقتفَاء آثاره وهم نالهم توفيق الله وشملتهم راعيته، وهناك من يعترض عليها وهم خذلهم التوفيق، الحسين هوَ نورُ الله، ونور الله لا يُهدَى لعاصٍ.

وكما لم ينثنِ أصحاب الحسين عنه ولم يتركوه حتى استشهدوا بين يديه كذلك عشاق الحسين لن ينثنوا عنه ولا ينتهي عشقهم له فهم قد رضعوا عشقه مع حليب أُمهاتهم، ولن يكون بوسع من لم يفهم أن ذكرى كربلاء لا تموت إلَّا بانتهاء الحياة إلا الولولة كما هي عادتهم.

فكربلاء باقية ما بقي الظلم لتهدي الثأرين لأنْ لا يسكتوا عن الظلم وأن يقارعوا الظالمين، فالحسين هو الدليل لمن أراد الخروج من براثين الظالمين، فهم قد عرفوا الحسين ومن معه، وهم قد أدركوا أن الحسين قد انتصر وإن كان شهيداً.

وإن الحسين هو الدليل على الكبرياء بما ديس من صدره الأكرم، وأن النصر الحقيقي كان للحسين ومن معه، فأليس الذي في وقته كالدائم، ونصر الحسين دائماً باق ما بقي ثأر في هذا العالم، ودروس كربلاء لن يستغني عنها كُـلّ أحرار العالم بكل أطيافهم ودياناتهم وأعراقهم.

وإن كان لباطل يزيد جولة مؤقتة زائلة بزواله، فَــإنَّ للحق دولة اسمها الحسين باقية ما بقي قلب ينبض بحب الحسين، مُستمرّة على نهج الحسين، فدولة الحسين هي دولة الحق التي أسست لدحر الظلم وانعتاق المظلومين من ظالميهم.

وثورة كربلاء هي أَسَاس كُـلّ ثورات العالم، فالحسين هو معين الحياة الذي لا ينضب وروحها التي لا تهرم وقلبها الذي لا يهدأ، وما بدأه الحسين ومن كان معه سنواصله ما بقي طاغوت في هذا العالم.

قُتِلَ الحُـسَيْن مُمزقاً كَي تَـفهموا

أن السكوتَ على الطُغاة مُحَـرَّمُ.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com